|
العلمانية هي الحل 1/2
عبد الكريم القمش
الحوار المتمدن-العدد: 4322 - 2013 / 12 / 31 - 00:36
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
إنه الفايسبوك..ذلك المقياس المعاصر للتوجهات المجتمعية العامة كما تصنعها الطبقة الوسطى. دعونا نبدأ بالطبقة الوسطى ونسجل نقطة هامة جدا قبل المضي قدما في التأسيس لما أريده من "نظرة عن كثب" إلى المجتمع المغربي المتحرك. تاريخيا، كانت الطبقة الوسطى هي صانعة كل الثورات الإنسانية وخصوصا تلك التي حققتها أوربا قبل قرون مضت لما أعلنت انطلاق مسار "النهضة" الحضارية..."الرونيسانس".. كانت الطبقة الوسطى هي التي تثقفت ودرست وأقبلت على النهل من الأدب المكتوب الذي دشنه "شوسير جيوفري" في القرن الرابع عشر من خلال روايته "حكايات كانتربيري" والتي يعتبرها نقاد المدرسة الأوربية أول عمل روائي في تاريخ الأدب الغربي. هذه الطبقة تجاوزت العقم التاريخي للكنيسة وتحجر رجالاتها من خلال التعرف على وجه آخر للعالم أسس له المبدعون والكتاب والمؤلفون، والذين بحكم ثقافتهم الواسعة كانوا قد شرعوا في حمل المعاول لهده الأيديولوجيا الدينية الكنسية من خلال بث الوعي في المجتمع، وخصوصا في صفوف الطبقتين الوسطى والبورجوازية (الصغرى، على الخصوص). هذه هي الطبقة التي أنتجت فيما بعد "علمانيي المستقبل" بأفكارهم المتحررة ونظرتهم غير اللاهوتية للحياة والإنسان والعقل. من رحم هذه الطبقة الوسطى خرج كبار العلماء والمستكشفين والكتاب والمبدعين والرسامين والفنانين وغيرهم فنوع التعليم الذي تتلقاه هذه الطبقة أهلها لكي تُكوِّن "عقلا نقديا" اتجاه المسلمات الدينية والعرفية السائدة في أوربا آنذاك. وحين أعلن المرحوم "نيتشه" عن موت الإلاه لم يقصد الموت الفيزيقي للذات الإلهية بقدر ما كان يعني أن حركية المجتمع أهلت الأفراد لكي يؤمنوا بأن لديهم عقولا تفكر وعقولا قادرة على الطعن في المسلمات وقادرة على طرح الأسئلة وممارسة الشك والبحث عن الحقيقة في مكان آخر غير النصوص الدينية المكتوبة أو الشفهية التي يكررها رجال الدين دوما وأبدا. حين أعلن نيتشه عن موت الإلاه كان في حقيقة الأمر يعلن عن ميلاد العقل.. هذا العقل الذي سيقطع مسارا طويلا من التشذيب والصقل لكي يصل بأوربا والعالم الغربي عموما إلى ما هو عليه اليوم من تقدم وازدهار. هي إذا الطبقة الوسطى التي تصنع الفارق وهي ذاتها اليوم في المغرب التي تستعمل وسائل التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها الفايسبوك. الفايسبوك في حقيقة الأمر قبائل ونحل. وهو اكبر تجمع افتراضي لأفراد الطبقة الوسطى مع شذرات من طبقات أخرى من أسفل ومن أعلى. الفايسبوك اليوم أصبح معيارا حقيقيا لجس الأهواء والانتماءات الأيدولوجية والفكرية التي تقسم هذا المجتمع إلى نحل ومذاهب فكرية مختلفة متناحرة أحيانا.. دعوني أحصرها في الأصناف التالية، وبعدها أشرع في بسط ما أود الوصول إليه. أولا، هناك التيارات الدينية السلفية التي تؤمن بتلك اللحمة الأبدية بين الدين والسياسة والتي تنطلق في تصوراتها من مسلمات دينية جاهزة تتمنى لو تتحول يوما إلى عقيدة سياسية تتبناها الدولة من خلال تطبيق الشريعة الإسلامية وإعلان قيام الدولة الدينية لأن الإسلام هو الحل من وجهة نظر الكثيرين...طبعا التيارات الدينية ليست على كلمة واحدة وهي مذاهب وأهواء ولكننا سننظر إليها في هذا المقال من زاوية شاملة جامعة. ثانيا، هنا التيارات اليسارية على اختلاف انتماءاتها وأهواءها ومدى أصوليتها في الدفاع عما تراه "الماركسية الصحيحة". في الحقيقة، الوجود العددي للمنتمين إلى هذا التيار ليس بذلك الثقل العددي المفترض فيه في بلد كالمغرب. هم أقل عددا ولكن حضورهم يوازي أهمية الفكر الماركسي بصفته فكرا لا يمكن تجاوزه تاريخيا. ثالثا، هناك التيارات العلمانية وهي أيضا أهواء وأصناف ولو أن التفرقة بين القبائل العلمانية لم تصل حد القطيعة أو التعدد المبالغ فيه. يمكن القول بأنهم صنفان "علماني أصولي"، وعلماني معتدل. رابعا هناك العبثيون وهناك الجمهور الذي لا يتحرك ولكنه يتبع هذه افئة أو تلك ويشد على أيدي أصحابها بحرارة ودون كثير نقاش أو استفسار. معظم هؤلاء يشكلون القاعدة الخلفية للتيارات الدينية بحكم سيطرة الأيديولوجيا الدينية على أدهان وأدمغة البسطاء من الناس (ليس ماديا، بل معرفيا). أنطلق من هذا التصنيف أعلاه لمجموع ساكنة المغرب في دولة الفايسبوك الشقيقة...لأتكلم عن مغرب تصنعه طبقة وسطى في قراءة استشرافية للمستقبل في المغرب، مع الإشارة إلى الماضي والحاضر، أيضا، كلما أوغلنا في تحليل نسيج المجتمع والطرق المثالية للوصول إلى الهدف الأسمى الذي هو "وضع المغرب على سكة التقدم الحضاري" وهنا أتكلم بالضرورة عن الفئة التي بوسعها أن تصنع "النهضة الحضارية" لهذا الوطن..هل تصنعها التيارات الدينية؟ أم اليسارية؟ أم العلمانية؟ أم يصنعها الجمهور الذي سأسميه "البروليتاريا الثقافية" (لشعب الفايسبوك والمغرب عموما)...؟ هذه هي الإشكالية وهذا ما أشرع مناقشته رأسا. المشكلة تبدأ من "الجمهور"، أي عامة الناس الذين لا يفتحون الكتب ولا يقرؤون ولا يكتشفون تلك العوامل التي قامت عليها حضارات أخرى. المشكلة هي أن هذا الجمهور عليه أن ينتقل إلى مرحلة "القدرة" على طرح الأسئلة والتشكيك في المسلمات كيفما كانت وعدم الإيمان بمحدودية العقل أمام النقل كيفما كان..أتكلم عن الفكر الديني هنا في علاقته بالجماهير لأن الجماهير لا علاقة لها عموما بالفكر الماركسي واليساري لأن اليساريين لا يصنعون عادة إلا في الجامعة كما يشهد تاريخ المغرب المعاصر على ذلك. من قبل كان اليساريون يصنعون في الأحزاب لما كانت أحزاب اليسار تحارب النظام في إطار الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة من جهة والعالم الغربي الرأسمالي من جهة أخرى عموما. ساعتها كان من الممكن أن يفطم الطفل الصغير على الاشتراكية لأن الطبقة الوسطى آنذاك في المغرب لم تكن سوى شيء من اثنين "يسارية"، أو "ليبرالية" (والباقي متفرجون أو مساندون صامتون)..ساعتها لم تكن "اليسارية" مجرد أيولوجيا، بل كانت عنصرا أساسيا في المنافسة على الحكم والذين كانوا يؤيدون اليسار آنذاك رغم عدم حسن اطلاعهم على الطبيعة المادية للفكر الماركسي كانوا يفعلونها لأنهم كانوا بشكل من الأشكال يعتبرون النظام ديكتاتوريا تجب محاربته. باختصار كان اليسار آنذاك كائنا سياسيا أكثر منه كائنا أيديولوجيا..