جريمة اغتيال الفضاء والتلاعب بتدبير المجال بمدينة القنيطرة

إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)

الحوار المتمدن-العدد: 1229 - 2005 / 6 / 15 - 12:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

المعمار المجدي هو الذي يجمع بين مرعاة الجانب المادي والجانب النفعي المرتبط بمصالح المواطن اليومية فلا يخفى على أحد أن العمران والمعمار ليس مجرد إقامة بنايات هنا هناك وإنما هويعكس الحضارة ونمط الحياة والرؤية إلى الغد.
وبالنسبة لمدينة القنيطرة كما يقول الدكتور عبد الرحيم المؤدن، البناء والمعمار بعاصمة الغرب يدعو إلى الموت أكثر مما يدعو إلى الحياة، إلى اليأس عوض الأمل، إلى الخوف بدل الإطمئنان، إلى الصخب عوض الهدوء وفي نهاية المطاف يكرس القبح تكريسا عوض الجمال، إنه بكلمة واحدة لايوفر الحد الأدنى لشروط معمار إنساني. وقد أدلى الدكتور بأكثر من دليل وحجة لهذا الواقع من بينها يمكن سرد "المعلمات النشاز" التالية: مصحة تقابل شركة للتبغ التي تروج منتوجات متبت عليه "التدخين مضر بالصحة- قانون رقم : 91-15 " ولو بخط لايكاد يبين. وهناك معهد موسيقي مهتري يحاذي مستودع الأموات مادام الموسيقى والثقافة عموما تعتبر من عداد الموتى أو المفقود بمدينتنا. وهناك مقهى ومركب رياضي وسياحي تحت حراسة أضخم سجن في افريقيا الشمالية مادام الترفيه بالقنيطرة مازال في طور الاعتقال الاحتياطي إلى إشعار آخر. وهناك مصحة يحاصرها من الخلف ملهى ليلي مادامت الصحة بمدينتنا مازالت لاترقى إلى حق يستحق الاحترام ومادامت مسرحية "القانون لا يسمح ببيع الخمور إلا للأجانب" مازال ستارها لم يستل رغم صبيانية الأمر.وهناك مدارس خصوصية محاصرة من جميع الجوانب أسواق واوراش المهن المزعجة ومخازن لحفظ مواد البناء وغيرها، مادام التعليم والتكوين مازال يداس عليه بالأقدام ولا يقام له أي وزن. وهناك مقابر مهملة، مادام القائمين على الأمور لم يتفرغوا بعد لتناول مشاكل الأحياء، فكيف لهم والحالة هاته أن يفكروا في الاموات. هذه بعض المؤشرات وغيرها كثير، لازالت شاهدة إلى حد الآن وستظل شاهدة على جريمة اغتيال "الفضاء" والتلاعب وبتدبير المجال بمدينتنا مع الاصرار وسبق الترصد.

إدريس ولد القابلة

#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات