قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4323 - 2014 / 1 / 1 - 19:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يُمكن فهم ما يقوله القرآنيون بشكل ثابت ، دائم وأكيد بأن ما يُسمى الحديث النبوي ، كُتبه ، "علماؤه "، علمه ومفسروه ، ما هو الا مجرد خداع بصري ، " وخفة يد " ،ووسيلة تكسب لمن لا يجيد كسب قوت يومه بعمل مُنتج أخر . وأن ما يُطلق عليه "حديث نبوي " ، ما هو الا افتراء على النبي والدين . فالحديث وبناء على مروياته ، يفرض "نفسه " كبديل للقرآن في احيان كثيرة ، وكمكمل ومُفسر له. بل ذهب بعض الاحاديث في المسانيد المُعتبرة الى اتهام القرآن بالنقص ،وضياع آيات منه ،أن لم يكن أكثر من ثلثه ، في تناقض صارخ مع القرآن نفسه والذي يعتبره القوم كلام الله ، والذي في الخلاف عليه (أزلي أو مخلوق ) أدى الى ما عُرف بمحنة خلق القرآن ،ويأتي هذا التناقض مع اية من القرآن ، حول الذكر ، تنزيله وحفظه من الضياع . فقد ورد في مجموعة من المسانيد هذا الحديث : "حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف حدثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحق عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة و عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت
لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها. ".
فالمُسلم الحق يعتقد بأن القرآن ، كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من خلفه ولا من أمامه ولا حتى من بين يديه ، لذا فالقرآن هو الصدق المُطلق وما يُخالفه هو كذب ، افتراء وتحريف لكلام الله .
لذا فالقرآنيون يرفضون الحديث جملة وتفصيلا ، وخاصة ما لا يتفق منه مع القرآن ، والذي له "الغلبة " في الاحكام والعبادات .
وتبعا لهذا فمحمد هو رسول ، بشر ليس له امتياز سوى اختياره لحمل الرسالة والتي اداها بإخلاص وامانة الى أن وافته المنية .
وبما أن القرآنيين لا يعتقدون بالناسخ والمنسوخ ، فأن القرآن المكي قائم وبكل قوة في فكرهم الديني ، فهم ممن يؤمن بالتعددية وحرية المُعتقد مع احترام للآخر المُخالف والمُختلف . وهم في الغالب مُنفتحون ذهنيا ، لا يعتقدون "بالجهاد والفتوحات " بل يؤمنون بحق الدفاع عن النفس أذا تعرض أحد للعدوان . ويعتبرون "الفتوحات " الاسلامية ، اعتداء على الشعوب التي أوقعها سوء حظها تحت سنابك خيول المُسلمين المُباركة .
وهذا ما يكتبه استاذنا الفاضل احمد صبحي منصور هنا وعلى "صفحات " هذا الموقع كل يوم تقريبا ، وهذا ما يميزهم عن سائر المسلمين وخصوصا المحمديين منهم .
ونلتقي لاحقا بالمحمديين ومن ثم بالواقعيين النفعيين .
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