|
عن قلعة الشقيف اتحدث .. 1982
أسامة عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 4322 - 2013 / 12 / 31 - 03:51
المحور:
القضية الفلسطينية
1- يا عزيزي كل شيء بقضاء .. ما بأيدينا خُلقنا تعساء
2- اكتب في وقت هو بعد منتصف الليل بقليل .. في هذه الاثناء تكون عيني ذابلة .. بصراحة قد ذبلت منذ ساعتين على الأقل وأنا لا أزال أعبث فوق كيبورد اللابتوب رافضا السماح لها بالنوم .. وآخر ما تفتق عنه ذهني المغيب جزئيا هو أن أدلف إلى موقع الحوار المتمدن وأضع فيه مقالا جديدا .. طبعا يحضرني اليوم الخبر الأبرز لأتحدث عنه .. فالشبكات الاجتماعية في فلسطين انشغلت اليوم بخبر واحد فقط لا غير .. ألا وهو خبر منح سيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجنسية وجواز السفر الفلسطينيين لكل من سلمى رشيد وكارمن سليمان ..
3- الخبر مجرد إشاعة .. وقد قامت بعض المصادر الاخبارية بنفيه على لسان مصادر مطلعة حسبما قالوا .. والسبب في ظهور هذه الإشاعة ينحص في نقطتين (لو كانت إشاعة) أ - أن سيادة الرئيس الفلسطيني - وحسبما أشيع - اشترى container جوازات سفر من الصين بسعر الجملة ويقوم بتوزيعها عن روح امواته ب- أن سلمى رشيد وكارمن سليمان في فلسطين في الوقت الحالي ويقمن بالاستعداد لاحياء حفل في ليلة رأس السنة في الضفة الغربية .. وعلى الرغم من كون الحفل منظم بواسطة شركة خاصة إلا أن الفنانتين الكبيرتين المتألقتين المشتعلتين سيدتي الطرب والأصالة والمعاصرة، قد تم استقبالهم ورعايتهم وحراستهم وحمايتهم والاشراف على وضع جدول أعمالهن داخل الأراضي المحتلة بشكل رسمي وباشتراك الحكومة الفلسطينية التي استقبلتهم في مقر المقاطعة في رام الله حيث نلن شرف الحصول على صورة تذكارية في خلفية تظهر فيها صور أبو عمار رحمه الله وعلم فلسطين وكذلك نلن شرف الحصول على صورة تذكارية وهن يقرأن الفاتحة فوق ضريحه .. كن يرتدين الكوفيات الفلسطينية ..
سيادة الرئيس قد منح جواز سفر ديبلوماسي لمحمد عساف (لديه ألقاب كثيرة تُحير في الاختيار) .. ومنح جوازا فلسطينيا لأصالة نصري (مطربة سورية قامت بالغناء في بيت لحم) وكذلك لراغب علامة (مطرب لبناني مواقفه مشرفة تجاه القضية الفلسطينية .. فقد دعم عساف في برنامج arab idol) .. ولذلك فإن منح الجنسية الفلسطينية عندما يتم بشكل تكريمي أو تشريفي - يبدو أنه - يقتصر فقط على الفنانين والفنانات .. والـ credit الوحيدة التي يجب أن يملكها الشخص منهم هي أن يملك وقتا كافيا للتسكع في فلسطين والغناء في حفلة ما تُقام فيها على شرفه مقابل 50 ألف دولار .. أو ما شابه ..
4- من هن بالضبط؟ .. لا أعتقد أن الكثيرين ممن سيقرأون ما اكتبه يعرفون شيئا عن هاتين الفتاتين اللواتي وصفتهن بالجمال والروعة والتألق والاشتعال .. هن مشتركات سابقات في برنامج مواهب غنائية يتم عرضه على قناة MBC اسمه ARAB IDOL .. احداهن مغربية والأخرى مصرية وأعمارهن تتراوح ما بين 18 - 20 سنة .. اي أن واحدة منهن يُشك في أنها لم تحصل بعد على شهادة الثانوية العامة بينما الثانية حصلت عليها من سنتين لو كانت المغرب تنتهج نفس النظام الدراسي الذي تنتهجه فلسطين ..
5- 4 حزيران 1982 .. الطائرات تُقلع من المطارات العسكرية الاسرائيلية .. عددها كان 120 من طراز ف 15 و ف 16 وميراج وسكاي هوك .. ألقت قنابل عنقودية وفسفورية وفراغية وحارقة على عشرات المدن والقرى والمخيمات والمواقع الاستراتيجية في المنطقة الواقعة ما بين الحدود اللبنانية الاسرائيلية وحتى بيروت الغربية .. منهن 13 طائرة تم تخصيصا لقلعة الشقيف .. موقع أثري وكذلك استراتيجي على الطريق ما بين شمال اسرائيل وبيروت .. قامت هذه الطائرات الـ 13 بالقصف لفترة زادت عن الـ 55 ساعة متواصلة وبعد دمار وخراب ونيران أكلت الأخضر واليابس وقتلت البشر ودمرت الحجر .. تقدمت قوات برية مكونة من جنود يركبون دبابات ومدرعات ومجنزرات وأليات نصف مجنزرة ناقلة للجند .. كل هذه تقدمت من قلعة الشقيف في 6 حزيران 1982 بغرض السيطرة عليها وتطهيرها نهائيا من أوكار رجال المنظمات ..
6- جنود وضباط اسرائيليون أجروا مقابلات مع صحف اسرائيلية تحدثوا عن قلعة الشقيف أثناء الحرب .. وصفوها بالمكان المعلون .. لم يعرفوا من أي جحيم سقطت فوق رؤوسهم تلك البقعة من الأرض .. فما تأكدوا منه أنها لم تكن من هذه الكوكب بل ربما لن تكن من هذا البعد الميتافيزيقي أصلا .. ربما جاءت من عالم موازي .. معارك شرسة استمرت لساعات وأيام .. 30 مقاتلا فلسطينيا .. بدون مزاح .. فقط ثلاثون .. أجل .. اقسم بالغوالي ليس أكثر من ثلاثين .. فقط ثلاثين مقاتل استطاعوا الصمود في وجهة فرقة مدرعة من مشاة الجيش الاسرائيلي لفترة زادت عن الأيام في مكان هو بالأساس قلعة أثرية غير مجهزة لقتال وفوق ذلك تعرضت لقصف متواصل لمدة 55 ساعة للتو .. ظلوا يقاتلون ويقاتلون .. ويسقطون واحدا تلو الآخر .. حتى وصل بعضهم إلى طريق مسدود حين نفذت ذخيرتهم ولم يتبق معهم أي شيء يطلقونه على جنود الاحتلال والعدوان .. فاستلوا أسلحتهم البيضاء وسكاكينهم واندسوا في بعض قنوات القلعة وخنادقها وأخذوا يتربصون للجنود ويصطادونهم واحدا تلو الآخر .. ويرتقون الواحد تلو الآخر هم أيضا .. انتهت المعارك فقط عندما استطاع الجيش الاسرائيلي قتل المقاتلين الثلاثين جميعهم ولم يبق على أحد منهم على قيد الحياة .. وقبل أن تتم المهمة كان المقاتلون الفلسطينيون قد سلبوا أرواح 150 جندي وضابط اسرائيلي ودمروا عشرات الدبابات والآليات بواسطة مدافع الآر بي جي وكلفوا ترسانة الجيش الاسرائيلي خسائر خرافية .. مقارنة بعددهم وعتادهم ..
7- أبو مازن في يوم من الأيام لا أريد ان اتذكره أصبح رئيسا لفلسطين .. كان يفخر بأنه وطوال مسيرته النضالية لم يطلق رصاصة واحدة على جندي اسرائيلي .. أجل .. فهو مجرد رجل أعمال حدث وأن أصبح ذات يوم رئيسا لسلطة حكم ذاتي غير موجود .. مهارات أبو مازن عديدة .. هو يملك شهادة دكتوراة في التاريخ السياسي من جامعة موسكو .. من مهارته أيضا أنه لاجئ من صفد (وقد استغنى عن حقه في العودة إليها رغم أن هذا الحق قد كفلته له الامم المتحدة والمجتمع الدولي) .. ومن مهارته أنه لا يملك مهارة في السلاح .. كما ان من مهارته التفاوض .. فهو من الذي يسيرون على منهج "الحياة مفاوضات" الذي سبق وأن لخصه صائب عريقات في كتاب ألفه ونشره تحت هذا الاسم .. ومن مهارته أنه يستطيع صرف 1.7 مليون شيكل من ميزانية حرسه الرئاسي كثمن لرسائل sms قام هذا الحرس باستخدامها في الهجوم على .... عفوا .. أقصد قام باستخدامها للتصويت لمحمد عساف في برنامج arab idol .. آخر مهارة كشف عنها سيدنا أبو مازن هو خبرته الطويلة في إعطاء جوازات السفر والجنسيات الفلسطينية .. على كل من هب ودب ..
8- أجمل تعليق قرأته على منح رشيد وسليمان الجنسية الفلسطينية هو استعارة لمقولة شكسبير المشهورة: (لقد وقعوا في الفخ) .. أجل .. صدق في ذلك .. لا لشيء .. ولكن لأن جواز السفر الفلسطيني (إن لم يكن ديبلوماسيا) فإنه يعتبر خامس أسوء جواز سفر في العالم من حيث سهولة السفر وعدد البلدان التي تقبل باستقبال حامله واعطائه تأشيرة الزيارة ..
9- لا أعرف لماذا تحضرني وبقوة ذكريات ما قرأته عن حرب 1982 من فترة طويلة .. ولا أدري إن كان التاريخ أو المنطق أو حتى الواقع سيغفر لي احداث مقارنة بغيضة بين رجالنا الذين ماتوا واستشهدوا في حرب 1982 في قلعة الشقيف وبين حال السلطة الوطنية الفلسطينية وما وصل إليه وضعنا السياسي من خراب معشعش وما وصلت إليه مقاومتنا العسكرية أو حتى المدنية من حضيض .. ألا سحقا لأرباب التعاسة .. سحقا .. سحقا .. سحقا
#أسامة_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عندما يضع السياسي رقبته على المقصلة لمصلحة دولته .. ليكود 82
...
-
جلاكسو ستتوقف عن رشوة الأطباء لأنهم أصبحوا يدركون قيمة الأخل
...
-
تخلص من الكبدي الوبائي ب84 ألف دولار
-
التصنيع الدوائي .. الأولويات والمعايير الأخلاقية
-
تنامي الخطر الداهم للسلفية الجهادية في فلسطين
المزيد.....
-
الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر
...
-
لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح
...
-
مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع
...
-
-حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم
...
-
هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
-
فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون
...
-
ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن
...
-
محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|