أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كوسلا ابشن - اضطهاد مسيحيي شمال افريقيا














المزيد.....

اضطهاد مسيحيي شمال افريقيا


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 4320 - 2013 / 12 / 29 - 21:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اضطهاد مسيحيي شمال افريقيا
صادقت الامم المتحدة سنة 1948 على الاعلان العالمي لحقوق الانسان وتقول المادة 18 منه " لكل فرد الحق في حرية الفكر والوجدان الدين , ويشمل هدا الحق حريته في تغيير دينه او معتقده , وحريته في الاعلان عن دينه او معتقده فرديا او جماعيا في الاماكن العامة او الخاصة , بالتعليم والممارسة , واقامة شعائر العبادة واحترام العادات الدينية " .
صادق على هدا الاعلان حتى الدويليات اللقيطة التي تمارس عكس ما تظهره للعالم , الدويلات المنتهكة لحقوق الانسان والكرامة الانسانية , دويلات العداء المطلق لحرية الشعوب والرافضة لكل الافكار الغير المنتمية لمنظومتها الفكرية و العقائدي.
احتفل مسيحيي العالم بالعيد الميلاد المجيد بطقوسه وشعائره بكل حرية عدا مسيحيي دويليات هيمنة الارهاب الاسلامي ومن بينها شمال افريقيا منطقة عرفت معانات المسيحيين الامازيغ مند القدم مع الانظمة الاستعمارية الرافضة للافكار والمعتقدات الدينية الخارجة او المضادة لنسقها الفكري والديني .
مارس الاحتلال الرومان ضد المسيحيين الامازيغ كل اشكال التعذيب والتنكيل والقهر لاجبارهم للتخلي عن الدينية المسيحية وفي حالة الرفض كان يحكم عليهم بالاعدام بالقائهم للحيوانات المفترسة في ميادين المبارزة , وابرزهم كانت شهيدة الايمان المسيحي الامازيغية الحرة بربتوا التي اقتيدت الى ميدان الموت لمواجهة ثور متوحش ليمزق جسدها سنة 202 م .
قدم الامازيغ ثلاثة باباوات للكنيسة الكاثوليكية سنوات الدعوة السرية , البابا فيكتور الاول ( 189 – 199 ) وبين فترة السرية و الاعتراف الرسمي بالديانة المسيحية , البابا ميليتياد ( 311 – 199 ) وفي عهد الحرية الينية قدم البابا جلاسيوس الاول ( 492 – 496 ) .
اعتنق الامازيغ المسيحية بدون اكراه , انتجوا فكرهم ( الدوناتية ) المنتقد للكنيسة الكاثوليكية عندما وقفت بجانب الاستعمار الروماني , وحارب الامازيغ بقيادة دوناتوس الاستعمار الرماني فكريا وميدانيا , وبعد الحرب التحررية الدوناتية بقيت المسيحية هي الديانة المهيمنة في شمال افريقيا الى ان اكتسح الجراد المنطقة واجبر الامازيغ عن التخلي عن المسيحية واعنقال دين الارهاب ليس ايمانا به بل للحفاظ على استمرارية الوجود بعد الابادة الجماعية التي تعرض لها الامازيغ خاصة من اسرعلى التشبث بالمسيحية علانيا وهكذا اضطهد الامازيغ ومنعوا من ممارسة شعائرهم وطقوسهم وحولت كنائسهم الى مساجد وصدرت كل املاكهم وارغموا على اعتناق دين الاستعمار الجديد , الا ان الرفض لفكر الدمار الشامل استمر في اللاوعي الجمعي , وتجلى ذلك من حين الى اخر في الانتفاضات المسلحة وبروز مذاهب جديدة ( شيعية , اباضية ... ) مناقضة للمذهب الرسمي للمحتل .
ظل الاضطهاد للمسيحيين في شمال افريقيا الى الوقت الحاضر و لم تتغير اساليبه الوحشية وادواته القهرية تحت قوانين اقل ما يمكن ان يقال عنها انها اكثر سذاجة مثل حماية الامن الروحي او محاربة زعزعة عقيدةالمسلمين , الامازيغ اكثر حاجة للامن الغذائي منه للامن الروحي وهم اكثر نضجا لحماية عقيدتهم بانفسم او تخلي عنها ان ارادوا ذلك , السلطة الاستعمارية تدرك ذلك جيدا , فمهمتها في اول المقام ليس حماية الامن الروحي بقدر ما هو الحفاظ على وهم العروبة وحماية وجودها الاستعماري , وما رفضها من اعتناق الامازيغ ( المعربين وغير المعربين ) للديانة المسيحية هو خوفها من رجوعهم الى الاصل ورفض العروبة الاستعمارية وظهور حركة دوناتية جديدة تقاتل الوجود الاستعماري وايديولوجيتها الاستلابية الارهابية .
هلوسة اقتراب نهاية الوجود الاستعماري جعل السلطات الاستطانية في شمال افريقيا تتسارع في اصدار قوانينها الاستبدادية المضادة لحقوق الانسان في التعبير عن رأيه اواختيار عقيدته بدون اكراه او تغيير دينه بدون تدخل طرف اخر , ففي الجزائر سن قانون تنظيم الشعائر الدينية وفي المروك قانون حماية الامن الروحي ضد زعزعة عقيدة الشعب والهدف منهما اضطهاد المسيحيين ومنعهم من ممارسة شعائرهم بحرية واعتقال وتعذيب كل من اشتبه في انه مسيحي , وتحت هذا القانون حكم على الامازيغي المسيحي جامع ايت باكريم ب 15 سنة سجنا مازال وراء القضبان منذ 2005 مع سكوت المجتمع الدولي , وهناك اعتقالات واستفزازات يومية للمشتبه فيهم يعيدنا الى عهد محاكم التفتيش , عدا هذا هناك طرد مستمر للمنظمات الانسانية الخيرية التي تحمي الامن الغذائي للاطفال الفقراء ومثالا على ذلك خيرية عين اللوح بالاطلس المتوسط , طرد خدام هذه الخيرية بتهمة مزيفة , زعزعة معتقدات الاطفال .
الحملات الارهابية ضد المسيحيين يشارك فيها الاعلام الاستعماري بكل ثقله تزييفا وتحريضا , فلا حديث الا على ( الاف المبشرين الوهميين ) يغزون الاطلس والريف والجنوب يستغلون الواقع المزري لهذه المناطق لتنصير المسلمين وتحرض هذه الابواق الرجعية الارهابية على قتل المسيحيين كما حصل للرهبان السبعة المغتالين بالجزائر .
الغريب في الامر ان السلطات الاستطانية في شمال افريقيا تنتهك قرارات الامم المتحدة ومنها مادة 18 من اعلان حقوق الانسان من دون رد فاعل لجمعية الامم المتحدة على الممارسات الاجرامية المناهضة لحقوق الانسان, كان عليها على الاقل طردها من فروعها المهتمة بحقوق الانسان وعلى المجتمع المدني الدولي مقاطعة هذه الدول اللقيطة .
تحية للصامدين في وجه الالة القمعية العروبية الاسلامية .



