أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - التناقض الديني المعيب في الفكر الاسلامي؟













المزيد.....

التناقض الديني المعيب في الفكر الاسلامي؟


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4319 - 2013 / 12 / 28 - 03:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يحرم الدين الاسلامي العبودية ولم يسن قانونا يمنعها او على الاقل يحد من استفحالها. فقد شاعت العبودية وانتشرت في ازمان اليسر وفي ازمان العسر الاسلامي. ففي ما يسمى حروب الردة التي شنها الخليفة ابو بكر ضد القبائل التي امتنعت عن دفع الزكاة متذرعة بانها ادرى بفقرائها ومحتاجيها من قريش، مثلها مثل مكة التي هي ادرى بشعابها، اطروحة لم تلاق هوى ولم تجد تفهما في نفس الخليفة، فشن حرب لا هوادة فيها سُبيت على اثرها واستعبدت المسلمات التي شائت قبائلهن عدم دفع الزكاة، وتم وطئهن وهن متزوجات او على طمث او مرضعات. كذلك استفحلت العبودية وانتعشت اسواق النخاسة في زمن ما يسمى حروب الفتوحات الاسلامية حيث استعبد الملايين من الناس فخصيت الذكور واغتصبت الاناث والاطفال واستبعدن وان كن من كبار العائلات، وكذلك انتعشت اسواق النخاسة في ازمان الفقر والعوز الذي كان هو المعلم السائد في كل عصور الاسلام رغم زيف ادعائات العصور الذهبية الاسلامية الموهومة، فهي، اي العصور الذهبية الاسلامية، وحتى وان كان لها نصيب من الصحة، قائمة على نهب وسلب واحزان وآلام الشعوب المحتلة وليس على كثرة ووفرة الانتاج الاسلامي، فينطبق المثل القائل مصائب قوم عند قوم فوائد. في ازمان العوز يضطر الناس الى بيع بناتهم واطفالهم في اسواق النخاسة لاشباع الرغبات الشاذة لكبار المسلمين المتنفذين. فتجد كبار المسلمين مثلا من يشترى البنت من سوق النخاسة مثلما يشترى الدجاج، اذ يعطي لرئيس خدمه صرة من المال آمرا اياه بان يشتر له فتاة في السابعة او العاشرة من عمرها من السوق ليمارس معها شهواته الشاذه، ومنهم من يذهب للفرجة فقط او لمس اعضاء الجسد بشهوة خسيسة.
بعض الغجريات في اوربا، لعوز او لغير عوز، ربما لاقتناء بعض من اختراعات التكنلوجيا الحديثة حولوا ارحام نسائهم الى ما يشبه بمعامل التفريخ لانتاج اطفالا لبيعهم في السوق، كما في رومانيا وفي بلغاريا وفي دويلات يوغسلافيا السابقة، او كما تفعل بعض الاوربيات بعرض ارحامهن للايجار لحمل جنين لغريب لا تستطيع زوجته انجاب الاطفال او ان حيامنه تموت في طريقها الى المستقر لقاء مبالغ من المال، او كما يفتي بعض رجال الدين الاسلاميين المؤيدين لما يسمى بالثورة السورية باستعباد السوريات كجواري ومحظيات وملك يمين لاطعامهن واكسائهن وممارسة العهر الشرعي معهن.
لا يختلف المسلمون على جميع مذاهبهم وفرقهم حول شرعية الاستبعاد، فهم يعتبرونه قضاء وقدرا وامرا من الله لا يصح رده، فـ لله في خلقه شئون كما يقول المثل. ولا ننوي في هذا الموضوع مناقشة العبودية في الاسلام فهي امر مفروغ منه ولا زالت قائمة لحد الآن في مظاهر واشكال متنوعة بما فيها اسواق النخاسة الموجودة في الباكستان وفي افغانستان او دول الخليج.
لسنا بصدد مناقشة العبودية ولا الاستعباد، لكن الامر الذي لا بد ان يثار، هو ان العبودية والاستعباد مبنيتان، ان لم تكنا على احتقار الاخر، عرقيا، جسديا، فكريا وانسانيا، فهي مبنية على فكرة الاستعلاء والتكبر والتفوق. فالغجر ( النور، الكاولية) لا يُنظر اليهم، وان نبغوا فنيا او معرفيا او تفوقوا عضليا، الا من خلال النظرة الشمولية العامة التي يتساوى فيها الجميع بالتدني رغم اختلاف موازين التميز والتفوق. كذلك ينظر الامريكيون والاوربيون اصحاب البشرة البيضاء الى اصحاب البشرة السمراء بنظرة دونية متساوية ضمنيا، حتى وان كان البعض منهم، من اصحاب البشرة البيضاء اقل مركز او ثراء او تأثير او شهرة من اصحاب البشرة السوداء، فلا تعدم ان تجد في الولايات المتحدة الامريكية من يطلق على الرئيس الامريكي ...Nigger…
عندما تبرر العبودية دينيا فانها لا تثير لغطا ولا جدالا، لكن عندما تبرر قوميا، كما هي الفكرة النازية القائلة بتفوق الجنس الآري على جميع الاجناس التي استلهمها هتلر من فريدرك نيتشة في هلوستة عن السوبرمان وضرورة التخلص من الضعفاء لانهم يعيقون تقدم الموكب السائر الى الامام في كتابه هكذا تكلم زرادشت، نجد اعدادا متزايدة تقف ضدها وتحاول تفنيدها وتعيبها وتحارب من يقول بها وتعتبره عنصريا فضا، ذلك لأن اي عرق لا يمكن ان يكون الا متفردا وليس جامعا او شاملا، سيكون بازا ونابذا غيره من الاعراق واضعا نفسه فوق الجميع ومانحا نفسه مدالية تفوق الجسد والفكر والاصول.
في حين يكون الدين شاملا لاغلب الاعراق والامم ان كان دينا منفتحا مبنيا على التبشير وليس منغلقا مختصا بفئة او شعب كالدين اليهودي مثلا. وربما لهذا السبب تحارب السامية التي يقصد بها اليهود دون بقية الشعوب، اذ ان العرب والاثيوبيين من الساميين ايضا. ذلك ان اليهود يفضلون انفسهم على جميع البشر لانهم جنس الله المختار كما جاء في الكتب الدينية المقدسة، فلو كان الدين اليهودي منفتحا، لو كان بامكان اي فرد ان يصبح من جنس الله المختار، ربمت لما واجهته الشعوب بالعداوة والمطاردة والبغض.
الدين يستطيع تسويق اي فكرة مهما كانت خطورتها او ضررها الاجتماعي والعائلي او دنائتها او حقارتها او ضحالتها دون ان يكون لذلك وقع على الناس ودون ان تولد ردة فعل عنيفه لمواجهتها.
فرجل الدين الاردني مثلا افتى، كحل لمشكلة المجاعة السورية العاصفة، بتحويل اناث السورين الى عبيد لاطعامهن مقابل التمتع باجسادهن، لذلك لم يفكر اطلاقا بالذكور، مع ان المجاعة والظروف القاسية تشمل الجميع بلعنتها. لم يواجه رجل الدين الاسلامي الاردني الدنيء هذا باي ثورة غضب لا من حكومته ولا من دعاة الثورة السورية التي تتبجح بتحرير الناس ولا من بقية المسلمين...ذلك لان الدين الاسلامي يبرر هذا الاستعباد بغرض النكاح، وهو لم يقل ما يتعارض وفقه الاسلام. الانسانية بعيدة جدا عن تفكير المسلمين وان قالوا وتبجحوا بها، لذلك تجد الحدود الاسلامية مبالغة في القسوة والشدة الى حد يصعب تصوره.
لكننا نود هنا ان نطرح السؤال التالي: اذا كانت العبودية حالة من الانتقاص الكامل، حالة من التدني المعرفي والقيمي المفروض بالقوة على الناس، والدين حالة من الرقي ومن التسامي ومن المعرفة ومن التحرر، فكيف يجتمع الاثنان في آن واحد.؟
كيف يكون الانسان مسلما وممتهنا ومستعبدا بنفس الوقت.؟ كيف يكون عبد لله وحده وعبد لسيده؟
لماذا لم ينتبه الفقهاء المسلمون الكبار الى هذا التناقض المخزي في فتاويهم؟
كيف يكون نفس الفكر المحرر هو نفس الفكر الذي يقول بالعبودية والاستعباد؟



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الموت وثقافة الحياة والديمقراطية!!
- هل زواج المتعة مدرج في قانون وزير العدل؟
- انظمة الفوضى الدينية
- علاوة سمعة
- كيف تشخص مازوخيا يساريا؟
- سوريا عروس عروبتكم فلماذا ادخلتم كل زناة الليل.
- سوريا: من يملك رخصة استخدام غاز السارين
- التطرف في لغة العنف عند الاخوان المسلمين
- ثوار احرار حنكًمل المشوار
- مليونيات الاحرار ومليونيات العبيد.
- الدين والزمن الجميل
- البعدين الطبقي والجنسي لنِكاحيً المتعة والمسيار
- ثورة ميدان التحرير وردة ميدان رابعة العدوية
- النقيض الاسلامي الكلي للديمقراطية!
- الثورة المصرية: التناقض بين الديمقراطية وبين الاسلام السياسي
- مع الدكتور جعفر المظفر: هل يخلع حسن نصر صاحبه مثلما يخلع الخ ...
- السعار الاسلامي في مصر ونموذج الثورة السورية
- اللهم اعز الاسلام بصوت المغنية احلام
- سوريا: ثورة ام حرب اجرامية؟!
- القرضاوي في اخر مراحله


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - التناقض الديني المعيب في الفكر الاسلامي؟