عبد الجبار نوري
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 13:50
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
حتمية التغيير------ آمال وتطلعات
عبد الجبار نوري/ السويد
أصبح عام 2003 بمثابتة الفاصل التأريخي بين عهدين – القديم والحديث- كما هو الحال قبل الميلاد وبعدهُ من حيث التوجه والتغييروآفاق الواقع وبصمات الأحداث التأريخية في الزما ن والمكان .عاش العراق قبل 2003 عهداً مأساوياً ظلامياً بتسلط أنقلابيين مفامرين فاشست أغرقوا البلاد والعباد في حروبٍ عبثيةٍ ومقابر جماعيةٍ وحكموا بنظام شمولي ميكافيلي أمتدّ إلى أكثر من 35 عاماً ، وترك العراق خراباً حسب نزعتهِ الحربية في سياسة الأرض المحروقة لجميع فئات الشعب بالأبادة الجماعية والأعدامات المزاجية ، وبتحديه للعالم المتمدن واجتياحهِ لدول الجوارجلبَ للعراق حصاراً أقتصادياً ظالماً أذلّ بهِ الشعب عوزاً وجوعاً ومرضاً وبحزبهِ وجلاوزتهِ المليونية سلمَ العراق الى المحتل الأمريكي بدون مقاومة .
أما بعد 2003 والحديث ذو شجون حيث تسلط حكومات المحاصصة البغيضة والطائفية الأثنية ولأكثر من عشر سنوات في غياب دولة المؤسسات وغياب القانون وأنفلات أمني وأنتشار الميليشيات الفئوية المشحونة بالطائفية والأثنية على الساحة العراقية في الغاء الآخرالذي يختلف معهُ في الدين او المذهب او القومية او حتى المناطقية ليس بلغة الكلام بل بلغة الرصاص والموت المجاني عبر عملية ممنهجة في تصفية الحسابات السياسية بدوافع مؤدلجة كلً منها مرتبط بأجندات خارجية ، وعبر التسقيط السياسي بوسائل حتى غير اخلاقية تمثلها اكثرمن 300 حزب وكيان وكتلة أغلبها طائفية فئوية متناحرة ومختلفة تسير بمنهاج المحاصصة في الولاء لحزبها وكتلتها وطائفتها وناسين أن هناك كلمةً مقدسةً أسمها (الوطن) ، وفي العشر سنوات الماضية أثبتت الحكومات المتعاقبة عجز السلطات الثلاثة التشريعية والتنفيذية والقضائية من القيام بمهماتها الوطنية مما أدى إلى غياب دولة المؤسسات وانعكستْ تداعياتها السلبية على الشارع العراقي من أحباط ويأس وفوبيا المستقبل المجهول، فمجلس النواب معطّل من دورهِ الرقابي لم ينجز ما أوكل اليهِ من أقرار القوانين التي تصبُ في مصلحة الشعب بل أغلب النواب هدفهم جمع الثروة والتمتع بأمتيازاتهم ومخصصاتهم وأيفاداتهم وسفرهم، والحصانه المظللة على فسادهم السياسي والمجتمعي وبالمناسبة يحضرني هذا البيت الشعري للشاعر المرحوم الرصافي: علمً ودستورً ومجلسُ أمةٍ-------كلً عن المعنى الصحيح محرفُ
وهكذا مدّ أخطبوط الفساد الأداري وهدر المال العام أذرعهُ في مفاصل الدولة ومما أدى إلى ترهل الدولة وأنهيار جهدهِ الأمني الذي أدى إلى هروب أو بالأحرى تهريب سجناء القاعدة التي ضربتْ مدننا بمفخخاتها وراح ضحيتها الآلاف من العراقيين الأبرياء وأضعافهُ جرحى ومعوقين وملايين من اليتامى وألأرامل والثكالى والمشردين والمهجرين والمهاجرين ،وأنهارت هيبة الدولة اليوم في سيطرة القاعدة الأرهابية داعش على مقدرات محافظة الأنبار وأعلان مدينة الفلوجة أمارةً لها !!، وناهيك عن أختلاسات المال العام وبأرقامٍ فلكية وغياب القانون في متابعة الموظفين اللصوص المؤتمنين على المال العام !! ووصل الفساد ذروتهُ في العام المنصرم 2013 وأصبح العراق ضمن العشرة الأولى أكثر فساداً في العالم ،و تلكؤ في الأنجازات وسوء في التخطيط وكما لمسنا في أنتخابات المحافظات حيث كانت المحاصصة هي السّمةِ التي طغتْ عليها ولم تتغيّرسوى الوجوه ، والشعب العراقي المسكين الذى أبتليّ بالمحاصصة لم يحصد سوى الخيبة وتأخر في تنفيذ مشاريع البنى التحتية في السكن والطرق والصرف الصحي ناهيك عن تأخر جوانب التعليم والصحة ، والمعاناة اليومية الذي يعيشها الفرد العراقي من خوفٍ وقلق بسبب الأضطرابات الأمنية والخلافات السياسية والحزبية وصراعات القادة السياسين للاستحواذ على المناصب ولتحقيق المكاسب الفئوية.
