وليم نصار
مؤلف موسيقي ومغني سياسي
(William Nassar)
الحوار المتمدن-العدد: 4319 - 2013 / 12 / 28 - 22:24
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
أمام رائحة الموت ... وأمام مشهد الردح الطائفي والمذهبي المتبادل ... نكبر وننضج دون سابق إنذار ... لنكتشف أن كل ما ناضلنا من أجله لم يكن سوى أكذوبة كبرى ..
كل موسيقانا وأغنياتنا "الملتزمة" ليست سوى تجارة دم .. وبازار في سوق الاقوياء ... ولعب على مشاعر المؤمنين ...
قرفت من لغة التخوين والتخوين المضاد .. قرفت من شيوعية معلّبة في أحزاب آخر همها الوطن والمواطن ... لقد حولتمونا إلى آلات ناطقة ... نحفظ كتبا وموسوعات .. نرددها عن ظهر قلب في المقاهي والحانات ...
ما النفع إذا لم يفهم لغتنا بسطاء الناس؟
سبع وأربعون من الأعوام ... ولا زلت أفكر وأعيش كما كنت في سني المراهقة ...
توقف الزمن لدي عند العام 1982 .. لم تسعفني الدراسة ... ولا الهجرة والمنفى الطوعي .. ولا كل معتركات الحياة في النضوج ..
أتا أحد المغسولة أدمغتهم ... أعيش منذ أعوام ثلاث صراعا ما بين الخسة وبين ما لقن لنا من محرمات ومقدسات وخطوط حمراء ..
هل نحن شيوعيون؟
لم ننحز يوما لقضايا الفقراء سوى بالشعارات والبيانات .. لم نجع يوما .. لم نعر يوما .. وكان الحزب بالنسبة لنا هروبا من طوائفنا وقبائلنا وعشائرنا .. إلى طائفة وعشيرة وقبيلة أخرى لا أكثر ولا أقل.
فجأة .. يهزك موت مراهق بانفجار .. تنظر في المرآة ... خطوطا بيضاء على شعرك ..
يا إلهي .. لم تكن تلك الشعيرات البيضاء البارحة .. كيف؟ ولماذا؟
يمر شريط حياتك بسرعة البرق .. فتعرف أنك عشت أكذوبة إسمها العدالة الديمقراطية والرفاقية ونكران الذات إلى ما هنالك من قوالب مخابراتية أنبتت لنا الخسة في رؤوسنا.
كي تكون شيوعيا .. عليك أن تكون إنسانا قبل أي شيء .. ولكي تكون شيوعيا عليك أن تكون مؤمنا بالديمقراطية وبالرأي الآخر قبل أي شيء أيضا ...
الفساد والبيروقراطية والقمع وكم الأفواه ليست حكرا على الأنظمة .. بل أن الأحزاب الشيوعية نفسها نسخة طبق الأصل عن تلك الأنظمة ..
وتتساءلون لماذا هزلت الأحزاب الشيوعية؟
لقد بنينا أحزابا "أنظمة" .. لكننا لم نبن الانسان .. ولذا عند أول امتحان فرغت تلك الاحزاب من شيوعييها ...
من مات قد مات .. لن يعود الشهداء من رحلتهم الطويلة .. وأنا كل ما أتمناه لآن هو البحث عن إنسانيتي من جديد .. بعيدا عن المركزية الديمقراطية .. وأبعد من بطاقة الانتساب..
لن ألبس الخسة مرة أخرى ..
أنا حر..
(إلى الشاب محمد الشعار ذو الأعوام ال 16 .. والذي قضى في انفجار سيارة مفخخة في بيروت أمس)
#وليم_نصار (هاشتاغ)
William_Nassar#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