أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - توما حميد - جوق التسبيح بحمد المنقذ الأمريكي















المزيد.....



جوق التسبيح بحمد المنقذ الأمريكي


توما حميد
كاتب وناشط سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 311 - 2002 / 11 / 18 - 02:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


جوق التسبيح بحمد المنقذ الأمريكي – ردا على مراد مصطفى

 

 

لقد كتب السيد مراد مصطفى مقالة نشرت على موقع البرلمان العراقي تهدف ككل ما ينشر من قبل المعارضة البرجوازية العراقية الى الترويج للسياسات الامريكية والحرب وهي تستغل شوق الجماهير العراقية  و هدفها النبيل المتمثل بإسقاط النظام الدكتاتوري في العراق. وجدت من الضروري الرد عليها وتوضيح خلافنا نحن الشيوعييون مع هده الافكار.

يتهم السيد مراد الواقفون ضد الحرب و السياسات الامريكية بتحريف القضية من هدف اسقاط نظام دموي طاغ الى هدف " ضرب العراق". في هذه الجملة القصيرة قدر كبير من المغالطة، يجب التصدي لها. فهذه الجملة تشير الى ان السبب من وراء السياسات الامريكية هي الرغبة في أسقاط النظام؟!! ويتحدث عن هذا التصور و كانه حقيقة ! ! !  ! يجب ان نعرف في البداية هدف السياسة الامريكية تجاه العراق.  نحن نقول ان هدف امريكا الاساسي من الحرب ليس اسقاط النظام ولكن قد يؤدي من جملة امور اخرى الى تغير في النظام.

الاسباب الحقيقية وراء التوجهات الجديدة في السياسة الامريكية تجاه العراق؟

 أمريكا مجبرة الان على انهاء سياساتها القديمة في العراق, فهده السياسات, اقصد بها (سياسة الحصار الاقتصادي, المناطق الامنة, و القصف الجوي الشبه يومي), لم تعد مقبولة لا على مستوى الرأي العام و لا على مستوى الدول و الحكومات , الاكثر من ذلك ان بقاء هده السياسات على حالها هي نصر للنظام العراقي بشكل من الاشكال, لذا لابد من ان تنهيها امريكا و لصالحها طبعا و افضل وقت للقيام بذلك هو الوقت الحاضر بعد ان انتهت الحرب الفعلية في افغانستان و بعد ان اعطت الحركات الارهابية الاسلامية المبرر لأمريكا من خلال احداث 11 ايلول. أن الانسحاب من العراق وانهاء تلك السياسات دون انجاز نصر ضد النظام العراقي اما عن طريق تحديد قوته او حتى اجراء تغير شكلي في شكل النظام سيكون نصر للنظام و هذا ما لاتريده امريكا.

أن هدف الاساسي لسياسات امريكا تجاه العراق ليس تغيير النظام و لاتحقيق الديمقراطية بل كل سياستها و الحرب التي تود شنها على العراق هي جزء من محاولاتها لفرض نفسها كقائدة العالم و الحفاظ على هذا الموقع. أمريكا تستطيع الابقاء على موقعها كقائدة للغرب و العالم عن طريق الحرب فقط . فالسبب الوحيد الذي يبقي الغرب تحت قيادة امريكا هو وجود عدو مشترك للغرب ككل يحتاج فيها الغرب الى القوة و القيادة الامريكية للتصدي له  و بذلك تحافظ امريكا على هذا الموقع. و بكلمات اخرى امريكا تحتاج الى( امبراطورية الشر) تهدد الغرب، و تقود امريكا الغرب في الصراع ضدها.

 بعد سقوط قطب رأسمالية الدولة المتمثل بالاتحاد السوفيتي راحت امريكا تبحث عن عدو جديد. و بسرعة تجسد هذا العدو في العراق عندما غزى النظام الكويت و من ثم اصبح امراء الحرب في الصومال, فيوغسلافيا, ثم  العراق مرة اخرى ثم افغانستان ثم العراق. وقد اعطت احداث 11 ايلول فرصة ذهبية لأمريكا لإدامة حربها حيث وجدت عدو( الجماعات الارهابية الاسلامية) ، بخلاف بقية اعدائها منذ سقوط الاشتراكيات البرجوازية، سيكون بامكانه الصمود لفترة طويلة. لقد اكدت منذ  اليوم الاول ان الحرب ضد الارهاب قد تمتد الى سنوات طويلة. بذلك ستبقى نار حروب امريكا مشتعلة.

السلم و عالم بدون( امراطورية للشر) ليس لصالح امريكا. لقد كان موقع امريكا يتهاوى بسرعة قبل 11 ايلول حيث كانت تنعزل عالميا وتقل حاجة الغرب الى قيادتها شيئا فشيئا الى ان برز العدو الجديد. وتأتي كل سياسات امريكا ضد العراق من هذا المنطلق و ليس من منطلق اسقاط الدكتاتورية او احلال الديمقراطية. ففي المنطقة و العالم دكتاتوريات كثيرة لايقال عنها شيئا مثل المملكة العربية السعودية  حيث على سبيل المثال, ليس للمرأة حق السياقة او التصويت وليس لها بطاقة شخصية  وكذلك بقية دول الخليج و الاردن ومصر، كما ان امريكا وقفت ضد انظمة منتخبة على الطريقة التي تروج لها و اقرب مثال كان الانقلاب الفاشل في فينزويلا. و يوجد فرق كبير بين ان يكون الهدف الرئيسي هو اسقاط النظام و بين ان يكون اهداف اخرى قد تتطلب رسم توازن جديد مع النظام. كما ان جملة السيد مراد تدل على ان السياسة الامريكية وحربها القادمة ستؤدي الى اسقاط النظام بغض النظر عن اسباب هذه السياسة.

   فالمعارضة البرجوازية العراقيية كلها تقول المهم اليوم هو ان امريكا تود اسقاط النظام و هذا لصالح الجماهير في العراق.  فهل ستودي الحرب الى اسقاط النظام واذا ادت الى إسقاطه ماذا سيكون الثمن ؟؟

السيناريوات المحتملة في العراق و الاثمان المطلوبة دفعها

 

المعارضة البرجوازية العراقيية  ومن اجل تبرير وجودها و سياساتها، تعطي للسياسة الامريكية ابعادا واهدافـا، امريكا نفسها لاتدعي بها.  تقول ان امريكا ستسقط النظام وتحقق الديمقراطية في العراق! 

ان هذه هي نفس ادعائاتها اثناء حرب الخليج الثانية سنة 1991 . لقد قالوا وقتها ان امريكا تهدف الى اسقاط النظام واحلال الديمقراطية في العراق, وقد كانت امريكا مسيطرة عالميا اكثر و استطاعت ان تحشد زخم اكبر بكثير من الزخم الحالي و كانت المعارضة البرجوازية العراقية بكل فصائلها تهلهل للحرب بحماس لايقاس مع حماسها في الوقت الحاضر. و ان اطراف كالحزب الشيوعي العراقي الذي يقف اليوم بخجل ضد حرب امريكا كان ضمن الجوقة انذاك. وقد تمكنت تلك المعارضة من نشر توهم كبير بين الجماهير، بحيث اصبح انذاك جورج بوش الاب (الحاج بوش).

 حينها خرجنا نحن في الحزب السيوعي العمالي العراقي، كقوة و حيدة،  بين كل ذلك الضجيج لنقول هذه الحرب حرب رجعية و هي بالضد من مصالح الجماهير العراقية و لاتهدف الى اسقاط النظام فماذا كانت النتيجة؟ ذبح 150000 شاب عراقي المساق الى الكويت باللباس العسكري و المنسحبون من الكويت. قتل الالاف المدنييين. تحطيم البنية التحتية للمجتمع العراقي بكل ما في الكلمة من معنى واعقب الحرب، الحصار الاقتصادي، السياسة التي تعتبر حسب كل المقاييس نوع من حرب الابادة الجماعية حيث ادت الى وفاة اكثر من مليون و نصف  ونتج عن هذه السياسات اشاعة الرجعية بكل اشكالها وسلب ارادة الجماهير ومبادرتها ونشر اجواء الترقب و الانتظار.. و تحقق كل ما تنبئنا به.،وانكشفت كل ادعائاتهم الكاذبة. و اليوم يأتون ويطلقون تفس الاكاذيب و التزييف  لتبرير  جرائم بشعة سترتكب بحق الجماهير في العراق و يطلبوا منا ان نصدقهم و نكف عن التصدي لتلك الساسيات الحقيرة وهذا التزيف الصارخ.

