أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سلام ابراهيم عطوف كبة - ازمة الطاقة الكهربائية بين الشعب العراقي والوعود الحكومية















المزيد.....

ازمة الطاقة الكهربائية بين الشعب العراقي والوعود الحكومية


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 1232 - 2005 / 6 / 18 - 09:49
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


توجه عدد غير قليل من ابناء الشعب العراقي الى شراء المولدات الكهربائية الصغيرة ولجأ عدد آخر الى الاشتراك بالمولدات الكبيرة التي انتشرت في اغلب المناطق بعد ان تحولت الى مشروع اقتصادي ذي مردود كبير على تجار الازمات وغيرهم من المنتفعين، وذلك تحسباً من ازمات الوقود والمشاكل التي تترتب عليه . اما عموم الشعب ، وبحكم الظروف المعيشية والضائقة المادية الصعبة ، باتت مشكلة الانقطاع الدائم في التيار الكهربائي استنزافاً لصبرهم واملهم ومعرقلاً لعملهم وممارسة حياتهم اليومية .... وتتوالى الوعود الحكومية والمقترحات لأيجاد الحلول الوقتية الى حين تفرغ وزارة الكهرباء الى اعادة بناء المنظومة الكهربائية وتطويرها بشكل يستوعب الطلب المحلي وينهي هذه المهزلة... ومن هذه المقترحات ان تزود الدولة المناطق بمولدات كبيرة يتم تقنين عدد "الامبيرات" التي تتزود بها كل عائلة، وتقوم المجالس البلدية او المتعهدين، بدور التوزيع والمتابعة اي استنساخ التجربة الكردستانية في الاعوام المتاخرة قبل سقوط الدكتاتورية ، وكانت علاج سطحي اثبت فشله بسبب مظاهر الفساد الاداري الآفة التي تختزن الابعاد والآثار الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة... وتعاطي العاملين الرشاوي .. وتغليب الولاءات اللاوطنية .. وعدم الالتزام بالمواصفات الفنية..
من جهته افتى آية الله العظمى السيد علي السيستاني بترشيد الكهرباء والحفاظ على شبكات الطاقة ومصادر التوليد .. ويبدو انه يوجه فتواه الى ابناء الشعب انصياعا لطلب حكومي ..وهذه الفتوى سابقة لأوانها ومقدمة لفتاوي لاحقة كترشيد المحروقات والمياه الصالحة للشرب والاخطر ترشيد الاستهلاك المعلوماتي ... الا كان الاجدر به الفتوى بالمواجهة الحازمة لمظاهر الفساد الاداري التي تنعم بها حكومته الموقرة وعموم الفساد الاجتماعي في بلادنا .. الا كان الاجدر به الفتوى بالمواجهة الحازمة للرأسمال المحلي والكومبرادوري العراقي ونصرة الفقراء ام هو لا زال يستغفل ان البيت الشيعي هو بيت النخبة العليا من رجال الدين والرأسمال ليمسك الشيعة الفقراء بسجادة الصلاة داعين الله ان يرزقهم .. وهي سجادة تخدير الفقراء عبر الجلوس المتوازي عليها ولكن عليها فقط ، فلا مساواة خارج مكان العبادة . آن الاوان كي لا يصطف المصلون وراء هذه المرجعيات ويستمعوا لها كالببغاوات. .. نحن لا نتوقف عند لعبة التقوى والمرجعية والقدسية فلسنا ممن يحتاج الى وعاظ في أمر ديننا أو أخلاقنا وإنما نحن بحاجة لإثبات جدراتنا في إعادة بناء حياتنا طاهرة نظيفة مشرقة متمدنة متحضرة. ..
