تأثير قرارات سد العجز في الموازنة العامة للحكومة الماليزية على التخصيص المالي للطلبة العراقيين الدارسين في ماليزيا وسبل معالجتها

حسن سامي

الحوار المتمدن-العدد: 4328 - 2014 / 1 / 7 - 08:02
المحور: المجتمع المدني
    

1. المقدمة
تعد ماليزيا إحدى الدول المتطورة اقتصاديا في منطقة جنوب شرق آسيا التي أصبحت واجهة سياحية تقصدها مختلف الجنسيات العالمية بفضل الخطط التنموية و الإستراتيجية التي انتهجتها الحكومات الماليزية المتعاقبة و التي جعلت خمس جامعات حكومية تقع ضمن افضل (500) جامعة في العالم حسب تصنيف موقع شنغهاي المتخصص في تصنيف الجامعات الدولية. انفتاح الاقتصاد الماليزي و تقديم التسهيلات لدعم الاستثمار الأجنبي المباشر و غير المباشر و خصوصا في القطاع السياحي ادى الى زيادة سنوية مستمرة في اسعار سلة المستهلك التي شكلت تحديا كبيرا للحكومة الماليزية و الذي دفعها انذاك الى دعم اسعار الوقود و الكهرباء والسكر لتحقيق توازن بين المعروض السلعي والمعروض النقدي و التقليل من تأثير عامل التضخم. حيث ان ماليزيا بلد تمثل السياحة اهم مصادر دخله القومي، يدخله ملايين السواح سنويا ، على سبيل الفرض دخل ماليزيا خلال التسعة اشهر الاولى من عام 2013 نحو 25 مليون سائح اجنبي حققت عائدا ماليا للدخل القومي مقداره 14 مليار و 175 مليون دولار امريكي ، حسب تصريح وزير السياحة الماليزي محمد نظري عبد العزيز مسجلة زيادة قدرها (9,6) عما حققته في نفس الفترة من عام 2012. هذه الزيادة في المعروض النقدي على حساب المعروض السلعي ستساهم بشكل او بآخر زيادة في التضخم الذي يقابله عجز في الموازنة بلغ (4,2) عام (2012) الامر الذي دعا الحكومة الى تقليل مستوى الانفاق الحكومي و زيادة الإيرادات من خلال اتخاذها جملة من القرارات اهمها القرار الاخير للحكومة الماليزية القاضي برفع الدعم عن اسعار البنزين و الكهرباء و السكر و قرار اخر رفعت به بعض الامتيازات المالية التي يتمتع بها وزراء الحكومة ذلك لانتهاج سياسة التقشف اعتبارا من 1/1/2014 . قرار اخر اتخذته الحكومة الماليزية بفرض ضرائب جديدة على الاستهلاك سيطبق مطلع عام 2015. هذه القرارات و كما كان توقعا ادت الى زيادة في اسعار السلع والخدمات قدرها (15%) في شهر كانون الثاني 2014 ، الامر الذي دفع بعض الطلبة الماليزيين و بعض الناشطين الى تنظيم تظاهرة كبرى في ساحة الاستقلال عشية ليلة عيد الميلاد بالاضافة الى مؤتمرات عقدها المعارضة لتحذير الحكومة من انتهاج مثل هذه السياسة التي ستخلق ضرارا كبيرة على اصحاب الدخل المحدود حسب رأي رئيس وزراء ماليزيا الاسبق مهاتيير محمد ، ولكن الحكومة اصرت على موقفها و اعلنت على لسان رئيسها ان هذه الاجراءات و القرارات تعد ساندة لمشروع نهضة تنموية اخرى في ماليزيا.
1-1 أهم المشاكل المالية التي يعاني منها الطلبة المبتعثين :
حسب القوانين و التعليمات الصادرة من وزارة التعليم العالي و البحث العلمي في العراق ، يصرف للطالب المبتعث بدون زوجة و اطفال راتبا قدره (1310) دولار شهريا و اذا كان مصطحبا لزوجته و طفلين فيستحق راتبا قدره (2235) دولار شهريا ، هذه المرتبات من المفترض ان تغطي نفقات معيشة الطالب ، فيما تتكفل الدولة العراقية بدفع الأجور الدراسية و التأمين الصحي و نفقات الإقامة واجور دراسة اللغة لستة اشهر فقط، لكن الواقع مختلف تماما للاسباب الاتية :

1. تحمل جزء من تكاليف الدارسة : ان الجامعات الماليزية تفرض رسوم اخرى على الطلبة غير الاجور الدراسية لا توجد ضمن مقررات التعليمات المالية فيدفعها الطالب من امواله الخاصة و تشكل عبأً على دخله.
2. قلة التخصيص الزمني والمالي لدراسة اللغة: لا يوجد زمن ثابت لاكمال مطلب اللغة و لكن كحد اقصى هو (12) شهر و بما أن التخصيص المالي يغطي (6) اشهر فقط و على ان لا يتجاوز (5000) دولار، لذلك يتحمل الطالب بقية تكاليف اللغة و تضاف المدة الزمنية التي قضاها في اللغة ( ما زاد عن ستة اشهر) على المدة المخصصة للدراسة الاكاديمية
3. التأمين الصحي مخصص للطالب و لزوجته و اثنان فقط من اطفاله ، بينما الجامعات الماليزية التي لا تمنح تأمين صحي للعائلة المرافقة للطالب سوى بعض العلاجات البسيطة او مشكلة مرض ( الدينكي) الخطر الذي تعاني منه ماليزيا و دول جنوب شرق اسيا ، اذ تتكفل الحكومة الماليزية لعلاج المصاب بهذا المرض مجانا. و لا بد من الالتفات الى ان العلاج في المستشفيات الماليزية مكلف جدا للطلبة الاجانب و هناك بعض الحالات التي تعرض لها ابناء الطلبة العراقيون كلفت استطباب او علاج بين (3500 -6000) رنجت للحالة الواحدة اي من (1100) دولار الى (2000) دولار تقريبا ما عدا حالة واحدة و هي اللوكيميا التي اصيب بها ابناء طلبة البعثات كلفت مبالغ عالية جدا اضطر الطالب بعدها الى الغاء بعثته. و بالحقيقة قضية تحديد الصرف على العائلة المصاحبة كحد اعلى طفلين وزوجة ، قضية تحتاج الى اعادة نظر لانها مخالفة للقوانين الشرعية و الانسانية لانها دعوة صريحة الى فك ترابط الاسرة ووحدتها و تحميل رب العائلة مسؤولية الابناء مازاد عن اثنين في بلد لا توجد فيه قوانيين لتحديد النسل، و هؤلاء الابناء اللذين لم يشملهم التخصيص المالي هم عراقيون و ابناء لطلبة مبتعثين و معرضين لخطر الاصابة بالامراض والحوادث المرورية و حتى الموت و عليه يجب تكون الدولة العراقية راعية لابناءها على شبر من الارض في ارجاء المعمورة. و بما ان تحديد افراد عائلة المبتعث هو قرار قديم لا يتناسب مع حجم المرحلة الحالية و حجم الاسر العراقية التي عادة تتجاوز هذا العدد من الاطفال ، لابد من اجراء تعديل عليه لحماية عوائل الطلبة المبتعثين في الخارج. لذلك عد الباحث هذه المصاريف الاضافية تقع ضمن حجم الانفاق الخاص للطالب لانها تؤثر على دخله و مستوى انفاقه على الحاجات الاساسية و الضرورية لتحقيق الهدف من الابتعاث.

4. مخالفات قانونية و انسانية بحق طلبة الاجازات الدراسية : يعاني الطلبة المجازون دراسيا ممن هم خارج وزارة التعليم العالي بالزامهم على توقيع تعهد على القبول بالراتب الاسمي فقط وعدم المطالبة بفرق الراتب عن راتب طالب البعثة او دفع الاجور الدراسية ، هذا الاجراء غير القانوني اثقل كاهل الطلبة المجازين دراسيا سواء من ناحية كلف المعيشة او الاجور الدراسية او التأمين الصحي ، بل ان بعض الطلبة فضل العودة الى العراق على تحمل مثل هذه التكاليف و البعض الاخر منهم باع قطعة رض سكنية او سيارة لتوفير السيولة المادية لاكمال دراسته، علما ان عملية صرف الراتب بالعملية العراقية بسعر صرف البنك المركزي العراقي للدولار و من ثم تحويله بنسبة خصم محددة و من ثم تصريفه الى العملة الماليزية و هذه كلها مبالغ مستقطعة من اصل الراتب تذهب سدى من دون فائدة تذكر للمبتعث دراسيا

5. حسب التعليمات النافذة يستحق طالب الزمالة الدراسية مستحقات طالب البعثة ماعدى ما تتحمله الجهة المانحة ، ولكن ليس هناك تعليمات مالية واضحة يتم بموجبها صرف هذه المستحقات لطلاب الزمالات الدراسية ، و عليه طلبة الزمالات في ماليزيا لا يستلمون سوى فرق الراتب بين ما تمنحه الجهة المانحة و راتب طالب البعثة و بذلك تحملوا نفقات التأمين الصحي والاقامة و مستلزمات الدراسة و حتى تذاكر السفر للعودة.

2- المقاييس المستخدمة في المؤشرات الرسمية :
هناك عدة انواع من الارقام القياسية و اكثرها شيوعا و استخدما رقم لاسبير الذي يمثل مجموع حاصل ضرب السعر في سنة المقارنة بكمية سنة الاساس مقسوما على مجموع حاصل ضرب السعر سنة الاساس في كمية سنة الاساس. اما نسبة التغير في سعر اي سلعة يساوي الرقم القياسي للسعر الحالي مطروحا من الواحد الصحيح مقسوما على الرقم القياسي السابق لأسعار مضروبا في 100%. اما نسبة مساهمة كل سلعة في التضخم تساوي (نسبة التغير مضروبا في وزن السلعة)ثم تقسم على المجموع في100.
حيث ان الحصول على المستوى العام للاسعار او الرقم القياسي لاسعار سلعة معينة لسنتين معينتين قياسا بسنة الاساس يسهل من عملية الحصول على نسبة التغير في سعر السلعة للسنة الحالية قياسا بالسنة الماضية، وعليه يمكن الحصول على نسبة مساهمة كل سلعة في مشكلة التضخم السنوي.
التضخم هو حالة الارتفاع المستمرة في المستوى العام للأسعار نتيجة لعوامل داخلية و اخرى مستوردة خارجية، مثل ارتفاع المعروض النقدي على حساب المعروض السلعي ، الامر الذي يؤدي الى رفع اسعار السلع لاستيعاب الزيادة الحاصلة في المعروض النقدي.
3- عينة الدراسة
تتطلب الدراسة اجراء معاينة لاسعار المستهلك المحلي و المستهلك الاجنبي لبيان اثر قرار رفع الدعم على المستهلك المحلي والاجني معا ، و حيث ان المؤسسات الاحصائية في جميع دول العالم تقوم بدراسة الرقم القياسي لأسعار السلع المستهلكة في الاسواق المحلية و تعرض النتائج على شكل مؤشرات احصائية تجمع في مجلدات خاصة او تنشر على مواقعها الرسمية في شبكة الانترنت،اذ تعد هذه المؤشرات من اهم المصادر الرسمية للبحوث والدراسات العلمية والاستراتيجية، التي تساعد متخذ القرار السياسي و الاقتصادي من تفادي الوقوع في الازمات المالية والاقتصادية و تشخيص مواضع الخلل التي من الممكن ان تعيق الخطط التنموية. لذلك اعتمدت هذه الدراسة على المؤشرات الاحصائية للاسعار التي تعرضها الحكومة الماليزية عبر موقع قسم الاحصاء على شبكة الانترنت و التي يمكن الوصول اليها من خلال الرابط (http://www.statistics.gov.my/portal/index.php?option=com_content&id=583&Itemid=111&lang=en).
هذه المؤشرات للرقم القياسي لاسعار المستهلك هي للمستهلك المحلي ، اما المستهلك الاجنبي ففي اغلب السلع المعمرة او الاساسية يتم التعاطي معه بشكل مختلف و على وجه الخصوص في النقل والتعليم و السكن و بعض القطاعات الاخرى، ولغياب المعلومات التاريخية للرقم القياسي لسعر المستهلك الاجنبي في السجلات الماليزية تم الاخذ بنظر الاعتبار المعلومات التي تم جمعها الباحث من عينة عشوائية لطلبة البعثات في مختلف الجامعات الماليزية كمعلومات تتعلق بمستوى و نوع الانفاق ، حيث يتواجد في ماليزيا نحو (4000) طالب عراقي طلبة البعثات منهم يشكلون اكثر من (300) طالب و نحو (2500) اجازة دراسية و (3) زمالات دراسية و بقية الطلبة هم على النفقة الخاصة. من خلال مسح احصائي اجريناه خلال شهر كانون الاول من عام 2013 على عينة عشوائية لـ 10% من طلبة البعثات في ماليزيا ، طلبنا فيها ارسال جدول بتكاليف المعيشة و الدراسة و التامين الصحي و العلاج لكل طالب ، توزعوا على الولايات الفدرالية (كوالالمبور-سيلانجور- قدح-جوهور-بينانج).
4- مؤشرات الرقم القياسي لاسعار المستهلك المحلي
طبقا للمؤشرات الاحصائية للمستوى العام لاسعار السلع و الخدمات لسلة المستهلك الماليزي ، ان هناك ثمة زيادة سنوية مطردة في اسعار السلع والخدمات . المخطط (A) يمثل الرقم القياسي للاسعار الحقيقية و المتوقعة باستخدام المتوسطات المتحركة لاسعار سلة المستهلك السنوية بدأ من عام (1998) لغاية (2012) بأعتبار سنة (2010 )سنة اساس قياسية للمستوى العام للاسعار . نلاحظ ان الاسعار عام( 2010 ) زادت الى الضعف( 100% ) و بنسبة زيادة (33%) تقريبا عما كانت عليه عام( 1998) و استمرت هذه الزيادة لتسجل عام (2012) ما مقداره (4,8%) عما كانت عليه عام (2010). الملاحظ ان الاسعار الحقيقية سجلت قفزة عالية جدا عام (2008) فاقت مستوى التوقعات و لكنها عادت لتنسجم مع المتوقع عام (2009) ، ذلك نتيجة لزيادة اسعار الكهرباء مع اعلان حكومي عن رفع الدعم جزئيا عن الوقود.
الجدول (A) يتناول مقارنة لنسب التغير في سعر المجموعات الرئيسية للسلع الاستهلاكية بالاضافة لنسبة التغير في المستوى العام للاسعار لعام 2011- 2012 و لشهر تشرين الثاني (2012,2013) و للفترة من شهر كانون الثاني لغاية تشرين الاول (2012,2013 ) ، نسبة التغير بين عامي 2011-2012 سجلت ارتفاعا مقداره (1,6%) في حين ان هذه الزيادة ارتفعت بنسبة( 2% ) خلال مدة (11) شهر من عام 2013 مقارنة بنفس المدة من عام 2012. اي ان هناك استمرار واضح في زيادة المستوى العام للاسعار بلغت (6,8%) عما كانت عليه عام 2010 .













5-المحاور الرئيسية للإنفاق لدى الطالب العراقي المبتعث الى ماليزيا
من الطبيعي جدا ان تختلف نفقات المعيشة من طالب الى اخر او من عائلة الى اخرى ، لان انماط الحياة و اذواق الناس متباينة في طبيعتها ، و من خلال المعلومات التي جمعناها من عينة عشوائية من الطلبة عن مستوى انفاقهم في شهر كانون الاول من عام 2013 والتي تم تلخيصها في عدد من الجداول (تكاليف معيشة ، تكاليف دراسة ، تأمين صحي ونفقات علاجية ، اجور دراسة اللغة ).
الجدول (2) يبين مستوى الانفاق على المعيشة للطالب وعائلته ، الملاحظ ان بعض الطلبة و عوائلهم تكاد تكون المبالغ المصروفة لهم كافية الى حد ما تبعا لمناطق سكناهم و نمط الحياة المتبع لديهم ، حيث معدل الحد الادني لنفقات معيشة الطالب بلغ (4250) رنجت اي ما يعادل (1328) دولار امريكي ( سعر الصرف 1 دولار يعادل 3,2 رنجت) اي بزيادة مقدارها (18) دولار عن الراتب المقرر له. اما الحد الاعلى بلغ (5410) رنجت ماليزي اي حوالي (1690) دولار بزيادة عن اصل الراتب قدرها ( 380) دولار ، أما العائلة فتراوح انفاقها مابين (2421-2768) دولار امريكي اي بزيادة عن جدول البعثات للفئة (ج) تتراوح بين ( 186-533) دولار.
الجدول(3) يوضح مجمل تكاليف الدراسة في الكليات العلمية في عموم الجامعات الماليزية و الذي تصرف الحكومة العراقية الجزء الاعظم منه لطلبة البعثات و عدد من طلبة الإجازات الدراسية. الجدول (4) تكاليف التأمين الصحي للفرد والعائلة سنويا علما ان اغلب شركات التأمين لا تقدم تأمينا كاملا لعوائل الطلبة ، الجدول (5) يوضح حجم الانفاق على الفرد الواحد للعوائل التي يزيد عدد اطفالها عن (2).
جدول – 2- تكاليف المعيشة التقريبية للطلبة العراقيين في ماليزيا بالدولار الامريكي
للعائلة للفرد
الحد الاعلى الحد الادنى الحد الاعلى الحد الادنى ت
2768 2421 1690 1328 1.

جدول -3- مجمل التكاليف الدراسية لعموم الجامعات الماليزية الحكومية بالدولار الامريكي
العليا الاولية
الحد الاعلى الحد الادنى الحد الاعلى الحد الادنى ت
11400 4219 6562 5000 1.

جدول -4- مجمل التكاليف التأمين الصحي للطالب و للعائلة بالدولار الامريكي
العائلة الطالب
الحد الاعلى الحد الادنى الحد الاعلى الحد الادني ت
470 470 110 110 1.



جدول -5- مجمل النفقات العلاجية السنوية للفرد الإضافي على العائلة بالدولار الامريكي
العائلة الطالب
الحد الاعلى الحد الادنى الحد الاعلى الحد الادني ت
700 300 300 200 1.




6- مؤشرات ارتفاع الاسعار في الاسواق الماليزية مطلع عام 2014 :
من خلال جولة استطلاعية قام بها الباحث لقراءة اسعار بعض المجموعات الرئيسية لولاية كولالمبور – سيلانجور –بوترا جايا في الاسبوع الاول من عام 2014 ، لاحظنا ان الزيادة في اسعار الوقود بلغت نسبة (10,5 %) و وازدياد سعر الوحدة الكهربائية بنسبة قدرها (15%) و زيادة اسعار المواد الغذائية بنسبة تتراوح من (10% - 15%) ، مع ثبات تكاليف الاجور الدراسية و الاتصالات. واسعار الاجهزة الكهربائية و ارتفاع اسعار النقل من (12% -15%). من خلال لقاءات مباشرة مع مدراء المبيعات في الاسواق التجارية الرئيسية اكدوا لنا ان الاسواق الرئيسية سترفع اسعار سلعها بعد انتهاء مخزونها السلعي المسجل لدى مسجل الضرائب الماليزي لذلك لم يظهر اثرها واضحا في الاسبوع الاول او لربما الشهر الاول من عام 2014 و على وجه الخصوص السلع الكهربائية و اسعار السيارات و الادوات المنزلية و الاثاث المنزلي.
يتضح مما تقدم و بثبات نسبة التغير في المستوى العام للاسعار لعام (2013) عند (2%) تكون نسبة التغير في المستوى العام للاسعار للاسبوع الاول من عام (2014) قد بلغت (17%) قياسا بعام (2012) وبزيادة قدرها (22%) عن اسعار عام (2010).، و يتوقع الباحث استمرار الزيادة في نسبة التغير لتبلغ اعلى مستوى لها خلال عام (2014) كحالة مشابهة لحالة القفز بالاسعار التي حدثت عام (2008) و الموضحة في الشكل السابق.
من جانب اخر زيادة اجور الكهرباء والوقود ستدفع الجامعات الماليزية الى رفع تكاليف الدراسة على اقل تقدير بزيادة قد تصل الى (20% - 25%) للتقليل من اثر استهلاك الكهرباء والوقود في موازنتها العامة ، و على ما يبدوا ان بعض الجامعات الحكومية مثل جامعة بوترا تحسبت لهذا الاجراء سلفا فرفعت اجورها بنسبة تجاوزت (200%) عن اجورها لغاية عام 2012.
على اية حال من الاحوال هذه القرارات للحكومة الماليزية سوف لن تحد من ظاهرة ارتفاع الاسعار و لكنها قد تؤثر على حجم الانفاق للمستهلك المحلي مما يدفعه تجاه ترشيد الاستهلاك و لكن سوف لن هناك اختلاف في نمط استهلاك و لذلك ستستمر الزيادة في الاسعار خلال عام 2014 لتصل ربما الى (25%) تقريبا و ربما سترتفع هذه النسبة كثيرا مطلع عام (2015) جراء تطبيق نظام الضريبة الجديد ،حيث مستوى و حجم الضرائب المفروضة هو من سيحدد حجم الزيادة التي ستحصل في الاسعار و بذلك تكون ماليزيا مرشحة عام (2015) لتكون احدى البلدان التي لا تختلف فيها تكاليف المعيشة عن مثيلاتها في الدول الاوربية.
7- قراءة في تبيان اثر زيادة الاسعار على حجم الانفاق للطالب و عائلته قياسا بالتخصيصات المالية للفئة (ج)
اخذ الباحث بنظر الاعتبار احتساب المعدل الاجمالي لتكاليف المعيشة للطالب بدون عائلته و للطالب مع عائلته (زوجة وطفلين) لقياس مستوى الانفاق على المعيشة للطلبة المقيمين خارج كوالالمبور و بوتراجايا وسيلانجور ، ووضعت النتائج في الجدول رقم (6). أما الطلبة المقيمين في ولاية كوالالمبور و سيلانجور وبواراجايا ، تم احتساب مستوى انفاقهم ليس على المعدل الاجمالي للكلفة و انما على معدل تكاليف معيشتهم و التي سجلت كحدود عليا في الجدول رقم (2)، والسبب في ذلك هو حساب التكاليف يجب ان يكون على مستوى عواصم بلدان الدراسة وليس مدنها ، و لذلك الجدول رقم (7) يتناول التكاليف المتوقعة بالاعتماد على تكليف المعيشة في العاصمة وسيلانجور و بوتراجايا .
جدول -6- جدول بتكاليف المعيشة المتوقعة بداية و نهاية عام 2014 بالاعتماد على معدل التكاليف المذكورة في الجدول (2)
للعائلة (زوجة و طفلين) للفرد
راتب الفئة (ب) 25% زيادة 15% زيادة معدل الكلفة راتب الفئة (ب) 25% زيادة 15% زيادة معدل الكلفة ت
3200 3243,1 2983,67 2594,5 1900 1886,25 1735,35 1509 1.


