أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن أحمد عمر - هل التدين هو التسلط ؟؟














المزيد.....


هل التدين هو التسلط ؟؟


حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 1231 - 2005 / 6 / 17 - 11:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تنتشر بين الناس فى كل أنحاء العالم وعلى إختلاف الأديان والعادات مصطلح (( متدين )) فما هو المفهوم الحقيقى له ؟ هل معناه ان صاحبه متمسك بالمبادىء والقيم الدينية ؟ وهل هذا التمسك يكون علنياً أمام الناس أم سرياً لا يعلمه أحد سواهم بعد الله ؟ وهل معناه تأدية بعض العبادات والطقوس الدينية والظهور بملابس معينة والسير بطريقة معينة والكلام بأسلوب خاص ؟ أم معناه التعامل مع الآخر باخلاق هذا الدين المتبع ؟ .
هل معنى أنى (( متدين )) أى أفرض أفكارى وآرائى وأحلامى على الآخرين قسراً سواءً رضوا أو رفضوا ؟ هل معنى أنى متدين أى متسلط على الآخرين بما لدى من آراء وأفكار ؟ ومن أعطانى أحقية التسلط عليهم ؟ وما الفرق الحقيقى بينى كمتدين وبين من أعتقد أنه ليس متدينا ً ؟ ومن فى هذا العالم يستطيع تبيان وتوضيح هذا الفرق ؟ .
أليست مسألة الإيمان والتدين مسألة غيبية بحتة ؟ من هذا الذى يستطيع أن يقف وسط الناس ليقول أنا مؤمن وصالح وتقى ؟ من يستطيع أن يزكى نفسه ؟ وماذا ترك هؤلاء للخالق سبحانه حتى يجعلوا من أنفسهم عالمين للغيب مطلعين على أعمال العباد ؟ وهل يحق لإنسان لمجرد أنه يصلى ويصوم ويطلق لحيته أن يمشى بين الناس لينشر بينهم الخوف والرعب باسم الدين ؟ ويمشى بينهم حاملاً عصا غليظة فإذا راى امرأة تكشف وجهها فى الشارع او المحل أخافها وأرعبها وأمرها بإرتداء الحجاب وإذا رأى رجلاً فى الشارع حتى لو كان ذاهباً لإحضار طبيب لإسعاف مريض – يقوم بضربه وإهانته ويأمره بالتوجه للمسجد وينشر الرعب والخوف فى قلبه باسم الدين هل هذا هو التدين ؟ وهل هذا هو المفهوم الحقيقى للتقوى كما يعتقد أصحاب الهراوات الغليظة ؟
حدث لى أثناء وجودى فى أحد البلاد التى تضرب الناس لكى يصلوا – أننى كنت هناك لسبب ما وأثناء سيرى فى شوارع العاصمة سمعت ضجيجا ً هائلاً ورأيت مئات الناس يتدافعون نحوى كالأمواج العارمة فظننت أن هناك حادثاً بشعاً فهربت تحت سلم أحد العمارات حتى هدأت الموجة العارمة ولما سألت عرفت أن الجماعة المسؤلة عن ضرب الناس من أجل الصلاة كانوا متواجدين وطاحوا ضرباً فى المساكين حتى أقسم لى صديقى الذى كان معى أنه دخل المسجد مجبراً ورأى إلى جواره سائقأ هندياً من (( الهندوس )) دخل المسجد للهرب من الضرب المبرح – فهل هذا هو مفهوم التدين ؟ هل يمكن لهؤلاء الذين يضربون من أجل الصلاة أن يكونوا اتقياء ؟ هل هذه الشعوب التى تعامل بهذه الطريقة يمكن أن يخرج منها العلماء والعظماء والباحثون والمفكرون وأصحاب الرأى الحر والفكر المستنير ؟
أليس الأصح أن نتدين دون أن يدفع الآخرون (( فاتورة )) لهذا التدين ؟ أليس الأفضل أن نترك مسألة تقييم إيماننا بالله تعالى له وحده ؟ وهل تأكد هؤلاء أن الله قد تقبل أعمالهم أم انهم يفرضون أنفسهم حتى على الله خالقهم وموجدهم من العدم بقدرته وجبروته ؟
ألم يقل الله تعالى فى قرآنه العزيز على لسان رسوله الخاتم (( قل ما كنت بدعاً من الرسل وما ادرى ما يفعل بى ولا بكم إن اتبع إلا ما يوحى إلى وما انا إلا نذير مبين ))
عندما يقول رسول الله ذلك وهو من يوحى إليه من السماء وهو اسوتنا الحسنة إلى الله تعالى أليس الأجدر بنا إتباع هذا الفيض العظيم وان نعيش حياتنا فى هدوء وطمأنينة تاركين الملك لله تعالى يصرفه كيف يشاء وليحيا كل إنسان بحريته طالما لا يضر الآخرين متبعين قول المولى تعالى (( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )) (( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ))
يجب أن يفيق الناس من غفلتهم الرهيبة فى كل الأوطان والأديان والأفكار وليضعوا المفهوم الحقيقى للتدين وهو أن أعيش حرأ ويعيش ألآخرون أحرارأ لا أضر ولا أضر بضم الألف وأن أترك نتيجة اعمالى لله وحده يقيمها ولا نفرض على الناس فاتورة يدفعوها لنا مقابل ما ندعيه من ((تدين ))
د/حسن أحمد عمر
طبيب بشرى
10/4/2005



#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)       Hassan_Ahmed_Omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطان من لا يعرفه السلطان
- أحلم بالحب والسلام
- تكفير التفكير وتجميد التجديد
- ناقشوهم ولا تهاجموهم


المزيد.....




- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
- “خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة ...
- ماما جابت بيبي..فرحي أطفالك تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا ...
- عائلات مشتتة ومبيت في المساجد.. من قصص النزوح بشمال الضفة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن أحمد عمر - هل التدين هو التسلط ؟؟