أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت السعيد - الإخوان.. والأقباط «2»














المزيد.....


الإخوان.. والأقباط «2»


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4319 - 2013 / 12 / 28 - 10:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عرف المسلمون دوماً ما يسمى «التأويل»، ولعل نموذج اللجوء إليه فى العصر الحديث جاء على لسان الشيخ جمال الدين الأفغانى عندما قال «إن الدين يترفع عن مخالفة العلم والعقل، فإن وقعت مخالفة بين النص والعلم وجب تأويل النص» فمستحدثات العلم والعقل متجددة على الدوام. وهناك الحديث الذى رواه أبوهريرة «إن الله يبعث على رأس كل مائة من السنين لهذه الأمة من يجدد لها أمر دينها»، وقد لجأ المفتى الإخوانى كثيراً إلى «التأويل»، ولكن ليفسر النص القرآنى تفسيراً معاكساً تماماً لمقصود النص، مؤكداً بذلك إصرارهم على تمزيق المجتمع، وفرض رؤيتهم المتأسلمة للأقباط عليه.



ونقرأ سؤالا من الأخ (م.ع.س) من طنطا عن معنى قوله تعالى «لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا، ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون». لكن الشيخ الإخوانى وجماعته لا يقبلون بالمودة مع النصارى رغم وضوح النص، وعدم حاجته لتأويل، ويرفضون بالطبع امتداح القسيسين والرهبان، ووصفهم بأنهم لا يستكبرون فقام الشيخ بإفتاء معاكس تماماً يعكس سوء نية الإخوان، وتأسلمهم وعداءهم المجنون للمسيحيين فقال «إن النص القرآنى لا يعنى أنه يشمل كل من قالوا إنا نصارى بل الحكم فيه على فريق خاص محدد الملامح والسمات، هذا الصنف استجاب لله فعلاً وآمن بالإسلام، واعتنق هذا الدين»، ثم يقول "فهذه الآية نزلت فى أناس من أهل الكتاب كانوا على شريعة من الحق مما جاء به عيسى عليه السلام فلما بعث الله رسوله محمداً آمنوا به فأثنى الله عليهم، ثم يصرخ الشيخ الإخوانى فى وجوهنا جميعاً"، ويقول «هذا هو الحق، أما تحريف الكلم عن مواضعه ليتميع هذا الحق فهو مرفوض ومنكر تجب إزالته» [الدعوة – العدد 35 – أبريل 1979]، وهذا التفسير البشع يعكس حقداً يتحول بصاحبه إلى الرفض لحقيقة النص. فإذا كان هؤلاء قد أسلموا فلماذا يسمون بالنصارى ولماذا يكون منهم قسيسون ورهبان؟ خلاصة الأمر أن الشيخ الإخوانى يقول للمسيحيين إذا أردتم مودة اتركوا دينكم.



وفى عدد آخر من مجلة الدعوة يعود الشيخ محمد عبدالله الخطيب، مفتى الإخوان، ليقول "فى عام 1936 طلب النصارى بناء كاتدرائية لهم فرفض عديد من الشيوخ، وأفتوا أن أرض مصر إسلامية، ولا يجوز بناء هذه «الأشياء» عليها، وبعد أخذ ورد عرض الإنجليز حلاً للمشكلة، وهو أن يبنى مسجد فى لندن مقابل الكنيسة، التى تقام فى القاهرة، وقدمت الحكومة البريطانية أرضاً مساحتها تزيد على فدانين لبناء المسجد، هذا موقف الشيوخ فى عام 1936 أما الآن فإن الكنائس تزرع فى أى مكان بلا أى سبب أو مبرر سوى التعصب الأعمى المذموم، والشيوخ يفضلون السكوت عليها، لأنه من ذهب، بل إن بعضهم يتطوع لوضع حجر الأساس لها، وما أبعد الفارق بين الأمس واليوم". [الدعوة – العدد 58 – فبراير 1981]، ونتأمل هذه الرواية الكاذبة تماماً، ونتساءل لأى هدف كتب المفتى الإخوانى هذه الحكاية الكاذبة فى زمن كانت فيه مصر ملتهبة بالتطرف الأحمق ضد الكنائس، وكانت تداعيات أحداث الزاوية الحمراء، وكان الإرهاب الوحشى، الذى راح السادات ضحية له بعد أشهر من هذه الفتوى؟ ودعونى أختتم هذه الكتابة بعبارة «وأنا خصمه يوم القيامة»، والحقيقة أن خصومة الإسلام مع جماعة الإخوان متعددة الأسباب، بل إن مبدأ التأسلم الإخوانى يضعها فى خصومة حقيقية مع صحيح الإسلام، ومع صحيح الوطنية، ومع صحيح العقل.



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان والأقباط «1»
- عن مبطلات شفافية الانتخابات
- إصلاحات أردوجان.. غير صالحة
- تعالوا نتصالح
- برلمان بدون نساء وأقباط ونوبيين وفقراء
- دساتير مصرية «2» دستوران للثورة العرابية
- دساتير مصرية «1» زمن محمد على
- رسالة إلى الإخوان
- المصالحة مع نواب الأرض والسماء «2»
- المصالحة مع نواب الأرض والسماء «1»
- جماعة الإخوان.. مسيرة الصعود هبوطاً (3 - 3)
- جماعة الإخوان.. مسيرة الصعود هبوطاً (2- 3)
- جماعة الإخوان.. مسيرة الصعود هبوطاً (1 - 3)
- أتراك مع الأرمن وضد أردوغان
- الإخوان وإسرائيل
- درس خصوصى فى الإرهاب
- 30 يونيو .. وكيف غيرت العالم
- عن التنظيم الدولى الإخوانى «2»
- عن التنظيم الدولى الإخوانى (1)
- مأساة أردوجان مع 30 يونيو


المزيد.....




- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت السعيد - الإخوان.. والأقباط «2»