جدول -7- يتناول التكاليف المتوقعة بالاعتماد على الحدود العليا و التي تمثل مستوى الانفاق للطلبة المقيمين في العاصمة كوالالمبور و محيطها.
للعائلة (زوجة و طفلين) للفرد
راتب الفئة (ب) 25% زيادة 15% زيادة الكلفة راتب الفئة (ب) 25% زيادة 15% زيادة الكلفة ت
3200 3482,5 3203,9 2786 1900 2112,5 1943,5 1690 1.

جدول -8- تكاليف الدراسة المتوقعة خلال عام 2014 بالدولار الامريكي
العليا الاولية
التخصيص 25% زيادة 15% زيادة الحد الأعلى للكلفة التخصيص 25% زيادة 15% زيادة الحد الأعلى للكلفة ت
20000 14250 13110 11400 8202 7546 6562 1.

8- الاستنتاجات
1. من الجدول (6) نستنتج ان الطالب المقيم خارج العاصمة يضيف مبلغا قدره (200) دولار على قيمة الراتب المخصص له (1310) دولار قبل حصول الزيادة في الاسعار و ستيرتفع المبلغ المضاف من دخل الطالب الى (425) دولار بحصول الزيادة (15%) و من المتوقع ان يصل الى (576) دولار نهاية عام 2014 لقترب كثيرا من الراتب المخصص لطالب البعثة على الدول المصنفة على الفئة (ب). بينما في الجدول (7) الطالب المقيم في العاصمة كان يدفع نحو (380) مبلغا اضافيا قبل الزيادة و يتجاوز قليلا الراتب المخصص لطالب البعثة على الفئة (ب) في الشهر الاول من عام 2014 ، و من المتوقع ان ترتفع تكاليفه لتقترب من الراتب المخصص لطالب البعثة على الفئة (أ) في نهاية عام 2014. و الملاحظ في الجدول (6) ان تكاليف المعيشة للعائلة المقيمة في الولايات الاخرى خارج العاصمة و محيطها ستقترب كثيرا الى راتب و مخصصات الفئة (ب) مطلع عام 2014 و لتتجاوز هذا التخصيص في نهاية العام كما هو متوقع. أما النتائج في الجدول (7) تشير الى ان العوائل المقيمة في كوالالمبور و محيطها تجاوزت تخصيص الفئة (ب) مع بداية عام 2014 لتقترب من تخصيص الفئة (ا) نهاية العام. عليه استنتاج الباحث طبقا لهذه النتائج ان الراتب المخصص لطلبة البعثات في ماليزيا غير كافي حتى للذين هم خارج المدن والولايات الرئيسية سواء على مستوى الفرد او عائلته قياسا بحجم التكاليف التي بلغت (1509) دولار للفرد و (2594,5)دولار للعائلة لغاية 31/12/2013 و سيرتفع حجم الانفاق الى (1735,35) دولار للفرد و (2983,67) دولار للعائلة خلال شهر كانون الثاني 2014 و من المتوقع استمرار الزيادة لتصل الى 25% نهاية عام 2014. و طيقا للنتائج الواردة في الجدول رقم (7) ان طلبة جامعات العاصمة و محيطها و ربما بعض الولايات السياحية او الصناعية كانوا ينفقون اعلى من الراتب المخصص لهم على الفئة (ج) حتى نهاية عام 2013 ، أما بعد الزيادة 15% او 25% فأن انفاقهم سيتجاوز حتى الراتب المخصص للفئة (ب).

2. تخصيص تكاليف الدراسة في جدول دائرة البعثات (20000) دولار امريكي و هو مبلغ كافي لتغطية التكاليف الدراسية مع الزيادات المتوقعة لهذه التكاليف بنسبة 15% او 25%. و لكن التعليمات المالية خصصت الدفع للأجور الدراسية و ليس لتكاليف الدراسة ، الامر الذي يرفع من مستوى الانفاق العام للطالب كقيمة مضافة على نفقاته على المعيشة. و لكن التخصيصات لاجور اللغة و البالغة (5000) دولار غير كافية تماما فضلا عن عدم كفاية وقت دراسة اللغة الذي حدد بستة اشهر فقط. علما ان الباحث لم يتطرق الى تكاليف دراسة اللغة لانها متباينة حسب مستويات الطلبة و المعاهد التي يدرسون فيها.

3. لم تظهر زيادة واضحة على رسوم التأمين الصحي و العلاج و الاقامة على ما كانت عليه عام 2013 ، الا أن تحديد المشمولين بالتأمين الصحي بطفلين و زوجة شكل عبئأ كبيرا على الطالب الذي لديه اطفال اكثر من العدد المسموح به.

9- التوصيات :
بناء على ما تقدم يوصي الباحث بما يأتي :
1. تحويل فئة ماليزيا من الفئة (ج) الى الفئة (ب) و على موازنة 2014 ، لمعالجة مشكلة تكاليف المعيشة المتزايدة بالاضافة الى حل مشكلة رسوم اللغة و المدة الزمنية المخصصة لها.

2. توسيع قاعدة التأمين الصحي لتشمل كافة افراد العائلة المصاحبة و هي مبالغ سنوية ليست كبيرة جدا ومن الممكن ان تتعاقد الملحقية الثقافية مع احدى شركات التأمين الرئيسية في ماليزيا لسد هذه الحاجة اسوة ببعض الدول العربية مثل ليبيا و السعودي و غيرها من الدول التي طبقت مثل هذا الاجراء.

3. يوصي الباحث بسحب التخصيص المالي للاجازات الدراسية من الوزارات الاخرى في موازنة 2014 و اضافته الى موازنة وزارة التعليم العالي و ضمن النسب المخصصة للابتعاث لكل وزارة سنويا ، ليكون تعامل الطالب ماليا مع الملحقية الثقافية ، ذلك لضمان تطبيق القرارات و التعليمات بشكل صحيح و عدم تعرض المبتعث للابتزاز و الاستغلال و تحميله مبالغ مالية كبيرة تلحق الضرر به وبعائلته.

4. يقترح الباحث عمل مذكرة تفاهم او اتفاقية بين وزارتي التعليم العالي العراقية والماليزية لتخفيض رسوم التسجيل و تكاليف الدراسة و حل مشاكل الاقامة و السكن و تأسيس مشروع شراكة بحثية لتوفير بعض متطلبات او مستلزمات بحوث الطلبة.

5. ضرورة اصدار تعليمات مالية واضحة لشمول طلبة الزمالات بكافة مستحقات طالب البعثة لضمان التأمين الصحي و دفع نفقات الاقامة لهم ولعوائلهم و تذاكر السفر ذهابا و ايابا و غيرها من المستحقات وعن طريق الملحقية الثقافية.

6. التأكيد على شمول طلبة الاجازات الدراسية بالتأمين الصحي و بقية الامتيازات المخصصة لهم و مفاتحة وزاراتهم لتأمين المبالغ اللازمة لاكمال دراستهم على موازنة عام 2014.


7. يوصي الباحث السادة المسؤولين في وزارة التعليم العالي النظر بعين الرعاية و العطف لتأمين منح مالية للطلبة العراقيين الدارسين على نفقتهم الخاصة لان هذه الزيادات في الاسعار ستلحق ضرارا كبيرا بهم.


المصادر
1. موقع قسم الاحصاء في الحكومة الماليزية على شبكة الانترنت
http://www.statistics.gov.my/portal/index.php?option=com_content&id=583&Itemid=111&lang=en).
2. http://my.news.yahoo.com/protestors-descending-dataran-merdeka-rally-against-rising-cost-141743825.html
3. http://www.alriyadh.com/net/article/886064
4. http://www.alriyadh.com/net/article/889183
5. http://www.albawabhnews.com/245761
6. https://www.facebook.com/photo.php?fbid=559060540844780&set=a.338895739527929.78777.338870562863780&type=1&theater
7. http://www.malaysiaalaan.com/news/politics/3886-mahathir-questions

#حسن_سامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات