بعض أمنيات المصريين فى عام 2014

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 3 - 09:05
المحور: المجتمع المدني
    

تحققت أمنيات كثيرة للمصريين فى الأعوام السابقة، منها أمنية التخلص من الأنظمة السابقة سواء كان نظام مبارك أو النظام التالى له. وتحققت أمنية الأسوانيين فى جامعة حديثة حيث صدر القرار الجمهورى رقم 311 لسنة 2012م والتى أصبحت تضم خمس عشرة كلية جامعية. كل هذه الأمنيات تحققت فى الأعوام الماضية. لا شك أننا بدأنا عاما جديدا ونحن نحمل الكثير من الأمنيات، وهى فى مجملها أمنيات عامة يشاركنا فيها الكثيرون، كالأمنيات التى تتعلق بإقرار الدستور الجديد ودولة القانون والمسئولين وأصحاب السلطة ودور الدولة فى مكافحة الفساد والطلاب فى الجامعة وغير الجامعة.

بداية نتمنى أن نبدأ العام بداية صحيحة بإقرار الدستور الجديد الذى يسعى الى إرساء القيم فى جميع مؤسساتنا وتحقيق العدالة وإعلاء كلمة القانون وحث المسئولين على ضرب المثل فى احترام القوانين. ونتمنى أن يعامل الجميع بنفس المبدأ وأن لا يكون هنالك كيل بمكيالين مع تطبيق مبدأ الصواب والعقاب من دون انتقاء أو تمييز بين المواطنين لأى سبب من الأسباب.

نتمنى أن يعمل المسئولون على احترام زملائهم وينأوا بأنفسهم عن استغلال النفوذ والتدخل لعرقلة العدالة وأن يقدموا القدوة لمرؤوسيهم فى احترام القوانين وأن يتعلموا أن المسجونين فى سجون طرة وغيرها كانوا يوما ما مسئولين لكنهم لم يتقوا الله فى انجاز مسئولياتهم وارتكبوا مخالفات لا حدود لها وأدى بهم طمعهم وهلعهم وجشعهم إلى الزج بهم في غياهب السجون. لعل واقعة سقوط الأندلس تعيننا فى استخلاص بعض الدروس. فعندما فقد الأمير أبى عبد الله ملكه فى الأندلس فى عام 1492م اغرورقت عيناه بالدموع حزنا وتأثرا وهو ينظر الى الأندلس، عندئذ قالت له أمه، عائشة الحرة: نعم ابك كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال. على كل من لديه سلطة أن يعلم أن معه أمانة يجب أن يتقى الله فى أدائها وأن يحرص على الأموال التى ائتمنته الدولة عليها، فلا يعبث بها أو يهدرها بطريقة عشوائية بل يحافظ عليها كالرجال حتى لا يبكى كالنساء إذا فقد كل شىء: السلطة والشرف.

نتمنى أن تكون لدى الدولة رغبة حقيقية فى مكافحة الفساد بأشكاله المختلفة ونتمنى أن تقوم الأجهزة الرقابية بدورها الرقابى والمحاسبى على أكمل وجه لأن الفساد المنتشر لن يتوقف من تلقاء نفسه بل سوف يمتد ليحرق الأخضر واليابس. ونتمنى أن يتم إتباع أساليب جديدة فى مكافحة الفساد من خلال تشكيل لجان جادة لفحص المستندات وعدم الاكتفاء بإرسال شخص أو اثنين لأن الجهات الحكومية أصبحت ذات خبرة فى استقطاب وإغراء بعض الأعضاء فى الجهات الرقابية لإصدار تقارير مخالفة للواقع المرير.
نتمنى أن يتوقف الطلاب فى جميع مراحل التعليم وخاصة فى التعليم الجامعى عن محاولات الغش فى الامتحانات وعن محاولات تدمير جامعاتهم والحفاظ على أرواح الجميع ونتمنى أيضا أن يحترم الطلاب أساتذتهم ولا يعتمدوا على مراكز أبائهم للهروب من العقاب. فالجامعة لا تفرق بين ابن الغفير وابن الوزير، فالطالب الغنى يخضع لذات القوانين التى تطبق على الطلاب الفقراء. ونتمنى أن ينأى الآباء عن تدليل الأبناء بل ينبغى أن يحث الآباء أبنائهم على احترام الآخرين وعلى عدم الارتكاز على نفوذ آبائهم عند التعامل مع الغير. أتمنى أن تختفى عبارات من عينة "أنت متعرفش أنا مين؟" وأنا ححاسبك وحوريلك" و"أنا حربيك" لأن من ينطق هذه العبارات هو أو هى فى حاجة إلى محاسبة وتربية، التربية التى تقاعس الوالدان عن تقديمها لأبنهم أو ابنتهم.

من المهم أن نشير أن الأمنيات التى تحققت لم تتحقق بإرادة إلهية فقط بل بالعمل الدءوب والإرادة القوية والتعاون المثمر. ومن المؤكد أن الأمنيات الأخرى سوف تتحقق من خلال فضح وكشف الفساد وكافة المخالفات ومن خلال تقديم الفاسدين والمخالفين للمحاكمات العاجلة حتى يتسنى لنا إنقاذ البلاد.

#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات