أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشواق عباس - مستقبل العلاقات الأميركية السورية















المزيد.....

مستقبل العلاقات الأميركية السورية


أشواق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1232 - 2005 / 6 / 18 - 09:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشفت مؤخرا عدة تقارير تصدر عن مراكز أبحاث أميركية ذات وزن كبير ، السياسية الحالية الأميركية تجاه عدد من دول الشرق الأوسط والتي يأتي في مقدمتها كل من سوريا و لبنان ، ومعرفة أهداف هذه السياسية يبين تماما الاحتمالات التي يمكن أن تأخذها العلاقة بين الدولتين مستقبلا و احتمالات توترها أو عودتها إلى استقرارها و توازنها ، وسنكتفي هنا بالإشارة إلى التقرير الذي أعلن عنه روبرت ساتلوف ، وهو القيادي اليهودي في واشنطن ومدير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط الذي يعتبر من المراكز المختصة بإعداد السياسات الخارجية للإدارة الأميركية .

هذا التقرير تضمن تفاصيل مهمة في مخطط السياسة الأمريكية خلال المرحلة المقبلة ، التي يطلق عليها اسم "سياسة زعزعة الاستقرار البناءة" ، و هي تشتمل على حلقات متتابعة، يتم تنفيذها الواحدة تلو الأخرى ، بدأت بصدور قرار مجلس الأمن رقم 1559 وما تلاه من ضغوط لانسحاب القوات السورية من لبنان ، تمر هذه السياسة الآن بمنعطف حاسم وخاصة ، حيث عمدت الإدارة الأمريكية لانتهاز ما أسمته بفرصة التطور النادر في الأحداث التي تشهدها سوريا و لبنان، ومن ثم التركيز على جانب واحد فقط من جوانب القرار 1559 ألا وهو انسحاب القوات السورية .

انسحاب القوات السورية في لبنان، ليس له علاقة بالتوصيف الإحتلالي كما تقول الولايات المتحدة وحسب، وإنما يكشف هذا الانسحاب، الخاصرة الرخوة لسوريا في جانب الأمن القومي، ويقلل من انتشار الجيش السوري، "بمعنى آخر" تقليل الأهداف التي يمكن استهدافها عسكريا فيما لو وضع الخيار العسكري قيد التنفيذ، وهذا وارد بالطبع، خاصة وان احتمالات سيطرة إسرائيلية على سهل البقاع في حالة المشاركة لأي غزو محتمل، تصبح أسهل بكثير فيما لو كان السوريون موجودون في المنطقة .

كل ما سبق يعني و حسب الإعلانات الأميركية نظريا أن عودة العلاقات إلى وضعها الطبيعي و توقف الضغوط التي تقودها أميركا مرهون بالقبول والموافقة السورية الكاملة ، ودون أي تململ للمطالب الأميركية المتمثلة بعدم التدخل الكامل بالقضايا اللبنانية و الفلسطينية ، و توقيع اتفاق سلام بدون أي شروط سورية مع الموافقة على الشروط الإسرائيلية ، تقديم ما تريده أميركا منها في الملف العراقي ، الخ هذه المطالب التي لا نهاية لها
لكن الواقع العملي و الفعلي يؤكد أن ذلك غير صحيح على الإطلاق والبراهين على ذلك كثيرة ، وهي أن سوريا أغلقت مكاتب المنظمات الفلسطينية (والذي كان يعد من أهم المطالب الأميركية ) ، و قدمت كل التعاون مع الأميركيين فيما يتعلق بالملف العراقي ، والانسحاب الكامل من لبنان (و الذي شككت به أميركا من خلال تصريحات كبار قادة إدارتها) ،وأعلنت عن رغبتها لعودة المفاوضات مع إسرائيل بشكل متكرر ، ورغم ذلك لم تتوقف الضغوط ، بل أدى ذلك إلى ازدياد المطالب الأميركية التي باتت تمس صميم القضايا السيادية السورية .

فاليوم الانسحاب من لبنان والتحقق منه والتحقيق بما جرى على أرضه، وغداً تصفية المقاومة اللبنانية والفلسطينية التي يسمونها (إرهاباً)، وبعد غد العراق الذي يعيش فيه الأميركيون مأزقاً ، وملف المقاومة والمرتبطين به، وبعده أسلحة الدمار الشامل السورية التي تهدد العالم كله وتستطيع أن تنطلق في ثلاثين دقيقة ربما، ومن ثم هناك موضوع احتلال سوريا لسوريا، وتعويق سوريا لحركة الديمقراطية والإصلاح في المنطقة، وكون السوريين سوريون لم يغيروا ثقافتهم وهويتهم ومناهج التربية والتعليم بالعربية .. إلى آخر السخف الأميركي الإسرائيلي ، وهو ما يعني أن تجاوز سوريا لخلافاتها مع أميركيا أمر غير مضمون في الوقت الراهن .

