أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - اليمن بلا إسلام














المزيد.....

اليمن بلا إسلام


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4328 - 2014 / 1 / 7 - 20:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما بدأ الحديث عن مصادر الدستور اليمني الجديد في مؤتمر الحوار الوطني كانت البداية لصراع انتظر طويلاً لكي يعلن عن نفسه بهذا الوضوح..الصراع بين الراغبين في علمَّنة الدولة و بين أتباع الإسلام السياسي..هذا الصراع الذي لم يكن وليدة لحظة وجود المتناقضين فكرياً تحت قبة موفنبيك و لكنه وليدة لصراع مللنا مشاهدته منذ سنوات على صفحات الجرائد أحياناً و على هيئة اغتيالات سياسية أحياناً أخرى.

حين بدأ النقاش عن مصادر الدستور كانت صرخات ممثليَّ الإسلام السياسي عالية و هستيرية بشكل درامي لافت للنظر رغم تعودنا عليها..و لم يكن يبقى إلا أن يصرخ أحدهم "و إسلاماه" مع موسيقى تصويرية من فيلم الرسالة لتكتمل الصورة التي ستحرك جموع العامة بلا تفكير وراؤهم رفضاً لهذا الدستور و الحجة "الدفاع عن الإسلام ضد الراغبين في اغتياله".

و لكن لنتوقف لحظات مع نوعية الإسلام الذي ترفضه أغلب الفئات في فريق بناء الدولة كمُشَّرع و ليس كدين و الذي يستميت من أجله كل من حزبيَّ الإصلاح و الرشاد السلفي من جهة أخرى..ذلك الإسلام الذي لا أعتقد للحظة أنه الإسلام الذي أتى به الرسول الكريم و لكنه إسلام بمقاييس خاصة.

فالإسلام الذي يتحدث عنه المستميتون من أجله هو إسلام قمعي يرفض حرية المعتقد..و كما يحدث في أفلام المافيا الأمريكية حيث لا خروج من العائلة إلا بالموت يريدون لنا أن نقر إعدام كل من يملك معتقد مختلف عن الأغلبية متناسين قوله تعالى:"فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" و التي كفل الله بها و بشكل صريح لا يحتمل التأويل حرية القرار في المعتقد و التحذير المسبق من اختيار الكفر على الإيمان..أي أنه منح حرية المعتقد لنا و حسابنا عليه و ليس على سواه.

أيضاً لو توقفنا عند الإسلام الإصلاحي-السلفي سنجد أنه يتعامل بمنطق إذا سرق فيهم الشريف تركوه و إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد..فهم يتباكون على الحدود التي سُتعطل و التي ستندثر إذا تمت علمنَّة الدولة بالرغم من أننا لم نسمع يوماً عن شخص من رموز الإصلاح أقيم عليه حد لسرقة أو لقتل و ما أظن أن العواضي -كمثال صغير فقط- عن أذهاننا ببعيد..العواضي الذي أعترف بنفسه و على قناة تلفزيونية أن القتل هو حد "التفحيط" في إسلامهم!!.

الإسلام الذي يريد حزبيَّ الرشاد-الإصلاح تمريره هو الإسلام الذي إلى الآن يرفض و بشدة إقامة الكنائس لممارسة أتباع ذلك الدين لشعائرهم أو حتى الدعوة إليها..و الحجة التي تحصل عليها عند تصريحك برغبتك في احترام الأقليات و إنشاء دور عبادة خاصة بهم هي "و من أخبرك أن لدينا أقليات!!..الشعب اليمني هو شعب 100% مسلم"..و هكذا و بجرة قلم يتم تهميش و نفي الجنسية اليمنية و حقوق المواطنة عن أي صاحب معتقد آخر "فقط" لأنه ليس بمسلم أو لأنه لا يرغب بأن يكون كذلك.

تلك الأحزاب تستغل جهل العامة بمعنى العلمانية لتخويفهم منها..فتصبح العلمانية التي تقوم على حفظ الحقوق و الحريات و فرض القانون على الجميع و إزالة مظاهر التمييز أياً كان نوعها دولة مُنحلة!!..بينما تصبح دولة "أقتلوا كل مُفحَّط" هي دولة الشريعة الإسلامية!!.

و أصبحت الدولة علمانية و ماذا بعد؟؟..فهل سيكف الناس عن الصلاة و الصوم أن أخبرناهم أن الدولة ستصبح دولة علمانية؟؟..هل سيرتكب الناس الفواحش في الطريق العام؟؟..إن فعلوا فهذا يعني أنهم فعلياً لا يعتبرون مسلمين عن قناعة فلماذا إذاً التمسك بإسلام وهمي يعتنقه أغلب اليمنيون بل و يُفرض تطبيقه بقوة "الهستيريا" الشعبية؟؟..هل فقط سنتمسك بالعقيدة رغم هشاشتها و تعطيلها و عدم رؤيتنا لتطبيقها إلا على معدومي الحيلة على حساب اهتمامنا بعمقها و تأصلها في النفوس؟؟.

أي الفريقين سينتصر في معركة مصادر الدستور؟؟..لا أعلم حقاً لمن ستكون الغلبة و لكني على يقين من أن اليمنيون سيحاولون للمرة الأولى التعلم من تجارب الآخرين خاصةً و أن "مجازر" الإسلاميين في مصر لست ببعيدة عنَّا بعد..بل لعلها تكون دافعنا لنحذر "شريعة" الإسلام السياسي و دُعاته.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء البخاري*
- عن الجنس و الشغف نتحدث
- إبليس يسكن الجنة
- دين وقح
- الإسلام جزء من المشكلة
- أنا و عُمر و -ما أنا بقاريء-
- ديانا و أسامة
- فيروز تُخرج من الملة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - اليمن بلا إسلام