أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زاهر نصرت - هكذا كنا ... وهكذا نحن ... وهكذا سنكون














المزيد.....


هكذا كنا ... وهكذا نحن ... وهكذا سنكون


زاهر نصرت

الحوار المتمدن-العدد: 4318 - 2013 / 12 / 27 - 14:14
المحور: حقوق الانسان
    


لا يخفى على احد ان التطور الحضاري للأمم يرتبط بتقدمها العلمي والتقني ، وللعلماء والمفكرين دائماً لهم الدور البارز في تكوين المعرفة التي تسهم في بناء حضارة بلدانهم وتبعاً لذلك في بناء الحضارة الإنسانية . على هذا الأساس ما زالت حضارة وادي الرافدين رغم الآف السنين تمثل تحدياً حقيقياً في إنجازاتها العلمية التي لم يعرف اسرار الكثير منها بعد ، فالتطور الصناعي التقني العالمي قد ارتكز على تلك الإنجازات من خلال اختراع الكتابة وسيلة التوثيق ونقل الأفكار واكتشاف الزراعة واختراع العجلة ... الخ . وفي عهد الحضارة العربية الإسلامية لعب العلماء والمفكرون والفلاسفة دوراً بارزاً في ازدهار الحضارة من جديد فكانت بغداد " دار السلام " خاصة في عهدي الرشيد والمأمون مركز اشعاع علمي وثقافي يلجأ اليها العلماء من مختلف انحاء العالم لنهل العلم والمعرفة منها ، فبرز الكثير من علماء العرب وتطورت اسهاماتهم وانجازاتهم في مختلف أطياف العلوم الأساسية والطب والهندسة والزراعة والفلسفة والمنطق وغيرها ... واشتهر علماءها الذين تركوا بصمات واضحة في تاريخ الإنسانية لتنير الطريق امام الاوربيين وستظل أسماء مثل الكندي والرازي والخوارزمي وابن حيان وابن الهيثم وابن سينا وابن البيطار وغيرهم من الأسماء عالقة في الاذهان لامعة في تاريخ العلوم تتلألأ كالنجوم الساطعة في سماء وادي الرافدين الصافية لما قدمته من أفكار وآراء سديدة واعمال جليلة للإنسانية جمعاء .

اذن لا نستغرب للحدث الجلل الذي لحق بهذه الأرض وبسكانها من خلال الحقد الدفين الذي ترجم الى تدمير لكل مفاصل الحياة وقبل هذا التدمير كان مفروضاً حصاراً جائراً من قبل دولة تدعي انها احد بناة ( عالم الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان ) ، ان هذا الفعل من أعداء الله والإنسانية يهدف الى ذبح الانسان وقتل روح الخير والمحبة في داخله لتطغي روح الشر فتستباح أعماق الذات قبل استباحة ما هو خارج عنها . هذه اليد التي فعلت وتفعل بهذا البلد وتتشدق علينا وعلى العالم بحقوق الانسان والقانون الدولي وتتباكى في المحافل الدولية على الانسان المقهور او المظلوم !!! أهناك في تاريخ الشعوب والأمم ظُلمٌ وقهرٌ واعتداءٌ سافرٌ اكثر من هذا الذي يتعرض له بلدنا بأطفاله ونساءه وشيوخه وشبابه بفعل ممن ينصبون انفسهم اوصياء على بناء النظام الجديد ؟ او يجعلون من المنظمة الدولية ومجلس الامن العوبة او دمية بين أيديهم .

لقد سجل التاريخ لهم سجلاً حافلاً بأكاذيبهم وقد يعيد لنا هذا التاريخ نفسه عبر ولادات متكررة ، فبعد التدخل الأمريكي في فيتنام اعلن " مكنمارا " وزير الدفاع الأسبق في وقتها ان هذا التدخل كان خطأً كبيراً ومتى كان هذا التصريح ، كان بعد مرور ثلاثين عاماً ولا نستبعد ان يطل علينا احداً من الإدارة الامريكية التي احتلت العراق بحربها سنة 2003 وما سببته لهذا البلد لاحقاً من فوضى وتدمير لا زال يعيش تحت متونها ويعلن على الملأ ان هذا التدخل كان خطأً كبيراً ايضاً وهكذا بكل بساطة .

اذا كانت مأساة فيتنام في أمريكا ومأساة أمريكا في فيتنام ما زالت حية حتى الان يحصد اثارها المجتمع الأمريكي والفيتنامي على حدٍ سواء ، واذا كانت مأساة اليابان في هيروشيما وناكازاكي من جراء التفجير النووي الأمريكي ما زالت اثارها الجبانة حتى الان في سكان المدينتين فان لعنة أبناء العراق المشردين والمهجرين والمقتولين والذين ينتظرون اجلهم من التشريد والتهجير والقتل ، ستبقى تلاحق اقزام الإدارات الامريكية جيلاً بعد جيل وهذا فعلهم سيغدو وصمة عار في جبين الامة الامريكية لا يمحوها في المستقبل البعيد او القريب اسفٌ او اعتذار او لوم او شعور بالذنب بقدر ما انتجته حروبهم وافكارهم الاستعمارية القذرة من تخريب وتدمير .

أقول وكلي تفاءل من خلال تاريخنا المجيد ان هذا البلد بعون الله سيقوم من تحت الرماد بسواعد ابناءه والعراقي تاريخه حافل بنكوصه ونهضته واصالته نادرة وتراثه خالد وروحه تستطيع ان تعالج النفس وتغذي العقل وتتحول في داخله الى نفس صلبة رصينة قوية صابرة مؤمنة لا تنال منها احقاد الأعداء وان طالت او كثرت .

هكذا كنا ... وهكذا نحنُ ... وهكذا سنكون .



زاهر نصرت



#زاهر_نصرت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم والاخلاق الانسانية
- والدي العزيز
- لأننا عراقيون
- اين نحن من هؤلاء
- اعدام الانسان العراقي مع سبق الإصرار والترصد
- ثورة أكتوبر 1917 العظمى
- اين هي الحكومة
- متى نعي الدرس ؟
- نحو تفعيل جديد للتفرغ الزراعي
- وهمُ العيد في العراق
- المصير المجهول يحيط بواقعنا العربي المعاصر
- مفهوم الاشتراكية وطريقها الصحيح
- زمن التفتت العربي
- الرشوة ... مرض السرطان الإداري في العراق
- الاختلاف في تحديد بداية شهر رمضان المبارك
- ( الخوف والإحباط ) عنوان المواطن العراقي
- لغة الكتابة
- وضع الجمعيات الفلاحية في العراق قبل ثورة 14 تموز 1958
- الزراعة في غرفة الانعاش
- تراثنا الشعبي ... والسلطة الرابعة


المزيد.....




- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...
- جدل في لبنان حول منشورات تنتقد قناة محلية وتساؤلات عن حرية ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زاهر نصرت - هكذا كنا ... وهكذا نحن ... وهكذا سنكون