جبار وناس
الحوار المتمدن-العدد: 4331 - 2014 / 1 / 10 - 22:55
المحور:
المجتمع المدني
لم تكن ساعات المساء في هذا اليوم الخميس - 9 - 1 - 2014 - كسابقاتها في الايام والسنوات التي خلت ومرت على مدينتنا الناصرية - فلقد وقع ما ليس متوقعا في بال وتفكير من سكن في هذه المدينة - وطبيعي أن يحل ضباب ويغطي سماء المدينة وبهذه الكثافة فلهو أمر يستحق التوقف عنده - سيما وأن مدينة تعاني شحة في ليونة الطبيعة وأسترخائها كما هو حاصل في مدن يشار لها في الابداع والتجدد والاسترخاء المدني - فمدينتنا محاصرة وعلى مدار السنة بقسوة مبالغ في تمددها غلى طبيعة الجغرافيا فضلا عن تدخلها في أمزجة وسلوك الافراد القاطنين في هذه المدينة - ويضاف الى ذلك عزوف وابتعاد أمزجة من يتدبرون أمر الادارة فيها ومجافاتهم لكل ما يساعد على انبلاج الحس المدني وقيامه وأنتظامه في مسار الذوق الحضاري والذي يتجسد في تخطيط عمراني مميز يمكن أن تحظى به هذه المدينة الضاربة في جفوة حقيقية مع معايير التكوين المديني المنسجم مع حركة الحداثة في العمران والتخطيط الحضري الصحيح - وحتى لا أثكل عليكم لحظات المتابعة لورقتنا هذه فمن الاجدى أن أحيطكم بما جرى من مناقشات ولغط كثير من قبل أناس كثر دخلوا في مناقشات فيما بيهم فمنهم من رحب بهذه المداهمة المفاجئة من قبل الضباب على سماء مدينتهم ومنهم من راح يسبح بحمده تعالى فله الامر في كل شيء ومنهم من راح يؤطر لهذه الحالة في بعد روحاني لا يكاد يبتعد عن عملية السباحة والعوم الماكر في بحيرة الاستغفال حيث البساطة والسذاجة في سلوك يعد رصيدا دسما في أمر قادم - ومنهم من أبدى أمتعاضه معللا بندرة الحيلة والوسيلة في مجارات أمر كهذا لبعد أقتصادي حاد - ومنهم من راح يعلق على ذلك اللغط الحاصل بقوله - ما الضير في الامر ان حدث ما حدث اليوم ؟ فالامر متعلق بمرونة الاستجابة والمطاولة بروح مفعمة بتفاعل حر نلمس فيه تناغما لأنفس تؤمن بحركة الحياة وتجددها بعيدا عن حالة السكون والثبات والتي تقف وراء من قال بكره لما حل اليوم - وفي اجمال ما رصدناه اليوم يجدر بنا أن نحدد لمعيار التفاعل والتناغم من قبل الناس مع كل ما يستجد أمامهم من أمور - لنقول - أن عظمة المدن وسموها يكمن في مدى استعداد من يسكنون في هذه المدن لروح التغيير والمثابرة على الايمان الحقيقي بخطوات ذلك التغيير الايجابي وهذا يتأتى من أيمان بروح الفهم المدني بعيدا عن مفازات السلوك القبلي والذي يطنب في ثبات حجري مزمن -
#جبار_وناس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