ريحة دم

محمود الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 4318 - 2013 / 12 / 27 - 23:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق

يبدو لي أننا بتنا قريبين جداً من حدوث كارثة دموية جديدة في ساحة الأعتصام القائمة حالياً في الرمادي بعد تصريحات رئيس الوزراء يوم أمس الجمعة وتهديده بحرق خيم المعتصمين أذا لم ينسحبوا مشدداً أن هذه أخر صلاة جمعة ستقام في هذه الساحة واصفاً اياها بساحة الفتنة , المالكي مصر على انهاء الأعتصام والمعتصمون مصرون على بقائهم , الجميع يفكر بنفس الطريقة , العناد وأثبات الذات , والخاسر الوحيد هو العراقي نفسه , لا أحد يفكر في حقن الدماء وحل الأمور بالسياسة والتروي والعقل , المالكي لديه مبرراته والمعتصمين كذلك , الكل يدعي الحق , والحق ضائع لا محالة ,
استغرب من الطريقة التي يفكر بها رئيس الوزراء , ربما هو لا يفكر بناءاً على وقائع , قد تكون المعلومات التي تصله مغلوطة تماماً من قبل المقربين جداً منه , حتماً هو يفكر في مصلحة العراق من منظاره الخاص , ولكن كيف يفكر ؟؟؟ لماذا لا يحاول أن يذهب الى الأنبار بنفسه ويحل القضية من هناك , أيصعب عليه الأمر لهذه الدرجة ؟
وكذلك المتظاهرين فهم لحد الأن بدون قيادة مركزية وبدون اهداف واضحة وعلنية وصريحة , لديهم مطالب عديدة هي سياسية خالصة , هم لا يريدون أن يدخلوا السياسة ولا يفاوضوا أي سياسي , طيب كيف تتحقق مطالبكم , عامٌ مضى على حراككم هل من نتائج مثمرة ؟؟ هل هناك تقدم واضح ؟ حتماً الجواب لا , أذن لابد من أعادة ترتيب اوراقكم وتغيير أسلوب المطالبة بحقوقكم كي تحققوا شيئاً ولو بسيطاً لجماهيركم ؟
الجميع يريد تحقيق أهداف شخصية على حساب الوطن والمواطن , ولكن هناك ضحايا يجب التفكير فيهم وفي ارواحهم التي ستزهق , يجب التفكير في حقن الدماء مهما كلف الأمر , ربما الجميع يريد تحقيق أهداف قطر وأيران على حساب العراق , هؤلاء الذين يريدون أن يستنزفوا دمائنا وأن يجعلونا نتقاتل فيما بيننا لأجل مصالحهم الأقليمية , يريدونها حرباً بالنيابة , ولكن هل نحن أغبياء الى هذا الحد ؟ الا من صحوة ضمير في وقت حرج تنقذ العراق من السقوط في الهاوية ,
ياجماعة ينرادلهة وكفة زلم ونية صافية لله وللعراق , خلونة نفكر بالعراق وبس ونشتغل على حقن دم الوادم , ترة النسوان الي ترملت وفكدت اعزاز ترسن العراق , وترة اليتامى يبجون حتى الصخر , كافي دم , كافي عناد , خل نتنازل لأجل دم العراقي مو علمود شي ثاني لازم نقدم تنازلات , ترة الشغلة وصلت حدهة , والشغلة راح تصير مو زينة وراح يصير بيهة كسر اعظام , وكاعدين نشتم ريحة موت ودم , خلونة نفكر شوية شوية مو هواي ,

#محمود_الجبوري (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات