أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد التاوتي - تسامح الجزائر مع اكتساح النشاط الطقوسي/السياسي للمجال العام















المزيد.....

تسامح الجزائر مع اكتساح النشاط الطقوسي/السياسي للمجال العام


أحمد التاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4323 - 2014 / 1 / 1 - 21:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كل شيء يبدأ من الثقافة..
ما معنى أن نحظر حزبا إرهابيا و ننفق المليارات على الأنشطة الثقافية و الاجتماعية لجمعيات تابعة للمدرسة أو التيار التي تخرج منها ذلك الحزب؟ لماذا تتنازل الدولة عن جملة من صلاحياتها في تنشئة الشباب و تربيتهم و توجيههم إلى سلطة المسجد؟

حدث ذات يوم من شتاء 1997 أن شاءت ولاية عرداية تنظيم ملتقى وطني من اجل تطوير "البوليفونيا" المجموعات الصوتية.. و كان مما كتبته آنذاك عن الموضوع يركز على الأبعاد الاجتماعية و التطورات التعايشية لهكذا فن..
طبعا كالعادة في ذلك الوقت، لم "يرق" المقال إلى قبوله للنشر بصحفنا الوطنية لأسباب أرجو أن تكون "تقنية"... لا علينا..
ها أنا اليوم و بالصدفة ألمح من بين أوراقي هذا المقال اليتيم الذي بعد أن أعدت قراءته وجدته على جدة كأنه وليد اليوم. لأنني وقتها كنت أفكر في جميع الموضوعات الفنية و الثقافية بطريقة المراقب للإسقاطات السياسية لها داخل المجتمع.. و كنت ألاحظ جيدا اثر الإسلام في ظاهرة الانشاد الجماعي و المجموعات الصوتية التي نبتت كالفطير منذ منتصف الثمانينات مع التنظيمات الاخوانية و السلفية و غيرها.
باختصار يصل المقال الى اقتراح أفكار عديدة و أصيلة أهمها أمرين:
- استبدال الموقف الجزائري بما يسمى، الهوية الجزائرية.
- استبدال الشارع الجزائري بما يسمى، المحلية الجزائرية
--------------------------------------------------------
قبل التطوير

يوجد رواقان لعمل الترقية في مجال المجموعات الصوتية، الإدماج الاجتماعي عبر قنوات عفو الرصيف.. و التطوير الفني إلى المثال البوليفوني.
الإدماج الاجتماعي أولا، و ذلك لخطورة التطور النفسي للمجموعات – أية مجموعة- على مستويات النص / التوجيه، الهيئة / التميز، التمارين / الالتزام، و جميع ما يشكل مع الزمن مجموعة ما داخل الشارع الكبير.، شبت على جوامع كلم ليست من بيان الشارع، و صرامة ليست من صرامته، و هيئة ليست من هيئته، و وحي أناشيد ليسن من مدرسة الراهن، و لكنها عائدة من التاريخ أو مهاجرة إلى جغرافية أخرى.
ان التطور المحذور لا يمكن مراقبته، بله التحكم فيه.. و هو منفرج لزاما على نوع من التفرد و التميز و التغاير.
هذا التغاير ليس بحال من تغاير الثراء المجتمعي ..، و لكنه تغاير تكتلي ما دامت الحركة تتعلق بمجموعة و ليس بفرد.. و المؤشر الوحيد لتحديد طبيعة الاختلاف هو المنطلق.. إذا كان دينا، يسلم إلى شرائحية التغاير الجماعي المسلم حتما إلى التنافر بقفاز التحزب و التنافس. و إذا لم يكن المنطلق دينيا، يصبح الأمر ثراء مجتمعيا و تعددا ثقافيا ليس إلا.
و مهما كان المستوى الفني للمجموعات الصوتية متواضعا في وطننا إلا أن الإنشاد الجماعي – كيفما كان – يتميز عن باقي أنواع الطرب الأخرى بكونه خاص بشحذ الهمم و مخاطبة الضمير... انه سحر يلعب بالناس بين مواقع اديولوجية أو "روحية" كما يلعب الموج بسقط الألواح.
فالمجموعات الصوتية لها آثار عميقة فيما يتعلق بالمسار الاجتماعي الثقافي، و لقد مهدت ثم رافقت أكثر من اهتزاز سياسي هنا و هناك عبر الوطن كرافد فني و ممون رئيسي بمادة الحماس و العزيمة. أمر يجعلنا لا نهون من شانها و يحتم علينا دراستها كظاهرة ثقافية اجتماعية، للكشف عن آليات تأثيرها و عملها في الوجدان الجمعي للشباب سلبا و ايجابا.

