بأية حال عدت يا عام؟

إبراهيم رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 4321 - 2013 / 12 / 30 - 01:53
المحور: المجتمع المدني
    

قبل إطلالة أي عام جديد، تجند الصحافة المكتوبة والناطقة إمكاناتها المهنية لرصد حصيلة العام الذي ينسحب إلى خانة التاريخ، ولتسجيل أهم الأحداث والحوادث المميزة للأمس القريب، ... ولا أرغب في الدخول في متاهة ما مضى، ولكني أتساءل عما يحمله العام الجديد: هل فيه جديد أم إنه نسخة مكرورة من سلفه؟
وحيث إن تشاؤمي يربطني بالشق الثاني من السؤال، فإنني أطرح أسئلة بسيطة - ليست كبعض الأسئلة التعجيزية التي تلقى على المتنافسين في المسابقات الرِّبْحية - :
- من سيكون صاحب أول فضيحة سياسية أو مالية أو أخلاقية ... تتصدر نشرات الأخبار وعناوين الصحف؟. ثم يَطوي الزمنُ فضيحته دون حساب أو عقاب.
- من سيكون أول ناهبٍ لثروة بلده يعيدها إلى خزانة الوطن، لتستثمر في تنمية الاقتصاد الوطني؟.
- من سيكون - في الدول القمعية - أول من يصادر حرية تعبير معارضيه، ويلقي بهم في غياهيب السجون، وفيها ما فيها من التعذيب والتعنيف والإهانة لكرامة الإنسان؟.
- من هو أول مفكر أو صحافي أو كاتب أو نقابي أو مبدع أو مدافع عن حقوق الإنسان ... سيتم التنكيل به، وجلده، والتضحية به أمام مذبح الكلمة النظيفة؟.
- من هو الديكتاتور الذي سيصدر أول قانون صادم يبيح له ممارسة أهوائه السياسية رغم أنف الشعب؟.
- من هو أول ديكتاتور قمعي سيقوم بدورة 180° معلنا سأمه من ممارسة الديكتاتورية، وتحوُّلَه إلى مسار ديموقراطي حقيقي يحقق رفاهية شعبه وتقدمه؟.
- من سيكون أول مُفْتٍ يُخرِج من تحت "عمامته" فتوى تحاول أن تجعل عقارب الساعة تدور إلى الخلف في فيض من التخلف والانحطاط، وتثير السخرية لدى العقلاء المتنورين، وباقي أمم الأرض؟.
- ما هو أول اختراع طبي/ صيدلي أو تكنولوجي أو علمي ... سيصدر عن غلاة المتأسلمين لخدمة البشرية، عوض القتل وسفك الدماء؟.
- من سيكون أول انتحاري سيفجر نفسه، مخلِّفا خرابا وضحايا من الأبرياء، ولوعة حارقة في أكباد الأمهات والآباء والأقرباء؟
- ما هي الدولة التي سيُشهَد لها - لأول مرة في تاريخ البشرية - بالقضاء الكلي على المحسوبية والرشوة والتمييز العنصري، وإجراء انتخابات نزيهة بدون تزوير أو ترهيب أو إغراءات؟.
- متى يجد الإنسان نصيرا في أخيه الإنسان، - من غير شرط أو تمييز -؟ ومتى تتحد جهود الدول الغنية لاجتثاث الفقر بصفة نهائية من وجه الأرض؟
***** * *****
يمكن للأسئلة أن تتناسل إلى ما لا نهاية، لكن لنختم بمِثل ما قال المتنبي:
عام بأية حال عدت يا عام @@@@ لأمر مضى أم فيك تجديد
وكل عام وأنتم بخير.

#إبراهيم_رمزي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات