أضواء على الكورد الفيلية في العراق/القسم 2

احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4321 - 2013 / 12 / 30 - 00:13
المحور: القضية الكردية
    

تعريف موجز للكورد الفيليين
نواصل موضوعنا الذي بدأناه في العدد الأول ،فبعد المقدمة جاء دور تعريف موجز للكورد الفيليين، بدءاً أودُّ أن أذكر شيئاً عن لفظ (الكورد- الكُرد) قد يقول سائل ما الفرق بينهما؟ الكورد أو الكُرد،هنا يأتي التوضيح على ذلك .
فمن الشائع في الكتابة العربية أن يكتب اسم الشعب الكوردي بـــــــ(الكُردي) بحذف (الواو) والاستعاضة عنها بـــ(الضمة)،أو لفظ الإسم بـ(كسر الكاف)،و ذلك إعتماداً على ما ورد في معجم (لسان العرب) الذي يذكرهم بالضم،و ينسبهم الى قبائل اليمن،أو إعتماداً على سليقة بعض اللهجات العربية،فمن معانيه كما ورد في لسان العرب :
- الكَرد- الطَّرد.
- الكَرد – العنق.
- الكُرد – المشارة من المزارع.
- الكُرد – جيل من الناس معروف،والجمع أكراد (1) .
ألا أنَّ حقيقة لفظ (الكورد) لا تعود لجذر الكلمة العربية (كُرد)،و إنَّما للفظ غير عربي أصلاً،لفظ سومري هو جذر ومبنى لفظ الكلمة ألا وهو الـــــــ (كور) كلمة سومرية تعني (الجبل)،ومن اشتقاقات النسب في السومرية كما جاء في بعض المصادر إضافة الياء أو الدال و الياء أحياناً.بحيث يكون معنى لفظ (كوردي) بالسومرية هو(الجبلي)،و هي التسمية التي كان السومريون يطلقونها على سكان الجبال المجاورة والحضارة المجاورة التي تسمى تاريخياً بـــــــــ (الإيلامية) أو (العيلامية) كما تذكر بعض الكتب و المصادر، و من هنا فإنَّ لفظ (كوردي) هو سومري الأصل،وقد جاء ذلك في بعض الرقم والوثائق السومرية التي تعود للألف الرابع و الثالث قبل الميلاد.
لذا يُرجى الإنتباه الى ذلك و تصحيح هذا الخطأ الشائع بين كتّابنا و باحثينا(2).
و الكورد الفَيْليون أو الكورد الفَيْلية (بفتح الفاء وتسكين الياء)،ترمز إلى شريحة من اللور التي تنسب إلى القومية الكوردية التي تقطن المناطق الحدودية من العراق وإيران إبتداءً من مناطق جلولاء، وخانقين، و مندلي في محافظ ديالى شمالاً، إلى منطقة علي الغربي جنوباً ، مروراً بمناطق بدرة و جصّان و زرباطية و الكوت و النعمانية و العزيزية، وتقع أغلب هذا المناطق في محافظة واسط العراقية (الكوت) إضافة إلى بعض قرى محافظة ميسان (العمارة)،و الناصرية .. والكثير منهم (الكورد الفيليون) يسكنون في بغداد العاصمة منذ أمد بعيد،و اُطلق عليهم الكورد الفيليون،(3) ولو إنَّ لهذا الاصطلاح آراء عديدة بين الرفض و التأييد،كما إنَّ هناك تفاسير كثيرة له ، وكأنَّما أصبح من نظريات (الأمر الواقع) لإستخدامه الشائع حتى في أوساط الهيئات الدولية، ووسائل الإعلام، ومادام هذا الاصطلاح يجمع الكورد الفيليين لإيجاد حلًّ مناسب لمعاناتهم المزمنة،و المعروفة لدى الجميع..فدعه عنواناً لجمع شتاتهم للصالح العام،الى تستقر آراء الباحثين و المتخصصين على إصطلاح أدقّ و أشمل،و أقرب علمية؛ وأكثر مقبولية لدى أبناء هذه الشريحة المظلومة، وهذا الطرح هو بحث شائك يحتاج الى دراسة بحثية مستفيضة،ورغم ذاك نذكر هنا رأي أحد الباحثين حول لفظة الفيلي،حيث يقول الدكتور مهدي كاكه يي بهذا الخصوص:
أحبُّ أن أذكر بأنَّ إطلاق إسم (الكورد الفيليون) على الشريحة الفيلية،هو إستعمالغير دقيق حيث أن ذكر كلمة (الكورد) مع (الفيليون) كأنّما يُراد بها إ إثبات كوردية هذه الشريحة الكوردية،فهي يوحي إلى التشكيك في كوردية الفيليين،مثلاً يُقال : (سوراني، و بهديناني، و مرمياني، و إيزدي) دون الحاجة ذكر كلمة (كورد) معها، في رأيي (و الكلام عائد الدكتور مهدي كاكه يي):إنَّ
إستعمال مصطلح (الفيليون) لوحده كتسمية لهذه المجموعة،يكسبها مدلولاً صحيحاً و عمقاً في كورديتها (4).
هوامش
1- راجع لسان العرب ،ج 12 ،للعلامة ابن منظور،مؤسسة التاريخ العربي-1993م.
2- (الكورد الفيليون – محاولة لمعرفة أصلهم و فصلهم /د.برهان شاوي)
3- أما من الجانب الإيراني فتتوزع مناطق الكورد الفيلية و الذين يسمون اللُر في منطقة لورستان التي تشمل محافظات كرمانشاه و إيلام و خوزستان ومدنها من الشمال إلى الجنوب وهي خسروي و قصر شيرين و كرمانشاه و إسلام آباد غرب و سربل ذهاب و إيلام و بدرة الإيرانية و مهران و أنديمشك التي تحاذي الجنوب العراقي في محافظة ميسان. ويسمی-;- موطن الأکراد الفيلية باسم ( لورستان ) او لرستان، و إنهم يتکلمون بلهجتهم الخاصة،ويقال لها فی-;- العراق الفيلية وفي إيران اللورية .
4- (بحزاني نت 2/8/2006م الفيليون هم السكان الأصليون لبلاد ما بين النهرين د. مهدي كاكه

#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات