جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 11 - 15:02
المحور:
الصحافة والاعلام
عمر الصحافة اقصر من عمر الذبابة
لذا ليست الصحافة سلطة رابعة ابدا
تبدأ الجريدة كقطب دنيوي لتقابل القطب الديني في القرن السابع عشر بحكم الحرب الثلاثينية على القارة لاوربية و توتر العلاقات بين البرلمان و الملك في انجلترا ليتوسع جمهورها خارج البلاط الملكي و تجارة المدن و تصبح رمز العالم الاعلاني والاعلامي المتقلب المدمن على مادة الاخبار الجديدة بطريقة تحريرية تساوي الاخبار المنقولة شفويا خاصة بعد محاولات محو الامية و تعلم الابجدية.
ارتبط الظهور الدوري (اليومي - الاسبوعي - الشهري) للجريدة للعلاقة بين الصحيفة والطبع و بين البريد و الجريدة والاعلانات. كلما زادت كمية الاخبار توسعت مساحة الجريدة الى ان تغير شكلها من حجم الكتاب الى الحجم الحالي في القرن الثامن عشر و انفصلت عنه كليا بفضل سعرها القليل الى ان توسعت العلاقة المصيرية بين الدعاية و الاعلانات ايضا الى المجلة و بعكس الكتاب تحولت الجريدة الى علم الحاضر و علم اليوم الواحد تلتقي فيها السياسة و الاقتصاد و الثقافة و الادب و الفن و العلم.
لذا يقال ان الجريدة هي السلطة الرابعة في البلدان الديموقراطية و لكن هذا في الحقيقة ليس صحيحا لان الاعلام سلطة حاكمة فقط عن بعد و لانه كلما تقرب الاعلام الى السلطات الاخرى لزادت نسبة الفساد و الاستغلال و لان الصحافة قصيرة العمر جدا عمرها اقصر من عمر الذبابة. فلو كانت هناك احصائية فستجد ان نسبة قراء الجرائد المحترمة لاتتعدى 3%حتى في البلدان المتطورة حضاريا في حين ان نسبة قراء اخبار الجرائد البسيطة التافهة او الجرائد غير المحترمة عالية جدا او بعبارة اخرى ان الصحافة المحترمة هي صحافة طبقات خاصة فقط و انك ترى ذلك في نسبة رواد المواقع الاجتماعية بالمقارنة مع نسبة قراء مواقع محترمة مثل موقع الحوار المتمدن. حتى اليوم لا ينافس حتى الانترنيت الجريدة لان الفضائح لا تصل الى قمتها الا بظهورها في الجريدة اليومية.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