و نظرة خاطفة في مضامين النصوص الرائجة للمجموعات الصوتية ترسم ما يلي:

أولا: المرجعية:

أ‌) – المجموعة الصوتية الحديثة:
- من الوطنية قبل و أثناء و بعد الثورة.
- إلى الهاجس القومي على عهد البناء.
- إلى الأممية الدينية من الانفتاح إلى اليوم.
و نلاحظ بأن البعد الوطني انحسر بعد المرحلة الأولى في المنظمات الجماهيرية الرسمية لا غير..، ليتميع في باقي الساحات ( مدارس، جامعات، مساجد، مخيمات و تنظيمات وافدة...) إلى وثوقية لا تؤمن بالعصر و لا بالإنسان مما أدى إلى اهتراءها، ثم إلى مطلقية منخدعة في فكر ما فوق مجتمعي مما أدى إلى انتحارها.

ب‌) – المجموعة الصوتية التقليدية:
- من موضوعات التصوف مع ثقافة ما بعد الموحدين.
- الى المدائح في الفترة التركية إلى اليوم.
أي بمصطلحاتهم، من الحقيقة إلى الطريقة...
و كانت ستصير الأمور من حقيقة التوكل إلى طريقة العمل. و لكن مع الأسف عوامل الانزلاق كامنة في الحقيقة نفسها..، و حدث الاستعلاء بأنس الآخرة على سلوك البناء و الاعمار و تشكل نوع من البرجوازية المقدسة التي لا تلطخ يدها بالحرف.. و كنتيجة، الارتماء في أحضان التبعية للغير، أي غير، و بأية طريقة في الفترة الثانية إلى اليوم..
و بإيجاز.. من الابتهالات إلى المدائح كمظهرين ثقافيين يرجمان حقيقة كل مرحلة من خلال المجموعة الصوتية.

ثانيا: الحركية:

أ‌) المجموعة الصوتية الحديثة:
- الاستغراق التام للتجليات الثقافية بالواقع في المرجعيات الثلاثة، مع حفظ الفارق للتقييم المعياري.
- التجديف السطحي و التلفيقي بمختلف انواع المنفى الفكري منذ التسعينيات.
و التلفيق هنا مفهوم لتسارع وتيرة المفاجئات في هذا العقد (التسعينيات) مما لا يسمح للممارسة الثقافية بان تكون مؤسسة. على عكس الممارسة السياسية التي لا تتطلب سوى رؤية ايديو-موقعية، ووتر تنموي حساس، و خطاب عازف.

ب‌) المجموعة الصوتية التقليدية:
- الاستغراق المعرفي و الانفصال الثقافي الاجتماعي مع المرجعية الاولى.
- الاستغراق الثقافي الاجتماعي و الانفصال السياسي مع المرجعية الثانية.


من هذا البسط السريع للمسألة، و ذلك عبر ملاحظاتنا على النصوص الرائجة كمادة للإنشاد الجماعي في العقود المذكورة، و أحفظ الاستثناءات من كل لون، مع الالماع إلى عدم فعليتها في سواد الحركة، نلاحظ بأننا إذ نعطي الأولوية لترقية الجانب الفني إلى البوليفونيا، نكون قد أهملنا الشروط الاجتماعية التي تطورت فيها بشكل تصاعدي نحو الأزمة و الفوضى الثقافية.. و ستكون الترقية الفنية و حيثيات المجموعة على هذا النحو من التأثير في معظمه، تعزيزا لها بكامل سلبياتها في مواقع وجدانية جديدة لدى الشرائح الشبابية.

فالتأصيل المدني أولا و قبل كل شيء... ضرورة نابعة من هذا السبب الخطير.. لكي تكون المجموعة منذ جنينيتها الأولى، في كلماتها و ألحانها و حركتها، نابعة من الاهتمامات البسيطة/العميقة للشارع الثقافي، و من الراهن الاجتماعي، و مسوقة بمرونة مطلقة في زخم الواقع الموضوعي.. و ممتدة بشكل تصاعدي تهذيبي في موسيقاها من المقامات إلى النوتات التي يطرب لها الناس في بلدي.

مسألة حساسة و مستعجلة في نظري، و هي ليست في سهولة برمجة و متابعة للمدارس و التظاهرات كجميع تطبيقات "دفع العجلة".
هناك أولويات إجرائية، أولها التعقل الواعي و الأمين أو التشخيص العلمي لمختلف اتجاهات التأثير في و للمجموعات الصوتية.و أخرها تحرير المواهب بترسيخ ديمقراطية الثقافة ، مرورا برعاية بلبل الحي الذي ليس لنا بد من أن نطرب له إذا أردنا حقا أن يعيد فينا التاريخ تلك التحولات من الداخل و تجديد الذات بأقصى قدر ممكن من المرونة و الانسجام.
طبعا للمتخصصين تفصيل.. و الحاجة ماسة إلى رسم خطوات علمية مكينة نحو قلب ثقافي بكل ما يحمل المصطلح من غنفوان.
و لا أتصور اللحظة أكثر أو أقل من بعدين حاسمين:
- المرجعية الوطنية بالغوص في ضمير الموقف الجزائري فكرا و هدفا حد الرباط ( شرط الحياة).
- الواقعية الزمكانية بالغوص في أعماق الشارع الجزائري نصا و لحنا حد الإبداع ( شرط الخلود).

الموقف الجزائري الأصيل/ المتجدد عبر الأجيال بدل الهوية..
و الشارع الجزائري في تهيؤاته الظرفية متعددة الارتسامات و الإيحاءات بدل المحلية.

أركز على هذا لسياسوية أبعاد الهوية و التراث معا في التطبيقات الثقافية.. و هذا من طبيعة المرحلة.. و يحسن الإبقاء على الهوية بابعادها في رواق عمل الأنظمة السبري او التوازني، و المحلية بتراثها في رواق الجهد و التحليل و العرض الاكاديمين إلى أن تستكمل تماما عملية تثقيف السياسة بمحض أدوات الحياد للثقافة المدنية. و إلا فلا نكون بعيدا عن مشاكل حركات و دول التطرف في العالم.. حركات لم تزد في الواقع على أن ثقفت سياستها بتراثها.. أي بالوعي الموقوف على إطاره المعرفي، بدون تموقع قبلي ازاءه في دروع الطور المعرفي الجاري - أمر يتعسر على المجتمع في شتاته و لكنه شرط وجود للمؤسسة في انتظامها - فحدث التداخل المربك، و تشكلت لدينا أجمل الأنسجة القروسطية، موشاة بصواعد المواقع نحو التاريخ و نوازل الوقائع إلى الحاضر.



#أحمد_التاوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال عن مستقبل الثقافة في الجزائر
- مصر تصحح مسار الربيع
- الإلحاد و الإسلام
- هوس الإعجاز عند المسلمين
- لعنة الاستراتيجيا
- طبيعة الرهان الديمقراطي في المجتمع الجزائري
- الربيع الأمريكي بالمنطقة العربية
- اليسار العربي، من تشخيص الأنظمة إلى تثقيف المجتمعات
- موسم العودة إلى الحجاز
- العهد البوعزيزي الجديد و الخطر المسيحي القادم
- العلمانية المؤمنة
- فضائية المستقبل تتجاوز اليسار و اليمين
- المسلمون طيبون
- الحوار المتمدن و التغيير
- مستقبل الثقافة في مصر
- الشعب المصري قبل كل شيء
- الحرب و الغاز الطبيعي: الغزو الإسرائيلي و حقول غزة البحرية
- كتابة الجيتول و النوميديين القديمة
- أمريكا و العلمانية (دونيس لاكورن)
- أصول الإنسيّة اللائكيّة (شارل كونت)


المزيد.....




- مرشح جمهوري يهودي: على رشيدة طليب وإلهان عمر التفكير بمغادر ...
- الولائي يهنئ بانتصار لبنان والمقاومة الاسلامية على العدو الا ...
- شيخ الأزهر يوجه رسالة حول الدراما الغربية و-الغزو الفكري-
- هل انتهى دور المؤسسات الدينية الرسمية؟
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ال ...
- الكشف عن خفايا واقعة مقتل الحاخام اليهودي في الإمارات
- الجهاد الاسلامي:الاتفاق أحبط مسعى ايجاد شرق اوسط حسب اوهام ا ...
- الجهاد الاسلامي:نؤكد على وحدة الدماء وصلابة الارادة التي تجم ...
- الجهاد الاسلامي:نثمن البطولات التي قدمتها المقاومة بلبنان اس ...
- الجهاد الاسلامي:اتفاق وقف اطلاق النار انجاز مهم يكسر مسار عن ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد التاوتي - تسامح الجزائر مع اكتساح النشاط الطقوسي/السياسي للمجال العام