استفتاء المصير

محى الدين غريب

الحوار المتمدن-العدد: 4328 - 2014 / 1 / 7 - 18:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

استفتاء المصير

استفتاء دستورمصر 2014 هو ليس مجرد استفتاءا على بنود دستور جديد يحمل بين سطوره آمال وتطلعات معظم الشعب بعد الثورة ، ولكنه أستفتاءا سيقرر ويحدد مصير ومستقبل مصر ،وسيضع الكثير من النقط فوق الحروف لتحديد الهوية الحقيقية لهذا الشعب بعد كل هذه المعاناة والتضحية والخراب الذى لحق بمصر.
سيسطر التاريخ نتائج هذا الاستفتاء على انه أهم تحول فى تاريخ مصر الحديث ، ليكون العلامة الأهم فيه.
سيتحدد مصير ومستقبل مصر بناءا على شكل وكيفية المشاركة على هذا الاستفتاء ، وبناءا على تحليل وقراءة وأستيعاب نتائجه.

فإذا جاءت نتيجة الاستفتاء بنعم ونسبة المشاركة عليه بنسب قريبة من استفتاء 2012 ، فإن ذلك سيؤكد أن ثورة 30/6 كانت إنقلابا ، وربما أيضا أن ثورة 25 يناير مدبرة من الخارج كما يزعم البعض ، وعليه يجب إعادة مرسى والاخوان للحكم. بل ويجب الأعتراف أن معظم الشعب لا تعنيه الثورة فى شيئ ، ويجب تحقيق رغبة الأغلبية فى دولة الخلافة الإسلامية.

وإذا جاءت النتيجة بنعم بنسبة تتراوح بين 65-75 % ، ونسبة مشاركة قريبة من استفتاء 2012 (32.9%) ، فإن ذلك سيؤكد أن الشعب منقسم حول ثورة 30/6 ويتشكك فى فكرة الانقلاب ، وأن كتلة كبيرة من الشعب غير مقتنعة أو على أقل تقدير غير مبالية (وهو الأسوأ). ويجب عمل مصالحة مع التيارات الإسلامية ، ومراجعة فكرة الأخوان كمنظمة إرهابية.

وإذا جاءت النتيجة بنعم بنسبة تتراوح بين 65-70 % ، ونسبة مشاركة حوالى 75% ، فإن ذلك سيؤكد أن الفلول لهم دورا فى احداث 30/6 ، وهم السبب فى هذه الزيادة الطفيفة والتى لا تتناسب مع حجم ثورة 30/6.
وعلينا أن نقوم بثورة جديدة .

أما إذا جاءت النتيجة بنعم بنسبة فوق 75% ، ونسبة مشاركة فوق 75 % ، فإن ذلك سيؤكد أن إرادة الشعب تحققت وأن مصر تتشبث بخريطة المستقبل ، وأن ماحدث يوم 30/6 هو ثورة حقيقية لإرادة معظم شعب مصر. وذلك يلزم القوى السياسية المختلفة والعقلاء أن بجدوا حل سياسي عادل ومقنع للتعامل مع التيارالإسلامى والمتعاطفين معه ، على أساس أننا جميعا مصريون ولنا نفس الحقوق. وما بمكن أن يفسد كل هذا ،هو أن يتقدم الفريق السيسى بترشيح نفسه للرئاسة ، إذ يؤكد ذلك مرة أخرى فكرة الانقلاب.

الأنسب فى رأيى أن تجرى الانتخابات البرلمانية سابقة للانتخابات الرئاسية ليضمن نجاحها فى أجواء مماثلة لأجواء كتابة الدستورتحت نفس الرئيس الانتقالى الذى أبلى بلاء حسنا ، ويمكن بعدها أن تسلم المسؤولية للبرلمان المنتخب.

#محى_الدين_غريب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات