جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4316 - 2013 / 12 / 25 - 22:19
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
شوربة العدس
من انت؟
انا لقيط والدتك. عثرت عليّ في المزبلة. وجدتني مع زوجها و هي تقول:
اريد هذا الولد. اريد ان آخذه معي الى البيت. لا تستطيع ان تمنعني مهما حاولت. اذا لا تكون لديّ قطة او كلب اريد الولد بالمقابل. اريده ان ينام في حضني. اريده ان يناديني ماما اريده ان يذهب معي الى السوق. اريد ان ابكي عليه اذا تمرض. انظر سيموت من البرد. دعني اضمه لصدري.
و لكن الزوج لم يقتنع فاودع اخيرا دار الايتام. نعم بقيت هناك لفترة الى ان ضاقت النساء بوجودي:
- نعم هو ولد هاديء و لكنه يضيع مفاتيحه باستمرار و لا يريد الذهاب الى المدرسة و في عينيه الحزينتين نظرة شيطان.
- يقال ان والده لم يرض ان تحتفظ به والدته. أليس هذا غريبا؟
- بالتأكيد و لكني سمعت انه كان لقيطا وجد على مزبلة و البعض يقول ان والده كان شرطيا بسيطا. دعنا نحاول ايجاد بيت جديد له لعل هناك من يريد اصلاحه.
تنبنتي عائلة جيدة بعد فترة و فتحت عيوني في محيط جديد و مدرسة جديدة الى ان وصلت الى سن المراهقة.
ثم وقع الولد في حب المرأة و والدته الجديدة و ادمن على مراقبتها و بدأ يخلعها بعينيه و عندما ذهبت الى الحمام لتستحم اتخذ موقعه عند ثقب المفتاح. للاسف حست به السيدة الوالدة و اخبرت زوجها عنه فطرد حالا من البيت. عيب عليك - الخزي و العار عليك - هذا الولد لا يستحي و لايهمه حتى اذا كانت والدته.
تبنته اخيرا سيدة كبيرة بالعمر - طلبت منه بالمقابل ان يتسوق لها و ينظف البيت و يهتم بها. كان ولدا مطيعا و هي تطبخ له دائما طبخة يكرهها و يقول: أليس هناك شيء آخر غير شوربة العدس؟ عندما ماتت الام الكبيرة ترك البيت لفترة ليبحث عن عمل.
عاد الى البيت ليمسكها بقوة و لكن البيت كان فارغا و وجد ان رائحة شوربة العدس لا تزال تفوح من البيت فقرر ان يطبخها لاول مرة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