أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مثقفون مع الأصولية الإسلامية (2) د. مصطفى محمود















المزيد.....

مثقفون مع الأصولية الإسلامية (2) د. مصطفى محمود


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4320 - 2013 / 12 / 29 - 14:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مثقفون مع الأصولية الإسلامية (2) د. مصطفى محمود
طلعت رضوان
العداء للديمقراطية ولكل آليات الليبرالية وللعلوم الغربية والآداب والفنون الغربية ، أخذ فى الثقافة المصرية السائدة البائسة والمُنحطة اسمًا حركيًا ( الغزو الثقافى الأوروبى ) وإذا كان من المفهوم أنْ يُردّد ذاك التعبير عتاة الأصوليين الإسلاميين ، نظرًا لدفاعهم عن التراث العربى / الإسلامى ، وموقفهم غير العلمى بالنظر إلى الغرب على أنّ ((كله شر)) فقد تمثلتْ الكارثة التى حطــّتْ على شعبنا المصرى ، عندما انضم من ادّعوا أنهم مع (العصرية والحداثة) إلى عتاة الشيوخ الأصوليين ، فردّّدوا كلامهم وإنْ حاولوا التظاهر بمظهر مختلف مع هؤلاء الشيوخ . وكان من بين هؤلاء الكـُتاب د. مصطفى محمود الذى كان التليفزيون (الحكومى) يستورد له الأفلام العلمية ليُعلــّـق عليها بطريقته الخاصة فى برنامجه الشهير (العلم والإيمان) وهى أفلام يتم إعدادها وإخراجها بواسطة (الكفار) فى بلاد (الغرب الكافر) وفق رأى ورؤية كل الأصوليين الإسلاميين. ورغم أنّ د. مصطفى محمود ليس له أى فضل فى (المادة العلمية) التى يعرضها على المُشاهدين ويُتاجر بها ، فإنه (وبلا وازع من الضمير) يشن حملة مسعورة ضد الغرب تحت ذات الاسم الحركى المُضلــّل ( الغزو الثقافى الغربى ) (صحيفة الأهرام 6، 20/7/91 على سبيل المثال) فإذا كان الغرب (شريرًا) وعلينا أنْ نتجنــّبه حتى لا تغزونا ((قيمه الفاسدة المُنحلة)) فما القيم التى يجب علينا أنْ نتبنــّاها ؟ إنها قيم البداوة وعقلية المجتمع الرعوى . وقد عبّر عن تلك العقلية- التى يُريد لنا أنْ نقتنع بها – من خلال موقفه- على سبيل المثال – من المرأة فكتب ((نسمع هذه الأيام صيحات التمرد التى يُطلقها نصفنا الآخر اللطيف ، وأكثرهنّ زوجات لرجال أثرياء يُطالبنَ بالخروج من البيت للعمل ، ويلقينَ بأولادهنّ إلى الشارع . وتصرخ الواحدة فى وجه زوجها بأنها تريد أنْ تــُحقق ذاتها ، وأنّ رأسها برأسه سواء بسواء . ويُحيّرنى هذا المنطق : فأى تحقيق للذات تـُريد أنْ تـُصبح هذه المرأة أو تلك؟ سكرتيرة لفلان ، أو مهندسة للمجارى ، أو صرافة فى بنك ، أو بائعة فى سوبر ماركت . إنّ (الذات المفقودة) هى فى كل تلك الوظائف . إنّ تحقيق الذات هو كلام روايات وطلب للتغيير والصرمحة)) (نقلا عن د. سامية خضر صالح – مقال " قضية المرأة- بعيدًا عن المزايدات- أهرام 12/5/92) وكما امتلكتْ د. سامية خضر صالح شجاعة الرد على مصطفى محمود فعلتْ نفس الشىء المخرجة المُبدعة أنعام محمد على فى ندوة نشرتها مجلة روزاليوسف 29يونيو92.