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ّ المغرب العربي ّ الوهم الايديولوجي الظرفي
- رحيل رمز مقاومة الاقلية الاستطانية
- المخزن وراء تفشي الفساد في الريف وايت ناظور خصوصا
- الاسلام في خدمة التخلف والاستبداد الاستعماري
- تقرير مصير الشعوب وليس هيمنة الاقلية الاستطانية
- القوى الواقفة وراء ظاهرة الدعارة والاغتصاب
- ثوروا يا شباب الامازيغ على النظام الكولونيالي
- من يطالب برسمية لغة بلده وشعبه فهو غرقي , شوفيني وخائن
- الوطنية من منظور استطاني
- المؤدلج الشوفيني والتزييف المفاهيمي
- الجزار عقبة وشرعنة القتل والاحتلال
- مشكل الصحراء المروكية
- الحنين للفاشية والتمييز العنصري للنظام البائد
- حسن الكتاني يحرض على قتل المثقف الامازيغي احمد عصيد
- الاستبداد الديني , اسلم تسلم
- انتفاضة الربيع الامازيغي الشرارة الدائمة
- من المسؤول عن اضطهاد الاقباط في بلدهم
- الريسوني وبو علي بين الجمود العقائدي والتفوق العرقي (2 )
- الريسوني وابو علي بين الجمود العقائدي والتفوق العرقي
- الذئاب لا تروض


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كوسلا ابشن - اضطهاد مسيحيي شمال افريقيا