أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل فينا من لا يحتاج إلى همسة في أذنه ... تذكر أنك بشر؟














المزيد.....

هل فينا من لا يحتاج إلى همسة في أذنه ... تذكر أنك بشر؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1232 - 2005 / 6 / 18 - 10:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قرأت الكلمة الطيبة التي نشرها الصديق والسياسي والصحفي المرموق فخري كريم في جريدة المدى وأعيد نشرها في صوت العراق بحق السيد مسعود البارزاني بعد انتخابه رئيساً لاتحادية إقليم كردستان. وجاءت تعبيراً عن معرفته الجيدة والقريبة ولسنين طويلة بالسيد مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني. وإذا كان الأخ فخري كريم متردداً في إقناعه بقبول رئاسة الإقليم, فأنا كنت غلى جانب قبوله هذا المنصب بقوة أربع اسباب, وهي:
أولاً: أنه رجل يستحق بنضاله الطويل وقيادته النابهة أن يكون على رأس الإقليم.
ثانياً: وأنه إلى جانب كونه كردياً يؤمن بحق شعبه وأمته في تقرير مصيرها بنفسها, فهو وطني عراقي ايضاً, وناضل ليس فقط في سبيل الحقوق القومية للشسعب الكردي, بل وفي سبيل الديمقراطية أيضاً.
ثالثاً: وكنت أخشى, في حالة عدم تسلمه لمنصب رئاسة الإقليم, أن ينشا انفصام في شخصية السلطة, ينشأن مركزان في الإقليم, مركز رئيس الحزب ومركز رئيس الإقليم, الذي يمكن أن يقود في هذه المرحلة إلى مشكلات تعيق تطور وحدة الحكم في الأقليم ويخضع الثاني بالضرورة إلى الأول بطريقة لا تساعد على ما تحتاجه كردستان في هذه المرحلة.
رابعاً: كما أن تقسيم العمل الذي تم بين الحزبين على اساس العراق والإقليم سيشهد اختلالاً لا بين الشخصيتين اللذين يقودان العملية السياسية في كردستان العراق فحسب, بل وبين قواعد وجماهير الحزبين الكبيرين, الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين.
وإذ أتفق مع رفيق النضال فخري كريم في ما ذهب إليه حول طبيعة شخصية مسعود البارزاني, إذ عرفته عن قرب أيضاًً, فإن المسالة التي جلبت انتباهي في المقالة هي الفكرة التالية التي وردت في نهاية كلمة فخري كريم:
"لقد عرفت مسعود البارزاني رفيقا وصديقاً لا يحتاج كما احتاج الملوك والاباطرة لمن يمشي خلفهم ويهمس في آذانهم .. (تذكر انك بشر..)".
وحالما قرأت هذه الجملة حتى واجهني السؤال التالي:
هل فينا حقاً من لا يحتاج إلى همسة في أذنه ... تذكر أنك بشر, حتى لو لو كان من غير الملوك والأباطرة؟
علمتني دراستي لتاريخ العراق الطويل, وهو أطول تاريخ عرفته البشرية حتى الآن, كما علمتني حياتي وتجربتي السياسية في العراق, إضافة إلى تجارب بلدان كثيرة أخرى, بأن من يصل إلى سلطة ما, سواء أكانت في حزب أو دولة, يكون أحد أثنين:
1. إما أن يكون المسؤول شخصاً متواضعاً ومتزناً وزاهداً يرفض التمجيد ويسعى إلى منع وقوعه بالطريقة التي يمكن أن تسيء إليه.
2. وإما أن يكون المسؤول شخصاً نرجسياً وطاغية يسعى إلى تمجيد ذاته وتأليهها ويحث على الناس على ممارسة ذلك بشتى السبل.
وإذا كان الأمر الأول في العراق نادراً جداً وحقاً, فأن العراق قد ابتلي باصناف كثيرة من النوع الثاني على مر العصور, ولم ينج منها الخلفاء والحكام والقضاة والقادة العسكريون وكثرة من السياسيين. وهي حالة مرتبطة بطبيعة علاقات الإنتاج السائدة في البلاد ومستوى تطور القوى المنتجة والوعي الاجتماعي والسياسي, وكذلك بالتطور التاريخي لهذه المنطقة من العالم. ولكن من واجبي أن أوكد بإنها ليست ظاهرة عراقية بحتة, بل ظاهرة عالمية. وفي العقود الأخيرة عرفتها الدول الاشتراكية كلها دون استثناء وكذا الدول العربية, إضافة إلى الصيغة المتطرفة التي عاشها العراق.
ولكن علينا أن نعرف بأن المسؤولين المذكورين في الحالتين, لا يعملان بفردهما أو بعيداً عن الأجهزة الحزبية أو الأجهزة الحكومية أو بالأثنين معاً. وفي هذه الأجهزة نجد الإعلام من صحافة وتلفزة ومحطات إذاعة وكتاب وشعراء ...الخ. وهذه الأجهزة, وخاصة الإعلامية منها, يمكنها أن تمارس دوراً في عملية تبجيل وتأليه وتمجيد الأول حتى يتعود عليه ويراه طبيعياً بل يجده فيما بعد واجباً لا بد منه لضمان استمراره واستمرار حزبه في السلطة, وقلة هم الذين من رفضوا مثل هذه التوجه. وإما أن يتناغم اتجاه الأجهزة مع توجهات وخصائص المسؤولفي الحالة الثانية, وبالتالي يدفعان معاً باتجاه محدد عشنا تجربته في زمن المستبد بأمره صدام حسين.
اقول هذا وأنا واثق بأن ليس هناك من إنسان لا يحتاج بين فترة وأخرى أن يذكر بأنه بشر, إذ أن الأرضية الاجتماعية في العراق مؤهلة لغير ذلك, ولهذا فأن ملاحظة فخري كريم ذكية جداً وهي حمالة أوجه, رغم أنها في الوهلة الأولى تبدو وكأنها تلغي كل احتمال بالحاجة إلى همسة ناعمة تذكرنا جميعاً وخاصة أجهزة الإعلام بأننا جميعاً بشر وليس فينا من هو معصوم عن الخطأ. لا نخسر عندما نخلو أحياناً إلى أنفسنا ونتذكر بأننا بشر زز وهي لا تتوجه لأحد بل لجيمع العراقيين الذين يحتلون مناصب في الدولة ويحملون مسؤولية تحقيق مصالح الشعب...
أتوجه إلى بعض أجهزة الإعلام, وأنا أتابع التلفزة وأتابع الصحافة, وأنشادها في أن تكون رؤومة وأمينة وصادقة مع مسؤوليها الكبار, إنشادها أن تكف عن اعتبارهؤلاء المسؤولين وكأنهم من غير البشر... لأنها تسيء إليهم قبل غيرهم, شاءت ذلك أم أبت ..
برلين في 17/6/2005 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ... إلى أين؟
- الأخ الفاضل السيد مسعود بارزاني المحترم/ رئيس فيدرالية إقليم ...
- لنحيي لقاء القوى الديمقراطية واللبرالية والعلمانية في العراق ...
- هل من جديد في مجال حقوق الإنسان والقوميات والتغيير في سوريا؟ ...
- الأخ الفاضل الأستاذ عدنان المفتي المحترم/ رئيس المجلس الوطني ...
- نداء من أجل التعبير عن التضامن مع مثقفات ومثقفي العراق ضد ال ...
- سلسلة مقالات للمساهمة في الحوار حول أبرز المشكلات العقدية في ...
- سلسلة مقالات للمساهمة في الحوار حول أبرز المشكلات العقدية في ...
- سلسلة مقالات للمساهمة في الحوار حول أبرز المشكلات العقدية في ...
- الأخ الفاضل الأستاذ مسعود بارزاني المحترم/ رئيس الحزب الديمق ...
- هل ما يجري في العراق عمليات إرهابية أم مقاومة مشروعة؟
- هل من نهاية لأخطاء الولايات المتحدة الأمريكية في العراق؟
- هل ينقص القوى الديمقراطية العراقية الخيال لرؤية الواقع واستش ...
- هل من جديد في تصريحات السيد مقتدى الصدر؟ - إلى أين ستنتهي مو ...
- هل يمكن توقع مشاهد إرهابية جديدة غير التي تجري اليوم في العر ...
- العراق ومشكلاته الثلاث!
- رسالة مفتوحة محاولة للاستجابة إلى استغاثة الكاتبة المصرية ال ...
- دعوة عاجلة إلى القوى الوطنية والديمقراطية في سوريا والعالم ا ...
- هل من جديد في اتحادية كردستان العراق وفي حياة الشعب الكردي؟ ...
- رسالة احترام واعتزاز إلى الأخ الأستاذ هاشم الشبلي


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل فينا من لا يحتاج إلى همسة في أذنه ... تذكر أنك بشر؟