 

. من الواضح ان سياسات امريكا في العراق غير و اضحة و هي نفسها ليس لديهاتصور محدد لمستقبل العراق او نتيجة حربها القادمة و الباب مفتوح على مصراعيه لكل الاحتمالات. امريكا لم تعد تدعي اسقاط النظام بل نزع اسلحته، فمن اين اتت المعارضة بكل هذه الثقة بان امريكا ستسقط النظام؟ و الاهم، فان امريكا لم تلزم نفسها بالاتيان بنظام ديمقراطي في العراق بل انها لاتتردد في التاكيد على ان الاحتمال الاقوى هو نصب  حاكم عسكري امريكي على العراق. بينما تدعي المعارضة بان امريكا ستأتي بنظام تعددي، وهذا ليس لشئ الا لاضفاء شرعية لوجودها ولسياساتها  السلبية و التي تتكل على ما ستجلبه رياح السفن الامريكية..

ولااحد بما فيها امريكا يستطيع ان يتنبأ بالثمن المطلوب لتحقيق السياسات الامريكية و بما سيحدت  في حال و قوع حرب و الاتجاه الذي ستتخذه الامور، وهذا واضح من خلال تصريحات المسؤولين الامريكين. و لكن السيناريو الاكثر واقعية هو ان الحرب ستحتاج الى قصف جوي  لابد من ان يودي الى خراب واسع و سقوط الاف الضحايا. كما ان من المحتمل جدا ان يلجا النظام الى استخدام الاسلحة الكمياوية و ما سيترتب عليه من نتائج ، كما ان الولايات المتحدة نفسها لاتستبعد اللجوء الى استخدام الاسلحة النووية. فقد استخدمتها بالشكل المكشوف في اليابان و الشكل المستتر من خلال اليورانيوم المنضب في العراق و يوغسلافيا، و الذي تتضح نتائجه الكارثية يوما بعد يوم. فما المانع من استخدامها في حال لجأ النظام الى استخدام الاسلحة الكمياوية وهي نفسها لاتستبعد هذا الخيار.

أما بصدد التغير القادم في العراق ، فأمريكا مستعدة لاقذر المساومات من اجل امرار سياساتها ومن بين هذه المساومات الابقاء على النظام نفسه.  ولكن لابد من ان اشير الى ان امريكا اذا لجأت الى الحرب فان احتمال ان تقوم باجراء تغيير داخل النظام هذه المرة وارد بل قوي الى حد ما، لحفظ ماء الوجه، و لكن اي نغيير ستقوم به امريكا!!!!!؟     ان اسهل تغيير مقبول لدى امريكا هو تغيير شكلي يتمثل بازالة صدام و الابقاء على النظام نفسه اما الاحتمالات الاخرى فهي الاتيان بنظام عسكري او في اقصى الاحوال هو تنصيب حاكم عسكري امريكي. فمصلحة امريكا ليست بالضرورة في اسقاط النظام العراقي كما يدعي السيد مراد بل في حسم الوضع لصالحها سواءا من خلال تجريد النظام من اسلحته او ازالة شخص صدام او الاتيان بنظام عسكري او الحكم العسكري المباشر كما قلنا، و لكن الواضح ان امريكا لم تتحدث قط عن الاتيان بنظام برلماني لان امريكا واعية لحقيقة ان مثل هذا النظام غير ممكن في ظروف العراق. والمعارضة البرجوازية العراقية لن تكون الحاكم الفعلي للعراق بل في احسن الاحوال سيعطى لتلك الشخصيات بعض المواقع الادارية.

