أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد اللطيف زوال - رسالة إلى رفيق 2















المزيد.....

رسالة إلى رفيق 2


عبد اللطيف زوال

الحوار المتمدن-العدد: 4327 - 2014 / 1 / 6 - 15:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



وأنا ساهر ليلا أتصفح مذكراتي، توقفت عند بعض محطات جمعتنا معا أيام الرخاء، "الصديق وقت الضيق، والجيوش المهزومة تتعلم دائما بهمة واجتهاد. ... من التراجع، وأنه لا بد من المهارة في التراجع." كما قال المعلم لينين، كنا نقول معا سننتصر... لن نتراجع عن حقنا في الوجود، وللتراجع في المفهوم اللينيني معنى أدق وأشمل من أن يكون لحظة انهيار وانكسار، أن نكون أو لا نون مسألة مصيرية تتطلب منا الحزم، في أيام الرخاء كنا نحلم كثيرا، ليس التراجع لحظة غصب تمر مر الكرام، بل هي موقف لينيني صارم، يتخذه الماركسيون اللينينيون وقت الشدة... ومعرفة كيفية التراجع الصحيح مهمة إستراتيجية، وضع لها لينين أسس ممارستها، في وقت الأزمة، في وقت الشدة وقت هجوم العدو وانهزام كل الجيوش الثورية والديمقراطية نتراجع، معنى التراجع ليس هو الهروب إلى الوراء، بل هو بناء الإستراتيجية تكتيكيا، تحويل التكتيك إستراتيجية مهمة صعبة، فالتراجع الصحيح يعني تحويل التكتيك إستراتجية شورية من أجل البقاء، من أجل بناء الهجوم الصحيح بثبات وإصرار، جمع القوى الثورية كتلة صلبة متماسكة.

لما يا رفيق إذن هذا التراجع ؟ أمن أجل بناء تكتيك إستراتيجي ؟ أم ممارسة إستراتيجية التكتيك ؟ كلتا الحالتين لا تتطلب الهروب إلى الوراء، وراء الكواليس، إنما التراجع لا بد أن يكون واضحا قائما على أساس البقاء، إذا كان لا بد من التراجع فلا بد لنا جميعا أن نتراجع، فهذا القرار يهمنا جميعا، ففي كل الحروب كما تعرفها الماركسية اللينينية يتم الهجوم والتراجع معا، وكلاهما علم مرهون بتكتيك واستراتيجية الحرب، والمعارك في الحرب الثورية ليس لها أسلوب واحد ووحيد، بل هي أشكال وأساليب فن الحرب المتعددة، فن التكتيك والإستراتيجية باستمرار، وهل يحق لقيادة الحرب أن تترك الجيوش تحارب لوحدها ؟ أم أن الجيوش موكول لها فرز قياداتها باستمرار ؟ إن الفصل بين القيادة والقواعد في علم الحرب اللينيني يعني المساومة، والمساومة في نظر اللينينية علم كذلك لا بد من معرفته، أما المساومة بدون علم اللينينية فهي خيانة، ترك الجيوش من طرف القيادة يعني إسدال الستار عليها، تركها بدون إستراتيجية، ولا يعني ذلك من شيء تكتيك حرب العصابات، ولا إستراتيجية حرب القواعد المتحركة، إنما يعني في هذه الحال خيانة القيادة للقواعد.

لما يا رفيق التراجع في ظل اشتداد أوزار الحرب ؟ أهو تكتيك التراجع الصحيح ؟ أم هو إستراتيجية بناء الهجوم الصحيح ؟ للهجوم قواعد وضوابط تشترك في بنائها القيادة والقواعد جميعها، فلا معنى لحرب تدار دون علم القواعد، لا معنى لقرارات القيادة دون علم القواعد، لكل حرب ناجحة قواعد ديمقراطية، تستوي فيها القيادة والقواعد جميعها في اتخاذ القرار، ديكتاتورية البروليتاريا فقط هي التي تعترف بها اللينينية في مواجهة ديكتاتورية البورجوازية، الحل الوحيد لحل مسألة السلطة لصالح البروليتاريا، أما ديكتاتورية القرار، الإنفراد بالقرار، إنما هي بيروقراطية، والبيروقراطية أسلوب بورجوازي صغير، يتنافى وقواعد الديمقراطية في اتخاذ القرار وبإشراك القواعد التي تنفذه، إن أي قرار خارج هذا الإطار إنما سقوط في البيروقراطية المقيتة، إن أي تراجع خارج علم التراجع الصحيح إنما هو سقوط في الإطاروية المقيتة، إن قيادة الحرب الثورية لا تقبل التراجع العفوي، وكلما تقدمت الجماهير كلما أصبح ملحا على الماركسيين اللينينيين مضاعفة ممارساتهم العملية العلمية المادية، والتراجع أمام تقدم الجماهير إنما هو خيانة تاريخية.

