أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عصام سحمراني - قراءة في كتاب ماكس بوت -جيوش خفية-














المزيد.....

قراءة في كتاب ماكس بوت -جيوش خفية-


عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)


الحوار المتمدن-العدد: 4319 - 2013 / 12 / 28 - 18:10
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


استعرض الكاتب جوستن غرين بتقرير له في الديلي بيست كتاب المؤرخ ماكس بوت "جيوش خفية"، الذي يقول فيه إنّ حرب العصابات "هي الحرب الكونية للضعفاء". فالحرب غير المنتظمة تلك التي تمارسها مجموعات مسلحة منذ العصر الآشوري وصولاً إلى الثوار اليهود في القرن الاول حتى عصرنا الحالي وما فيه من جماعات كحماس وحزب الله، توفر للمقاومات الشعبية القدرة على مقارعة أعتى الجيوش التقليدية.

ويستذكر الكتاب في ذلك ما فعلته الميليشيات الأفغانية بالجيش الأحمر إبان الغزو السوفياتي لأفغانستان في الثمانينات، حيث ينقل عن أحد الجنود قوله إنّ الكثير من أفراد القوات السوفياتية أدمنوا الكحول والمخدرات ليهربوا من رائحة الدم، حتى أنّ بعض المزودين الأفغان كانوا يقدمون الحشيش لهم مجاناً عن طيب خاطر فقط لإفسادهم.

وفي ذلك يتمحور تساؤل كتاب "الجيوش الخفية" لماكس بوت الرئيسي: كيف يمكن لجيش عظيم هزم هتلر كالجيش الأحمر أن يتلقى الهزيمة من بعض الرعاع في أفغانستان؟ كما أنّ هنالك إشارة إلى عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على إنهاء وجود مقاومات شعبية كحزب الله في لبنان وحماس في فلسطين، وخضوعه لها في بعض الأحيان، كانسحابه من لبنان عام 2000 ومن غزة عام 2005، وعدم قدرته على حسم المعركة في حرب عام 2006 في لبنان و2009 و2012 في غزة.

ويستغرب الكاتب كيف أنّ أمماً لا تملك أكثر من شعب ضئيل العدد نسبياً، كفرنسا وإنكلترا القرن الخامس عشر، خاضت حروباً لمئات السنين. ويشير إلى أنّ الجواب بحسب الكتاب هو أنّ مثل هذه الحروب لم تقدم إلاّ نادراً معارك ضخمة تزهق فيها أرواح كثيرة، ومع ذلك تلفت انتباهاً تاريخياً بسبب المكانة السياسية.

وفي إشارة إلى حرب الإستقلال الأميركية يتطرق الكاتب إلى فيلم ميل غيبسون "ذا باتريوت" الذي جسد تلك المرحلة والتقط حقيقة رئيسية؛ هي أنّه وبالرغم من كسب عدة معارك فإنّ الجيوش البريطانية كانت غير قادرة على تدمير القوات الأميركية. كما أظهرت الثورة الأميركية بشكل واضح القدرة المحدود للجيوش الكبرى على قمع الحركات الشعبية.

أما ما جلب الإستقلال فعلياً لأميركا فقد كان التحول في وجهة النظر البريطانية الداخلية حيال الحرب. فرئيس الوزراء اللورد نورث خسر عمله خلال الحرب، واستقال عام 1782 بعد تصويت البرلمان لصالح إنهاء العمليات الهجومية في المستعمرات.

ويشير الكاتب كذلك إلى أنّ تحدياً آخر يلازم القوات النظامية المعاصرة في جهود مكافحة التمرد هو الحاجة إلى القوة من دون خرق معايير حقوق الإنسان والقواعد الدولية للحرب. ويقارن المؤلف بين ما فعله الفرنسيون في جزر الهند الصينية (1945-1954) وما فعله البريطانيون في ملايو (1848-1960). فالفرنسيون عاملوا المدنيين معاملة سيئة كالإغتصاب والضرب والتعذيب والتدمير الكامل للبلدات. أما البريطانيون فقد فتحوا المدارس والمستشفيات للمدنيين وساعدوا الناس. وفي سبيل ضرب التهديد الشيوعي وعدوا الملاويين بالإستقلال "في الوقت المناسب". كما أعطوا الجنسية المالوية لأكثر من مليون هندي وصيني ما عزز هوية البلاد.

ويشير المؤلف إلى أنّ ما فشل السوفيات في فهمه بأفغانستان هو أنّ التمرد النامي وطنياً والتوهج الديني سوف يقهر أيّ قوة خارجية. ويقول كاتب التقرير إنّ بوت يحاول في كتابه المؤلف من 550 صفحة أن يشرح لنا لما تتطلب استراتيجيات مكافحة التمرد حرباً غير تقليدية كحال الجيوش الخفية التي تواجهها كما كان الحال عليه مع القوات الأميركية في غزوها للعراق وأفغانستان وانسحابها من الأول، وانسحابها المرتقب من الثانية.

ويتابع الكاتب أنّه يريد استفساراً من بوت حول استخدام الأميركيين للطائرات من دون طيار في ضرب البلدان "المارقة" وما تأثير ذلك على السكان المحليين. فهل يخلق هذا الأسلوب أجيالاً مستقبلية من "المتمردين"؟ وهل يختلف استخدام الطائرات من دون طيار من جانب أميركا في باكستان عمّا ارتكبته القوات الفرنسية في الهند الصينية وفيتنام؟

ويختم بالقول: إنّ مثل هذا التساؤل الأخلاقي تُرك جانباً في كتاب "الجيوش الخفية"، ومع أنّه لا يؤثر في الإنجاز التاريخي لعمل بوت الملفت بشكل كبير، فإنّني أطمح للمزيد.



#عصام_سحمراني (هاشتاغ)       Essam_Sahmarani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير: هكذا قسم البريطانيون العالم العربي
- في سبيل الله
- أنت متأمرك... بل أنت
- استهلاك
- عودة سعد الحريري إلى حضن بشار الأسد
- خالو مروان
- اختبارات جماعية على جماعة الإخوان المسلمين
- تقرير: خرافة معدلات الخصوبة المرتفعة لدى المسلمين
- دقة مفقودة في بي بي سي
- قانا.. مجزرة منسية من جنوب لبنان
- ثورة عليهن... ولهن
- لا قانون في ليبيا للحدّ من تعدد الزوجات
- ترويض الجمهور بين السياسي ورجل الدين
- عبرة لبنانية لجيوش تقتل شعوبها
- معضلة السلفيين
- استقالة الأسد وخيارات المواجهة
- المحكمة الدولية لا ريب فيها
- نكبة علمانية في بيروت
- أوباما وبن لادن.. وسلفيو البلاد العربية
- إستهلاك لبناني.. للقضايا


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عصام سحمراني - قراءة في كتاب ماكس بوت -جيوش خفية-