زاهر نصرت
الحوار المتمدن-العدد: 4331 - 2014 / 1 / 10 - 17:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ديمقراطية الفتنة ؟ انها حقاً فتنة !! فتنة ً جاءت بها الولايات المتحدة الامريكية والغرب ، لا تستهدف بها عالمنا العربي والإسلامي وحده بل فتنة تستهدف حضارة عمرها 1400 عام ، فتنة لها جدول اعمال ترتبط بمصالح ومطامع . لكن المؤلم انها تستخدم أدوات دينية مشوهة حمل لواءها متدينون مشوهون بشروا بهذا الصراع ونظّروا له فمهدوا للفتنة وهذه الفتنة فخ منصوب للجميع لنا كما لغيرنا .
أدخلوا الدين بالسياسة للحفاظ على مصلحتهم حيث ان النموذج المهيمن على الفكر الغربي هو نموذج " الأنا " التي لا تتعرف على نفسها الا عبر ( الآخر ) تختاره هي او تشكله وتصنعه بالصورة التي تجعله قابلاً لان يقوم بالوظيفة التي تريدها منه ، وظيفة تأكيد " الأنا " لنفسها .
عقد من الزمن عمر الديمقراطية في العراق ، الديمقراطية المزيفة والمدججة بالسلاح ، ديمقراطية تقسيم الأرض ، ديمقراطية تعطيل مسيرة البناء ، ديمقراطية نهب ثروات البلد ، ديمقراطية النعرات الطائفية ، ديمقراطية انهاك قوة المجتمع ، ديمقراطية الفساد والسرقة ، ديمقراطية التفخيخ والتفجير ، بل هي ديمقراطية القتل والتهجير والتشريد .
لقد دخلت هذه الديمقراطية الينا بأسم الدين من اجل مصلحتهم السياسية التي تؤدي الى طريقين مختلفين يصبان كلاهما في نفس الهدف الذي يرمي الى تشويه صورة هذا الدين على انه دين إرهاب وقتل النفس من جهة والى تحقيق السيطرة على الثروات بالتقسيم والتدمير والاضعاف من جهة أخرى والتي أدت بالفعل الى تمزيق مجتمعنا وهدم كيانه بمساهمة منا " لا ارادية " في تمهيد الأرضية الملائمة لنجاح مخططات الغربنة الذكية التي يعمل بها الغرب منذ مئات السنين لنشرها في مفاصل مجتمعاتنا ككل وهو ابعد ما يكون عن الواقع وعن جوهر هذا الدين الذي شدد على قيمة العقل والفكر والتفكير كمظهر من مظاهر المعرفة والتقدم للمسلمين وكذلك الأديان كافة كانت تعرض على الاخذ بأسباب العلم ، ولنا في تاريخ الخوارج وحروبهم ضد سلطة الدولة الإسلامية العبر والدروس حيث انهكت تلك الحروب الإسلام ودولته ومزقت وحدته وفتحت الباب على مصراعيه للتدخل الاجنبي في مفاصل الدولة وشؤونها .
الا نتعض من التاريخ فنحن الان في فوضى ، والدمار سيأتي عاجلاً ام اجلاً ً لأنه عاقبة من عواقب او نتيجة من نتائج هذه الفوضى ، فما اجدرنا اليوم ان نفكر حقاً برحمة بيننا ومع غيرنا حتى نقطع سبيل ديمقراطية الفتنة .
زاهر نصرت
#زاهر_نصرت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