|
( ديمقراطية الدين )
حمزة الكرعاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4328 - 2014 / 1 / 7 - 21:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الثورة الاوربية التي تظافرت فيها جهود التجار والمثقفين ، وتخلصوا من سلطة الكنيسة ومحاكم التفتيش ، اي التخلص من الدين الذي صار مصيبة ومحرقة للشعوب ، وتركوا ( حاكمية رجال الدين التي هي حاكيمة الله ) وأخذوا بحاكيمة الانسان ، التي سنها الفلاسفة في اليونان ( الديمقراطية ) ، لكن الفرحة لم تستمر ، فقد تسلل رجال الدين مرة أخرى ، وتحكموا بحياة الناس ، وتلبسوا بلباس الديمقراطية ، وصار الاسم الجديد لرجال الدين ( اليمين المتطرف ) . تحكم اليمين المتطرف بإسم الديمقراطية بحياة وعقول ومصائر الناس في هذا العالم ، تحكم بالاقتصاد والسياسة ، وفرض شروطه على اي حاكم في هذا العالم من اقصاه الى أقصاه . يقول بل كلنتن : قبل أن اكون رئيسا لامريكا ، اصطحبني الاب الروحي ( رجل الدين ) الذي تولى تربيتي الدينية ، الى اسرائيل ، اوقفني امام قادتها ، وقال لي : هؤلاء اسيادك فإن غضبوا عليك غضب الله عليك ، فحاول إرضاءهم ، ويتردد كل رؤوساء امريكا على الكنائس ، وماصرح به جورج بوش الابن قبل الحرب على العراق واضح ، وانه نبي اوحى الله اليه ان يذهب لقتال مأجوج ويأجوج ، وقال جنرال امريكي : أن رامسفلد لايخطأ وهو من رسل السلام الذين ايدهم الله في هذا الزمان . قرأت كتابا لاكاديمي امريكي يتحدث فيه عن العولمة ( مخاطر العولمة ) وهو روبرت اسحاق : في ليلة القبض الملوث ، انتهى حلم الناخب الامريكي بالتمثيل الحقيقي ، وان صوته لافائدة منه ، عندما اتفقت الشركات النفطية في تلك الليلة التي جمعوا تبرعات فيها لحملة بوش وديك تشيني الاولى ، على ان يعطى للشركات بواسطة قوانين تسن فيما بعد ، كل ثروات العالم ، في امريكا وخارجها . الشرطي في الغرب ماهو الا حارس لشركات التأمين ، التي يملكها رجال الدين من اليمين المتطرف ، وقد سألني صديق عن قوانين شركات التأمين في الغرب : هل يمكن ان يسن احد ما قوانين ضد مصلحته ؟. وقال لي نفس الشخص : أن الضمان الصحي في الغرب يشبه علاج الثيران التي يحرثون بها الارض سابقا ، فمن المؤكد انهم يعالجوننا كي يحرثوا علينا . يقدمون لاي انتخابات في هذا العالم شخصين او اكثر من الذين يتفقون معهم على ضمان مصالحهم ، فتهرول الناس الى الانتخابات ، واذا فاز مرشح على أخر ، رقصت الجموع في الشوارع ، فرحا وطربا للنصر الذي احرزته الديمقراطية ، وهم لايعلمون ان الممثل الحقيقي لايمكن تقديمه اعلاميا ولا انتخابيا الا ان يوقع لرجالات اليمين المتطرف على البياض . الديمقراطية هي : حكم الشعب ، اي في اصطلاح رجال الدين ( حاكمية الانسان ) يقابلها ( حاكمية الله ) وهما لايلتقيان ابدا ، فمالذي جعل رجال الدين في العالم الاسلامي يتركون شغلهم ويددخلون انتخابات ( الديمقراطية ا ) لتي هي مخالفة لمعتقداتهم ومتبنياتهم ؟. هل فشلوا في الوصول الى حاكمية الله ، ام الغاية تبرر الوسيلة ، ام الاثنين معا ؟. وكيف يجمع بين شيئين متناقضين في آن واحد ؟. الديمقراطية بالاساس هي ضد الدين ورجالاته ، عندما تخلصت الشعوب الاوربية من سلطة الكنسية ومحاكم التفتيش ارتاحت ولو قليلا او ظاهريا ، واذا بنا نحكم ( ديمقراطيا ) من قبل سلطة الدين التي هي اخطر من السرطان علينا . تعمد المشرع وصانع القرار في الغرب أن يجعل ( ليدمقراطيتنا ) في العراق طلاء دينيا ، شبيه بطلاء الشوارع في مشاريع الفساد ، وبعد ذلك ينكشف زيف هذا الطلاء ، وتكون النتائج صادمة للجميع ، والغريب المحتل يرى أنه لاوجود لعملية سياسية في المنطقة العربية بعد الديكتاتوريات بدون غلاف ديني ، وطلاء ديني ، وعكاكيز دينية ، تعطيها ( شرعيتها ) كمعايير رئيسية لتعريفها . لعبت بنا أيدلوجيا الدين وحولتنا الى اشلاء والى ارقام بدون هويات . ديمقراطية الاسياد والاحزاب الدينية وزعماء الحرب ، ودستور يبدأ عنوانه ( بالمراجع العظام ) ولانعلم منهم ، وبرلمان وحكومة ودولة مجرد صور وديكورات ، حتى شعر العراقي في الداخل والخارج ، أن هذا البلد ليس له ، وهو غريب عنه ، وهناك مواقع تابعة ( للحكومة ) واحزابها ترغب ابناء البلد بالهجرة الى الغرب ، واول تصريح لرئيس حكومة الاحتلال ( المالكي ) من بريطانية بعد ان وقع لشركة شل على نفط العراق ، رفع رأسه وقال : اطلب من عراقيي الخارج ان يبقوا في بلدانهم التي يعيشون فيها ، لاننا لانملك لهم في العراق مقومات الحياة والعيش . يراد للعراقي ان يهاجر من بلده الى الخارج ، ويقابل هذه الهجرة هجرة معاكسة اخرى للايرانين ، وهي لم تكن جديدة ، من افكار الانكليز ، احد مطاليب الحركة الاصلاحية في الكويت قبل 60 سنة ، ان يفتح الباب للعرب ويتم وقف تدفق الايرانين الى الكويت . ينظر المحتل والمستعمر للقادم الجديد المستوطن نظرة إطمئنان ، لانه عندما يحصل على الارض والمسكن والعمل ، يبقى شاكرا لمن ساعده على الهجرة الى الوطن الجديد ، فلا يثير المشاكل والقلاقل مثل ابن البلد الاصلي ، لان وطنه الجديد لايهمه ، وهو مستعمر ايضا حاله حال الجميع ، وكذلك المراجع المستوردين يختلفون عن مراجع الوطن ، فتجدهم لايحركون ساكنا مهما حلت المصائب في العراق ، هذا فضلا عن الاتفاقيات التي وقعت مع المحتل . في بداية تاسيس دولة إسرائيل ، اتفقوا على ان تبقى المحاكم وسن القوانين بيد الحاخامات ، وكذلك دستور العراق ومحاكمه وسن القوانين فيه بيد رجال الدين الغير عراقيين ، وكذلك ابار النفط تحت سيطرة رجال الدين ، الذين سيطروا ايضا على مليارات الخمس والزكاة والسياحة الدينية . هناك احاديث بين الشباب في الدول الاسلامية التي تعتقد بالمذهب ( الشيعي ) ان صغار السن يتمنون ان يذهبوا الى العراق ليكونوا معممين ، وبالتالي يجمعون ثروات العمر باسم الدين وهذا مايحصل بالفعل . الحديث طويل عن مسأة الشعوب بسبب تسلط رجال الدين على مقدرات الدول ، ونهبها ، والعلاقة المشبوهة بين رجل الدين والتاجر والحاكم والغرب المستعمر معروفة ، اتفقوا على اذلال الشعوب . لدي الكثير من الملفات منها ماهو خطر جدا ، وليس وقته الان ، حالي حال ممن كتبوا قبل عقود من الزمن ، ولم يستطيعوا نشر ماعندهم بسبب الخوف من التصفيات الجسدية ، ومنه لااستطيع كتابته لضيق الوقت بسبب ظروف العمل والعائلة . لكني استطيع ان انشر ما هو أسهل واقل صدمة للناس ، وربما يكفرون بي لانهم قدسوا البشر اكثر من المقدس ، والبيئة تلعب دورا في توجيههم ، فضلا عن الاعلام الذي يضخ ليل نهار في اتجاه عبادة الصنم البشري . وليس من السهل التخلص من المحمول الذي تراكم في صدور الناس . اشاهد بأم عيني ان رجل معمم فوق الدين وفوق القانون ، وفوق المجتمع وهو فاسد وطاغية وقاتل ، وفاعل كل دونية لكني اذا ذكرته امام الذين استحمرهم ثارت ثائرتهم ضدي ، وهناك الكثير ممن دفعوا الثمن لانهم قالوا كلمة بوجه ( رجل دين ) . في الثمانيات كان يتحدث الكشميري الكبير في قم ، وهو الان وكيل لسيستاني ، قال : انا عتوي مراجع واعلم ماموجود في سراديبهم ، يجمعون المال في اكياس ( كواني للقمح ) ويكتبون عليها هذه للمهدي المنتظر ، وبعد سنين تأكلها الرطوبة والفأر ، ويحرم منها الناس ، لان رجل الدين عدو الفقراء . في عهد الخوئي كانوا ينقلون الاموال الى مصارف بريطانيا ، ويخزن القسم الاخر منها في السراديب ، فتتلف من قبل الرطوبة والفأر ، وقد ارسلوا لبريطانية 120 مليون دينار عراقي عندما كان الدينار العراقي يساوي 4 دولارات ، لاصلاحها ، لكنهم لم يتمكنوا لان ارقامها تلفت ، في عام 2007 عاتب السيستاني ابنه محمد رضا على اتلاف 120 مليون دولار امريكي لنفس السبب ، وهو اتلاف الرطوبة لها ، وفي نفس العام ظهر خبر على وسائل الاعلام ، ان وكيل المرجعية الدينية في النجف تعرض لحادث اغتيال من قبل الارهابين ، لكنهم لم يذكروا مكان وزمان الحادث . دفعني فضولي ان ابحث عن الموضوع ، فتوصلت الى شخص قريب من وكيل السيستاني في الزبير ( الشيخ محمد فلك ) وبعد السلام عليه من قبل ذلك الشخص الذي كلفته ، شتم فلك الصدر الاول بدون مناسبة ، وقال : انه رمى نفسه في التهلكة . سأله صاحبي عن الحادث الذي تعرض له ممثل المرجعية من قبل الارهابين ، فقال له : لايوجد شيء من هذا القبيل ، المشكلة صارت عشائرية ، والمقتول هو شيقي ( عبد الله فلك ) قتله شاب عراقي من القرنة اسمه حيدر ، جاء الاخير يبحث عن عمل الى النجف ، فقبلوه خادما في بيت السيستاني ، ويرافق عبد الله فلك ، وهو وزير المالية عند السيستاني ، واجب حيدر يحمل ( طشت ) فيه دولارات ، ينتقل من غرفة الى اخرى ليضع الاموال التي في الطشت في اكياس الطحين ، وبعد ذلك تنقل الى ايران ، حيث يوجد هناك جواد الشهرساتي وكيل المرجعية المطلق ، طلب حيدر من الشيخ فلك ان يعطيه بعض المال ليتزوج ، فرفض الشيخ عبد الله فلك ووجه الاهانات لذلك الشاب حيدر ، وفي اليوم التالي توسل حيدر بوزير مالية السيستاني ان يعطيه من هذا المال الذي هو بالمليارات حتى يتزوج ، فوجه له اهانات وهدده بالطرد من الخدمة ، بكى حيدر من شدة الاهانة ، واخذ يردد انا مثل البعير احمل على ظهري الذهب واكل العاكول ، وكيف اهان في بلدي ويكرم الفارسي ؟. ذهب حيدر الى المطبخ في بيت السيستاني وجلب سكينا كبيرا وطعن الشيخ عبد الله فلك وزير مالية سيستاني 12 طعنة ، فمات الاخير ، وظهر الخبر ان الارهاب وراء العملية ، سلم حيدر نفسه لمركز شرطة في النجف وتم اخفاء الامر ، لكن عشيرة المقتول لم يسكتوا ، وهددوا عشيرة حيدر ، فقامت الاخيرة بدفع الدية ( الفصل العشائري ) بوجود الشيخ محمد فلك شقيق المقتول . كل عراقي حمل نفس معناة حيدر ، يهان من قبل الفرس المجوس ، ويحرم من امواله التي تنقل الى بريطانية ، التي اتقفت مع رجال الدين على حصار العراقيين منذ عام 1914 . وبعد الصوم نفطر على ديمقراطية رجل دين لايرى ، وهو مؤيد من قبل قوى دولية ولايتحدث لغة البلد ، في كل نشرة اخبار يخرج سياسي او مقدم برنامج ليشكر مراجعهم الكرام ، ولانعلم على اي شيء يشكرون ؟. حتى في نومي اصاب بالرعب من سلطة رجل الدين ، وانه يريد ان يقتلني لان معارضتي له هي معارضة لله ، ويجب قتلي . هل هذا دين الله ، وهل هؤلاء رجال دين ؟. اكثر من 23 عام تتبعت مايسمى الحركات الدينية والمرجعيات ، ووجدت مايشيب الراس ، ومايجعل الولدان شيبا . سلطة رجل الدين اخطر من سلطة الديكتاتور ، لانها تعتبر قدسيتها كقدسية الله ، ودعمت من الغرب لتحل محل الديمقراطية . هذه قناعاتي وهي ان خطورة سلطة رجل الدين كخطورة السلاح النووي علينا ، وهي احتلال للعقول ، ولايوجد اخطر من هذا الاحتلال .
#حمزة_الكرعاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حيرة الهوية
-
النفخ ايرانيا في قربة داعش لتغيير اجندة جنيف 2
-
المالكي المخدوع خدع الاف العراقيين
-
تصحيح مقال
-
( بسالة الجيش )
-
عقدة الخوف في بلد الموت
-
سقوط خلافة مرسي
-
العراق يسير بإتجاه المجهول
-
( الجهاد الانتقائي )
-
المخرج والديكور
-
الخيول الاسلامية
-
هيبة الجيش
-
تجريح وتهشيم الهوية الوطنية العراقية
المزيد.....
-
معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
-
ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
-
المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد
...
-
-كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر
...
-
نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
-
التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|