إذن فإنّ ملايين الأمهات فى رأى د مصطفى محمود والجدات الشريفات اللائى عملنَ فى الغيطان والمصانع والمدارس والمعامل ، فى التمريض والهندسة، فى الزراعة والبناء ، لا يُمكن لهنّ – مهما عملنَ – أنْ يُحققنَ ذاتهن ، لأنّ ((الذات المفقودة كلام روايات وصرمحة)) ويكون البديل ، حتى نـُحافظ على ((شرف حريمنا)) هو أنْ تبقى المرأة المصرية فى البيت تطبخ وتتزيّن فى انتظار عودة بعلها (البعل فى اللغة العربية هو الزوج ، كما أنه كان اسم صنم لقوم إلياس – مختار الصحاح – المطبعة الأميرية بمصر- عام 1911- ص 71) وكلمة بعل اسم مدينة كان فيها معبد الإله. وتعنى الكلمة رب أو سيد)) (د. جواد على- تاريخ العرب قبل الإسلام- هيئة قصور الثقافة- عام 2010- ج 2- ص 216) وهو ما أكد عليه القرآن عندما عاتب العرب قائلا ((أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين)) (الصافات/ 125) ولو أنّ شعبنا تبنى تلك الدعوة فى العهود التى كانت المرأة المصرية (تتصرمح) لما سمعنا عن عالمات فى علم الذرة (سميرة موسى نموذجًا) أو أول فتاة مصرية تقود طائرة سنة1932(لطيفة النادى) ولا أول فتاة مصرية ترتدى روب المحاماة سنة 1932 (نعيمة الأيوبى) ولما سمعنا عن مصريات عالمات فى الهندسة الوراثية والأبحاث النووية والطب والهندسة. ولما سمعنا عن مصريات فى مجالات المحاماة والفن والأدب إلخ ناهيك عن ملايين الفلاحات المصريات اللائى (يتصرمحنَ) فى الغيطان منذ آلاف السنين بجوار أزواجهنّ. فلو قـُدّر لشعبنا وابتلع الطـُعم ودخل مصيدة الأصوليين الإسلاميين وصدّق مقولة (الغزو الثقافى الأوروبى) وبالتالى انتصر الغزو الثقافى الرعوى البدوى ، يكون السؤال : وماذا تـُريد الرأسمالية العالمية أكثر من ذلك ؟ فهل دعوة الدكتور وأمثاله من الشيوخ الدكاترة أو الدكاترة الشيوخ تختلف عن دعوة الأصوليين الإسلاميين الذين يمتهنون إنسانية المرأة بحبسها فى البيت أو حبسها داخل خيمة إذا خرجت للشارع ويُطاردها (المُطوف) ويضربها بعصاته إذا رأى كعب قدمها ؟ أى أنهم يختصرون المرأة / الإنسان فى معنى (الأنوثة) وأنها مجرد موضوع لإمتاع الرجل فى الفراش .
000
ذاك هو د. مصطفى محمود الذى صنع منه التليفزيون (الحكومى) نجمًا ليسب ويسخر من العلماء والمُفكرين الأوروبيين ، وبصفة خاصة كان هجومه على ثلاثة بعينهم وبشكل دائم : الأول تشارلز دارون مؤسس علم التطور والانتخاب الطبيعى فى كتابه (أصل المخلوقات) الشهير فى ترجمته العربية (أصل الأنواع) الثانى كارل ماركس بسبب كتاباته عن تطور المجتمعات الإنسانية. وعن الجدلية المادية والجدلية التاريخية. الثالث سيجموند فرويد بسبب كتاباته فى علم النفس وكتاباته التاريخية خصوصًا كتابه (موسى والتوحيد)
والشيىء المُلفت للنظر أنّ الأصولية الإسلامية فى مصر فى حاجة إلى مُبدع يمتلك موهبة كــُتاب مسرح العبث لإظهار (التناقض الكوميدى) داخل الأصوليين ، فبعد أنْ نشر مصطفى محمود سلسلة مقالاته فى صحيفة الأهرام عن (التفسير العصرى للقرآن) ثم جمع تلك المقالات فى كتاب انتقدته د. بنت الشاطىء ، وكان خلاصة كلامها أنّ القرآن كتاب دين وليس كتابًا فى التاريخ أو العلوم . أما الشيخ عبد الحميد كشك فلم يمتلك موهبة د. بنت الشاطىء فى نقدها الموضوعى ، فقال فى خطبة من خطبه موجودة على موقع You Tube عن د. مصطفى محمود أنه ((بائع الكرات المصرى صاحب كتاب التفسير العصرى ، التفسير الأمريكانى للقرآن)) وفى فيدو آخر شنّ هجومًا قاسيًا علي مصطفى محمود لأنه كتب مقالا فى الأهرام نفى فيه أنْ تكون (اللحية) من تعاليم الإسلام . وأنّ من يُربون اللحية ليس معهم النقود اللازمة للذهاب إلى الحلاق ، فكان تعقيب الشيخ كشك (الكوميدى) وهل ((كان النبى صلى الله عليه وسلم لا يملك درهمًا ليذهب إلى الحلاق؟)) فعل الشيخ كشك ذلك (هو وكل من انتقد مصطفى محمود من الأصوليين) رغم