أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - آه يا دنيا














المزيد.....

آه يا دنيا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 21:22
المحور: سيرة ذاتية
    


آهٍ منك يا دنيا,كم أنت حقيرة ودنيئة النفس,وآهٍ من زماني الذي اتفق معك على قتلي, سحبتِ في وجهي كل أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة والبيضاء والسوداء,وما زلتُ أدافع عنك وأقول بأنها خطوة غير مقصودة,تفننتِ في محاربتي,وتدربت وتعلمت في كل فنون القتال وما زلتُ صابرا عليك,أنت تافهة وكل شيء فيك تافهٌ جدا ولا تستحقين مني كل هذا التعب والعناء,سافرتِ ولم أرَ في يديك حقائب للسفر وعدت ولم تحملِ معك أي هدية للمشتاق الذي أظناه الغرام, ما زلتُ أستشف فيك كل أوجاعي وكل آلامي, وآهٍ من كل الذين لعبوا في أحلامي الصغيرة, كم عذبتني وكم شردتني وكم جعلت مني أضحوكة وحكاية للقاصي وللداني!!,ما زلت يا دنيا كما أنت لم يتغير عليك أي شيء,ما زلت تشتغلين بي ولم تجدِ غيري ملعبا ومختبرا لتجاربك,ما زلت بنظرك فأر المختبر,وما زالت علامات الجودة منقوشة على جلدي,ما زلتُ أحمل وشمك وأختامك المتعددة الأغراض,ما زلت أنت كما أنت وما زلت أنا فاتحا ذراعي,لبستُ فيك ملابس العاقلين وملابس المجانين,لبستُ فيك ملابس العمال والشغيلة ولبست فيك ملابس الندم,والندم يأكلني حيا,وأنا مدفونٌ بالحياة,وما زلتِ كل يوم تمرين فيه على مخيلتي وبيدك ملابس أخرى غير أني لم البس فيك يوما ملابس الفرح,صاحبتُ فيك الأعمى والبصير والأخرس والأطرم والأسجح,وصاحبتُ الأمير والوزير والكبير والصغير وشربتُ فيك نخب الحرمان من الدنيا,ماذا تنتظري أن تفعليه فيّ,هل لديك شيئا جديدا؟هل تملكين سلاحا جديدا لم يدخل بعد في أحشائي؟راجعي ذاكرتك,أكتبي سفرا جديدا في حياتي,أسكبي من دمي واشربي, تعلمي في لساني لغة جديدة,اقرئي الكتاب المقدس على ضوء عيوني.

صاحبتُ في ليلي الطويل وشتائي البارد أخيلت الشعراء والأدباء والفلاسفة, مزجتُ دمي بنار الفرس,قرأت فيك كتب العشق وملاحم الشعراء, سافرتُ فيك طويلا,عملتِ مني درجة تصعدين فيها فوق أوجاعي, سكنتِ في داخلي وفي خارجي وما زالت آثار السكاكين مُعلمة في خاصرتي,وحتى اليوم لم أرتح منك يوما, لم أسمع منك كلمة طيبة,ولم أنسى كل ما فعلته بي.

أفقرتني ولم تغنينِ,كتبتُ عنك حكايات سيحكيها الآباء للأبناء قبل النوم, نسجتِ من جفوني خيوطا تشبه خيوط الشمس,مررت على ذاكرتي وكنت ثقيلة الدم, والغريب أنني ما زلت متمسكا فيك رغم أنك ثقيلة الدم ومتعبة جدا,وثقيلة الظل,ما زلت أتأمل منك الكثير لتفعلينه بي,ما زلت أنا كما أنا وما زلتِ أنت كما أنت,آهٍ منك يا دنيا,آهٍ من تصرفاتك الصبيانية, لم تعقلِ بعد,ما زلتِ طائشة وعنيدة وغرورة ومغرورة,ما زلتِ تتحكمين بكل شيء في جسدي,حتى أحلامي ما زلت تسيطرين عليها, فإلى متى ستدوم هذه الحال,وإلى متى سيبقى الوضع على ما هو عليه؟كل أصحابي هجروني وسكنوا في مساكن بعيدة عني,لا أراهم ولا يرونني,لا ألمحهم ولا يلمحوني,لا يوجد أحد يكفكفُ لي دموعي,ما زالت أصابعك مغموسة في دمي.

يا دنيا لفي حول عنقي,واكسري مجاديفي,أغرقيني في الوحل كما اعتدتِ دائما أن تفعلي ,واتركيني حين أكون بأمس الحاجة إليك كما تفعلين ذلك في كل مرة,خذيني إلى البحر وأعيديني عطشانا لم يرتوِ من ماء البحر وعطش السنين, ذوبيني ,اهجريني وكوني بنار الهجر,انسيني وتذكري من لا يستحق الذكرى,صوبي نحو قلبي سهامك الغليظة,احفري في داخلي وفتشي في أعماقي عن جراحٍ جديدة.

كوني كما أنت فلم أعد أكترث بكل أعمالك,لقد اعتدت على النوم في العراء احمليني يا دنيا فوق الغمام ومن ثم ألقي بي إلى الأرض,افعلي ما تشائين ,ذوبيني,وعريني من ثيابي,أريني يا دنيا طعم الدنيا,ودعيني أتذوق فيك كل الأطعمة,أنا متمسكٌ بك يا دنيا,أنا أضعتك صغيرا ووجدتك كبيرا,فما أجمل أن يضيع مني شيءٌ وأنا طفلٌ صغير لأجده وأنا رجلٌ كبير,أرجعيني يا دنيا طفلا صغيرا واحرميني من لذتك فلطالما أذقت منك الأوجاع والجراح,اجرحيني يا دنيا بسكينٍ بادحة وتعلمي في جسمي كل فنون الغدر والخيانة,أنت غدارة جدا وأنا أعرفك جيدا,لم يبق في العمر بقدر ما مضى وضمدي لي كل جروحي,أدخلي في أعماقي وانهشي لحمي من الداخل ومن الخارج,فليس خسارة أن تأكليني أو أن تبتلعيني فاليوم ستأكلينني أنت وغدا سيأكل الدود لحمي وعيوني وعظامي,اكسري قلبي كل يوم فلقد سلمتُ أمري لك ولم أسلمه لغيرك,فأنت بعد طول هذا العذاب لا تستحقي مني ولا أي كلمة شكر,وأنت بعد كل تلك التفاصيل لا تستحقي مني دمعة واحدة,أنت رخيصة تذهبي كل يوم لمن هو أدنى مني ومنك,أنت بعد كل هذه التفاصيل لا تستحقي مني كلمة عتاب,فارقيني فإني فارقتك للأبد.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليهود المساكين
- الشلاتيه والسرسريه
- في ناس بحللوا البول وبحرموا الخمر
- الإسلام مطلوب للعدالة الدولية
- إرهابيون يعيشون معي
- الإعلام العربي يغير حقيقة القضية الفلسطينية
- عام2014م
- من هي أطهر أرض وأفضل شعب؟
- يا الله دفشه من جلالة الملك
- قناعات غير مقنعة
- بطاقة معايدة للعالم المسيحي
- المرأة داخل البيت وخارجه
- المحبة في الإسلام والمسيحية
- المسيحيون ثروة يجب أن نحافظ عليها
- مصيبة كبيرة
- أين أذهب!
- العرب المسلمون
- الاتحاد في المسيحية والانقسام في الإسلامية
- طلعوا أهلي ناس محترمين
- صلاح الدين الطاغية


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - آه يا دنيا