أمير البياتي
(Ameer Albayaty)
الحوار المتمدن-العدد: 4321 - 2013 / 12 / 30 - 01:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من المغالطات الشائعة في المجتمعات العربية الاسلامية هي وصف الفرد بانه علماني مع انها صفة تخص الدولة... و وصف الدولة بانها اسلامية مع انها صفة تخص الفرد.
العلمانية ليست هوية يوصف بها فرد وليس لها أي دلالة فردية يمكن القول ان الفرد يؤيد النظام العلماني لإدارة الدولة ومؤسساتها اما ان يكون هو بحد ذاته علماني فهذه مغالطة , فالعلمانية هي فصل الدولة عن الدوغما او الاصولية سواء كانت دينية او قومية او غير ذلك من التوجهات الفكرية والمقصود بالدولة هنا هي نظام ادارة المؤسسات والتداول السلمي للسلطة. يميل البعض الى اطلاق تسمية علماني على شخص للإشارة الى انه غير ملتزم دينيا او غير متدين وهذا اسلوب ملتوي, يجب تسمية الامور بمسمياتها فالتوجهات الدينية معروفة اما مؤمن متدين او مؤمن لا ديني (ربوبي) او ملحد او لا ادري, كل هذه صفات تخص الافراد ممكن استخدامها اما صفة العلماني فهي استخدام خاطئ, الا اذا كان المقصود منها ان هذا الشخص يؤيد النظام العلماني في ادارة الدولة, فقد يكون ملائم شريطة التوضيح.
اما وصف الدولة بانها اسلامية فهذه مغالطة اخرى فالدولة كيان اعتباري قائم على مؤسسات كيف لها ان تكون دولة مسلمة؟ هل هي تصلي وتحج ! نفس المغالطة فالإسلام صفة فردية, بالإمكان وصف شخص انه مسلم, لكن لا يمكن وصف منظومة ادارية انها مسلمة, الدولة هي ادارة المؤسسات ويفضل الفصل بينه,ا فهناك المؤسسة التشريعية والمؤسسة التنفيذية ومؤسسة القضاء والمؤسسة العسكرية وغيرها. ادارة هذه المؤسسات وفقا للدستور الرسمي هو ما يعرف بالدولة حسب مفهومها الحديث, فكيف لإدارة هذه المؤسسات ان تكون مسلمة !
كون المؤسسة التشريعية في هذه الدولة تستند الى احكام وتشريعات الاسلام هذا لا يعني ان الدولة مسلمة فالمؤسسة التشريعية هي احدى مؤسسات الدولة وليست كلها.
اما اذا كان المقصود ان الدولة الاسلامية هي الدولة التي اغلب سكانها من المسلمين فقد تكون تلك الصفة ملائمة لها شريطة التوضيح.
فيصح ان نقول: شخص مسلم في دولة علمانية... ولا يصح ان نقول: شخص علماني في دولة اسلامية.
#أمير_البياتي (هاشتاغ)
Ameer_Albayaty#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