أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسن محاجنة - رحيل سيدة العطاء ...














المزيد.....

رحيل سيدة العطاء ...


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4322 - 2013 / 12 / 31 - 15:35
المحور: المجتمع المدني
    



رحيل سيدة العطاء ..
رحلت تاركة خلفها يتامى يبكونها ، لكنها تترك للأحياء من السائرين على طريقها ارثا حضاريا وانسانيا كبيرا .
يختلفون في نسبها ، فهي تارة بشارية " من أل بشارة " وأُخرى عطا الهية "من أل عطاالله "، لكنها حقيقة روضة و روضة فقط . روضة التي أعطت من " ورودها " الاجمل ، ومن جهدها أقصى ما تستطيع للجميع دون تمييز ، وحققت معية أخرين "صدقة جارية " يعود خيرها على اجيال كثيرة من الجامعيات والجامعيين ..العرب الفلسطينيين في اسرائيل ..
وقد شاركتُ قبل ما يزيد على الاسبوع في الحفل السنوي لتوزيع المنح الدراسية على الطلاب الجامعيين العرب والذي قامت به جمعية الثقافة العربية وبمشاركة جمعية الجليل البريطانية . وكانت الدكتورة هي الغائب الأكبر لمرضها ، فمشروع المنح مرتبط بها ، كما وأن جمعية الثقافة العربية النصراوية هي "صنيعة " يديها الماهرتين .
تمنى الخطباء في الحفل لروضة الشفاء ، وكذا الطلاب وأهاليهم ، وكنت من بينهم .
وليست هذه هي المرة الاولى والتي أُشارك فيها في حفل توزيع المنح الدراسية ، فهذه هي السنة الثالثة التي تحصل فيها ابنتي على منحة كبيرة ماديا ومعنويا ، من جمعية الثقافة العربية وجمعية الجليل .
لم أتشرف بمعرفة الدكتورة روضة قبل ذلك ، لا ولا لم "أسمع " قبل ذلك التاريخ عن جمعية الثقافة العربية ، لقصور مني بالتأكيد ، فالجمعية قامت على نشر الثقافة العربية في اوساط ابناء الشعب العربي الفلسطيني في اسرائيل ، وخطت خطوة مُهمة أُخرى ، عبر تجنيد مصادر تمويل من الفلسطينيين الاثرياء في بريطانيا لدعم الطلاب الجامعيين العرب في الجامعات الاسرائيلية والذين يُواجهون صعوبات اقتصادية في تمويل دراستهم الاكاديمية . خاصة وأن الصعوبات بما فيها الاقتصادية التي يواجهها الطلاب العرب في الجامعات الاسرائيلية ،أكبر بكثير من الصعوبات التي يجابهها الطالب اليهودي ، لأسباب كثيرة ، ليس هذا هو المكان المُناسب للخوض بها .
هناك أجسام أُخرى تدعم ماليا ، الطلاب العرب ، لكن بماذا تتميز جمعية الثقافة العربية عن باقي هذه المؤسسات ؟
ليس سرا بأن باقي الاجسام تدعم ماديا ،المُقربين منها سياسيا والمحسوبين عليها حركيا ، ولا أمل تقريبا لمن لا ينتمي ولو شكليا لهذه الحركة او تلك المؤسسة ، بالحصول على "منحة " من هذه الاجسام والمؤسسات .
هكذا ظننت حينما تقدمت ابنتي بطلب للحصول على منحة مالية من جمعية الثقافة العربية ، لكن "المفاجأة " السارة كانت بحصول ابنتي وغيرها من الطالبات والطلاب على المنحة ، بناء على معايير موضوعية ، تنتهجها ادارة الجمعية ، بإدارة مديرتها الدكتورة روضة .
لم تربطنا بالدكتورة أو بأحد اعضاء ادارتها سابق معرفة ، ولم نستعن بأحد معارفنا " ليتوسط " لنا ، كانت المعايير الموضوعية والتي يتم تطبيقها على الجميع ، هي الحكم والفيصل في اختيار الطلاب الحاصلين على المنحة .. وهكذا تعرفت على الدكتورة روضة ، المديرة النزيهة والمستقيمة ، فلا فضل لأحد على أخر ، سوى وضعه وتحصيلاته العلمية ، مُشاركته في الفعاليات وانضباطه ، فكلهم فلسطينيون ، مسلمين ، مسيحيين .. قرويين ومن أهل المُدن ، فلاحين وبدوا ..
رحلت دكتورة روضة عطاالله أو روضة بشارة ، بعد أن اطمأنت على مشروعها ، المشروع الذي يدعم 250 طالبا جامعيا سنويا في شتى المواضيع العلمية ..
رحلت روضة وتتذكر بناتها ويتذكر ابناؤها ، صرامتها ، استقامتها وحبها الذي وسعهم جميعا ويسع غيرهم ...
ستبقى ذكراك خالدة في النفوس ، رغم أنك عملت بصمت دون البحث عن الشهرة وبهرجها ..
وداعا يا سيدة العطاء ...



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية كيف نعيش أو كم نستهلك ؟؟
- ساقان أُنثويتان .. والرأي العام
- الحالة الثورية والمد الثوري ..
- في الدفاع عن بعض السلفية ..
- هل المسيحية قومية أم دين ..؟؟
- فيروز ونصرالله.. وماذا في ذلك ؟؟
- مخاطر -مهنة - الابداع ..
- -اصوات - مثلية -تخرج - من الخزانة ..
- محمود -الشوعي - وأراؤه
- جنس ودواجن...!!
- تخصصات نادرة ...
- بين النقد والشتيمة ..
- لا لقتل اسرائيل .. نعم لإنقاذ فلسطين
- قطاع غزة والجنة ...!!
- أحاديث في غرفة العناية المُكثفة ..
- شيطنة أم مواجهة ؟؟!! تعليق على مقال الاستاذ خالد الحروب
- هاجس الكتابة بين النرجسية والعلاج الذاتي
- جدلية العلاقة بين الشكل والمضمون
- هل حقا هذا موقع للحوار ؟؟
- العملاق هوى .. مانديلا يفارق الحياة


المزيد.....




- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسن محاجنة - رحيل سيدة العطاء ...