أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - صورة السيسي وحطّة فلسطين














المزيد.....


صورة السيسي وحطّة فلسطين


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 2 - 08:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في "رام الله"، ذهبتُ إلى الحرم الإبراهيمي بالخليل، حيث يرقد جسدُ أبينا إبراهيم، أبِ الأنبياء. كان هذا ضمن زيارتي لفلسطين العربية للمشاركة في معرضها الدولي للكتاب عام 2012. دخلنا عن طريق الأردن لكيلا تُوصَم باسبوراتنا بختم صهيون المحتّل. عند باب المسجد، حدّقتُ بغضب في عيني المجنّدة الإسرائيلية حين طلبت منّي نزع "الحَطّة" الفلسطينية (الكوفية) المكتوب عليها: "القدسُ لنا"، التي كنتُ أُدثّر بها عنقي. ابتسمتُ في سخرية وقلتُ لها بالإنجليزية: "ياه! كم أنتم ضعاف! أنتم المحتَلّين (المفعول بكم)، ولستم (الفاعل). الاحتلالُ يسكن قلوبكم. لهذا ترتعبون من قطعة قماش، لا حول لها ولا قوة! تخافون من ’رمزٍ‘ للمقاومة، لأنكم تؤمنون أنكم لستم أصحاب قضية! إنه شعور اللصّ الذي يسرق ما ليس له!" وقبل أن يحتدمَ النقاشُ بيننا، وتتطور الأمور لغير صالحي، جذبني الأصدقاءُ إلى داخل المسجد، بعدما نزعوا عني الحطّة وأنا أتميّزُ غيظًا من نزعها، لكن شعورًا بالفرح يخفقُ بقلبي لضعف بني صهيون وهشاشتهم.
أتذكّرُ هذا الموقف كلما شاهدتُ الرعبَ في عيون معازيل الإخوان حين يشاهدون صورة الفريق عبد الفتاح السيسي تملأ جدران مصر وقلبها، أو كلّما شاهدوا أحدًا يلوّح بعلامة النصر، في وجه علامتهم البذيئة (الأصابعُ الصفراء الأربع مبتورة الإبهام). ذلك الشعار القبيح الذي وصموا به اسم "رابعة" العدوية، المتصوفة الورعة التي لوّثوها بدمويتهم وانحطاط أخلاقهم. لماذا يخافون الرمز؟! لأنهم يعرفون ضعف موقفهم وغياب قضية يؤمنون بها. لأنهم يعرفون أن مَن يرفع صورة السيسي إنما يحمل مصرَ في قلبه. مواطنٌ يؤمن بسيادة مصر التي لفظت عنها المحتلَّ الإخواني الخائن عدو مصر وعدو الحق وعدو الجمال والعدل. ولأن الله هو الحقُّ وهو الجمال والعدل، فهم أعداءُ الله.
ذبحوا سائقًا لأنه رفع علامة النصر وسط حشودهم ثم أضرموا النار في سيارته التي تعول أسرته الفقيرة. مزّقوا جسد كوافير كان يعول والديه المريضين وأطفاله الصغار لأنه يعلّقُ في محلّه صورة السيسي. وألقوا سيدة وزوجها من الشرفة فهشّموا عظامهما لأنهما يحبّان مصر! ثم يفتئتون على الحق زاعمين (لسّه!) أنهم ينصرون الإسلام! بينما هم وحدهم صنّاع "الفيلم المسيء للإسلام" الذي أخرج كثيرين من الإسلام إلى خواء الإلحاد، بعدما شوّهوا الدين وقدمّوا صورة "مهببة" للحية وزبيبة الصلاة والنقاب ولرجل دين يُعلن التقوى للناس ويأمر بها على الفضائيات، ثم يرتكب الفواحش في جنح الظلام على الطريق الزراعي مع منتقبة. الفيلم الهابط "براءة المسلمين" الذي صنعه عنصريون أمريكان، لم يتسبب في ترك مسلمٍ إسلامَه، بل حدث العكس فدخل غير مسلمين في الإسلام. في حين أخرجَ الإخوانُ وفصيل الإسلام السياسي الكثيرين من الملّة بسوء سلوكهم.
كلُّ يوم تصلني تهديدات بالقتل من معازيل إخوان الشيطان، آخرها نشرته على صفحتي يفتي فيه تافهٌ بقتلي كما قُتل فرج فودة. ولو كان يدري لعلِم أن الأفكارَ لا تُقتل، لأن لها أجنحة تطير، كما قال أفلاطون. فوجود مئات من تلامذة فرج فودة، وأنا منهم، يحملون شعلته، دليلٌ على أنه أكثر خلودًا وحياة من قاتليه النكرات الذين طواهم سوادُ التاريخ.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتلْ واحرق بس بسلمية
- دولة الأوبر
- أراجوزات الإخوان
- عود الثقاب الإخوانىّ
- نحتاج عُصبة من المجانين
- لماذا أُسميها: -دولة الأوبرا-؟
- الموتُ أكثر نبلًا
- بالقلم الكوبيا
- عش ألف عام يا مانديلا
- احنا الكفار
- فيروز حبيبتي
- إنها الإسكندرية يا صديقتي الخائفة
- اقتلْ معارضيك
- الفيلم المسيء للإسلام
- مرسي وكتاب التاريخ
- شريهان، العصفور الذي عاد
- أنهم يسرقون الله!
- أفتح الجاكيت، أقفل الجاكيت
- سيفٌ في يد الشيماء
- بسطاؤها نُخبة


المزيد.....




- 130 ألف مصل يؤدون العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- جماعة يهودية متطرفة تعلن تسليمها -قائمة ترحيل- لمسؤولي إدارة ...
- دعوات لملاحقة اليهود التونسيين المشاركين في العدوان على غزة ...
- 100 ألف فلسطيني يصلون العشاء في المسجد الأقصى
- استقبال مواطنين من الطائفة الدرزية السورية أثناء دخولهم إسرا ...
- وفد درزي سوري يعبر خط الهدنة بالجولان لزيارة الطائفة في إسرا ...
- 80 ألفا يؤدون صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان في المسجد الأ ...
- بأنشودة طلع البدر علينا.. استقبال وفد من رجال الدين الدروز ا ...
- كابوس في الجنة: تلوث المياه يهدد جزر الكناري!
- تعرف على 10 أهم بنوك إسلامية في أوروبا وأميركا


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - صورة السيسي وحطّة فلسطين