أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - هل الله محبة ؟














المزيد.....

هل الله محبة ؟


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 1231 - 2005 / 6 / 17 - 11:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الله محبة " جملة قصيرة لكنها أكبر حقيقة فى حياة الإيمان بالله ، حقيقة يتجاهلها الإنسان ويتسلقها إلى أفاق بعيدة من الكراهية ، أصبحت هذه الجملة القصيرة جداً تعبيراً سامياً لا وجود له فى عالم اليوم ، لأنها تعتبر الحد الفاصل بين الإيمان الحقيقى بالله وبين الدين الذى يمارسه البشر يومياً ويرتكبون بأسمه أفظع الخطايا والجرائم وينسبونها دائماً إلى الدين وعقائده ومن وراء الدين ينسبون كل هذا إلى الله .
لكن الحقيقة التى يبتعد عنها كثيراً فكر البشر تكمن فى فشلنا فى معرفة هذا الإله القادر على كل شئ وفى الوقت نفسه عندما يريد التدخل بمحبته لعلاج مشكلة أو مساعدتنا على التصرف بالشكل الصحيح الذى يرضى بها عنا ، نصرخ فيه بأعلى صوتنا : أبتعد بعيداً أنا أعرف أكثر منك ودعنى أعالج الأمور بنفسى ودعنى أخوض الحروب وأسفك الدماء لتأديب الرافضين لك لأدافع عنك يالله ، يكفينى أنك تجلس فى السماء لتشاهد ماذا سأفعل بأعداءك !
بهذه الصورة وذلك التفكير القاصر الذى يسئ إلى الإله القدير يفسر لنا مقدار أنفصال الإنسانية عن الإله الحقيقى عندما وضعوا صورة للإله أضعف من الصورة البشرية التى نحيا فيها ، مما جعلنا نعتقد فى قرارة أنفسنا قدرتنا على وضع القوانين والشرائع وتطبيقها على من حولنا بكافة الطرق المشروعة وغير المشروعة ، ووضعوا لأنفسهم قوانين وشرائع تهدف إلى زرع بذور البغض والكراهية للآخر دون التوقف ولو لحظة واحدة لنتعرف على هذا الإله الذى صفته الكبرى أنه إله محبة ، وهكذا أصبح الدين وسيلة بشرية لرفض محبة وعدالة ورحمة وقضاء الله وأستبدلنا الدور الحقيقى للإله بأن أصبح دور ثانوى ربما كما يعتقدون وكما يسلكون فى يوم من الأيام سيقرر هذا الإله إزالة الشر والأشرار وإقامة حكم الدينونة على كل البشرية !
لقد أصبح الإله مجرد صورة رمزية ترتكب بأسمه الأديان كل الجرائم التى تؤكد على حقيقة واحدة هى للأسف عجز الإله عن إقامة السلام والعدل ورفع الظلم والفقر الذى تعانى منه البشرية ، وظهرت علامة أستفهام كبيرة أمام الإنسان : أين الإله الحقيقى من كل ما يحدث ؟ وهل إرادة الله أن يدافع عنه البشر بأرتكاب الجرائم والشرور حماية له ولأديانه ؟ من هو الديان الله أم الإنسان ؟
أى عالم هذا الذى فقد عقلانية المحبة وأندفع وراء شهوانية الحقد والكراهية !
يقول لنا العلم أن الأسماك التى تعيش فى البحار تتمتع بحاسة تجعلها تتجنب الأصطدام بالأشياء التى تعترض طريقها وتشكل خطراً لها ، أما نحن البشر على الأرض لم نتعلم بعد كيف نتجنب الإصطدام بالمخاطر الفكرية والأنفعالات العدوانية التى تعوق حياة المحبة الحقيقية وليست المحبة الزائفة التى يقوم بها البشر لتحسين صورتهم وصورة الدين وصورة الإله الذين يؤمنون به ، معرفة الإله الحقيقى قادرة على أن تجعلنى أحبه وأنفذ وصاياه المحبة والمسالمة الرحيمة ، وهذه المحبة للإله ستعطينى القدرة على أن أتعلم كيف أحب أخى فى الإنسانية الذى أراه وأعيش معه وأتقاسم معه الوجود على هذا الأرض بكل تناقضاتها من خير وشر وكوارث وفيضانات وزلازل وبراكين كثيراً ما نفشل فى الإجابة عن سبب هذه الكوارث التى لا تفرق بين البشر الصالحين أو الأشرار بين الأطفال أو الكبار ، يفشلون فى الإجابة لأن البرمجة الدينية للعقول ناقصة المعرفة تنسب كل ما يقع فى العالم إلى الإله وكان الله بالسر عليم !
متى نحتاج اليوم أن نستعيد صورة الإله الحقيقى التى صورها لنفسه بدلاً من صورة الإله التى صنعها البشر لإله دكتاتور منتقم يقتل ويظلم بأيدى البشر ، وأن نتنازل عن الكبرياء الذى يجعلنا واثقين بأننا الوحيدين الذين نمتلك الحقيقة .
إن سلوكنا اليومى وإصرارنا على تطبيق معرفتنا الضيقة عن الله ، تضعنا بدون أن نشعر على طريق مضاد لطريق الله الصالح ، فهل لنا أن نتواضع ونسعى لنتعلم المحبة من إله المحبة ؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلطجية التطبيع
- السب والتشهير فى حق مصر
- الإيمان الدينى والإنسانى
- نداء العفيف الأخضر إدانة للعرب
- حزب مصر الأم
- مصر بين الجنة والنار
- الإصلاح المسيحى والإنسان
- الإصلاح المسيحى - الأعياد
- الإصلاح المسيحى - الأصوام
- الإصلاح المسيحى - الأيقونات
- الإصلاح المسيحى - الكهنوت
- الإصلاح المسيحى - البابوية
- الإصلاح المسيحى
- طارق حجى رئيساً للوزراء
- جنازة البابوية
- نظرة يا وزير الإعلام المصرى
- قمة الجامعة العربية
- القذافى رئيساً لمصر
- تعديل الدستور المصرى
- خجل الرؤساء العرب


المزيد.....




- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - هل الله محبة ؟