|
البؤس والمعاناة حصيلة رسالة صدام حسين سيئة الذكر
الحزب الشيوعي العراقي
(Iraqi Communist Party)
الحوار المتمدن-العدد: 1 - 2001 / 12 / 9 - 02:55
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
مرّت هذا الاسبوع الذكرى السادسة لاعلان سلطات النظام الدكتاتوري عن الرسالة التي وجهها صدام حسين الى مجلس وزرائه، لمعالجة الازمة الاقتصادية الطاحنة عبر زيادة الموارد بكل وسيلة لصالح خزينة الدولة، وتقليص الانفاق الحكومي. والى اليوم مافتئ اعلام الطاغية يصف تلك الرسالة بمعجزة القرن العشرين الاقتصادية، ويسبغ عليها هالات الحنكة والعبقرية والرؤية الشمولية والفكر الاستراتيجي، ويدعي انها وضعت حدا للتدهور المريع الذي يشهده العراق على جميع الصعد، معلقا اسباب هذا التدهور خلال ذلك على شماعة الحصار لا غير!
فعن ماذا تمخضت رسالة صدام ياترى؟
من المعلوم انها ركزت على جانبين اساسيين، الاول هو شن حملة ضريبية قاسية على القطاع الخاص وعامة المواطنين، والجانب الثاني هو بيع مؤسسات الدولة والقطاع المختلط عبر مزايدات علنية الى ازلام النظام والتجار الطفيليين المرتبطين باركانه. وقد ادى ذلك الى اضعاف اداء الوزارات والمديريات العامة بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الدولة العراقية. كما ادى الى اغلاق آلاف الورش بسبب الضرائب الباهضة وتحول العاملين الى جيش اضافي من العاطلين، فضلا عن المزيد من إفقار الملايين من ابناء الشعب، ونهب مداخيلهم الشحيحة عن طريق الضرائب والرسوم.
لقد ادرك الدكتاتور يومها استمرار انحسار قاعدته الحزبية والامنية، وهبوط معنويات عناصرها ، وعزوف ابناء شعبنا المتزايد رغم قسوة ظروفهم المعيشية عن الانضمام الى حزبه وعن العمل في بقية مؤسسات نظامه واجهزته. ودفعه هذا الواقع خصوصا الى التركيز على تعظيم الحوافز المادية، من مكرمات وهبات ومكافآت مالية متنوعة، وتسهيلات اقتصادية وادارية لوقف تآكل قاعدة نظامه، ومن ثم لتوسيعها. من اجل هذا الهدف، وفضلا عن الدوافع الاقتصادية المعروفة، جاءت رسالته سيئة الصيت التي فتحت شهية دوائر النظام ومؤسساته، وكافة اجهزته الحزبية والامنية والسماسرة والطفيليين المرتبطين به، لنهب الغالبية المسحوقة من ابناء شعبنا، التي ازداد شظف عيشها وبؤسها لصالح حفنة مختارة من افراد العائلة الحاكمة ومؤسساتها واجهزتها.
وكان من نتائج الرسالة المذكورة ان توقف الكثير من مشاريع القطاع الصناعي الخاص، في وقت تمس حاجة القطر فيه الى تشغيلها وتوسيعها.
وفي المجال الزراعي اضطر الكثير من الفلاحين الى ترك اراضيهم والهجرة منها، هربا من الضرائب والرسوم الباهضة التي فرضها النظام عليهم، كاجور السقي، وكري الانهار، اضافة الى سيطرة المالكين الجدد من اتباع النظام على المستلزمات الزراعية، من بذور، ووسائل مكافحة للآفات الزراعية، وآلات زراعية. فيما اخذ سراكيلهم يحجبون المياه عن اراضي الفلاحين البسطاء.
وفي مجال الصحة شن النظام الدكتاتوري هجوماً شرساً على مجانية الخدمات الصحية، فحو ل المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية الى العمل على اساس تجاري باسم "التمويل الذاتي"، وقن ن ما يمنح من دواء بموجب البطاقة الدوائية. وسجلت هذه الاجراءات بداية حرمان الغالبية الساحقة المدقعة من حقها الاساسي في العلاج والدواء.
كذلك شهد قطاع التربية والتعليم اهمالاً مريعاً، وتجاهلا لاحتياجاته وحفظا للانفاق عليه من الميزانية العامة، بل وحتى من الميزانيات الدورية لبرنامج النفط مقال الغذاء. وتزامن ذلك مع اتساع الجبايات المفروضة على التلاميذ والطلبة، وتأسيس وزيادة اعداد ما يسمى بمدارس الجذب الجيد او مدارس التمويل الذاتي. وادى ذلك - بين نتائج اخرى - الى المزيد من ارتفاع نسب تسرب التلاميذ والطلبة من المدارس.
ولم يتوقف الامر عند هذا الحد. فقد فتحت هذه وغيرها من الاجراءات شهية دوائر النظام ومؤسساته واجهزته لنهب المواطنين وسلبهم كل ما يسد الرمق. وراحت دوائر البلدية تلاحق الكسبة والباعة الجوالين لتلهب ظهورهم بالجبايات والاتاوات، فيما لاتقدم ادنى خدمة للمواطنين دون ثمن، بل كثيراً ما تفرض عليهم تبريعات بذريعة بناء مرفق ما او اصلاحه، لكنها تضع ما تجمعه من اموال نهاية المطاف في جيوب المسؤولين دون تنفيذ الوعود.
والشيء ذاته يتكرر من جانب اجهزة السلطة المختلفة، ومجالس الشعب المزعومة، التي راحت تفرض انواع الاتاوات على ابناء الشعب المسحوقين، تارة بذريعة احياء مناسبات الطاغية، وما اكثرها، وتارة بذريعة بناء مدرسة، واخرى لبناء مقر فرقة حزبية، وهكذا!!
وامتدت شهية السلب والنهب والاختلاس والرشوة الى كل دوائر النظام ومؤسساته بما فيها الاكثر حساسية، وبضمنها القضائية، حتى صار ممكنا بالرشوة اطلاق سراح المحكوم عليه بالاعدام، واعدام بريء بدلا عنه مقابل ارشاء هذا الضابط او ذلك المحقق!
وكل هذا من خيرات رسالة صدام حسين سيئة الصيت، التي يحتفل اعلامه هذه الايام بذكراها البائسة السادسة!
#الحزب_الشيوعي_العراقي (هاشتاغ)
Iraqi_Communist_Party#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مجزرة اعدام سجناء في -غرفة الغاز
-
العار لحكومة شارون! والظفر للشعب الفلسطيني
-
برقية تضامن مع شيوعيي تشيلي
-
من اجل إبعاد شبح الحرب عن العراق ورفع معاناة الشعب العراقي
-
مستقبل الشيوعية في القرن الحادي والعشرين
-
اكثر من 100 الف متظاهر يهتفون: لا للحرب.. لا للارهاب
-
لا للإرهاب بكل صوره وأشكاله!
المزيد.....
-
مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل
...
-
متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح
...
-
الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م
...
-
السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
-
مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
-
فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي
...
-
الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار
...
-
لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك-
...
-
-الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
-
بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|