أنّ مصطفى محمود كان يُدافع عن الإسلام وعن العروبة لدرجة أنه خصـّص حلقة فى برنامجه (العلم والإيمان) ليُثبتْ فيه أنّ ((اللغة العربية أصل جميع لغات العالم)) وعندما سمعتُ تلك الحلقة كدتُ أفطس من الضحك ، لأنّ كلامه ليس له أدنى علاقة بعلم اللغويات ، بل وصل به الشطط أنْ خصّص حلقة أخرى تكلم فيها عن أنّ ((بناء الأهرام مذكور فى القرآن)) وهذه الحلقة أيضًا موجودة على موقع You Tube وفيها كـَذبَ وسَخرَ من أنّ جدودنا المصريين القدماء هم من بنوا الأهرام وقال إنّ ((هذا كلام فارغ))
فى ذاك الواقع (المصرى) الذى جمع بين مسرح العبث وبين (الواقع الكابوسى) الذى ينتظر مُبدعًا يمتلك موهبة الكاتب التشيكى فرانز كافكا (1883- 1924) مؤلف الروايات الخالدة (المحاكمة) ، (التناسخ) ، (أمريكا) و(الغائب) وهى الروايات التى انتقد فيها التناقضات الاجتماعية بأسلوب الكوميديا السوداء داخل مجتمع كابوسى ، لم يجد مُبدعًا مصريًا استطاع التعبير عن واقعنا المُحاصر بمنظومة كابوسية.
ورغم أنّ مجتمعنا المصرى فيه الكثير من ذاك الواقع الكابوسى ، فإنه لم يحظ بمُبدعين أمثال الكاتب المسرحى الفرنسى / الرومانى ( أوجين يونسكو ) مؤلف العديد من المسرحيات ضمن (مسرح اللامعقول) مثل مسرحية (الكراسى أو المعنية الصلعاء) ومسرحية (الخراتيت) ومسرحية (الملك يحتضر) أو الفيلسوف والروائى والمسرحى جان بول سارتر مؤلف المسرحية المهمة (الذباب) أو الفيلسوف الوجودى والكاتب المسرحى والروائى (ألبير كامو) الفرنسى والمولود فى الجزائر (من أب فرنسى وأم إسبانبة) ومؤلف (السقوط) ، (الطاعون) و(الغريب) إلى آخر قائمة المُبدعين الأوروبيين الذين سخر منهم مصطفى محمود ، ولكن الكارثة ليست فى ظهور أمثال مصطفى محمود . الكارثة الحقيقية تتمثل فى : (1) الميديا التى صنعتْ منهم نجومًا وفرضتهم على شعبنا رغم دورهم التضليلى (2) صغار وكبار المتعلمين المصريين المحسوبين على الثقافة المصرية السائدة البائسة والمنحطة ، الذين هلــّـلوا لأمثال مصطفى محمود وكتبوا عنه أنه ((مفكر وفيلسوف وعالم)) رغم أصوليته ورغم دوره التخريبى فى الثقافة المصرية. ولم يقولوا كلمة حق عن أهمية وخطورة الكلمة المكتوبة ، مثلما فعل فرانز كافكا الذى كتب ((أنْ تكتب يعنى أنْ تهجر معسكر القتلة. الكتابة انفتاح جرح ما (لذا) يجب أنْ يكون الكتاب فأسًا للبحر المُتجمّد فينا))
000



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثقفون مع الأصولية الإسلامية (1) د. حسن حنفى
- المؤسسة الإعلامية والأصولية الدينية
- وزارة الشئون الاجتماعية والأصولية الإسلامية
- المؤسسة التعليمية والأصولية الإسلامية
- مؤسسة الأوقاف
- نماذج من مؤسسات دولة البكباشية الدينية
- الضحية والجلاد : علاقة مُلتبسة
- تحويل الأزهر من جامع إلى جامعة (ضمن توابع يوليو1952)
- تابع مرحلة ما بعد يوليو 1952 (2)
- مرحلة ما بعد يوليو 1952
- الثقافة السائدة قبل يوليو 1952
- الوطن درع المواطنة
- الدين والروح القومية قبل يوليو1952
- الدور الحضارى لحكماء مصر القديمة
- التعريف العلمى لهوية الوطن
- جمال عبد الناصر ومحمد مرسى
- القمع باسم العمال والفلاحين
- ضباط يوليو والإدارة الأمريكية
- الكوتة لا تحقق المواطنة
- من سيسل دى ميل إلى يوسف شاهين


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مثقفون مع الأصولية الإسلامية (2) د. مصطفى محمود