وعزا مسؤول كبير في الوزارة ضعف التجهيز بارتفاع درجة الحرارة واستثناء الكليات من القطع والتجاوزات على الشبكة... العقلية التبريرية ماسوشية ، سادية ، متعصبة ، منغلقة الطابع واتسمت بها الصدامية بجدارة .ويبدو ان نخب وزارة كهرباء بغداد اليوم لم تتعض من حنقبازيات العهد البائد وأعلامه الذي زخر بالمقالات والتحقيقات والدراسات - المهزلة التي تبرر دوغمائية البعث ونفعيته بعد ان تعددت شعاراته وعناوينه التهريجية في صناعة الطاقة الكهربائية.أعلام الكهرباء الحالي أو إعلام ما بعد التاسع من نيسان وحتى ما نطلق عليه أعلام الحقبة الليبرالية الجديدة لازال أسير مظاهر انهيار السلطة البائدة ولم ينطلق بعد ليتحمل مسوؤلية العهد الجديد وكشف المظاهر المتغيرة السريعة وسبر غور الأحياء الأرستقراطية وحتى المكاتب والكراسي الأرستقراطية التي تحولت جميعها الى ثكنات متميزة تتعاظم أرباحها وأرباح مالكيها من كبار الساسة والموظفين والتجار والعسكريين السابقين ومن أرباب الحكم المقبور بحكم المصالح الأقتصادية والإدارية والحزبية والطائفية والقبلية المشتركة ! وبقي هذا الأعلام مع تعدد العناوين الصحفية والإذاعية والتلفازية أحادي الجانب من القمة الى القاعدة ،ويعاني من المشاركة الجماهيرية الحقة ،ولا زال يلهث وراء الأحداث .وفشل الأعلامان _ الطاغية وما بعد التاسع من نيسان _ في الكشف عن كمون الحياة الأجتماعية وقوى الضغط الداخلي شبه المستقلة المؤثرة على القرارات واتخاذها .وهذه القوى مؤلفة من أصحاب المصالح الجدد " كبار التجار والمقاولين ورجال الأعمال وكبار الموظفين..ومن الملاكين الكبار وبقايا الإقطاع ..أقطاب طائفية ..نخب سياسية ..ومن عوائل المغتربين في الغرب الرأسمالي"..ويرتبط الجميع بوشائج أصطفائية جعلتهم في مرتبة أرستقراطية الأستانة من حيث الأمتيازات ومنها الكهرباء المستمر الذي لا ينقطع عنها إلا ما ندر !وبالطبع أجهزة الأتصالات الحديثة ..والمركبات الفاخرة ..الخ.وفشل الأعلامان في الكشف عن متاجرة الأرستقراطيات القديمة والجديدة بالقيم الأجتماعية والأخلاقية من قبيل العلائق مع الهيئات الدولية والأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية والمصالح الأميركية والغربية ، الألاعيب التجارية والسوق السوداء والغش بأنواعه والفساد والإفساد ، المتاجرة بالتاريخ السياسي النضالي ،…الخ.وتوسعت أرباح هؤلاء على حساب إفقار الآخرين ونبذ غير القادرين على الصمود وزجهم في سوق العمل وبسبب انعدام الرقابة الحكومية وهشاشة المؤسساتية المدنية ، والفساد وعدم النزاهة ، وهضم حقوق الآخرين ، وتغليب الولاءات دون الوطنية والمصالح الشخصية الضيقة.وتتمتع هذه النخب بالأمتيازات ومنها الأستثناء من القطع الكهربائي ، وبالعزلة النخبوية ! هكذا اخفقت وزارة الكهرباء في ايجاد الحلول الصحيحة لأنها تمارس لعبة التبريرات لترويض مشاعر المواطنين. وفي حين يدرك المواطنون التحديات التي تواجه وزارة الكهرباء سواء في الاعمال الارهابية او التخريب او التجاوز فانهم يرون ان الوزارة قد فشلت فشلا ذريعا في توفير قدر معقول من الكهرباء بعد مضي العامين على انهيار الدكتاتورية . ان الوقت والاموال كانت تسمح لبناء محطات جديدة وتأهيل محطات قديمة ومحطات سيارة وتنظيم ضوابط وقواعد مشددة لتطوير هذه الخدمة المهمة.
لا تختلف تصريحات مسؤولي وزارة الكهرباء اليوم عن تصريحات وزير الكهرباء الاسبق" السامرائي" الاستعلائية باستقرار الكهرباء في السنوات القادمة، فتذكرنا بمكارم بطل الحواسم، الذي كان يهب مالا يملك ، ويقول لنا تحملوا ، بعد بيكم حيل، ويكيل مديحنا كرها وغدرا وتسلطا، قائلا انتم شعب العجب ، يعقبها ب عفية. مما يؤسف له أن تتطابق أحيانا بعض القوى السياسية الحاكمة اليوم مع البعث المنهار بالبنية الذهنية والنمطية السوسيولوجية المستندة على هيمنة العصبيات دون الوطنية وبالدور التعسفي للإعلام الدعائي الزائف التبريري.
تتجسد أزمة الكهرباء عادة في معاناة المواطنين من الانقطاعات المستمرة في التيار الكهربائي أو ارتفاع رسومه ، وحتى من سوء التمديدات والتسليك ..هذا يرتبط بأزمة الكهرباء كمفهوم علمي واجتما -اقتصادي . وهذه الأزمة في عراق اليوم جزء من أزمة عامة اجتما - اقتصادية تعصف بعموم البلاد بفعل نهج الصدامية الارعن والسياسات الاقتصادية الخاطئة التي ارتكبتها الحكومات العراقية في فترة ما بعد التاسع من نيسان ، وشيوع الفساد والارهاب ، ومحاولات تصفية القطاع الحكومي بمختلف الذرائع ، وبرامج الانفتاح الاقتصادي والخصخصة (Privatization) ونبذ التخطيط المركزي ، وفتح الابواب مشرعة على مصراعيها للتجارة الحرة والمضاربات وجشع المرابين …واستيلاء الولاءات دون الوطنية على مؤسسات الدولة .
ان حماية صناعة الطاقة الكهربائية مهمة حيوية للحفاظ على الاستقلال الوطني الناجز في البلاد . والمعالجة الوقتية والاستراتيجية لأزمة الكهرباء لا تأتي بالحلول الترقيعية والفتاوي واعادة انتاج العقلية التبريرية المريضة .. بل عبر مستلزمات موضوعية واجراءات علمية منها لا على سبيل الحصر : إعادة بناء هيكلية مؤسسات الكهرباء والصناعة والطاقة وبقية المؤسسات الوطنية والإقليمية ذات العلاقة واعتماد الكوادر الهندسية الفنية الكفوءة ذات التاريخ النضالي المجيد ضد الدكتاتورية والتخلص من الاوهام التكنوقراطية واللاهوتية ... فالتخطيط السليم والسياسة الاقتصادية العلمانية هما قوة ضغط تعاكس ضغط مرتزقة الدكتاتورية والاصولية الاسلامية والطوائفية وتفوقها في المقدار ، العمل على طرد رموز النظام السابق الهزيلة في وزارة الكهرباء فورا، والمطالبة بإلغاء القوانين المعرقلة للديمقراطية وكافة القوانين الأخرى المقيدة للحريات العامة ، رفع شأن مهنة الهندسة وتحسين ظروف ممارستها علميا وعمليا والارتقاء بكرامة المهندس العراقي ، مراقبة التجمعات الاسطوية من الذين يستخدمون مولدات الكهرباء لاستحصال الأموال ببيعه للمنازل والمحال التجارية بتسعيرة أعلى من التسعيرة الوطنية والإقليمية وبتواطؤ ودعم بعض الزعامات والنخب المتنفذة الامية والغبية الحمقاء حيث كل الجهود تصب في اقتصاد السوق وتخريب القطاع العام وتشويه سمعته . وللاستفادة الاكبر يمكن مراجعة دراساتنا التالية في موقع الحوار المتمدن :
• الفساد والافساد في العراق : من يدفع الثمن ؟!
• النفط والطاقة الكهربائية في العراق
• الخصخصة ونظم الشركات والسلطة الرابعة في عراق صدام حسين _ الطاقة الكهربائية نموذجا _
• تداعيات الربط الكهربائي العراقي - التركي
• الطاقة الكهربائية في عراق القرن العشرين
• التشيع البعثي وقرصنة التوليد التجاري
• الخصخصة والبحث عن الحل البلسمي لمعضلات قطاع الكهرباء الوطني - العراقي والكردستاني
• التنمية والكهربة الريفية في العراق
• طيف الطاقة الكهربائية في العراق ... بين الشعوذة والسياسة- الترهات
• عمال الطاقة الكهربائية في العراق وكردستان

**
كبة مهندس استشاري في الطاقة الكهربائية وباحث علمي وكاتب وصحفي .
وهو عضو في :
نقابة المهندسين في كردستان العراق
جمعية المهندسين العراقية
نقابة الصحفيين في كردستان العراق
جمعية اصدقاء المجتمع المدني
جمعية البيشمركة القدامى

وقد نشر العشرات من دراساته في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية داخل العراق وخارجه .



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقابة المهندسين و المجتمع المدني والحركات الاجتماعية في العر ...
- مواثيق الحركة الهندسية الديمقراطية النقابية في العراق
- الدجيلي - شوكة في اعين مختطفيه
- نقابة المهندسين العراقية...الى اين ؟
- الغاء التعاون الزراعي في كردستان
- البطالة في العراق
- الدستور الجديد والمعركة في سبيل العقلانية
- المدخل الى النقل والمرور في العراق
- الدكتاتورية الشيعية – الوليد المسخ لثقافة اليانكي
- تجاوز المسخ الشيعي اساس اي عمل مشترك لقوى اليسار والديمقراطي ...
- حملة / حوار من أجل الشروع بعمل مشترك
- في هذه الاجواء المشحونة يأتي اختطاف الدجيلي
- حوار هادئ مع ائتلاف المهندسين العراقيين
- أيتها الحرية ! ليكن شبابك خالدا !/حقوق الإنسان في العراق و ك ...
- صو ت الشعب العراقي / إذاعة الحزب الشيوعي العراقي
- ثورة اكتوبر والديالكتيك الاجتماعي
- العراق – معسكر حجز واسع ومنسي
- التصاميم قاعدة قرارات الاستثمار والتمويل الكردستانية العراقي ...
- التشيع الشعبوي ضحية أزمات وعهر النخب الشيعية والماسونية
- الحكومة التركية وعقلية القرن التاسع عشر


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي: وضع اقتصادي -صعب- في حيفا جراء صواريخ حزب ال ...
- مونشنغلادباخ وماينز يتألقان في البوندسليغا ويشعلان المنافسة ...
- وزير الخارجية: التصعيد بالبحر الأحمر سبب ضررا بالغا للاقتصاد ...
- الشعب السويسري يرفض توسيع الطرق السريعة وزيادة حقوق أصحاب ال ...
- العراق: توقف إمدادات الغاز الإيراني وفقدان 5.5 غيغاوات من ال ...
- تبون يصدّق على أكبر موازنة في تاريخ الجزائر
- لماذا تحقق التجارة بين تركيا والدول العربية أرقاما قياسية؟
- أردوغان: نرغب في زيادة حجم التبادل التجاري مع روسيا
- قطر للطاقة تستحوذ على حصتي استكشاف جديدتين قبالة سواحل ناميب ...
- انتعاش صناعة الفخار في غزة لتعويض نقص الأواني جراء حرب إسرائ ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سلام ابراهيم عطوف كبة - ازمة الطاقة الكهربائية بين الشعب العراقي والوعود الحكومية