لما يا رفيق الراجع في ظل تقدم الجماهير ؟ أهو تكتيك التراجع الصحيح ؟ أم هو إستراتيجية بناء الهجوم الصحيح ؟ أعتقد أنه ليس هذا ولا ذاك إنما هو إفراط في اتخاذ القرارات، إنفراد بالقرار، بيروقراطية القرار، قرار لا يهم فقط من اتخذه بل يهم جميع الماركسيين اللينينيين، وهو يهمنا جميعا من ناحية المحاسبة الرفاقية، كل قرار يخل بالتزاماتنا الرفاقية إنما هو معرض للنقد، هذا الأسلوب العلمي لفن تدبير العلاقة بين القيادة والقواعد، هذا المبدأ الأساسي للممارسة الديمقراطية بين الماركسيين اللينينيين، هذا المبدأ الذي يتطلب رد الإعتبار للقواعد ولقيادة القواعد للحرب الثورية، هذا المبدأ الذي يتطلب ممارسة النقد الذاتي أمام القواعد، بينهم جميعهم بشكل متبادل، في العلاقة الرفاقية الصحيحة بينهم، في الأمور التي تهم قيادة الحرب الثورية، في أوقات اشتدادها، بينهم وبين الجماهير، في أوقات تقدم الجماهير، في ممارستهم أمام الجماهير المتقدمة، في أبسط الأمور التي تهم الحرب الثورية، في كل الحالات البسيطة والمعقدة، لبناء الهجوم الصحيح والتراجع الصحيح، في التكتيك والإستراتيجية، تكتيك التراجع واستراتيجية الهجوم، في كل المهام الثورية اليومية من القيادة إلى القواعد، من القواعد إلى القيادة، لترسيخ العلاقة الصلبة بينهم.

لا أعتقد أن مثل هذا التراجع مبني على علم الماركسية اللينينية، ولا هو تعبير عن فن ممارسة قيادة الحرب الثورية، حيث القيادة المركزية أساسية حتى لا تتيه القواعد، والتراجع أمام تقدم القواعد إنما هو مخل لفن إدارة الحرب الثورية، وفصل القيادة عن القواعد إنما هو تعسف على حق القواعد في قيادة الحرب الثورية، والقواعد لكونها عريضة وكبيرة الحجم فهي تملك القرار في اتخاذ القرارات الحاسم بالتصويت، التصويت الذي يجري برفع الأيدي علانية في جمع يجمع مجمل أفراد القيادة والقواعد جميعهم، إنما القرار يعود للأغلبية الساحقة للقواعد المتقدمة، فلا القيادة لها قوة القرار إلا بإقناع القواعد بمقترحاتها، التي لا تصبح قرارات ملزمة إلا بطبعها من طرف القواعد التي تنفذها، وتسهر على بلورتها في أرض الواقع، هكذا تكون الديمقراطية وقت الشدة، تكون الديمقراطية أسلوبا حاسما في الأمور التنظيمية بين القيادة والقواعد، أما حل القيادة بدون علم القواعد فهو تعسف، هو انسحاب من داخل نيران الحرب الثورية المشتدة أوزارها، إنسحاب مقرون بالخيانة التاريخية، إنكسار وتراجع إلى الوراء، لا علاقة لهذا التراجع بفن إدارة الحرب الثورية، إنما هو خيانة بعينها.

القواعد تتقدم يا رفيق، فلا تراجع أمام تقدمها، هي موكول لها محاسبة قياداتها، فرز قياداتها الجديدة، إنهزام قاداتها وانكسارها إنما ذلك لا يعنيها، فهي تتقدم إلى الأمام، إن نتقدمها مرهون بتقدم الجماهير، الجماهير اليوم متقدمة أكثر من أي وقت مضى، فلا التراجع العفوي يعفيها في شيء من التقدم، ولا انكسار القيادة أو بعض من القيادة يعنيها، إنما يعنيها هو محاسبة المتراجعين، وهي في صلب المعاركة تبدع في إدارة الحرب الثورية، تستجمع كل القوى الثورية، تمركز قراراتها جماعيا، تسير نحو الهدف المنشود، توحيد كل الماركسيين اللينينيين في الخط الثوري لمنظمة "إلى الأمام"، الجماهير المبدعة في نضالها الطبقي تسير نحو بناء ديكتاتورية طبقتها الطليعية، الطبقة العاملة قائدة الجماهير، والفلاحون يشكلون جماهير القوى الثورية التي تقودها الطبقة العاملة، وكل الكادحين يتقدمون وراء القيادة الثورية التاريخية للطبقة العاملة.



#عبد_اللطيف_زوال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى رفيق
- ما فوق النقد/بيروقراطية الكتابة الفاشلة


المزيد.....




- رئيس الوزراء الفرنسي يدعو النواب لـ-التحلي بالمسؤولية- وحكوم ...
- سوريا.. مدى تهديد فصائل المعارضة وتحركاتها السريعة على بقاء ...
- أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم يعاقب إسرائيل
- هل فعلا يجب شرب 8 أكواب من الماء يوميا؟
- نصائح لتعزيز منظومة المناعة في الشتاء
- مصر ترفع اسم ابنة رجل أعمال شهير من قائمة الإرهاب
- عيد البربارة: من هي القديسة التي -هربت مع بنات الحارة-؟
- من تاباتشولا في المكسيك إلى الولايات المتحدة.. مهاجرون يبحثو ...
- منطقة عازلة وتنازل عن الأراضي.. كيف يخطط ترامب لإنهاء الحرب ...
- رغم العقوبات على موسكو.. الغاز الروسي مازال يتدفق على أوروبا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد اللطيف زوال - رسالة إلى رفيق 2