أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - الشمعة الأولى لساكنة جانسيز و رفيقاتها














المزيد.....

الشمعة الأولى لساكنة جانسيز و رفيقاتها


مصطفى بالي

الحوار المتمدن-العدد: 4331 - 2014 / 1 / 10 - 20:48
المحور: القضية الكردية
    


عام مضى و ساكنة جانسيز ترنو إلينا من علاها،تتوسط ليلى و فيدان على عرش الملكوت الأعلى،تاركة ضفائرها بين أنامل جان دارك،هي مبتسمة دائما بأعين لا تنبض إلا ببريق الإرادة و الإصرار الآبوجي الذي لا ينضب،تمد أناملها خلفا لتمسح عن مآقي القديسة الفرنسية عبرات الحسرة،ترد لها الاعتبار مجددا،أن قري عينا أيتها القديسة،فالخيانة هنا كان منبعها معك و ما زالت فصولها تتوالى.
شعرها الأشعث ما تعود على صالونات المجتمع الفرنسي(المخملي)،هي التي قضت العمر بين أحضان أم قروية اعتقد البعض أنها لم تعد موجودة,وبين جدران سجون آمد حيث مظلوم دوغان يعلن عشقه للحياة بالمقاومة التاريخية وبين أشجار البلوط في جبال كردستان حيث كانت تلك الجبال متكأً لها في استراحاتها القصيرة بين الثورة و الثورة،هي لم تضع أحمر شفاه على شفتيها يوما ما و لم تستخدم مساحيقا لتغيير لون بشرتها،حسبها أنها كانت تلون شفاهها بلون التوت البري الذي تتناوله في الجبال وتنعش بشرتها بالندى الجبلي و شلالات ذوبان الثلوج على القمم.
لم تكن مدن الصقيع في أوربا حلما لها,و زيف حضارته الآثمة لم يدغدغ هواها ذلك أن هذه الحضارة هي الابنة الشرعية لتاريخ باريس الآثم وهيلين الفاجرة،وهمجية اسبارطة والحصان الذي تحول من رمز للوفاء إلى علامة شؤم للخديعة و الغدر.
لكنها أرادت أن تكشف ورقة التوت الأخيرة التي تستر عورة هذا الغرب،فما كان منها إلا أن تضحي بنفسها لتميط اللثام عن هذا الوجه القذر لحضارة البؤس والاغتراب الإنساني فتمثلت دور نفرتيتي الكردية لتزور جان دارك في صومعتها،تهمس فس أذنيها أنشودة المرأة الحرة،و ترنم لها أغاني أوليس وهي تنسج نولها كل يوم في انتظار فجر يضيء لها حلكة الدولة و السلطة لحظة انقضاضها على كدح الشعوب متمثلة بالمرأة كرمز وأيقونة للكدح و الكفاح.
أوليس لم تمت كما أنها لم تخن فارسها التائه في تلاطم اليم و بحثه المضني عن سبل الوصول و ضياعه بين عالم الإنسان و عالم الآلهة إذ هما ضحايا الحروب الضالة،وأوليس تتناسل في بناتها البررة من جان دارك إلى ساكنة جانسيز و رفقيتيها و ما زالت حبات المسبحة في تزايد.
في الذكرى السنوية الأولى لشمعة ساكنة جانسيز أزدادت بناتها ألقا وجمالا,فرفيقات الدرب أكثر إصرارا من أي وقت مضى على السير في درب الجلجلة حتى النهاية,و هن أكثر تصميما على رفع الصخرة إلى مكانها على قمة الجبل،فسيزيف قد فشل في تلك المهمة لأنه لم يستنجد بالمرأة،بنات ساكنة جانسيز يجدلن ضفائرهن كل صباح ويبتسمن للشمس,بينما القتلة المجرمون أكثر خزيا و أكثر عارا،فحضارة باريس وغربه قد أصبحت عارية في مهب الشهادة,هذه الحضارة لن تتجاوز ثقافة راعي البقر القائمة على القتل والإجرام و تطوير آلاته بدءا بالقتل الأحمر بلون الدم وصولا للقتل الأبيض بلون القوانين و الصهر العرقي من خلال تلك القوانين
في حضرة شخصية عظيمة كساكنة جانسيز تصبح كل الكلمات عاجزة,كل اللغات كاذبة,كل الأحاسيس ابتذال و رياء,ثمة أشخاص أكبر من أن نرثيهم,أكبر من أن نعزي أحدا بهم,ثمة أشخاص بفقدانهم تتشح الأوطان بالسواد,ثمة أشخاص يصبح رثاءهم ابتذالا
ساكنة جانسيز:لن نعزي أحدا سوى جدران سجن آمد,أحجار قنديل و بقية الجبال,أوراق الأشجار التي تناولت الكثير منها في رحلة مقاومتك لنهج التصفية و الخيانة,حبات البلوط التي أصبحت عشاء لكثير من مساءاتك,سنعزي ثياب الكريلا التي ستفتقد جسدك الجميل بعد الآن,قبل هؤلاء كل التعزية للقائد آبو,رمز وجودنا



#مصطفى_بالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا شماتة آبلة ظاظا فينا
- غوطة حلبجة
- وصفت تاريخية
- ابن تيمية(الخالد)
- آب ضيفا في رحاب تموز
- ارحموا عزيز قوم ذل
- كوباني الحسودة الغيورة
- المثقف؟؟؟؟
- حاصر حصارك لا مفر
- تموز يا حبيب عشتار
- نعم للإرهاب
- عامودا،غربة المكان عن الزمان
- شتم الذات كرديا
- عامودا ستسقط الرهان
- اللبلابيون


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - الشمعة الأولى لساكنة جانسيز و رفيقاتها