أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - رشيد وحراء - ...البيت الذي لا يسكنه احد..؟















المزيد.....

...البيت الذي لا يسكنه احد..؟


رشيد وحراء

الحوار المتمدن-العدد: 4327 - 2014 / 1 / 6 - 00:41
المحور: سيرة ذاتية
    


خلال الموسم الدراسي 2002/2003،استنشقت أسوء الأيام في حياتي وأرغمتني الظروف لمغادرة الدراسة وتزامن هذا الحدث مع وفاة سيدي وحبيبي الأب العزيز رحمة الله عليه.
"أبي العزيز" فارق الحياة وأصر في وصية تركها لنتابع الدراسة، بالطبع إيماني بقيمة الوصية -عملت بها- لكن بات هذا المشوار الدراسي مليء بالتعثرات والتقلبات تراوحت بين الاقتصادية والاجتماعية وحتى التربوية...،خصوصا عندما كنت تلميذا في التعليم الثانوي ألتأهيلي ،حقيقة الأمر عشت أيام سوداء وليالي عاكرة باستثناء بعض اللحظات العاطفية مع أعز فتاة أعرفها . لكن دعنا نترك الماضي لأن استحضاره في قلب الحاضر يولد أزمة بكل المقاييس خصوصا عندما يصعب تجاوزه لأنه مثقل بأذواق مـــرة.
إصراري لمتابعة الدراسة أمر ملح، في شعبة الفلســـفة كنسقي فكري شمولي وأملي هو تكوين صورة شاملة حول العالم ، لكن الواقع الذي نعيشه متناقض واخترت علم الاجتماع كعلم قائم بذاته، أملنا في اكتساب هذه المعرفة العلمية لرفع الستار وفضح هذا الواقع المتعفــــــن،لكن للأسف الشديد وجدنا في الجامعة علم الاجتماع البلوكبات - في سطـــــور- كتعثر من نوع خاص ممنهج في حقنا كطلاب وللأسف انه مصير مشترك يمكن تعميمه،الشيء الذي يكرس حياة فريدة من نوعها وهي حياة البطالة التي تخيف الجميع مع العلم أنها مصطنعة،تلك هي الطامة الكبرى لا شفــــــــاء ولا دواء....،وهي معضلة اجتماعية قاسية,يعاني منها الشباب بشكل كبير، وعواقبها وخيمة على الكل وهي (البطالة) نتاج مخططات عمودية.
غالبا ما نرسم حدودا لمستقبلنا لكي ندبر الوقت الميــت من حياتنا، لكن فرض علينا مستقبل مشكوك فيه ،عالم بنسق جديد كوكبته شريحة كبيرة من المعطليــــــــن مصيرهم مجهول.وها نحن اليوم على مشارف سنة 2014، ولازالت الأمور في خط تصاعدي مخيف.عجبا يا ترى من صنع هذا الحاجز الصلب؟
صحيح أن الحياة تعلم الأحياء،استعداد للاختبار،سر الدنيا مرعب ليس في متناول الإنسان خاصة ذوي العقول المذهبية،الذين لا يفقهون شيئا سوى سرد ما قاله الفراعنة في زمن ولى، يعتقدون أن ما وصل إليهم هدية مهداة ، لكن الأمر مجرد ظن فاسد لا حقيقة ولا واقع.إذن لنقول لرفاقنا المعطلين أن الرسالــــة التي تلقيناها مجرد تحفيز من إتقان بديع لا خوف ولا تشاؤم مرحلتكم قادمة لا ريب فيها وتجاوز هذه العتبة أمر حتمي،لنعلم جميعا أن ما نعيشه ممنهج لأننا لا نملك شيئا،سوى الصوت الحر كما قال الشاعرالفلسطيني محمود درويــــــــش.
إن المشوار الدراسي لأبناء البؤساء مرعب ومخيف،لكن لولاهم لما ضاعت المعرفة،ولنعلم أن المراحل التاريخية التي عرفت بالجمود الفكري هي المراحل التي قتل فيها أبناء الفقراء.كل ما تعرفه البشرية في تاريخها فقد يرجع الفضل إلى أبناء المضطهدين خاصة المسار المعرفي ، ولهذا نجد البيروقراطيين الذين لا يعلمون ولا يعملون ينعتون هؤلاء الشرفاء "بالبدائيين" انها مجرد معرفة سطحية هدفها الإساءة ، لأنهم لا يدركون أن ما حققته البشرية في التقدم العلمي جاء نتيجة عمل الفقراء،رغم أن حياتهــــــم قاسية.إذن حياة عمل ومعاناة،هـــي "إرادة قـــوة" تجنبا للخوف ورفع التحدي وإنكار التصوف الذي يتخذه البعض كملجأ ومبرر لكن مجرد ضعف ذو إثم كبير في حق الإنسانية. قد يتخدون من الإسلام مرجعية لمعرفة الصالح والطالح وهم ينكرون انه للعالمين.وهاهم اليوم يدعون أنهم يعرفون كل شيء يصفون أنفسهم بعباقرة الفكر السياسي وللأسف لا يفقهون في السياسة شيئا،انه خنفشار ومجموعاته.الذي يدعي الغلبة والانتصار وفي الواقع لا غالب ولا مغلوب ،سوى هرطقة فوق الكراسي وهذا تناقض لا يقبلها العقل السليم يا ترى...؟إن ما نقوله ليس مجرد كلام عابر بل هو رد فعل لمجموعة من الاتهامات التي لا تحمل أي مصداقية ولا علمية , اليوم لا ننتظر من أحد أن يملي علينا كيف ينبغي التصرف في الحياة لأننا ندرك أن القطيع مصيره مشترك مادام يسير في اتجاه واحد بمجموعة كبيرة .والإنسان يبقى إنسان بمميزاته الكونية،والإساءة إليه جريمة شنعاء.
نسعى دائما إلى قول الحقيقة ولا داعي لتفسيرها لأن ما نعيشه اليوم يكفي اتخاده كحجاج وبرهان.وطبيعي جدا أن يزيفه الخنفشار .والعيب كل العيب أن نوافقه في الرأي دون أن نعرف هذه المرجعية التي ينطلق منها أعداء شباب المرحلة والجميع يعي هذه العدوانية وخطورتها ولحسن الحظ لا تؤثر بالشكل الذي يرغبون بل تزداد فينا قوة لا مثيل لها ،وبها سوف نكسر تلك الحواجز المصنوعة وتجاوز هذه العتبات ،أملنا في مواجهة هذه التحديات ولا مجال للاستسلام مادمنا نعرف ان كل العراقيل التي تقف امام "الطالب الباحث " في مشواره الدراسي ممنهجة. قد يقول قائل:فلان يتحدث من فراغ..، لكن يا سيدي هذه معطيات ميدانية والحالات كثيرة عددها لا يحصى,وما يثير القلق أحيانا هو حينما نجد في طريقنا قنطرة تحرمنا من الاستمتاع بالضفة الأخرى،قد يكتفي البعض بالبكاء على الأطلال والتمسك بشعار" حتى نتحاسبوا" لكن لا ادري متى؟ ربما حتى يستنشقون بول السادة لا حول ولا قوة شعاركم فنده نتشيه العظيم مند القرن التاسع عشر، مؤخرا تمسك بعض المحتجين بإحدى المبادئ لكن للأسف برؤية جزئية للواقع لا يتعامل مع الأبعاد الكلية والمعرفية، والصواب ان تكون لدينا رؤية شاملة للواقع ونحاول بكل صرامة تحييد علاقة الدين والقيم .
علينا أن نبحث دائما عن سبب حدوث ما يحدث لنا وكيفية حدوثه؟ فنحن نقاسي الظلم كل يوم ونرى القوة تعلو على الحق، بالطبع انه لظلم عظيم في حقنا، ان بطش واحتقار الإنسان المضطهد، يخدم حاجات البرجوازية المتعفنة التي تعتبر الحرب والغزو والاعتداء النشاط الطبيعي للإنسان،أي نشاط وأي إنسان..؟ نذكر هنا ما قاله لينين في المؤتمر الثالث لاتحاد الشباب الشيوعي في روسيا: المجتمع القديم قام على المبدأ التالي: أما أن تسلب جارك وأما أن يسلبك جارك، أما أن تعمل لمصلحة الغير وأما أن يعمل الغير لمصلحتك، إما أن تكون مالكا للعبيد وإما أن تكون عبدا. ولهذا ندرك أن الأناس الذين ينشأون في مثل هذا المجتمع يرضعون من لبن أمهاتهم نفسية النخاس أو العبد، يتمسك بعاداته وأفكاره كمستخدم بسيط، أو موظف حقير، أو مثقف رديء أي الإنسان الذي لا يفكر ألا بامتلاك ما يحتاج إليه دون أن يحس بالآخرين يطمح دائما للانضمام إلى زمرة البرجوازية والفوز برضاهم .وما يثير الانتباه هو كيف استطاع المريد جعل سيده (السادة)يتحول من سباع ضارية إلى إنسان رحيم ؟ يورقه صباح ومساء ،عندما لا نعرف أنفسنا فإننا نجهل من نحن ،ومن وراء ذلك سببا وجيها أننا لم نبحث عن أنفسنا يوم ما بإرادة واضحة المعالم ولا مجال للعجز في هذا الصدد "لان عدم رد الضربة بمثلها يصير طيبة والسفالة الجبانة، "نيتشه ،جينيالوجيا الأخلاق" وما جدوى من المرض الذي سيقعدني ويقضي على زملائي؟وعلى أي حال علينا أن نبتعد عن الانبعاثات الضارة المتصاعدة من الباطن إلى الفاسد واحظروا من الإصابة بالمرض لكي نستطيع الدفاع عن أنفسنا بعض الوقت على الأقل....

"لا مبالــــين،ساخريـــن،أشداء،هكذا تريدنا الحكمة،إنها امرأة ولن تعــشق إلا محاربا"

(نيتشه)،هكذا تكلم زرادشت.
اكاديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر.



#رشيد_وحراء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رئيس الوزراء الفرنسي يدعو النواب لـ-التحلي بالمسؤولية- وحكوم ...
- سوريا.. مدى تهديد فصائل المعارضة وتحركاتها السريعة على بقاء ...
- أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم يعاقب إسرائيل
- هل فعلا يجب شرب 8 أكواب من الماء يوميا؟
- نصائح لتعزيز منظومة المناعة في الشتاء
- مصر ترفع اسم ابنة رجل أعمال شهير من قائمة الإرهاب
- عيد البربارة: من هي القديسة التي -هربت مع بنات الحارة-؟
- من تاباتشولا في المكسيك إلى الولايات المتحدة.. مهاجرون يبحثو ...
- منطقة عازلة وتنازل عن الأراضي.. كيف يخطط ترامب لإنهاء الحرب ...
- رغم العقوبات على موسكو.. الغاز الروسي مازال يتدفق على أوروبا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - رشيد وحراء - ...البيت الذي لا يسكنه احد..؟