شاهر أحمد نصر
الحوار المتمدن-العدد: 4318 - 2013 / 12 / 27 - 23:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يقدم قادة الدول، وكبار السياسيين في العالم، في نهاية كل عام رسائل وخطابات يتحدثون فيها عن أهم إنجازاتهم خلال السنة المنصرمة، ومن الملفت للانتباه أن هؤلاء القادة، والسياسيين، الذين يزعمون أنهم أصدقاء سوريا وشعبها، وخاصة قادة الدول الكبرى في الشرق والغرب، يجمعون على أنهم حققوا خلال عام 2013 إنجازات كبيرة وهامة على صعيد السياسة الدولية، ولا سيما في المسألة السورية... وإذا تمعنا في اللوحة السورية بإمعان نجد النزيف الدموي مستمراً فيها منذ حوالي ثلاث سنوات، وقد كلفها ما يربو عن مائة وخمسين ألف شهيداً، وأكثر من نصف مليون جريحاً ومصاباً، وعشرات آلاف المعتقلين والمخطوفين، وحوالي ثمانية ملايين نازحاً ومهجراً داخل البلاد وخارجها، فضلاً عن الدمار الكبير في المساكن، والمستشفيات، والمعامل والمزارع، والبنية التحتية التي تتجاوز قيمتها مائة مليار دولار.
لو كان هؤلاء الساسة حقاً أصدقاء سوريا والشعب السوري، هل كانوا سيسمحون بكل هذا النزيف الذي تشهده سوريا، ولا يحركون ساكناً لإنقاذها؟
فما هي الإنجازات الكبيرة التي حققها هؤلاء الساسة الدوليون، ليتباهوا بها، ويرقصوا على دماء الشعب السوري، ويختالوا وأيديهم في جيوبهم كالطووايس أمام وسائل الإعلام؟!
إنهم يعلنون جميعاً، في الشرق والغرب، صراحة، وبكل فخر وسرور، بأن نجاحاتهم تتلخص في نزع الأسلحة الكيميائية من الجيش السوري!
لا يختلف اثنان على أن قتل الشعب السوري، وزعزعة بنية المجتمع، وتدمير سوريا، ونزع سلاحها الكيمائي يخدم أعداءها، وفي مقدمتهم إسرائيل. وليس من الصعب الاستنتاج بوجود قاسم مشترك يؤلف بين قلوب ساسة دول العالم هؤلاء، بمن فيهم ساسة الدول الكبرى؛ ألا وهو أمن إسرائيل، فضلاً عن المصالح الذاتية... ولو كان ذلك على حساب الدم السوري...
ويضع هذا الأمر السوريين أمام تحد كبير لإنقاذ أنفسهم، وبلادهم من هذا الكابوس...
آمل أن يعي جميع السوريين في العام الجديد، حقيقة ذلك، وينتصر العقل، ويجدوا القاسم المشترك الذي يؤلف بين قلوب السوريين، ويدفعهم للتفاهم حول بنية سياسية جديدة تتجاوز البنية السياسية التي لعبت دوراً أساسياً في وصول البلاد إلى ما وصلت إليه، بنية تحاسب كل من ساهم في سفك دم السوريين، وفي تدمير البلاد، وتحفظ وجود واستقلال ووحدة الوطن والمجتمع والشعب، وتحرم الآخرين من متعة الرقص على الدم السوري.
#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