أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمودة إسماعيلي - الدين والكبت والتحرش الجنسي















المزيد.....

الدين والكبت والتحرش الجنسي


حمودة إسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4331 - 2014 / 1 / 10 - 14:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أريد أن تعيش بناتنا (وأطفالنا) حياة أفضل
.. رجاء بن سلامة

الكبت لا يكون بالضرورة بسبب الدين، فهناك عدة عوامل أخرى تتضافر، كالفقر والبطالة وسوء التكيف أو سوء التواصل الاجتماعي، وأيضا المشاكل النفسية ومشاعر الإثمية (والتي يعززها الدين). أما بالنسبة للتحرش فالدين يتخد منه موقفا صارما مثله في ذلك مثل القوانين المدنية الحديثة؛ غير أن البيدوفيليا تُشكِّل اسثتناء، بما أن بعض المذاهب الدينية تجد مبررات ـ انطلاقا من الدين ـ للارتباط ب"طفلات" في سن التاسعة أو الثامنة، كذلك نجد بعض التعليقات الساخرة التي تصف الفيديوهات الغنائية للفنانين الصغار والفرق الموسيقية الحديثة بأنها بيدوفيليا استعراضية ـ بمعنى الاستمتاع بمشاهدة قاصرين يرقصون ويغنون كالجاستن بيبر أو الوان دايركشن الخ ـ ما يفيد أن الإعلام يشجع الناس لا شعوريا على استهواء القاصرين أو تحبيب البيدوفيليا ! . لكن يظل التفسير مجانبا للواقع رغم أنه ينطبق على البعض الذين قد يستهويهم مشاهدة مراهقين مثيرين، وتعمد بعض الشركات الإباحية لإنتاج مقاطع بها نساء غير أنهم يبدين في سن المراهقة (تسريحة الشعر واللباس) يشاركن في العملية الجنسية كإيحاء بأنهن طفلات (أو حتى لخداع المشاهد)، وذلك لاستقطاب هذه النوعية بتوفيرها لهم (كمادة للاستهلاك).

ورغم أن الدين يؤكد على أن خطابه هو الأصح والأصلح للمجتمع كضمان لحرية وأمن الأفراد ـ ويتّهم المجتمعات التي لا تعتمد على المنهج الديني بالسياسية أو على التشريع القانوني والأخلاقي المستخلص من الدين ـ فإننا نلاحظ فشل منظومته وخطابه مقارنة بالأوساط المدنية والغير مسيسة دينيا التي يتّهمها كسبب لجلب الخراب على العالم.

بأفغانستان ضبطت كاميرا تجسس للجيش الأمريكي 3 أفغانيين يتناوبون على نكاح عنزة صغيرة، وبما أن الفيديو يتم حذفه على اعتبار أنه يتضمن مشاهد عنف غير لائقة، لدى فيمكن البحث عنه بمحرك غوغل تحت عنوان "US ARMY Camera Catches Afghans gang banging a goat".
وقبل أيام تم نشر فيديو لشاب سعودي يتلمس المناطق الحساسة لطفلة لا تتجاوز الثمانية السنوات أمام أحد المصاعد ـ وذُكِر بالصحف أنه مصعد يؤدي لمسكنها ـ ، ويمكن كذلك متابعة الفيديو بالبحث عنه تحت عنوان "شاب سعودي يتحرش بطفلة"، بدل وضع لينكات بالهامش نظرا لأنها غير تابثة فقد يتعرض الرابط للحذف، أما بمحرك البحث فيمكن التوصل إليها.

وهنا لا نتحدث عن دول علمانية أو مجتمعات مدنية متسامحة حول الجنس أو الإباحية، بل عن مؤسسات دينية تحكمها شرائع سماوية، ولا زالت تطبق القوانين والعقوبات الدينية كما تنزلت سابقا بالكتب المقدسة، الأمر الذي يثير تساؤلات حول نسبة تأثير خطابها وفعالية نظامها بين الأفراد. إن ما لا تعيه المجتمعات الدينية التي تخطت الدولة نحو المؤسسة المطلقة : هو أن المشاكل الاجتماعية أو بالأحرى الأمراض الاجتماعية، لا يعالجها الترويج الديني وتأكيد الخطاب المقدس، بل زيادة وعي الأفراد ودراسة مشاكلهم النفسية والجنسية، الإحاطة بها ومعالجتها قبل استشرائها، بدل التطبيل والتهليل الديني والتغني بالأمجاد والأمة والأخلاق، أي أخلاق والمكبوتون هنا يتدربون على اجساد الأطفال ؟! .

قد يعترض البعض هنا عن أن الموضوع مبني فقط على مثالين، وبالتالي فهي مجرد استثناءات. "طيّب" .. ماذا لو قلنا أن منظمات نسائية بمصر تعترف بأن في مصر أكثر من 90% من النساء والفتيات المصريات والأجنبيات يتعرّضن لحوادث التحرّش الجنسي عن طريق الألفاظ أو اللمس في الشوارع المصرية وأماكن العمل، ومصر هي قبلة المسلمين الفكرية أو منارة التنوير الديني الإسلامي، وماذا لو قلنا أنه بالسعودية يتعرض طفل واحد من بين كل أربعة لاعتداء أو تحرش جنسي، والسعودية هي بلاد الحرمين الشريفين. ماذا لو قلنا أن باليمن في دراسة أجرتها جريدة "يمن تايمز" على 70 إمرأة من صنعاء أن 90% منهن تعرضن للتحرش الجنسي في الأماكن العامة وأن 20% منهن يتعرضن له بشكل مستمر. ماذا لو قلنا بأن إحصائيات أشرفت عليها وكالة رويترز احتلت السعودية المرتبة الثالثة بين 24 دولة في قضايا التحرش الجنسي في مواقع العمل، بنسبة 16% مقابل المانيا 5%، وبريطانيا 4% وإسبانيا 6% والسويد التي تحتل المرتبة الأخيرة بنسبة لا تزيد عن 3%، وهي بلاد النساء العاريات والتحرر الجنسي ! . والغريب أنه حتى المحجبات والمنقبات يتعرضن للتحرش الجنسي والمضايقات، مايعني أن الإشكال ليس في جسد الأنثى أو في لباسها كما يتشدق بعض الموهومين الدينيين أو النائمين واقعيا بسعيهم لربط هذا بذاك، بل الإشكال في العقلية المجتمعية : العقل الذكوري خاصة.

موضوع التحرش الجنسي سواء بالنساء أو بالأطفال له أصداء عالمية، ويحدث بكل بقاع العالم الاختلاف فقط بالنسب، غير أن الحلول التي يقدمها البعض من الجانب الديني (كحل أوحد وأشمل) قد كشفت عدم جدارتها وانهيارها، فقد تجد الأنثى احتراما بالسويد أو سويسرا أكثر منه بالسعودية أو المغرب أو تونس أو لبنان، فلا اختلاف بالمنطقة العربية، رغم توهم بعض المجتمعات أنها البطلة أخلاقيا، إلا أن الواقع يكشف انهيار المنظومة الاخلاقية وانحطاط سلوك الأفراد. ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل ببعض المناطق تهرب الأنثى من التحرش لتسقط في انفجار أو اعتداء جسدي/جنسي أو اختطاف، نظرا لاضطراب الأوضاع السياسية الراهنة.

ليس الدين ولا التقاليد ولا حتى الأعراف تحد من تكاثر هذه الأمور، بل الخجل وإعادة صياغة رؤية واقعية نحو الذات بدل الرؤى الوهمية المدغدغة للعواطف، لقد فشل الدين والثقافة والسياسة في رسم واقع كما حسبه وظنه الجميع.

ويستمر السياسيون والمثقفون بالكذب وخداع الذات وهم يعيشون بوضع يسخر منهم : فهل تنبؤا بما يحدث ؟ هل يستطيعون وقف ما يحدث ؟ هل يستطيعون أن تغيير ما يحدث ؟ طبعا لا فمثلهم مثل المريض الذي يحتاج تدخل طبيب متمرس، وهو "الولايات المتحدة الأمريكية" رغم كرههم لها، مثلما يكره المريض النفسي محلله أو كما يسميها بيير داكو "ضروب التحويل العدوانية الموجهة نحو المحلل". فالمريض يكره المحلل لأنه لا يرغب (لاشعوريا) بأن يشفى، فقد تعود على وهمه !! ويخاف من التغيير (الوقع) الذي يجبره عليه المحلل (معالجه).

طبعا هناك من يودون تغيير الواقع المذكور، ويرفضون استمرار الوضع الراهن، غير أنه كما يقول الفيزيائي أينشتاين "آلروح العظيمة تواجه دائما معارضة من منخفضي الذكاء".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش :

الإحصائيات :
1 ـ اعلى معدلات التحرش الجنسي بالنساء تسجل في الدول الاسلامية - منشور.
2 ـ احصائيات حول التحرش الجنسي ببعض الدول - Rape of children s.
3 ـ التحرش الجنسي : ظاهرة تتسم بالعالمية، أرقام وإحصائيات مرعبة - منشور.



#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضد استغلال الأطفال في التسوّل وحظر تشغيلهم
- انكسار الإنسان : أو حينما يصبح الشخص قاسياً
- المرأة العربية أنواع والرجل نوع واحد
- الملحدين أو شياطين العصر الحديث
- الترهيب الديني للأطفال عدوان مُمارس على طفولتهم
- الفيسبوك كواقع اجتماعي بديل
- الخروج من العاطفة الأنانية نحو العاطفة الإنسانية
- الرسالة الملعونة
- ما قاله -نيتشه- عن العرب : الجزء 2
- الإنسان العربي : أيها المتناقض !
- ماذا يحدث إذا كنت لا تمتلك المال ؟!
- كي تفهم العذاب النفسي
- الدافع الخفي خلف ادراج الدارجة بالنظام التعليمي
- تديُّن الحيوانات ودورها في السوسيولوجيا والدين : بين القصص ا ...
- الأنثى والردفين والنظرة الحيوانية
- لوحات أدولف هتلر : الإسقاطات النفسية
- كيف تكشف من يكذب عليك ؟
- دعاة الموت
- هل للإيمان دافع غريزي أم احتياج أيديولوجي نتيجة التلقين ؟
- كشف مشكلتك النفسية حسب صورك بحسابك الفيسبوكي


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمودة إسماعيلي - الدين والكبت والتحرش الجنسي