|
وجهة نظر في إصلاح الإعلام المرئي السوري
عبادة محمد التامر
الحوار المتمدن-العدد: 1232 - 2005 / 6 / 18 - 09:46
المحور:
الصحافة والاعلام
متطلبات الدخول في عالم الإعلام الحقيقي المؤثر يكاد يجمع كل من يتعاطى الشأن السياسي والإعلامي في سورية على أن الإعلام السوري المرئي لا يرقى إلى مستوى العصر الذي نعيشه ،ولا إلى مستوى الإعلام العربي الفضائي الذي دخل زوايا حياتنا المختلفة، ولست في صدد توصيف هذا النوع من الإعلام كما يفعل الكثيرون ، وإنما ما أنا بصدده هو محاولة وضع رؤية عملية وعلمية على أرض الواقع لإصلاح هذا لإعلام المرئي الفضائي حتى نخرج من دائرة التوصيف والنقد إلى دائرة تقديم الحلول أو المقترحاتٍ المحددة . يختلف الإعلام المرئي عن غيره من أنواع الإعلام بالتأثير الكبير للشكل مع المضمون، حيث تلعب خلطة الصورة ومضمونها دوراً كبيراً في عملية جذب المشاهد، ومن هنا ستكون اقتراحاتنا فيما يتعلق بالشكل والمضمون، أي أننا يجب أن نصلح البنية التحتية ومضمونها على حدٍ سواء. وأبد بالبنية التحتية التي تستلزم جملة من المقومات المادية وخبرة تقنية في مجال عمل التكنولوجيا الرقمية ووسائل الاتصال الحديثة جداً التي تمكن من الوصول إلى المعلومات في الوقت المناسب حيث إن عنصر السرعة هو من أهم مقومات الجذب في الإعلام المرئي الفضائي ، غير أن الأهم من هذا كله هو التخصص فلا يمكن للقناة الفضائية الوحيدة الرسمية عندنا تغطية الشأن الثقافي والسياسي والفكري الترفيهي وقضايا المغتربين وبرامج الأطفال... وكل هذه الخلطة العجيبة الغريبة من البرامج. إذا إن أهم قرارٍ من حيث الشكل هو إحداث قناة فضائية جديدة تعنى بالشأن السياسي والفكري والثقافي وتتمتع بتقنية عالية من حيث الصورة والألوان وطريقة ظهور المذيعين والمذيعات على الشاشة ،فالصورة الموجودة حالياً والخلفيات المعتمدة تكاد توحي لنا بأن التلفزيون الفضائي السوري يعود إلى عقدٍ ماضٍ،حيث تعتبر هذه التقنيات أساسية في مجال الإعلام المرئي الفضائي. أما فيما يخص بعض الأمور الدقيقة كالميكرفون المستخدم كدليل للتلفزيون السوري وشعاره القديم وغير الملفت للانتباه فلماذا لا يكون شعار القناة المعبر والفني شعاراً لهذا الميكرفون مع خلفية تظهره بوضوح الذي قلما شاهدناه و نشاهده في المؤتمرات الصحفية وأمام المسؤولين وصناع القرار العرب والدوليين ؟ حتى أن الخلفيات التي تظهر خلف المذيعين والمذيعات يجب أن توحي بالشفافية ، ولا أفضل من إظهار مجموعة من العاملين في التحرير والإعداد في خلفية الصورة مع أجهزة ٍ حاسوبية متقدمة وشاشات عرضٍ توحي بالثقة والمصداقية . وهنا لابد من التساؤل هل من المعقول أن لاتمتلك دولة كسوريا هذه التجهيزات المتقدمة في مجال الإعلام التي تملكها قنواتٌ خاصة؟؟ وهل من المعقول أن لاتتوفر الموازنة الضرورية لذلك وإن كانت تتوفر هذه المبالغ فأين تذهب وإلى جيوب من... ؟؟ سؤالٌ يجب أن تُعرف إجابته للجميع. أما فيما يتعلق بالمضمون الذي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار مخاطبة أكبر الشرائح والفئات الممكنة وذلك عبر التخصص. أي وكما ذكرنا إنشاء قناةٍ فضائية جديدة إخبارية سياسية فكرية ثقافية، هذه القناة التي يجب أن يتوافر فيها وقبل كل شيء كادر متخصص في كل ما يتعلق بالإعلام المرئي، متمتعين بمؤهلات علمية دقيقة،وأن تترك لهم مساحة كبيرة من الحرية المسؤولة التي تنبت فيها الأفكار الإبداعية بعيدا عن الكبت الممارس من قبل إداراتهم . ولا ضير أبداً من التعاون مع الناجحين من القنوات الفضائية العربية وغير العربية بغية إعداد العاملين و معرفة أساليب العمل, لأن الصحيح هو الناجح، هذا هو المنطق الذي يفهمه هذا العصر وكل عصر. كما أن أهم مايشد ويجذب المشاهد هو مساحة التغطية المباشرة للأحداث التي نفقدها بشكل مخجل في قناتنا الفضائية ،فالبث المباشر ومن مكان الحدث ونقل الجلسات والمؤتمرات الصحفية على الهواء مباشرة هو أهم ما يؤكد مصادقيه أي قناة . كما أن شبكة مراسلين عالمية يجب أن تكون ركناً أساسياً من أركان هذه القناة المفترظه،وإمكانية الاتصال معهم على الهواء أهم بكثير من الرسائل الإخبارية المسجلة التي لا تفي بالغرض حيث تتسابق القنوات الفضائية في هذا المجال . فمن العيب أن تغطى زيارات السيد الرئيس بشار الأسد عبر تقارير مسجلة تذاع في نشرات الأخبار، بل الأولى أن تكون هذه التقارير على الهواء مباشرة من أرض الحدث.وكم من المعيب أن يذكر خبر مباحثاتٍ رسمية لكبار المسؤولين والاكتفاء بصورة هذا المسؤول فقط ،وكم يحز في النفس أن نرى المؤتمرات الصحفية القليلة لمسؤولينا من على الشاشات الأخرى بينما تكتفي شاشتنا بعرضٍ موجز لبعض ما جاء في هذا المؤتمر أو ذاك. أما البرامج السياسية فيجب أن تكون في غالبيتها العظمى على الهواء مباشرة مما يعطي إمكانية المشاركة للجمهور،كما أن الشخصيات التي تستضيفها هذه البرامج يجب أن تشتمل على التنوع والتعدد وتنتقى بعناية بحيث تفي بالغرض من توجيه هذه الرسالة الإعلامية وما ورائها. وأن تعتمد الحوارات التي تعود بالفائدة المعرفية والفكرية بعيداً عن لغة الخطابات الرنانة التي ولله ما قتلت ذبابة.إن اللغة الإعلامية المبتغاة يجب أن تركز إلى قواعد معرفية وأن تتسم بالإقناع وأهم شرطٍ لذلك أن يكون مستخدم هذه اللغة مقتنعاً هو ألاً بها ومن ثم عليه أن يثبت وجهة نظره بالمنطق والأدلة والبراهين والأسلوب الجذاب . أيها السادة القائمون على أمر الإعلام الفضائي السوري هذه بعض الأفكار التي أعتقد أنها قد تطور إعلامنا المرئي الفضائي، وإن كانت لكم من أفكار أخرى اطرحوها.ولكن كان الأولى بكم التنفيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذ طوال هذه المدة.
عبادة محمد التامر ماجستير في العلوم السياسية دارس للدكتوراه في العلاقات الدولية والدبلوماسية [email protected]
#عبادة_محمد_التامر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لبنان بين الطائفية السياسية والمؤثرات الاقليمية والدولية -قر
...
المزيد.....
-
فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد اقتحام رجل بسيارته مركزا تجار
...
-
دبي.. علاقة رومانسية لسائح مراهق مع فتاة قاصر تنتهي بحكم سجن
...
-
لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟
-
لارا ترامب تسحب ترشحها لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا
-
قضية الإغلاق الحكومي كشفت الانقسام الحاد بين الديمقراطيين وا
...
-
التمويل الغربي لأوكرانيا بلغ 238.5 مليار دولار خلال ثلاث سنو
...
-
Vivo تروّج لهاتف بأفضل الكاميرات والتقنيات
-
اكتشاف كائنات حية -مجنونة- في أفواه وأمعاء البشر!
-
طراد أمريكي يسقط مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأح
...
-
إيلون ماسك بعد توزيره.. مهمة مستحيلة وشبهة -تضارب مصالح-
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|