أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عزيز الحاج - قرار يتجاهل موضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان العراقي














المزيد.....

قرار يتجاهل موضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان العراقي


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 310 - 2002 / 11 / 17 - 03:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 
إيلاف: الجمعة 15 نوفمبر 2002 17:14

يتفق معظم المعلقين على كون القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن يضع النظام العراقي في قفص محكم ويفنح طريق استبداله القريب حربا أو سلما. صحيح أن إمكانية المناورة لا تزال مفتوحا أمام النظام [ربما بتواطؤ روسي]، ولكنها اليوم أضيق من أي وقت مضى.
ولا شك في أن موضوع أسلحة الدمار الشاملة [التي يواصل النظام تكثيف جهوده وموارده لتعزيزها باستمرار] تهم قضية الأمن الدولي كله وجيران العراق، وأن نزعها الكامل والحقيقي من النظام يعني تجريده من أهم مقومات قدراته وخطر ابتزازه وتهديداته، إلا أن هذه القضية لا تبرر أمام قطاعات غربية واسعة هدف إزاحة النظام بعمل عسكري خارجي. وإذا كانت الأكثرية العظمى من الشعب العراقي وقواه السياسية تستهدف إسقاط النظام باعتباره العدو المباشر والحقيقي للشعب وحريته ولسيادة العراق، فإن قرار مجلس الأمن قد تجاهل الشعب العراقي ومعاناته . فالقرار 1441 قد أسقط من القضية العراقية موضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان في العراق والذي كان محور القرار رقم 688 الصادر مباشرة بعد القرار687 في نيسان 1991 . صحيح أنه قرار لم يصدر بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وذلك خلافا لجميع القرارات الأخرى حول العراق، غير أنه كان يجب أن يظل محورا رئيسيا في الجهود الإعلامية والسياسية للمعارضة العراقية واتصالاتها الدولية لجعل القضية ساخنة دوما. فقضية طبيعة النظام وما ارتكبه ولا يزال من انتهاكات واسعة وحملات إبادة وتطهير عرقي يمكن أن تحرك القطاعات الشعبية الغربية التي تضللها الشعارات المعادية لأمريكا، والأفكار الخاطئة عن سيادة الدول وحيث يتماهى البلد في نظامه وحكامه. ولو كان موضوع العراق أمام مجلس الأمن يشمل موضوعي التسلح والطغيان الدموي وجرائم الحرب ، لأمكن محاصرة النظام تماما وفي الحال . وكانت الفرصة أمام المعارضة العراقية أكثر سنوحا بعد أن ألقى بوش سلسلة خطب ركزت على موضوع المعاناة العراقية تحت القمع والرعب. وبالطبع فلأمريكا حساباتها وكذلك الأمر بالنسبة للدول الكبرى الأخرى. غير أنه كان من واجب المعارضة أن تستغل لأقصى الحدود كل مناسبة وفرصة لتوعية الرأي العام الغربي بتفاصيل الجحيم والحصار الداخليين في العراق وتعبئة اكثر الموارد المالية والإمكانيات الإعلامية لمخاطبة الرأي العام وصناع القرار في الغرب. ولدي شخصيا حدس، [ مجرد حدس وشعور ]، بكون الخارجية الأمريكية قد لعبت دورا سلبيا في تمييع هذا الموضوع الذي كان بوش من أكثر المسؤولين الأمريكان إثارة له في خطبه وتصريحاته قبل أسابيع. ولو كان الموضوع جزءا من قرار مجلس الأمن لكانت المعارضة العراقية في وضع أقوى لتلعب دورها الفعال في عملية تغيير النظام في حالة قيام عمل عسكري دولي لإزاحة النظام العراقي، ولكان مستقبل العراق أكثر وضوحا مما هو عليه الآن. ولكن صفوف المعارضة العراقية منشغلة في انقساماتها ما بين معارضين بقوة للحوار مع أمريكا [ سيدة الموضوع العراقي على الساحة الدولية]وبين القوى السياسية التي ترى أن المصلحة الوطنية تقتضي انتهاز الفرصة لتحقيق هدف الشعب الذي لا يمكن تحقيقه بقواه الخاصة في هذه المرحلة. وجرت وتجري حملة إصدار بيانات وتنظيم ندوات تحت شعار" الخطر الأمريكي" أولا، وبطريقة يبدو معها خطر النظام جانبيا!؟ [ ربما ليس هذا في النوايا ولكن العبرة في الموقف لا في حسن النية !]. كما أن في صفوف المعارضة هذه الأيام مشاكسات ومبارزات وتحركات ومناورات حول موضوع المؤتمر القادم للمعارضة وكأنما أصبحت " الكعكة " جاهزة للقضم والتوزيع !! والواقع أن أي مؤتمر مجد وإيجابي للمعارضة يشترط فيه حسن تمثيل القوى والأطياف العراقية وصواب القرارات التي ستتخذ وليس كثرة عدد قد تحول المؤتمر إلى مهرجان خطابي . ومع أي مهرجان خطابي فلابد من مستلزماته من قرع طبول ودق الصنج ورفع الرايات وقراءة أناشيد النصر. أعتقد أن المعارضة العراقية تبرهن على كونها أقل شعورا بالمسؤولية من أطراف المعارضة الأفغانية سابقا. ورغم أن القضية الأفغانية لم تنته بعد، فإن القوى المعارضة لنظام طالبان استطاعت التجمع والاتفاق قبل التحرك لإسقاطه ـ علما بأنها كانت تتحارب بالسلاح قبل الاتفاق. وهذا الوضع المؤسف للمعارضة العراقية هو الذي يجعلها هدفا مستمرا لاستخفاف أوساط فاعلة في الإدارة الأمريكية ذاتها، وهو الذي يغري بعض الخبراء الأمريكان المتطرفين بإثارة خيار حاكم عسكري أمريكي للعراق بعد سقوط نظامه، وهو الخيار المدان عراقيا والذي لا يبدو أن الإدارة الأمريكية تفضله على الخيارات الأخرى التي تحسب حسابا لقوى الشعب العراقي نفسه. وقد كتب أمير طاهري مؤخرا مقالا ذكيا عن تباين الحالة العراقية عن حالتي اليابان وألمانيا بعد سقوط الفاشية والنازية وتشابه حالتنا مع الحالة الإيطالية من حيث أنه كانت في إيطاليا مقاومة شعبية ضد نظام موسوليني وقوى سياسية ذات شعبية واسعة. وهذه أيضا كانت حالة فرنسا حين تحريرها من نظام فيشي والجيوش الهتلرية.
إن القوى السياسية العراقية الساعية حقا لقيام نظام ديمقراطي نيابي تعددي [ مع فيدرالية في كردستان ] على أنقاض النظام الشمولي، لابد أن ترتفع جميعا لمستوى دقة الوضع ومتطلباته من مرونة في التعامل وحرص على الاتفاق، وذلك قبل أن تجرفها الأحداث!؟

خاص بأصداء

 



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية العراقية واليسار الأوروبي
- عراق التعايش
- في مأزق الفكر العربي
- النظام العراقي وعبث المراوغة


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عزيز الحاج - قرار يتجاهل موضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان العراقي