 في وضع العراق كاي دولة اخرى  متخلفة اقتصاديا هناك خياريين لاثالث لهم، هما اما البديل الاشتراكي او نظام قمعي ككل الدول الفقيرة في العالم. فنوع الديمقراطية البرجوازية السائدة في اي بلد مربوط بالتطور الاقتصادي. فيوجد فرق بين التطور الاقتصادي لدولة مثل العراق او سوريا مثلا و التطور الاقتصادي الموجود في تركيا وذلك الموجود في دولة غربية و بنفس الوقت يوجد تفاوت و بنفس الترتيب بين النظام السياسي و نوع الديمقراطية البرجوازية السائدة في النماذج الثلاثة. فالرأسمالية في دولة غربية من القوة و الرسوخ بحيث ان الرأسمالية لاتحتاج الى قمع سافر لكي تبقى في الحكم، كما ان الرأسمالي لا يحتاج ان  يكون في الحكم  لكي يحافظ على امواله الخاصة و ارباحه بل ان هناك قوانين اقتصادية تؤمن هذه الامور اما في دولة مثل العراق فان الرأسمالية لكي تبقى في الحكم و تبقي على الاستغلال التي تحتاجه لكي تتمكن من المنافسة مع القوى الاقتصادية الاخرى، لابد من قمع سافر و ان اي ارخاء سيؤدي الى زوال النظام الرسمالي برمته. و خير مثال هو الجمهورية الاسلامية في ايران. فالورطة التي وقع فيها هذا النظام هي ورطة حقيقية. فإذا كان من الصعب حاليا الاستمرار في الحكم من خلال القمع المطلق فان الحكام يشعرون في نفس الوقت بان اي ارخاء في القمع سيودي الى زوال النظام وهذا هو سر فشل خاتمي. لذا فان البديل البرجوازي للعراق هو نظام قمعي و ان ادعاءات المعارضة العراقية بصدد التعددية الحزبية و الديمقراطية البرلمانية هي محض هراء. فحال العراق لن يكون افضل من كل الدول الاخرى المتخلفة  اقتصاديا التي تفشل في تطبيق البرلمانية و تكتفي بانتخابات شكلية. فلايعقل ان تكون البرجوازيات في كل هذه الدول خائنة. وهذا هو السر من وراء عدم تعهد امريكا بتطبيق الديمقراطية والحديث عن احتمال تنصيب حاكم عسكري مباشر.

 التغير بحد ذاته ليس الهدف بقدر ما هو ماهية التغيير ونتائجه فالتاريخ ملئ بتغيرات سياسية رجعية، فالنتيجة قد تكون اسوأ في الكثير من الاحيان و قد حدث هذا من قبل في ايران لقد جاء الغرب بنظام الجمهورية الاسلامية ،وهو احد اقذر الانظمة في تاريخ البشرية فما الذي قبضته الجماهير في ايران من هذا التغيير. وحدث هذا من قبل في تشيلي و اندونيسيا وغيرها.

 لكن يقال ان اي تغير في العراق سيكون افضل من النظام الحالي. لكن لا اعتقد ان اي تغيير تقوم به امريكا سينزل من السماء و لكن سيكون من خلال عملية عنيفة وخسائر جمة، لا يمكن تبريره و القبول  به من اجل تغيير شكلي في النظام لايقدم و لايأخر.   

يقول السيد مصطفي ان الحرب كل الحرب، مأساة انسانية و جالبة الام........ فالعنف كبيره و صغيره، لابد من الغائه في مسيرة الانسانية. و لكن ما القول عندما يكون خياره محتما و لا مناص منه لمنع كوارث اكبر و ماس اكثر ايلاما، اي يحقق غرضا انسانيا مطلوبا؟...   اولا هذا العنف كما قلنا، باي ثمن و من أجل ماذا يجب ان توافق عليه الجماهير و القوى التقدمية؟ كم هي الخسائر المقبولة لدى السيد مصطفى فأ سوأ السيناريوات  قد تنتهي بهلاك الملايين، وهل يعطي السيد مصطفى ضمانا بان مثل هذا السيناريو لن يحدث؟ الذي يتحدث ضمن المعارضة العراقية عن ضمانات احمق و ساذج لأن امريكا نفسها لاتعطي اي ضمانات . و من ثم من اعطى للسيد مصطفى و المعارضة العراقيية الحق بأن يقررون بان هلاك هذا العدد او غيره من العراقيين مقبول؟ و ماذا سيكون موقف السيد مصطفى لو كان من بين هؤلاء اخوه، او اخته ، او و الديه او احد اقربائه؟ و من اجل ماذا علينا القبول بهذا العنف؟ اما عندما يدعي بان لامناص من العنف الامريكي من اجل ازالة النظام فهدا نابع من حقيقة ان السيد الكاتب لايؤمن بالجماهير و لايؤول عليها. عند دراسة التاريخ لانجد ان اي دكتاتورية من الدكتاتويات قد بقت الى الابد، فالبشرية لم يكتب لها الأ في قاموس المعارضة العراقية ان تبقى ترزح تحت ظلم هذه الدكتاتورية او تلك الى الابد. هذا نابع من انهم يرون التاريخ من خلال القوى البرجوازية فقط ومن خلال الجيش و امريكا اما الجماهير فليس لها حساب في قواميسهم.

اما عن اتلغير في العراق فهذا وارد إذا تركت امريكا الجماهيرتقرر مصيرها. ان احد الاسباب الرئيسية لبقاء صدام في السلطة هي سياسات امريكا نفسها وتدخلها في العراق. و الان وبعد انفضاح امر النظام الفاشي في العراق و اصبح عاجزا عن الحفاظ على السلطة تريد امريكا ان تاتي بنظام دكتاتوري اخر و لكن بفارق واحد وهو انه سيحتاج الى 30 سنة اخرى لكي ينفضح ويفقد شرعيته لدى الجماهير. 

 

يقول السيد مصطفى: لايريد اي وطني ان يكون عراق الغد تحت حماية أجنبية و لكننا ننشد عراقا حرا و ديمقراطيا و ان يساندنا المجتمع الدولي للوصول  اليه و لنقيم العلاقات مع دولة على اساس المصالح المشتركة و المنافع المتبادلة. اما هل لأمريكا اهداف كبرى للمنطقة من وراء ازاحة صدام؟ فالبتأكيد. و لكن الواضح ان التطورات المنتظرة سنكون على الارجح لصالح انتشار الديمقراضية و علاقات السلام و قطع دابر التطرف و التطرفين و دعاة التخلف.

 اعتقد انني جاوبت على الكثيير مما في هذه الادعاءات و لكن السؤال الموجه الى السيد مصطفى، هو من اتى بالنظام العراقي الذي تعتبره لوحده فقط المسؤول عن كل مايحدث من مأسي في العراق، ألم تكن أمريكا؟ فما هو الظمان بانها لن تأتي بنظام مماثل؟ اما بصدد ان سياسات امريكا ستكون لصالح الديمقراطية فأن هذا الهراء، كما قلنا، كنتم تمنون نفسكم وتخدعون الجماهير به عام 1991 ، فماذا كانت النتيجة؟ و لماذا تريدوننا و الجماهير ان نصدقكم مرة اخرى؟

 

 يقول : لقد استقبل الشيوعيون في العالم بحماس دخول فيتنام عسكريا في كمبوديا و انقاذ شعبها و المنطقة من " الخمر الحمر". فلماذا يدينون ترتيب اطراف عراقية عديدة بامكانية الاستفادة من التصميم الامريكي على قلع النظام و الدخول مع واشنطن في مفارضات لضمان دور حقيقي للمعارضة في عملية التحول و في رسم النظام المقبل؟! لاأجد من الضروري ان اتحدث عن الشيوعيين الذي يتحدث عنهم الكاتب او كل نموذج أورده على حدة، ولكن اقول اننا لسنا ضد فكرة تغير نظام من قبل قوة او قوى خارجية و لكن الحديث هو اي قوة تقوم بهذه المهمة و من اجل ماذا و ما هي النتائج التي تترتب على عملية التغيير هذه؟ كما ان محاولة المعارضة البرجوازية  اعطاء صورة بان العلاقة بين المعارضة العراقية وامريكا على انها علاقة تسودها نوع من التكافئ، هي ضحك على ذقون هم قبل غيرهم. العلاقة بين المعارضة العراقية و الولايات المتحدة هي علاقة دولة بجماعات عميلة تستخدم كاداة لتحقيق هدف معين دون اي ضمان. هل بامكان اي شخص ان يعطي ضمانا بان يكون لهذه المعارضة موقع في الحكم الذي سيخلف صدام؟