و هنا على سوريا أن تأخذ في حسبانها النقاط التالية :

- على النظام السوري أن يعيش أربع سنوات مع أميركا بقيادة جورج بوش. ولذلك من المستحسن أن تركز دمشق على كيفية التعامل مع بقية المطالب الأميركية لان إرضاء واشنطن بتطبيق 1559 سيكون مؤقتاً. أميركا تريد من سورية أن توقف استضافتها ودعمها للمنظمات الفلسطينية والتعاون معها في شأن احتلالها للعراق. وعلى رغم انه سيكون من الصعب على دمشق إيديولوجيا وسياسياً التخلي عن دعم المقاومة في فلسطين والعراق، إلا انه ليس من الأكيد أن انعدام الدعم السوري سيضعف المقاومة في البلدين .

- الاستمرار في سياستها التي تتبعها حاليا في إدارتها للأزمة الحالية ، وهي سياسة سد الذرائع في وجه الإدارة الأميركية ( أي اللعب بنفس مبدأ لعبة الشرعية التي تمارسها أميركا ) فهي الضمان الوحيد الذي يضمن لسوريا أن تزيل على الأقل من خلاله الشرعية عن أي عمل تصعيدي ضدها قد تلجأ إليه أميركا ( لاسيما بعد حربها الأخيرة في العراق ).

- القيام و بالسرعة الممكنة بإجراء إصلاحات واسعة و جذرية في الداخل السوري ( السماح بالتعددية الحزبية – إلغاء قانون الطوارئ و الأحكام العرفية ، استقلال الإعلام .... الخ ) بهدف كسب التأييد الداخلي السوري لاسيما في الضوء التطورات و التهديدات الخارجية التي تستخدم هذه الملفات لإثارة الداخل في وجه النظام ( تحصين الوضع الداخلي ) .

- العمل على إدخال بعض الوساطات الدولية ( دول ذات وزن كروسيا مثلا ، ومنظمات دولية كالأمم المتحدة ) لاسيما بعد تنفيذها للقرار الدولي الصادر عن مجلس الأمن ، و هو الذي يعطي لسوريا مدخل مهم ، وهو خضوعها للشرعية الدولية و بأنها لا تعارض التنفيذ حتى ولو مس ذلك مصالحها وبالتالي تكون بذلك قد أدت واجباتها أمام هذه المنظمة الدولية ، وهو ما يمنحها بذلك غطاء دوليا تعمل أميركا جاهدة على سحبه عنها لتبيان بأنها دولة خارجة عن القانون ولا تتقيد بالقرارات الدولية .

- الدخول في حوار علني و شفاف مع الولايات المتحدة الأميركية تحاول من خلاله إزالة الالتباسات القائمة (حسب وجهة النظر الأميركية ) مع أميركيا ، ويمكن هنا أن تطالب سوريا أن يكون هذا الحوار تحت رعاية دول أخرى أو منظمات دولية كالأمم المتحدة.

- ممكن لسوريا الاستفادة من الجالية السورية في أميركا لتحسين صورتها لدى الشعب الأميركي و توضيح مواقفها .

- إعادة إعلانها وتأكيدها على رغبتها بالعودة إلى مفاوضات السلام وتحت رعاية دولية بالشكل الذي يدحض ما تسوقه أميركا وإسرائيل عنها بأنها دولة معادية للسلام ، وهنا نعتقد انه يمكن استثمار المصافحة التي تمت بين الرئيس السوري و الرئيس الإسرائيلي بشكل ايجابي لإظهار ما سبق .



#أشواق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات السورية الفرنسية اسباب التأزم واقتراحات الإنفراج
- خدمة الديون بين الاندماج و الخصوصية - الجزء السابع
- خدمة الديون بين الاندماج و الخصوصية - الجزء السادس
- خدمة الديون بين الاندماج و الخصوصية - الجزء الخامس
- التضخم المستورد
- رسالة إلى المؤتمر القطري العاشر .
- خدمة الديون بين الاندماج و الخصوصية - الجزء الرابع
- خدمة الديون بين الاندماج و الخصوصية - الجزء الثالث
- خدمة الديون بين الاندماج و الخصوصية - الجزء الثاني
- خدمة الديون بين الاندماج و الخصوصية - الجزء الاول
- اسباب نشأة المديونية الدولية
- الاسرائيليين و هوس الكلام
- مالذي يريده الاخوان المسلمين بالتحديد
- كيفية وضع دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع
- من اين يبدأ الاصلاح
- قراءة في مفهوم الديمقراطية الشرق أوسطية
- العلاقات السورية – الأميركية
- النفط العراقي و الخصخصة القادمة
- العلاقات السورية اللبنانية
- ألية وضع الخطة المالية في المشاريع الاستثمارية


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشواق عباس - مستقبل العلاقات الأميركية السورية