محمود عساف
الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 3 - 01:45
المحور:
القضية الفلسطينية
من ايام مضت الى يومنا هذا يتسابق طرفيّ الأنقسام النرجسي في اطلاق الوعود والعهود بالمصالحة وانهاء الأنقسام ويشددون على ذلك ، حتى ان السيد اسماعيل هنية صرح قائلا ( ان هناك مفاجأة لأهالي قطاع غزة بشأن المصالحة وانهاء الأنقسام ) ، وعباس يؤكد انه حان وقت المصالحة ايضا .
جل ما يتمناه الشعب الفلسطيني ان ينتهي الأنقسام الترجسي بين طرفيه قولا وفعلا ، لأنه انهك القضية الفلسطينية واساء الى تواجدها في الساحة الدولية وانهك الشعب بكافة اطيافه ، اضافة الى ما حققه الكيان الصهيوني من مكاسب جراء هذا الأنقسام .
اكرر نعم ما نتمناه ان ينتهي هذا الأنقسام وتطوى صفحاته السوداء الى الأبد على ان يكونوا صادقين بما يقولون .
ولكن لماذا في هذه الفترة بدأ طرفيّ الأنقسام في المناداة بالمصالحة وانهاء الأنقسام ؟
هل لما حدث من انحسار لجماعة الأخوان المسلمين في مصر علاقة بذلك ؟
هل لتواجد السياسة الأمريكية من خلال جولات كيرى العشرون في ثمانية اسابيع في المنطقة ؟
هل حقيقة ان هناك قنوات سرية في المفاوضات تجري لوضع الخطوط واللمسات الأخيرة لأوسلو جديدة شكلها العام مفاوضات الند للند وباطنها امني بامتياز ؟
هل شعر طرفي الأنقسام ان الفترة الثانية للرئيس اوباما على وسك الأنتهاء ولا بد من التفاعل ( الأنقياد ) مع الضغوط الأمريكية ؟
هل شعرت حكومة حماس ان الموقف السياسي والشعبي والأقليمي ليس ضمن منطق مصالحها ولا بد من ادارة العجلة نحو الريح المواتية ؟
ورغم كل ذلك هل حقيقة ان انهاء الأنقسام سيؤدي الى اجراء انتخابات ضمن واقع حسن النوايا ، وليس ضمن اقصاء باقي الفصائل ؟.
علينا ان لا نتعاطى مع واقع الدعوات الأعلامية من طرفي الأنقسام من منطلق العاطفة والأمنيات بقدر ان نتعامل معها ضمن الواقع الوطني والمصلحة الوطنية للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ، وعلى كافة الفصائل الأخرى ان لا تكون مجرد تكملة عدد في انهاء موضوع المصالحة ، وعلى الشعب ان يكتب وثيقة عهد على نفسه ان لم تتم المصالحة والأنقسام النرجسي ، ان يقوم الشعب بانتفاضة على هاتين السلطتين .
حيث ان هناك ما يحاك في القنوات السرية للمفاوضات ولن تكون في صالح القضية والوطن ، واشد ما اخشاه ان يقبع الكثير من الفصائل خلف هذه القنوات السرية ضمن منطق واقع الحال والمرحلة .
#محمود_عساف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