|
سؤال تجويد الفعل التربوي بالوسط القروي المغرب نموذجا??
عبد السلام انويكًة
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 4322 - 2013 / 12 / 31 - 21:59
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
سؤال تجويد الفعل التربوي بالوسط القروي المغرب نموذجا??
القسم المشترك موضوع اليوم الدراسي الذي نظمه الفرع الإقليمي للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بتازة. هذا مشهد تربوي مجتمعي لصيق بالمدرسة المغربية وبالوسط القروي تحديدا. والمسألة نتاج شروط عدة ومتداخلة،فإلى جانب الرهان العمومي في تعميم التعليم وتحقيق القرب وتوفير الخدمة التربوية. هنااك رغبة التخفيف من نزيف الهجرة القروية،وتقوية حكامة كل ما هو تربوي كائن بالوسط القروي. والقسم المشترك كظاهرة شبه ثابتة في المدرسة المغربية،بهذا المجال الذي تأثر بخلل التنمية البشرية منذ عقود. بقدر ما يحتاج لإجراءات تأطيرية ونظرية وانجازات عملية بمثابة بدائل واقعية،من شأنها تحقيق تدبير أفيد للوضعيات. بقدر ما يحتاج الى عدة بيداغوجية و تكوين وتكوين مستمر،بقدر ما يقتضي اشراك كل العناصر الفاعلة والمعنية بالمسألة،من اطفال متمدرسين وأطر تربوية وادارية،في أفق التجاوب مع التحديات المطروحة على الجميع،أفراد وجماعات محلية ومؤسسات وغيرها. في أفق تأمين خدمات حقيقية لمنظومة التربية والتكوين،ما يشغل مساحة هامة من الرأي العام والنقاش العمومي عند كل الأطراف المتقاطعة. اليوم الدراسي حول هذا الإشكال التربوي والذي عقد بتازة بالمغرب، لم يكن يروم ايجاد حلول شافية للمسألة وعيا بما توجد عليه هذه الأخيرة من تعقيد وامتداد في الزمان والمجال،اصبح معه من الصعب الخروج برؤى موحدة،وبمنهج عمل متفق عليه بيداغوجيا واستراتيجيا. وعليه كان الرهان في اشراك الأطراف ذات التماس مع الإشكال،تحديدا الأساتذة المكونين المعنيين بمجزوءات الأقسام المشتركة على مستوى مراكز التكوين،بالإضافة الى عدد من الأساتذة المطبقين ذوي التجربة والخبرة العملية،مع اشراك واسع للطلبة الأساتذة المتدربين من أجل الإنخراط في الموضوع،من خلال تساؤلات ووجهات نظر مستقاة من الإحتكاك بواقع الأقسام المشتركة،مستفيدين من وضعيات مهنية تم الانفتاح عليها بالوسط القروي. والقسم متعدد المستويات كما في فهم الجميع من الفاعلين والمعنيين بالتعليم الإبتدائي،لايزال بدون برنامج خاص. فقط عملية تجميع لبرنامجين أو أكثر مستقلين لمستويين تعليميين أو أكثر. وضعية يحتاج معها الأمر لقراءات متأنية تخص المتن والعناوين بنوع من الخلخلة والتفكيك والبناء الإدماجي. والمسألة بقدر ما تبدو سهلة المنال،بقدرما تحتاج لإحكام تدبير مفاصل الإختلاف والتشابه بين المقررات. والى مهارات بيداغوجية وتقنيات داعمة للتنزيل والأجرأة. وفي غياب دليل مساعد ومرجعية منهجية موحدة للرؤية البيداغوجية لدى المدرسين،كثيرا ما نجد هؤلاء المبتدئين منهم تحديدا. على درجة من الإرتباك في مثل هذه الوضعيات،إن من حيث التخطيط والإعداد أو التدبير. ما يعمق من صعاب جوانب ديداكتيكية عند المدرسين،ومن الإكتساب عند المتمدرسين. وليس القسم المشترك حجرة دراسية تجمع بين عدة مستويات خلال مساحة زمنية محددة كما قد يعتقد الكثير. بل مجال بفوراق ومعطيات نفسية يحتاج معه الأمر لبيداغوجيا أكثر انسجاما،من حيث الطرائق المعتمدة والدعامات والأنشطة،التي من شأنها الإسهام في بلوغ اهداف مسطرة وكفايات عند المتمدرسين المتباينين من الأطفال. ومن جملة ما ينضاف من الإكراهات الى كل هذا وذاك،هناك إشكال تدبير الزمن وفضاء القسم في آن واحد. بحيث الزمن مشترك والمكان كذلك ومن هنا الحاجة الى مهارات توزيع الأدوار،بما يخدم السير الطبيعي المشترك للعملية،في مثل هذه الوضعيات حيث تدبير الأزمة ان صح هذا النعت. وفي مؤسسة تعليمية/فرعية تلاحقها محدودية النتائج لأسباب متداخلة،لدرجة فقط احيانا تمكين الأطفال من التلقي المعرفي على علة شروطه في الواقع،وبما يسهم على الأقل في التخفيف من الأمية التي لاتزال تحكم المعيش في الوسط القروي. الى حين الإسهام الجماعي كل من موقعه،في تجاوز ظاهرة القسم المشترك من خلال بدائل موضوعية وشافية بأقل تكلفة ممكنة وفي تناغم بين كل الفرقاء من حيث الإختيار. د. محمد المراحي باحث في الأدب الفرنسي ومكون تربوي،استهل مداخلات هذا الموعد العلمي حول الموضوع،بعرض حول البيداغوجيا الفارقية والأقسام المشتركة. كنهج يروم تنويع الطرائق والوسائل،بما يتجاوب مع الفئات العمرية. ويستهدف تحقيق اجراءات تعليم وتعلم تسمح باشراك جميع المتمدرسين الأطفال. المتباينين من حيث عمرهم العقلي واستعدادهم النفسي والمعرفي،كذا القدرة على التكيف وبناء العلاقات. والمتواجدين في فضاء واحد دراسي،كل ذلك من اجل بلوغ أهداف يلتقي فيها الجميع اعتمادا على ما يتم ادراجه في العملية التعليمية التعلمية من تقنيات. الباحث أبان على أن البيداغوجيا الفارقية ليست بنظرية جديدة في التربية،بقدر ما تشكل روح العمل التربوي المتمثلة في أخذ خصوصيات المتعلمين بعين الاعتبار والقدرات والكفايات المستهدفة في البرنامج الرسمي. لدرجة كونها بمثابة بيداغوجيا سيرورات التعلم تحكمها التفريدية التدبيرية والتنويع الآلي التقني الديداكتيكي. ما يعني في العمق مبدأ تكافؤ الفرص وشعار دمقرطة التعليم،كذلك درجة الوعي من قبل الجميع أفرادا ومؤسسات في التخفيف من إشكال الفوارق في عملية التعليم والتعلم. على أساس أن الإكتساب لا يتم بنفس السرعة بين المتعلمين،الذين لايقومون على استعداد موحد وفي نفس الوقت لعملية التعلم والتلقي،بل هم بغير المرجعيات النفسية والسسيوثقافية،ولا الإهتمامات المتشابهة والحوافز الداعمة لبلوغ الأهداف المسطرة. الأستاذ تحدث عن الطريقة المتقاطعة في القسم المشترك،التي تستمد مشروعيتها من بيداغوجيا الفوارق الفردية. حيث الأهداف المشتركة كجدع مشترك،والتي ينبغي أن يحققها المتمدرسون من الأطفال ضمن زمن تربوي معين. في مداخلة ثانية حول عدة الإشتغال في القسم المشترك، من خلال الوثيقة الرسمية الكتاب الأبيض نموذجا للباحث،د.حسن حسناوي. تم الحديث عن تعدد النظر وتباين المواقف في المواعد العلمية التربوية حول ظاهرة القسم المشترك الإيجابي فيها والسلبي منها،ما يسهم في مزيد من اكراه تدبير المنظومة التربوية. وما دام كون الظاهرة حقيقة بالوسط القروي بعبئها المركب على المدرس بالطور الإبتدائي. بات من الأفيد البحث والتفكير في آليات تعامل بأقل كلفة ممكنة. في هذا الإطار تحدث الأستاذ عن ما يمكن الإشتغال عليه كحلول جزئية على مستوى التدبير،تحديدا امكانية تفكيك البرامج واعادة تركيبها بما يخدم القسم المشترك. خاصة وأن هناك من النقاط والأسس ما يشجع على العملية،يكفي فقط اعتماد اجراءات داعمة لهذه المبادرة من قبل الفاعلين المباشرين. اساسا منها القراءة العميقة التقنية لتركيبة المقررات الدراسية،في جميع المواد المعنية بالسلك الإبتدائي. والإعتماد على ما هو مقرر رسميا بعيدا عن الإجتهادات لتوحيد الرؤية نسبيا. بالإضافة الى فرز متن دروس المواد وعناوينها،تلك التي تشكل برامج المستويات المعنية بالقسم المشترك،بقصد تحقيق عملية تصنيف دقيقة لمحتويات دراسية يمكن التمييز فيها بين المتجانس والمتباين. هذا قبل الإقدام على ترتيب هذه الأخيرة ضمن خانتين، الأولى بعناوين ومضامين القسم الأدني والثانية بالقسم الأعلى. ولإنجاح العملية تم التأكيد على أهمية بناء تخطيط مشترك على المدى البعيد، في اطار ما يعرف بالتوزيع السنوي، كل ذلك من أجل إحكام تقسيم الموارد على المجالات والأسابيع والأيام. على أن هذا الجهد لا يعني البديل الموضوعي ولا السحري النهائي للظاهرة، بقدر ما يسهم فقط في تدليل الصعاب والتدبير بأقل هفوات ممكنة.ا لأستاذ أثار مسألة الغلاف الزمني، والمكونات والحصص الدراسية والمدد الخاصة بكل حصة على حدى. معتمدا في ذلك على جداول مفصلة. تم فيها احصاء المتجانس والمتباين من الدروس المقررة في جميع المستويات. مع تقديم أمثلة اجرائية في الموضوع لفائدة الأساتذة المتدربين والمكلفين بالتطبيق. وكان الرهان ابراز سبل تطويع المقررات وتكييفها وفق ما يساعد على التجاوب مع واقع وحاجيات القسم المشترك في المدرسة المغربية. وما يسمح بالتخفيف من عدد الجدادات التي كثيرا ما تكون بأثر على المدرسين في الطور الإبتدائي. كذا استفادة المتمدرسين من الزمن الخاص بكل مادة، واعطاء الدرس ما يستحق ديداكتيكيا. ومن خلال عمل مشترك بعنوان الأقسام المشتركة والتعلم الذاتي للأستاذين الباحثين، د.ميمون الموساوي/ د.لخضر بويحياوي. تم التوقف على مسألة الإعداد والأجرأة في علاقة العمليتين بالمادة المعنية والوسائل المعتمدة والمتعلم أساسا. عبر تقنية تقديم درسين في حصة واحدة، من خلال عرض النماذج الممكنة في هذا الإتجاه. مع الإشارة لأهم ما يسجل من مزايا وسلبيات لهذا الأسلوب في علاقته بالأهداف المسطرة والكفايات. تقنية الدمج كانت ضمن النقاط التي تم الحديث عنها، كاسلوب يروم التعامل مع المتمدرسين في قسم مشترك، وكأنهم ابناء قسم واحد معنيين كمجموعة بسير عام لعملية تعليمية تعلمية. وبقدر ما لهذه التقنية من ايجابيات عدة لفائدة المدرس، بقدر ما تكون بعيوب تربوية، تخص سطحية المعارف والمهارات المكتسبة. بالمقارنة مع ما يحصل مع البرنامج العادي، خاصة ما يتعلق بدرجة توظيف الدعامات وتحقيق الأهداف. نفس الشيء ما تم الحديث عنه في تقنية العمل بالمجموعات وما يرتبط بها من اجراءات عملية، ومن توزيع للأدوار بين المتعلمين. الأسلوب الذي يقوم على مزايا منها، ترسيخ المفاهيم في الأذهان وحث التلاميذ على التعلم الذاتي والاستقلالية في العمل في اطار روح التعاون. يبقى من عيوب الأسلوب الاعتماد على بعض العناصر البارزة في المجموعة، وصعوبة ضبط الأستاذ للقسم خصوصا إذا كان عدد التلاميذ به كبيرا. واغناء للنقاش التربوي حول الأقسام المشتركة، وتحقيقا للتواصل المرغوب فيه بين المكونين والفاعلين المباشرين الميدانيين من الأساتذة. كان اليوم الدراسي باسهامات تقدم بها ذ.محمد أضادي في موضوع تدبير الأقسام المشتركة بين التصور والتطبيق. وبأسلوب المتتبع تم عرض مجموعة نقاط مركبة حول القسم المشترك، مع نماذج لمستويات تعليمية وحصص. كانت بأثر ايجابي لتجاوز صعاب وتساؤلات. حول تدبير القسم المشترك، بما يحافظ على توازن وأسس العملية التعليمية، ويتجاوب مع التوجيهات والأهداف المسطرة. وفي تقاطع مع السياق نفسه كانت مداخلة ذ.محمادي يعكًوبي رئيس مصلحة الشؤون التربوية. توجهت بالأساس لقراءة واقع حال الأقسام المشتركة كبيداغوجيا وانجازات على ارض الواقع. مع رصد دقيق لمجموعة آليات من شأنها الإرتقاء بسبل الأجرأة، واغناء كفايات الفاعلين خاصة منهم المبتدئين. عرض توزع على التمثلات والمفاهيم ومسألة التنزيل، اعتمد لغة الأرقام والجداول والإحصاءات والخطاطات المركبة، ذات التماس مع الهندسات التربوية الحديثة. ما سمح بتكوين صورة شافية حول خريطة القسم المشترك، ومعها الميكانزم البيداغوجي الممكن اعتماده، إنسجاما مع ما هو كائن من عدة وبنية تربوية. وحول كذلك ما يوجد من صعاب تدبيرية، ومن حاجة في الإجتهاد لتأمين سيرورات العملية التعليمية. ذ.محمادي يعكًوبي بقدرما استهدف تدويب الكثير من التخوفات لدى طلبة مراكز التكوين، حول تدريس الأقسام المشتركة بالوسط القروي. بقدرما توجه لتوسيع وعاء، إقدارهؤلاء على التعامل المنفتح والإجتهاد الذاتي. للتجاوب مع وضع تعليمي تعلمي، في حاجة لادماج المكتسب ككفاية مهنية، وحسن استثمار ما هو أداتي ضامن لعمليات التخطيط والتدبير والتقويم. مع أهمية الإشارة الى تعدد سبل تدبير التعلمات في القسم المشترك، شأنه في ذلك شأن القسم العادي. بحيث هناك مساحة من حرية الأستاذ لتنظيم عمل المتمدرسين من الأطفال، بما يراه منسجما ومفيدا من الأساليب والمرونة. وحول آفاق منظومة التربية والتكوين بالوسط القروي، والبديل الذي من شأنه نسبيا تجويد العملية التعليمية، وتجاوز واقع حال الأقسام المشتركة. توجهت مداخلة ذ.عبد السلام انويكًة باحث في التاريخ، بالحديث حول القسم المشترك وضمنيا رهان المدرسة الجماعاتية من خلال سؤال الكائن كإنجاز وتجارب. والممكن استراتيجيا على مستوى تدبير المجال والإنسان، من أجل تحقيق الإنتقال الإنمائي وحكامة تدبير الموارد، بما يتجاوب مع تحديات لاتزال عالقة حول التنمية البشرية بمفهومها الواسع في العالم القروي. مداخلة انبنت على قراءة المسألة من خلال وثائق ثلاث رسمية، أولا تقرير المجلس الأعلى للتعليم في نسخته الأولى حول المنظومة التربوية وآفاقها. الوثيقة التي ابانت بشكل صريح عن الشروط الصعبة لمزاولة المهنة بالوسط القروي. بحيث الى جانب وضع البنية المدرسية وتجهيزاتها، ورد الحديث عن الأقسام متعددة المستويات. وما يحيط بالإيقاع العام للمحيط التربوي من معاناة الإستقرار والتنقل، هذا في غياب تدبير للموارد البشرية يقوم على أساس النتائج والمساءلة، وعلى الحفز المستحق للمدرسين.ا لوثيقة الثانية التي اعتمدتها المداخلة،كانت هي البرنامج الإستعجالي2009- 2012، الذي أورد في مجاله الأول الخاص بالتحقيق الفعلي لإلزامية التعليم الى غاية15سنة. تحديدا في الفقرات الخاصة بمشروع E1.P2 ومشروعE1.P4 والمتعلقين بالتعليم الأولى وبتكافؤ فرص ولوج التعليم الإلزامي. ورد حديث عن تحسين ظروف الإشتغال التربوي في القسم المشترك، بتحديد مستوياته في ثلاثة كحد أقصى. مع الإقرارالصريح بانجاز مدارس جماعاتية في الجماعات القروية ذات الكثافة السكانية. وفتح مرافق داخلية بمؤسسات التعليم الإبتدائي، لمواكبة تطور رهان المدارس الإبتدائية الجماعاتية بالوسط القروي. ومن خلال وثيقة ثالثة متعلقة بقانون مالية2013، تم فيها الحديث عن تخصيص الحكومة المغربية، لما يناهز42,37 مليار درهم لمواصلة جهود توسيع العرض المدرسي، عبر عدة آليات منها إنجاز50 مدرسة جماعاتية. ما يعني تثمين الرهان،في تدبير المسألة التعليمية بالوسط القروي. بقصد مواكبة الإصلاح على اساس الحكامة الجيدة للمنظومة. والتجاوب مع نقاش عمومي واسع بدأ منذ عدة سنوات، بين الفاعلين التربوين ومكونات المجتمع المدني التربوي ومؤسسات تكوين الأطر وغيرها من الأطراف الوصية والمعنية، بواقع حال التمدرس كخدمة عمومية حيوية، في مناطق ذات هشاشة اجتماعية وصعبة الولوجية. والمدرسة الجماعاتية التي ينسجم حولها رأي الرسمي والموازي من المعنيين، في أفق أجرأة بدائل من شأنها الإرتقاء بأداء المنظومة وانصاف الجميع. ما هي سوى مشاريع طموحة لمؤسسات تعليمية بالوسط القروي، بمواقع توطن تحكمها شروط حياة متوازنة. بمثابة تركيبة مرافق متكاملة الأدوار ومندمجة، من شأنها تحقيق أجرأة حقيقية لدور المؤسسة في التنمية، وتفعيل الحياة المدرسية. رد الإعتبار للمدرسة بعيدا عن الشتات، وهدر الموارد المالية والبشرية. الإستعمال الأمثل للحجرات لبلوغ الممكن من الحكامة التربوية، أكثر من هذا وذاك الحد من تشتيت المدرسين ومن ظاهرة الأقسام المشتركة، والرفع من جودة الأداء التربوي بتفعيل مهام هيئة التأطير في التكوين والتنوير والبحث و مقاربة الوضعيات. هذا بالإضافة الى ما يمكن أن تسهم به المدارس الجماعاتية، من انصاف للأطفال المتمدرسين في وضعية اعاقة، عبر تعزيز بنية الإستقبال الملائمة لظروف هؤلاء، ومن حد لظاهرة الغياب في صفوف المتمدرسين والمدرسين على حد سواء. وبعيدا عن أية أحكام مسبقة تجاه ورش المدرسة الجماعاتية، وأية قراءات ذاتية سوداوية ومنطوية، ومجانبة للرهان المجتمعي في التنمية. وبعيدا عن أية لخبطة تخويفية وتسويق للسواد، تبقى المدارس الجماعاتية نتاج متخصصين وباحثين استراتيجيين، تروم عمليا تنزيل آليات اصلاح. بمساحة واسعة من التوافق والشراكة بما ينسجم مع الحكامة الجيدة. والأهمية الإجتماعية لهذا الورش التربوي، تجمع بين تجاوز هواجس العزلة والمسالك الوعرة والأودية والأمطار وانقطاع الطرق ونقص التموين. وتدفع باتجاه انخراط جديد للفاعلين في العملية التعليمية بما يخدم الوسط القروي، والخروج من ثقافة المبررات وعدم الرضى لدى المدرسين. هذا بالإضافة الى تجاوز الخلل التربوي في علاقته بالإنتاجية والتقويم والتكلفة، وتجاوز ظروف التمدرس في القسم المشترك، حيث تعثرات الإكتساب والإندماج والنمو. مع ما يمكن أن يسجل عبر هذا الورش، من طموح في التخفيف من الهدر المدرسي وتشجيع تمدرس الفتاة القروية. تحقيق الإلتزام الجماعي في تعميم التمدرس وتجويده، هذا بالإضافة الى التجاوب مع الطموحات الوطنية وتحديات العولمة تقنيا وثقافيا. انما من أجل كل هذا ولتأمين النتائج مادام أن المدرسة الجماعاتية في العمق هي تحد تربوي وطني، لابأس من تعميق النقاش بين جميع المعنيين من جماعات محلية واكاديميات جهوية ومجالس اقليمية ومكونات مجتمع مدني تربوي لصيق بالمدرسة المغربية العمومية، هذا بالإضافة الى باقي الآليات الأخرى الداعمة من فاعلين اقتصاديين وباحثين ومكونين وغيرهم. مع أهمية الإشارة الى أن ورش المدرسة الجماعاتية الذي انطلق منذ عدة سنوات، بخطوات مشجعة وبعدد من الأقاليم من خلال تجارب في هذا الشأن، البعض منها يشتغل والبعض الآخر في طور التهيئة والإعداد. ومادام أن الرهان يهم الوسط القروي، فهو بحاجة لعمليات تحسيس وتوعية لوضع الساكنة في الصورة الحقيقية للطموحات العمومية تربويا واجتماعيا. بحيث المصلحة العامة تقتضي من الجميع تجاوز التباينات القبلية والحساسية السياسية، من أجل موقع حقيقي للمدرسة بالبوادي المغربية. كل هذه الأفكار وغيرها كانت موضوع نقاش واسع،على هامش اليوم الدراسي الذي نظمه الفرع الإقليمي للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بتازة. سواء من خلال عروض علمية أو ورشات توزعت على الأقطاب الثلاث إنسانيات علوم ولغات. والتي أبان فيها الجميع عن وجهات نظر، بدرجة عالية من القيمة المضافة لفائدة التكوين النظري ولفائدة الإسراع بتوسيع وعاء المدارس الجماعاتية لتجاوز ما يطرحه القسم المشترك من اكراهات تعوق تجويد العملية التعليمية. ذ.عبد السلام انويكًة Abdesslam nouiga
#عبد_السلام_انويكًة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين الشعر وسحر المكان.....مغارة افريواطو بالمغرب
-
ابن بطوطة وباقي خيوط الترابط بين المغرب والصين?
-
من تاريخ الإعلام السمعي بالمغرب إذاعة فاس والكل في فاس.
-
المغرب :افتتاح ورش روائي تاريخي لفائدة الذاكرة الجماعية.
-
الفعل الروائي والسينمائي والذاكرة الوطنية بالمغرب أسئلة الكا
...
-
متى تلتفت السينما المغربية للتاريخ الوطني??.
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|