 

و يقول الكاتب اما اذا كانت الحرب تعني عملية انقاذ للشعب من محنة دائمة و ليس احتلالا للارض كالاستعمار القديم، فان الأمر يختلف...... و هنا مرة اخرى يعطي الكاتب ابعادا لحرب امريكا هي نفسها لاتدعي بها. لم نسمع ان قالت امريكا ان الهدف من الحرب هو انقاذ الشعب العراقي كما يقول الكاتب بل تقول ازالة الخطر الذي يشكله النطام على الامن الامريكي و امن المنطقة. ولا ادري من اين يستمد الكاتب كل هذه الثقة ليطئن اصدقائه القوميين بان امريكا لن تبقى في العراق  فامريكا نفسها كما قلنا لاتعطي مثل هذه الوعود بل اكثر من ذلك انها تؤكد مررارا انها قد تضطر الى البقاء في العراق. اما بخصوص النفط فانني اوافقك الرأي فهدف امريكا ليس السيطرة على النفط فهي تشتري جزء كبير من النفط العراقي حتى في الحالات التي كان الخلاف بينهما على اشده كما ان القوات الامريكية موجودة في المنطقة كلها و رغم ذلك تبقى الانظمة القبلية في هذه الدول هي التي تتحكم بالنفط.

 

 وفي مقطع اخر يقول الكاتب أجل. ان السياسة مرونة و التحالفات متبدلة، و الأعداء و الأ صدقاء يتغيرون. فالكاتب هو ليس اول من يستخدم هذه العبارات فهي تستخدم بكثرة من قبل كل اطراف المعارضة البرجوازية و الهدف منها ابقاء على خط رجعة في كل الصفقات السياسة التي تعقدها مع هذه الجهة الرجعية او تلك ولكي تبقى يدها طليقة للمتاجرة بمعانات الجماهير العراقية في تجارتهم الكاسد هذه الفترة، و تحرر نفسها من اي التزام سياسي و من اي كارثة قد تحصل غدا نتيجة سياسات هذه الجهات. لكن لااعتقد بان هذه الكلمات ستحرركم من المسؤولية . انك وكل المشاركيين معك من المهللين للسياسات الامريكية مسؤولون عن الجرائم التي ارتكبت منذ عام 1991 وفي الجرائم التي سترتكب اذا تمكنت امريكا من تنفيذ سياساتها و شن الحرب

بخصوص الادعاء بان امريكا اكثر حساسية بمحنة العراقي من غيرها بحيث تصبح احد المنبهرين بجورج بوش فهذا اما نوع من الافراط في السذاجة او محاولة لتحميق المقابل، فامريكا كما قلنا هي السبب الرئيسي لمعاناة العراقيين. يكفي ان نقول مرة اخرى انها هي من اوصلت النظام العراقي الى الحكم وهي التي دعمته و هي التي سترت على جرائحه، اما اليوم تاتي لتتحدث عن طبعية هذا النظام الدكتاتورية او عن معاناة الانسان العراقي، (وحتى في الوقت الحاضر لا اعتقد انها تتحدث كثيرا عن هذه المعاناة)، فذلك نابع عن اسباب ذكرناها و معروفة للجميع عدا الغارقيين في السذاجة.......

 

 

 

 

                 

 

 

 

 

 



#توما_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية على طريقة المعارضة البرجوازية العراقية


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - توما حميد - جوق التسبيح بحمد المنقذ الأمريكي