لا تنسوا أن الاتحاد السوفياتي ساعتها كان لازال حيا يرعى أبناءه ومصالحه في كل مكان. اليوم قليلون جدا من "الفئة الرابعة" من يساندون الحركة الماركسية عموما والفكر اليساري إجمالا. قليلون من أبناء الشعب من يعتبرون الخلاص ممكنا على أيدي "الاشتراكية العلمية". بل من يعلم أي شيء أساسا عن الاشتراكية العلمية غير ما درسه الجميع في الثانوية عن تاريخ الاتحاد السوفياتي؟.. يمكنني القول أن الأغلبية (غير الساحقة) تساند جهرا (لا فعلا) الفكر الإسلاموي كيفما كانت تشعباته، وذلك بحكم سيطرة الأيديولوجية الدينية على الضمير الجمعي للناس بحكم قلة الاطلاع وبحكم نوعية التربية والتعليم السائدين في مجتمعنا. معظم الناس يؤمنون بالجنة والنار وبالعذاب والعقاب والجزاء والفردوس، والملائكة والرسل، ومعظم الناس إن لم يفعلوا أو طبقوا شرع الله نادوا بتطبيقه لدرء تلك النقيصة الكامنة في مدى التزام الفرد بالدين... كل فرد مؤمن بالجنة والنار يبرر عجزه عن تطبيق أوامر الله والرسول بالتشديد على كون أوامر الله والرسول تاج فوق رؤوس الجميع وأننا لهذا الأسباب خير أمة أخرجت للناس وأننا سنتقدم بمجرد عودتنا إلى الدين الحقيقي... طبعا هذا النوع من التفكير لم يحدث بسبب طريقة التربية والتعليم وحسب، لأن طريقة التربية والتعليم أساسا نتيجة لمسبب رئيس. هذا المسبب ليس إلا تلك المكانة الملتبسة التي أصبحت للفقهاء في المجتمعات الإسلامية منذ عصور الانحطاط، وذلك النوع من التنويم المغناطيسي الذي يمارسونه على عقول الناس لأنهم أصبحوا من كثرة حديثهم في الدين وتبحرهم السطحي فيه ملائكة في أعين البسطاء لا يأتيهم الباطل لا من خلف أيديهم ولا من أي مكان. في الماضي كانت ل"عالم الدين" مكانة اعتبارية في المجتمع بحكم كون الدين نفسه هو المؤطر الفعلي لحياة كل مواطن منذ أزمنة خلت.. لهذا كان عالم الدين هو الأعلى درجة وكان قوله صدى لقول الله، وبهذا وجب توقيرهم واحترامهم والتوقف عن محاججتهم أو مجرد التشكيك فيهم. هؤلاء أصبح لهم اليوم فضائيات تصرف الملايين وتربح الملايير من كثرة التدليس على الناس وتسويق الدين بطريقة متطرفة لا تفتي إلا في "النهايا" و"أحكام الحلال والحرام" و"تقييدات" و"وعود بالجنة الإسلامية الخالدة"..ليست لدينا قنوات دينية في المغرب ولكن لدينا "جميعا" البارابول الذي يأتينا بالقنوات المشرقية الملتحية ولدينا الأنترنت واليوتوب الذي يجعلنا ندمن الاستماع إلى خطابات ترسم لنا جنة غير قابلة للحدوث.. أين المغربي العادي من كل هذا؟ هل تستقيم حياته مع القواعد الدينية الموضوعة، وهل يكون المسلم مؤمنا مسلما لمجرد أنه ردد بضع آيات قرآنية لا يكاد يوجد لتعاليمها صدى في سلوكه الفعلي؟ بعبارة أخرى.. ما مدة قابلية القواعد الدينية لكي تكون أساسا مجموعة مبادئ وقوانين قابلة للتطبيق؟... طبعا الجواب هو "القابلية مستحيلة تماما" ولهذا يتأرجح المواطن المغربي العادي خصوصا (والمسلم عموما، والمتدين إجمالا) في حمى ذلك التناقض الرهيب بين ما يراه حلالا وحراما وما يمارسه هو فعلا وحقا من أصناف مخالفة الشرع تحليلا وتحريما. المسلم المغربي البسيط يفترض أن التحلي بالأخلاق الحسنة مستحيل بدون "الدين"، وهذا خطأ لأن الأخلاق لم تولد مع نزول الأديان السماوية بل هي فطرة إنسانية محضة وبقدر ما يكون الإنسان مصلحيا نفعيا أو شريرا حتى بقدر ما تكون فيه نزعة للخير تجعله يحس بألم الآخرين ويتعاطف معم ويساعدهم... حتى الملحدون يعطون الصدقة للمحتاجين ولكن الفرق بينهم وبين المتدين أن المتدين يعطيها لأنه يريد أن يدخل الجنة أما الملحد فيعطيها لأنه من منطلق إنساني أحس بمعاناة ذلك المسكين المحتاج. لن أعود إلى التقعيد الأنثروبولوجي لتاريخ الاديان هنا ولكني أكتفي بالقول أن الأخلاق نشأت قبل ظهور الدين في حياة بني البشر.. ولكي أخلص من هذه النقطة سأقول أن المنظومة الدينية الأخلاقية كيفما كانت على نبلها ونبل تعاليمها وضرورتها الروحية للإنسان تبقى منظومة "مثالية" أكثر من اللازم ولا يمكن تحقيقها على أرض الواقع بأي شكل من الأشكال.. وبهذا تسقط دعوى البعض من كون الحل يكمن في الدين لأن الدين ككيان من الأفكار غير قابل للتطبيق على أرض الواقع بحكم طبيعة البشر... تبقى هناك فكرة أخيرة بخصوص هذه النقطة المتعلقة بالإسلام السياسي... مشكلة الذين يحلمون بالدولة الدينية أنهم لا ينتبهون إلى كونهم يحلمون بدولة شمولية حيث يتوجب على الجميع الالتزام بتعاليم الدين التي هي أساسا تأويل لمجموعة من البشر وليست صراطا مستقيما آتيا من الله مباشرة.. (هي تأويلات بشرية لنص مقدس والفقه أساسا قانون وضعي وليس أحكاما إلاهية)...يتوجب على الجميع أن يكون على شاكلة واحدة، ولكم في الصومال والسعودية وأفغانستان، والسودان، وغيرها من البلدان التي تطبق الشريعة خير مثال على مدى ديمقراطية الحياة هناك. أما المعضلة العظمى فهي حقيقة كون الديمقراطية بصفتها الطريقة المثلى للوصول إلى الحكم أصبحت مطية الجميع بمن فيهم الإسلامويون الذين يريدون استعمال الديمقراطية قبل الانقلاب عليها لأن الإسلام السياسي أساسا في أدبياته لا يعترف بالدمقراطية، بل يعتبرها كفرا وبدعة (وبضاعة) غربية. هل تذكرون كيف وصل هتلر وحزبه النازي إلى الحكم باستعمال الديمقراطية قبل أن يجهز عليها بعد أشهر من وصوله إلى حكم ألمانيا؟... هو خير دليل على ذلك، فكما النازية، كما هو الإسلام السياسي لا أحد منهما يؤمن بالديمقراطية ولا هي من أدبياته السياسية ولكنها ذريعة للوصول إلى الحكم من أجل إحكام القبضة على رقاب الناس والوصول إلى الجنة الموعودة التي يحلمون بها هم والتي هي غير قابلة للتحقق فعلا... والواقع أمامكم فاسألوه.. طيب.. هل الماركسية قادرة على تحقيق هذا المجتمع المثالي؟ وهل ماركسيو المغرب بالفعل قادرون على جلب جنة الديمقراطية الموعودة؟ وهل هناك ديمقراطية أساسا في الفكر الماركسي وأدبياته تنظيرا وتطبيقا؟... ولماذا العلمانية هي الحل...؟ هذا ا أعود إليه في الجزء الثاني من هذا المقال...
#عبد_الكريم_القمش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-ماركس المنتظر-
المزيد.....
-
إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
-
مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية
...
-
بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما
...
-
سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا
...
-
مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك
...
-
خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض
...
-
-إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا
...
-
بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ
...
-
وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
-
إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|