أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - البابهْ والذبابهْ














المزيد.....

البابهْ والذبابهْ


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 3 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
البابهْ والذبابهْ
عبد الله السكوتي
جاء في كتاب افواه الزمن للكاتب ادواردو غاليانو انه وفي القرن الثاني عشر، عندما كان الماء مجانيا مثل الهواء، التقى البابا والذبابة عند حافة النافورة، البابا هو ادريان الرابع، الحبر الاعظم الانكليزي الوحيد في تاريخ الفاتيكان، عاش حياة شديدة الاضطراب بحروبه المتواصلة ضد وليم الشرير وفردريك برباروجا، اما عن حياة الذبابة، فلم تُعرف احداث تستحق الذكر.
بمعجزة الهية، وبقدرية القدر، التقت دروبهما عند نافورة الماء في ساحة قرية(اغناني) في ظهيرة يوم صيفي من عام 1159،وعندما فتح الاب المقدس الظمآن فمه ليتلقى دفقة الماء، دخلت الحشرة المجنحة في حلقه، اندست خطأ في ذلك المكان الذي لم يكن مشوقا باي حال، لكنها لم تستطع الخروج، ولم تستطع اصابع البابا اخراجها، وفي المعركة، مات كلاهما، البابا المختنق، مات بالذبابة، والذبابة الحبيسة ماتت بالبابا، لم تكن الذبابة بحجم البابا لتتمكن من قتله، لكن هذه القياسات قد تسقط في احيان كثيرة، وكلنا يحفظ عن ظهر قلب بعوضة النمرود التي دخلت في انفه، ولم تكن حرب صحراء الانبار ولاحرب الانبار المدينة حربا طائفية كما اراد لها بعض الكتاب ونظّر جاهدا بهذا الاتجاه، من الذين رأوا في حرب الحكومة العراقية ستراتيجيتهم التي يجب ان لايحيدوا عنها، حتى صار الوطن هو المالكي، وصار المالكي هو الوطن، وهذا قياس مغلوط، فكل المؤشرات تقول ان المالكي لن يصمد لولاية ثالثة مهما كانت النتائج التي تتمخض عنها حرب الانبار والتي لاتمتلك وجها طائفيا واحدا، فما وجه الطائفية في جلب قوات من البصرة والعمارة والكوت وبغداد لمقاتلة حركة داعش التكفيرية والدفاع عن الانبار، وماوجه الطائفية في الصور التي تمثل مجموعة من شباب الانبار وهم يحملون جنديا مصابا على الاكتاف لنقله الى المستشفى، وهذا الجندي قد جرح دفاعا عن الانبار وهو يقاتل داعش الحركة الدموية، لا ادري كيف يتسنى لكاتب كبير ان يضع مصلحته ومصلحة وسيلته الاعلامية فوق مصلحة الوطن، وينظّر باتجاه عكس اتجاه الريح التي ربما اقتلعت الاخضر واليابس، لا احد في جميع البلدان يستطيع ان يصرح مجرد تصريح بسيط او يلمح بمجرد تلميح بسيط في دفاعه عن القاعدة وحركة داعش المنبثقة عنها، الجميع متفق على ان القاعدة وذيولها حركات عنصرية تكفيرية تافهة، فهي لاتستثني احدا من مشروع القتل الذي تؤسس له منذ زمان طويل، وهي تقتل السني والشيعي والصابئي والمسيحي والايزيدي، والتركماني والعربي والكردي، لانها تعتبر ان الجميع قد كفروا، وهي اي القاعدة قد جاءت لتنقذ الناس من الضلالة، لتهدد ببرك من الدم.
جميعنا يعلم ان صاحب اي مشروع تطويري او مشروع للحكم يبدأ به بكسب الناس الى صفه، الا هذه الحركة فهي جاهدة بالتبشير بقتل الجميع، مشروعها الدموي لايستثني احدا، ولا ادري لماذا مرت ببالي قصيدة الشاعر الكبير مظفر النواب (البراءة)، التي قطعت دابر تنازل الشيوعيين في ستينيات القرن المنصرم عن مبادئهم، والبراءة ورقة يوقع عليها الشيوعي فيخرج من السجن، فانبرى الشاعر الكبير ليجعل البراءة سبة على من انتهجها فقال:
(يبني يوليدي البراءة اتظل مدى الايام عفنهْ
يبني لاتسلم شرفنهْ
تدري يبني ابكل براءة
كل شهيد امن الشعب ينعاد دفنهْ)
ونحن هنا نذكر الكاتب الكبير وسواه ، انها براءة ايها الرفيق، يامن تناديت وناديت باسم الوطن كثيرا، ان الوطن الآن امام محنة كبيرة، فلاتزيد من محنته، واجعلها براءة اخيرة في ميزان ايامك الاخيرة، واياك ان تكون مثل البابا التي قتلته الذبابة.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مو بدينه انودع عيون الحبايب مو بدينه
- كل لشّه تتعلك امن اكراعها
- لو تبدل اسمك لو تبدل فعلك
- اليريد الكرامه يركض ويانه
- لاتغرك هالعمايم اكثر الركي فطير
- تالي الليل تسمع حس العياط
- دك دفك خلّي ايسمعونه
- امي شافت امك بالميدان
- كل الشرايع زلك من يمّنه العبرهْ
- منذ ذلك الحين والحمير تتولى المناصب الحكومية
- مادام اليمنه على اليسره لاتشيل هم
- (عبيد المنتفج): سأمزق بطاقتي الانتخابية، فمن منكم سيمزقها مع ...
- قصة الديك الذي اعار جناحه
- ياحادي العيس
- نعجه والف راعي
- مادام هالعلبه وهالليرات، اخذ راشديات للصبح
- هب الهوا وصرنه سوه
- من ابن عمها وتكت البا......
- انا التالي
- بلي يبلبول


المزيد.....




- بضمادة على أذنه.. شاهد أول ظهور لترامب بعد محاولة اغتياله وس ...
- بلينكن يعرب لمسؤولين إسرائيليين عن -قلق بلاده العميق- بعد غا ...
- الجيش الأمريكي: الحوثيون هاجموا سفينة تملكها إسرائيل في البح ...
- نتنياهو أمر الجيش بعدم تسجيل مناقشات جرت -تحت الأرض- في الأي ...
- فرنسا دخلت في مأزق سياسي
- القوات الجوية الأمريكية ستحصل على مقاتلات -خام-
- 7 أطعمة غنية بالألياف تعزز فقدان الوزن
- مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس.. كيف ينظر إلى الحرب بغزة؟
- ناسا تنشر صورة لجسم فضائي غير عادي
- الدفاع الروسية: إسقاط 13 مسيرة أوكرانية خلال 24 ساعة في عدة ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - البابهْ والذبابهْ