أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نضال الربضي - هل المسلمون طيبون؟ هل المسيحيون أطيب؟















المزيد.....

هل المسلمون طيبون؟ هل المسيحيون أطيب؟


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4319 - 2013 / 12 / 28 - 14:22
المحور: المجتمع المدني
    


تصبح مقالات الحوار المتمدن ساحات حروب فكرية شديدة عندما يتعلق الموضوع بالأديان، و تصير كل الممكنات الكلامية مسموحة ً بدون تحفظ، من منطقات حرية الرأي و التعبير و كشف زيف المعتقد و إحقاق الحق و نصرة الله و كل هذه الكلمات التي هي بالنسبة لي في توظيفها الحالي - و أكرر في توظيفها الحالي و ليس على إطلاقها – هي مرادفات للإنفلات.

و في هذه المعركة الهوجاء التي لا تعرف منطقا ً أو عقلا ً أو ذوقا ً أو حكمة ً أو احتراما ً للاختلاف أو تقديرا ً للخصوصية أو أي منهج ٍ حضاري ٍ في النقد يضيع ُ صوت العاقل المتأني، و يغيب أثر النقد الموضوعي، و يصير كل من يعتقد أنه على الحق حاكما ً يصدر الفرامانات مُعتقدا ً أن امتلاكه لما يظنه الحقيقة يعطيه قدرا ً من العلو و يرفعه إلى مستوى يرى فيه الآخر أدنى منه وجب عليه أن يتعلم منه و يستفيد و يحني رأسه و يقول "طاعة". و يتحول صوت العقل إلى ضعف أو مازوخية أو تقية أو محدودية تفكير و تبدأ الطعنات الدونكيشوتيه تضرب طواحين الكلمات.

من المضحكات المبكيات و من عجائب الإرهاب الفكري أنني أُتهم في ديني، فتارة ً يقولون عني أني غير مسيحي لكن أتظاهر بذلك، و تارة ً يقولون أني جبان ٌ خائف، و تارة ً أصير ُ مُهادنا ً للإسلام من باب عقدة القط يحب خناقو، و كل مرة تهمة شكل، و لله في خلقه شؤون و رب قول ٍ ضار ٍ نافع ٍ في آن معا ً، فأنا من الناس الذين يؤمنون بتلازم المُتضادات كما تعلمنا الأم الطبيعة و بالتالي لا شر كامل و لا خير كامل و أهلا ً بالحياة بكل ما فيها.

يا جماعة ألم يأن الأوان أن نُحسن ترجمة غرائز البقاء لنتكامل مع الآخر بدل أن نُلغي الآخر؟ أليس إنسان العصر الأول الذي يقتل بفأسه الحجري هو النسخة البدائية عن إنسان هذا العصر الذي يقتل بالأفكار و أزرار كيبوردات الحواسيب و نقرات الفأرة؟ ألا تستطيعون التميز أن لا أحد فيكم هو في الحقيقة أعلى من الآخر بسبب معتقده أو دينه أو إلحاده أو نمط حياته؟ ألا تفهمون أنكم جميعا ً عند ساعة الخطر و في الحرب متشابهون قتلة لبعضكم و ستصنعون من الويلات بنفس المقدار و العنف و الطبيعة الهمجية بغض النظر عن أديانكم؟ ألا تفهمون بعد أن بداخل كل منكم وحشا ً ينتظر أن يخرج، وحشا ً لا يفهم لا مسيحية و لا إسلام و لا بطيخ ممسمر و لا اي شئ، وحشا ً يريد أن يحيا و أن يُفني الآخر فقط؟

أنتم عميان عن حقيقة أن وحشكم الداخلي هو أجدر بالاستهداف و الترويض من وحوش جيرانكم فكلنا سواء و إن عالجنا وحوشنا أصبحنا حقا ً بني آدمين، لأن المسيحية لن تجعل منك بني آدم، و الإسلام لن يجعل منك بني آدم، إن لم تجعل منك إنسانيتك بنى آدم في المقام الأول. هذا المقال سيعرض أمامكم الآن نماذج من سلوكيات مجتمعية سنرى فيها أننا جميعا ً مثل بعضنا البعض، علنا نخجل و نستحي على دمنا شوي، و ننظر في عيون بعضنا و نقول آسف، سامحني الحق علي أنا مش عليك أنت.

سأبدأ بالمسيحين لأني مسيحي و ليس لأي هدف آخر قد تتفتق عنه عبقرية أحدهم.

دائما ً نردد: المسيحية دين المحبة، المسيحية دين السلام. يا سيدي مزبوط و صحيح و على راسي مية بالمية، لكن ما شأننا كمسيحين لا نمارس المحبة و لا نعمل بها في حياتنا؟ كم أخ لدينا و أنا أعرف نماذج حقيقة لا يكلم أخاه؟ لماذا نمارس سياسة الاختصام مع أخص أقاربنا و معارفنا؟ لماذا تفشل كثير من الزيجات في السر؟ لماذا يُسلم بعضنا حتى يتخلص من زوجته لأن الكنيسة لا تسمح له بالطلاق؟ لماذا نصب وابل الهجوم على المسلمين على المواقع الإلكترونية بكل وحشية؟ لماذا ما حدا خالص منا لا المسلم المتطرف و لا المعتدل؟ حتى الذي يقول لنا بوضوح أنا ضد الإرهاب؟ لماذا نحن مزدوجو العقلية؟ لماذا نحمل المحبة مثل نيشان على الصدر نرتديه أمام الناس ثم نرميه في الصندوق عندما ننتهي من عملية التفاخر العبثية بمستوانا العالي من الرقي و الحضارة و التقدم؟ لماذا نؤيد في سرنا أي ضربة للإسلام و المسلمين و نصمت في العلن؟ لماذا نعتبر المسلم همجي و متخلف و جاهل و ذا مستوى متدني و نساءهم قليلات عقل و أشبه بجواري المتعة الجنسية لأنهن يرتدين الحجاب و يقبلن أن يتزوج عليهن أزواجهن و يقتنعن بقوانين الميراث الإسلامي و المعاملة الإسلامية؟ ما هذه التفاهة و الانحطاط في التفكير؟

دور المسلمين الآن:
لماذا لا يستطيع المسلم أن يقبل أن للمسيحي مسيحية غير التي يعرفها المسلم؟ لماذا يريد المسلم من المسيحي أن يعترف بمحمد و قرآنه و تحريف إنجيله و في كل صغيرة و كبيرة يقفز أمامه "إنجيلك محرف" "أنت كافر"؟ لماذا يهاجم المسلم عقيدة المسيحي بمناسبة و في غير مناسبة و بعد ذلك يقول له أنا أحبك أنا أتمنى لك الخير و الهداية؟ لمذا يكون المسلم سعيدا ً في سره عندما يتم تهديم كنيسة أو اضطهاد مسيحي في مصر أو سوريا أو العراق و يصمت في العلن؟ لماذا يريد المسلم أن يفرض على المسيحي قوانين الإسلام و الجزية في وطنه الذي يعيش فيه منذ آلاف السنين؟ لماذا يعتبر المسلم الرجل المسيحي قليل النخوة لأنه يعامل زوجته بطريقة حضارية و يعتبر زوجته مشروع لعوب جاهز لاستقبال أي رجل لأنها لا ترتدي حجابا ً؟ ما هذه التفاهة و الانحطاط في التفكير؟ Déjà vu? نعم أنظر لنهاية الفقرة السابقة يا عزيزي.

ما هذه الأمراض التي نعاني منها مسيحين و مسلمين على حد سواء، ما هذا الاختلاف في العقائد و الاشتراك في التفاهة و السفسطة و الانحطاط الفكري و التعصب؟

يقول مسيحي "يا أخي المسلمين إرهابين كلهم"
كلهم؟ و لووووووووو؟ يعني إنتا يا حبيبي جلست مع مليار و نصف مسلم و عاشرتهم و اختبرتهم مستخدما ً أحدث أساليب البحث العلمي باسئلة مُصاغة بدقة لاستقاء معلومة محددة و مُنضبطة ثم فرغت هذه البيانات أو راقبت سلوكياتهم و بعدين استنتجت أنهم إرهابيون؟ إرحمونا مشان الله عن جد!

يقول مسلم "المسيحيين يحاربون الله و رسوله"
يم هيك مرة وحدة: الله و رسوله! يا أخي هل جلست مع الله على طاولة العشاء و احتسيت معه كأسين و أخبرك في قعدة مودة و ساعة صفا إنو المسيحين بحاربو و بحاربو رسوله؟ له يا مان قول و غير، عن جد مش هيك الغباء!

يا جماعة خلاصة الحديث: ليس أحد منا بأفضل من الآخر و كلنا نسلك بنفس الطريقة مع بعضنا سواء ً كان النص موجودا ً أو غائبا ً فالنص هو تعبير مكتوب عن مكنون نفس، و مكنون النفس لا يعبر عن نفسه فقط في التعبير المكتوب لكن بالكلام و الفعل، و عندها يصبح الكلام و الفعل و التفكير لهم نفس أهمية النص عندما نتساوى في الفعل، فدين المحبة و السلام المسيحي هو نفسه دين السيف المحمدي، و دين السيف المسيحي هو نفس دين المحبة و السلام المحمدي، عندما نتصرف كما تصرفنا في التاريخ.

نصيحة لوجه الله لمن يؤمن، و لوجه الأم الطبيعة لمن يُلحد، انفعوا العالم باتحادكم لا باختلافكم. يمكنني أن أكتب أكثر و ما زال لدي أكثر، لكن هذا المقال هو فقط وقفة تخجيل لكي ينظر كل منكم في مرآة نفسه و هو عاري، و كلنا أدرى بسوآتنا. الشجاع من يعترف و يعامل أخاه بالمحبة و يسلك فيها.

من كانت له أذنان للسمع فليسمع!



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الله و الشيطان – وصف ُالمشهد
- من سفر التطور – أين ذهب الشعر؟
- من سفر الله - في مشكلة التسليم – إن شاء الله و ألف ألف مبروك
- الفصح الميلادي – تأمل
- عشتار – 1- الله و الشيطان، مُلحق إغنائي
- انخماد الوهج – مسيحيو الشرق بين عدم اكتراث الأكثرية المعتدلة ...
- أبون دبشمايو ، نثقدش شماخ – إلى قلب الله
- عن يوسف النجار – في زمن الميلاد
- اليونسيف، الميلاد و العطاء – أنت أيضا ً تستطيع!
- أشعياء النبي - في التحضير النفسي للميلاد – صبي ٌّ صغير ٌ يسو ...
- تسعة أيام قبل الميلاد – المسيحيون، ما زلنا هنا!
- مُصالَحة ُ الإيمان مع العقل – الممكن الضروري.
- قيمة الإنجيل الحقيقية – لماذا المسيحية كخيار؟
- حوار مع الله – محاولة للفهم
- من سفر الإنسان – سيد السبت
- قراءة في التجديد الديني – حتميته من بواعثه.
- عن نلسون مانديلا – من سجن جزيرة روبين
- عشتار – 3 - القَيُّومة
- متى يذوب ذاك الثلج في بركاني
- عشتار – 2 – ثتنائية جوهر الألوهة


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نضال الربضي - هل المسلمون طيبون؟ هل المسيحيون أطيب؟