أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جهاد علاونه - إرهابيون يعيشون معي















المزيد.....

إرهابيون يعيشون معي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 3 - 22:04
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


جارتي(أم عسجد) إرهابية تعلمت كيف تنجب الأطفال ولم تتعلم كيف تربي الأطفال,وزوجها (أبو عسجد) إرهابي من الطراز الأول,حصل على التعليم الجامعي ولم يحصل معه على أساليب التربية الحديثة والتدريس,وأولادهم:محمد ومحمود وعبد الكريم أيضا إرهابيون رغم أنهم متفوقون في الدراسة,والسبب أنهم مع تفوقهم لم يدرسوا أي مادة في التربية,وشيخ الحارة إرهابي لا يعلم ما هو علم التربية الحديثة وخصائص التربية,وعمال البلدية الذين ينقلون النفايات أيضا إرهابيون بالتواطؤ مع رئيس البلدية الإرهابي وسكرتيره الإرهابي المخيف, فكلهم تعلموا على القراءة والكتابة ولم يأخذوا درسا في علم الأخلاق,ومدير المدرسة الذي يدير المدرسة التي يتعلم فيها ابني أيضا إرهابي رغم أنه يحفظ الكثير من أرقام التلفونات غير أنه لم يحفظ طوال حياته كتابا واحدا في التربية وبينه وبين علم الأخلاق مثل ما بين السماء والأرض,وأبو(حسام) المقاول الكبير الذي عملت عنده لعدة سنوات أيضا هذا إرهابي كح رغم أنه يحمل شهادة نهاية المرحلة الثانوية ولكنه مثله مثل غيره يعتقد أن التربية من الممكن تعلمها في أي مرحلة من العمر, ذلك أن معظم الناس في حينا يعتقدون اعتقادات خاطئة عن التربية فكلهم يؤجلون التربية إلى مرحلة متقدمة من العمر ويتوجهون إلى التعليم والمعرفة,وهذه هي آفة مجتمعنا المتعصب والمتحجر,ورئيس قسم الشرطة في قريتنا إرهابي معتق حتى أنه لم يسمع بالتربية مطلقا ويعتقد أن الأم والأب هم من يربي الأطفال, في حين أن الشارع العام والتلفزيون يربون الأطفال ولكن تربيتهم ليا تحمل طابعا علميا بل معلوماتيا,وطالما أننا لا نحترم حرية الرأي والتعبير وحقنا في الحياة فهذا معناه أننا سنبقى طوال العمر غير متربين.

وجاري الثاني إرهابي خطير,أطر مما تتخيلونه أو تتوقعونه, فهو يتوعد الجميع بعذاب القبر وعذاب الآخرة ويتدخل في شئون الآخرين وفي أسلوب تربية الناس لأولادهم ويعادي كل الفنون ويدعي بأن الله لم يهد للصواب إلا المسلمين ويعتقد أنه من المستحيل أن تدخل اليهود أو النصارى الجنة,وعمي إرهابي مزدوج,يتعامل مع الجميع بثنائية قطبية حتى أن شخصيته ثنائية ويعتقد أنه الوحيد الذي يعرف الصح والخطأ وبنفس الوقت سلوكه مخالف لتعاليمه ولا يحترم لغة الحوار لأنه لم يتربى منذ الصغر على الحقوق الشخصية والمعنوية للفرد وعنده الإنسان بلا أهمية ولا يوجد للإنسان مكانٌ لديه, ولديه وسائل إرهابية في أسلوب حواره إذا أدار معك حوارا أو إذا دخل معك في مناقشة بدايته صاخبة مثل نهايتها ومستعد أن يعاديك طوال العمر إذا لم يكن رأيك مطابقا لرأيه.

,وأختي إرهابية بالتآمر مع زوجها الإرهابي العنصري...إلخ,وأمي إرهابية بالوراثة, وزوجتي إرهابية بالتطبع مع الإرهابيين القاطنين في حينا وحارتنا,ومستقبل أولادي أن يكونوا إرهابيين مثل غيرهم لأنهم لا يأخذون في المدرسة أي مادة عن التربية الحقيقية للطفل,وكل المحيطين بي من كل الجوانب إرهابيون بالتداول ما بينهم على أسلوب إدارة الإرهاب,وصاحب السوبر ماركت الذي أشتري يوميا من دكانه أيضا هذا إرهابي قمعي,وصاحب محل اللحوم المجمدة إرهابي مختل عقليا,وصديقي(سليم) إرهابي ثوري,وأبو سالم صاحب مول كبير إرهابي بالأصالة عن نفسه وعن كل الموظفين الذين يعملون عنده,وعز الدين صاحب مطعم الحمص والفلافل أيضا هذا إرهابي هو وموظف غسل الصحون الذي يعمل لديه من سنتين.

أنا أعيش في بيئة كلها إرهابيون,وأنا صاحب معجزة كبيرة كوني ما زلت أعيش مع هؤلاء وما زلت على قيد الحياة, فحياتي في خطرٍ دائم ودائما ما أرى الإرهاب والموت في عيوني التي سيأكلهما الدود إن عاجلا أم آجلا, كل البيئة التي أعيش فيها بيئة غير صحية تنقصها التربية العقلية السليمة, فكل هؤلاء يعتقدون أنهم متعلمون جدا غير أنهم جهلاء حتى هذه اللحظة لم يعرفوا ما معنى كلمة (تربية) فالتربية تأتي بالدرجة الأولى من حيث الأهمية قبل التعليم, لأن التعليم وتخزين المعلومات من الممكن أن يتعلمها أي فرد في أي مرحلة علمية حتى لو كانت بعد سن الخمسين أو الستين, أما بخصوص التربية فمن المستحيل أن نتعلمها بعد أن يتقدم فينا العمر,لأن التربية يجب أن تكون في أول العمر وليس في آخره, فبعد أن يتقدم العمر بالإنسان يصبح من المستحيل علينا أن نربيه, فقد فات الأوان وآن أوان التعليم, حشو الرأس بالمعلومات يجب أن يكون بعد مرحلة التربية, فنحن تنقصنا التربية, فكل المحيطين بي من كل الجوانب إرهابيون بالفطرة لأنهم لم يتلقوا أسلوب التربية منذ صغرهم, لذلك هم لا يعرفون أي وسيلة للحوار أو إشباع الحوار بالنغمات المتجددة التي تدفع الإنسان إلى قمة الذوق الأخلاقي العالي, كل أهلي غير متربين إلا على تعاليم البطش والبلطجة والضرب والتهديد لأنهم لم يتلقوا التربية الصحيحة لذلك نشئوا إرهابيون يهددون حياة غيرهم ووجودهم خطر على المثقفين والمتنورين ولا يمكن أن تجد من بينهم رجلا أو إنسانا سواء أكان رجلا أو امرأة لديه أسلوب لكيفية فتح الحوار وإغلاقه وإشباعه بالمصطلحات العلمية ولا يوجد من بينهم إنسانا يعرف قيمة الإنسان كإنسان ويتعامل معه بإنسانية, الكل هنا مضطهدون والكل يعاني وكلهم يقمعون بعضهم البعض,ولا يملكون وسيلة للحوار أو طريقة للحوار وللتفاهم, فأغلب مصطلحا تهم هي مصطلحات تهديد وقتل ووعد ووعيد, ولا يمكن أن تجد في حارتنا وفي قريتنا وفي مدينتنا وفي دولة إنسانا يفهم ما معنى أن تتبدل الأخلاق وتتغير حسب المؤشرات التي تعمل على تنوع الحياة وإغنائها بشتى الألوان الفكرية, إننا هتا هنا نعاني كثيرا من الظلم ومن الاضطهاد ومن سياسة التجويع التي تتخذ بحقنا كوننا نملك طريقة مدنية حديثة للتغيير وللتطوير.

التربية قبل التعليم, أما عندنا,التعليم يأتي أولا ومن ثم تأتي التربية بعد خمسين سنة من التعليم, لذلك نحن نفشل في أي أسلوب حواري,أو في أي منهج يهدف إلى احترام حرية الدين والعقيدة والمذهب, ذلك أننا لم نتلقى علم التربية منذ الصغر وبالتالي من الطبيعي جدا أن يكون الإرهاب والتطرف أسلوبا في الحياة بل وطريقة حياة جديدة يجبر فيها الزوج الزوجة على طاعته,وكذلك يجبر فيها الأب أبناءها عليها,ومدير المدرسة تقاعد من العمل ولم يقرئ في حياته كتابا واحدا عن أصول التربية أو علم التربية, المدارس والجامعات عندنا يبدءون بالتعليم وبحشو الرأس بالمعلومات,ولا ينتبهون إلى دروس التربية, لذلك بيئتنا غير صحية, فبعد أن يتقدم العمر بالإنسان إلى سن البلوغ أو على سن بداية البلوغ يصبح من الصعب تربيته لأن الذي(طبّع طبّع والذي ربع ربع) ولا يمكن أن نسوق الناس كالأغنام, فهذا مخالف لأبسط قواعد السلوك الأخلاقية ومنافي للمبدأ العالمي الذي ينادي بضرورة احترام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان, ولا يمكن نشر ثقافة حقوق الإنسان في مجتمع تنقصه التربية.

التربية يا أصدقائي ثم التربية



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام العربي يغير حقيقة القضية الفلسطينية
- عام2014م
- من هي أطهر أرض وأفضل شعب؟
- يا الله دفشه من جلالة الملك
- قناعات غير مقنعة
- بطاقة معايدة للعالم المسيحي
- المرأة داخل البيت وخارجه
- المحبة في الإسلام والمسيحية
- المسيحيون ثروة يجب أن نحافظ عليها
- مصيبة كبيرة
- أين أذهب!
- العرب المسلمون
- الاتحاد في المسيحية والانقسام في الإسلامية
- طلعوا أهلي ناس محترمين
- صلاح الدين الطاغية
- هل هنالك دولة أوروبية تقبل بأن تشتري منا ديننا الإسلامي؟
- العقل والنقل
- العرب كذابون
- التطبيع مع إسرائيل2
- هل كان أبو بكرٍ عميلا مزدوجا؟


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جهاد علاونه - إرهابيون يعيشون معي