إذاً لابدّ من *التغيير* وهو مطلب الشعب العراقي بألحاح في البحث عن (البديل) في تحقيق طموحات الشعب في الأمان والسلام والأستقراروالتقدم والأزدهار ---- فنحنُ بحاجةٍ ماسّةٍ إلى ثقافة قبول الغير وعدم الأنتقام – وهو السر الذي خَلّدَ مانديلا- وحتماً نحتاج إلى ثورةٍ بيضاء على ذاتنا أولاً ونخرجها من خندق الطائفية والأثنية والمناطقية وأنْ نتجه إلى صناديق الأقتراع التي هي*الفيصل* بين الوجود وعدمهِ، وسوفَ نبحث عن البديل بين الكتل المرشحة نفسها ليكون صاحب القرار--- وإنّ أغلب الكتل المرشّحة لخوض الأنتخابات المقبلة – مع جل أحترامي لها- لم تقدم برنامجاً واضحاً بل قدّمت وعوداً مكررة لم تحقق اي شيء منها على أرض الواقع ولم نحصل سوى التخلف في جميع المجالات السياسية والأقتصادية والأجتماعية والثقافية بالرغم من الميزانية المليارية المرصودة لأصحاب القرار شركاء الحكم،إذاً لنبحث عن دماء جيدة صاحبة تأريخ ثرْطويل في النضال والخزين من التجارب والمطبات السياسية في مقارعة الأنظمة الدكتاتورية فهي قائمة { الأتلاف المدني الديمقراطي} صاحب اليد النظيفة والتاريخ النضالي الطويل الحافل بالتضحيات الجسام من أجل توفير الخبز والكرامة للشعب وتحقيق طموحاتهِ وآمالهِ في عيشٍ كريم والذي تكوّنَ من أئتلاف اليسارالتقدمي المناضل ومن الديمقراطيين واللبراليين والعلمانيين أضافةً إلى شخصيات ديمقراطيةٍ لبراليةعراقيّةٍ بارزةٍ وطنيةٍ لها بصماتها الواضحةِ والمخلصة لتربة هذا الوطن الغالي عبر تضحياتها الكبيرة لأجل أسعاد الشعب العراقي ، وطرحَ برنامجهُ بعد تشخيص ثغرات الواقع العراقي فجاء {بيان التحالف المدني الديمقراطي} بتأريخ4-1-2014 : {إننا ممثلوالتحالف المدني الديمقراطي من أحزاب وتجمعات وشخصيات جمعتنا إرادة التغييرالشامل لكل ِ موروثات النظام الدكتاتوري المستبد ونظام المحاصصة البغيض ومن أجل وقف الفساد وحماية ثروة البلاد)) .
تأملات وخوطرفي البرنامج الأنتخابي للأتلاف:
*إنها قائمة موحدة فكرياً
*تحالف ضد المحاصصة
*العمل على تفريغ العملية السياسية المتردية التي أوصلت البلاد إلى الهاوية
*ترفض الأستقطاب ألأثني الطائفي
*لا ترى أفقاً لأقرار الأمن والأستقرار والسلام في البلاد ووضعها على سكة البناء والأعمار والتقدم والأزدهار دون ( احداث تغيير ) في بنية الحكم
*أتخاذ خطوات عمليةٍ لبناء مرتكزات الدولة المدنية الديمقراطية ونبذ نظام المحاصصة
*تشخيص ورؤية الواقع السياسي العراقي
*الأيمان المطلق بالثوابت الوطنية وهي الولاء(( للوطن والشعب))
*تصفية ما ورثناهُ من الانظمة البائدة والحديثة : المحاصصة-الولاء للحزب –العمالة للأجنبي- الفساد الأداري –والمالي والرشوة
*محاربة بيع المناصب والضمير ثُمّ بيع العراق في مزاد العهر السياسي
*بناء دولة المؤسسات التي غُيّبَتْ منذ عشرة سنوات والوصول إلى دولة مؤسسات
*تحشيد الجماهير من اجل تغيير مجتمعي وسياسي
*الوقوف ضد المشاريع العميلة في تقطيع العراق إلى كنتونات فئوّةٍ وعرقيّةٍ وطائفيةٍ
*الوقوف ضد التجاوزات على الحريات خصوصاً حرية التعبيروحق التظاهر
وأخيراً ونحنُ متفائلون بوقفة القوى الخيّرةِ في {الأتلاف الوطني المدني الديمقراطي} لانقاذ العراق من هذا الوضع المأساوي حيث التشظي والترهل في الجهد الأمني وغياب *ثقافة المواطنة* وإنّ أنتصارات اليسار التقدمي في العالم يبشر بخيربفوزهِ وتقدمهِ في النتخابات التي لها علاقة في تقبّلْ شعوب العالم لآيدلوجية اليسار البرالي التقدمي كعلاج لمشاكلها السياسية والأقتصادية: فمثل أنتصار مرشحي اليسارالتقدمي في الأكوادور،وأنتصار مرشح اليسار في فنزويلا،وفي تشيلي، وفي الأرجنتين تحالف الحاكم يحتفظ بالأغلبية ، وجاء التشيك الشيوعيون ثالثاً،وفي المانيا قوى اليسار صارت ثالث قوّة في البرلمان ، وفي هندوراس حزب اليسار يرفض نتائج الأنتخابات المعلنة ----- وهذا يعني أنّ الجماهير المتعبة والباحثة عن عيشٍ كريم وجدت تطلعاتها في القوى المناضلة اليسارية الديمقراطية من أجل مجتمعٍ يسودهُ التلاحم والسلام والحرية والديمقراطية، وما فوز التيار الديمقرطي العراقي بعشرة مقاعد في أنتخابات المحافظات إلا شمعةً في نهاية النفق وأملاً في فوز جبهتنا الأنتخابية { الأتلاف المدني الديمقراطي } في أنتخابات نيسان المقبل -----المجد كل المجد والتقدم والتألق لقائمتنا --- **الأتلاف المدني الديمقراطي**، وألف تحيّة لقادة القائمة الذين رفعوا شعار{ لا تغيير إلا بصوتك }
عبد الجبار نوري
#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