أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - الدولة الديمقراطية















المزيد.....

الدولة الديمقراطية


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 1228 - 2005 / 6 / 14 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشأت الديمقراطية في بدايتها متمثلة لدى طبقة واحدة تتساوى في المنزلة والامتيازات واقصد هنا في حضارات وادي الرافدين واليونان القديمة حيث كانت الاولى مقتصرة على طبقة الالهة فحسب والثانية متمثلة بطبقة حاكمة وهي طبقة النبلاء ومستثنى في كلا الشكلين من الديمقراطية جميع الطبقات الشعبية،حيث لم يكن هناك اي تضمين حقيقي لوجودها ولبقاءها ،لم تكن في نظر الاقلية الحاكمة سوى آلات عضوية يجري استغلالها من اجل ضمان وجودها اي (الاقلية) التي رسخت ولفترات طويلة من تاريخ البشرية حكمها ، وذلك لايندرج على الحضارات القديمة فحسب بل يكاد يرتبط بشكل فعلي بالازمنة الحاضرة التي نعيشها ايضا ، ان تاريخ البشريةلا يمثل سوى تاريخ الاقلي السلطوي وليس تاريخ الاكثري الذي يغالب العناء والشقاء بجميع اشكاله والوانه .

مع ظهور الثورة الصناعية في اوروبا وتشكل الدولة الحديثة ، ظهرت الكثير من النظريات والافكار حول الدولة وطبيعة تجسدها في المجتمع متمثلة بالدولة القائمةعلى العقل وعلى تأسيس حقيقي لقيمة الفرد وظهور القوانين التي تعلي من شأن المواطنة وخصوصية الكائن البشري وحريته متمثلة بأحترام القانون والنظام الذي يحمي الانسان من حيث حقوقه في العمل والملكية والفكر والعقيدة الخ ، هذه الدولة اعتمدت كثيرا على الارث اليوناني العقلاني بشكل كبير ولان العقلانية اصبحت هي الوحيدة المعبره عنها . ظهرت الدولة الحديثة حاملة شعارات حقوق الانسان وسيادة مفاهيم الحق الاجتماعي والطبيعي للحياة والبقاء ، ولكن ضمن مجال مجتمعاتها فحسب اي ضمن مجال نشأتها ، في حين ان تعاملها مع المجتمعات الغريبة عنها وعن الحداثة والتطور والصناعة كان اشد بدائية ورغبة في الهيمنة والاستحواذ ، لانها في النهاية اي الدولة الحديثة وليدة طبقة تجارية عكازتها الحقيقية كانت جميع الخيرات والمناطق الخصبة المستكشفة حديثا ، وهنا اجد من الصحيح تسمية هذه الدوله "ماهي الا شركة رأسمالية كبيرة قائمة على التركيز الدائم على تحقيق اكبر قدر ممكن من الارباح والفوائد والسيطرة " ومن ثم لم تسعى هذه الدوله الى بناء حضاره انسانية تشمل العالم اجمع بل هي ارتبطت بظروف نشأتها وطابعها المؤسس على تجريد

الانسان والحياة من اي حلم بالتغيير وبناء نموذج انساني رفيع ، من خلالها ظهرت الديمقراطية الحديثة والمسماة ب( البرجوازية )نتيجة ارتباطها بطبقة اكثر دافعية من اجل ترسيخ كيانها لانها في النهاية هي المستفيد الاول من هذا الشكل من الديمقراطية وهي الضامن الوحيد لعائداتها التجارية والاقتصادية،اذ استطاعت ان تحدث قطيعة مع الماضي القروسطي وسيادة النزوع الى الاوهام التي يضفي عليها الاكليروس غطاءا دينيا من شأنه ان يجعل الذات البشرية اكثر تشبثا بقيم بعيدة عن كل ماهو معاش وعياني وموجود على ارض الواقع ، لقد استطاعت هذه الدولة في القرن التاسع عشر ان تتاسس على مفاهيم (الامة ) ( السيادة ) (قومية ) الخ ، حيث تم اعطاءها غطاءا فكريا وفلسفيا ومن ثم توزعت جميع مراكز الاهتمام على دور المؤسسات التي تقوم عليها الدولة الحديثة كالاحزاب السياسية والنقابات العمالية الخ ( د. رفيق سكري / الفكر العربي المعاصر /العدد 23/ 1983/ص 86 ) ، لقد ساهمت هذه الدولة بشكل كبير في تقدم البشرية من خلال استخدامها الدائم لنظرية التصحيح المستمر للقيم والافكار وكذلك من خلال خلق العالم وفق صورة استهلاكية ذات بعد واحد( وهنا ضمن مجتمعات معينة ) لاهث بشكل مستمر لكل ماهو جديد وغير مجرب ، اي انها ارتبطت بثقافة المجهول لديها واقصد هنا انه لاتوجد ثقافة تشكل الحدود والنهاية ثقافة تستطيع ان تصحح ذاتها لانها مرتبطة اشد الارتباط بالثورة العلمية والتكنلوجية التي لاتهدأ او تثبت على حال وهنا هي تختلف اشد الاختلاف عن تلك الثقافة الجاهزية لدى مجتمعاتنا اذ لديها المعلوم ثابت لايوجد هناك معرفة كي يطرح السؤال عليها ويعاد تصحيحها ، إذ لدينا الاخيرة منتهية ونهائية ولايشك مطلقا في اصولها وثوابتها وهذا يعود الىترسيخ طويل من قبل جميع اللافاعلين في المجتمع والذين يملكون وظائف الاستغلال الرمزي لجهازهم المعرفي والادراكي ومن ثم لاتوجد هناك اي طبقات تستطيع ان تظهر بشكل جديد ومغاير لها نموذجها وطبيعتها المرافقة بتغير شكل المجتمع وتطوره . ان الديمقراطية التي ترتبط بأرادة الشعب هي اكثر تحررا من تلك التي تؤسس على إرادة الافرادوتحكمهم به اي الشعب ومن ثم

يسيطر اللامعقول الذي يقود بدوره الى عوامل تتمثل بالنفي لارادة الانسان وعقله كما يرى ذلك

فيلسوف عصر النهضة سبينوزا الذي لا تقوم الدولة لديه إلا على العقل بشكل كبير وان هذا الاخير يعمل على تجنب الصراعات والمنازعات بين الافراد انفسهم ،حيث يطالب الدولة ان تتنازل عن حقها المبني على القوة في سبيل الخضوع لحكم العقل ( فؤاد زكريا /اسبينوزا / سلسلة الفكر

المعاصر / الطبعة الثانيه 1983 / الموضوع الذي يتعلق بالدولة) . يصنف المفكر العربي عبدالله العروي الدولة الى اربعة اشكال 1- الدولة التاريخيه 2- الدولة الحديثة 3- الدولة الصناعية 4- الدولة المعاصرة

الدولة التاريخية تتركز فيها السلطة لدى اقلية اوتوقراطية مهيمنة تعمل على تمجيد الاله او البطل او الزعيم او القائد الروحي الخ ، هذه الدولة وجدت مع تشكل بدايات الدولة وما تزال بعض المجتمعات البشرية تعيش اشكالها ومثالنا هنا جميع الدول ذات البعد الشمولي التي يحتكر السلطة فيها الحزب الواحد والفكر الواحد الخ ، حيث يرى الفيلسوف بودان ان هذه الدولة تملك السلطة المطلقة والدائمة والتي لا يمكن ان يحددها اي قانون ومن ثم لاتوجد اية سلطة انسانية فوق سلطة حاكم الدولة ومن ثم لا يؤدي ذلك إلا الى دمج حقوق الدولة بحقوق الملك او السلطان صاحب الجلاله ( د. رفيق سكري / الفكر العربي المعاصر / ص 90 ) اما الثانية فهي الدولة الحديثة كما اسلفنا عنها اعلاه ، إذ تتداخل هذه الدولة مع الدوله الصناعية وتشكلان معا قيما متماثلة ،حيث يعرفها

ماركس على انها لا تعد سوى هيئة للسيادة الطبقية ، هيئة لظلم طبقة من قبل طبقة اخرى ،هي تكوين ( نظام ) يسمح هذا الظلم بمسحة القانون ويوطده ملطفا اصطدام الطبقات ( لينين / الدولة

والثوره ) أما ماكس فيبر فيعرفها على انها تلك المؤسسة الاجتماعية التي تحتكر الاستعمال الشرعي للقوة المادية في اقليم معين ( الفكر العربي المعاصر/ د. رفيق سكري ص 90) لقد نظر الكثيرون وانخرطوا في توجهات واحزاب سياسية من اجل تقويض هذه الدولة القائمة على التناقضات الطبيقة وبناء نموذج

مغاير لها اكثر انسانية لكن الاحلام واليوتوبيات البشرية سرعان ما تتبدى وتزول تاركة وراءها سنوات من الخيبة والانخراط الايديولوجي النضالي الذي لم يستطع معرفة قوانين الاشياء ودورة الازمنة وقطائعها وطبيعة التغيرات

التي تحدث والتي من شأنها ان تغير الحياة البشرية بأكملها ، ان الدولة المعاصرة لها من الامكانية والبقاء أكثر من اي زمان اخر فهي قد تجاوزت الحدود والدول من خلال عالميتها ودرجة اعتمادها على مجالات كبيرة من النفوذ بدء بالاقتصاد والتكنلوجيا الهائلة ومزيدا من تركز السلطات لدى مجموعة بشرية اكثر نفوذا ، فهل يعد على سبيل المثال

تجاوز الطبيعة البشرية المنقسمة على نفسها فكريا ومعرفيا وثقافيا الخ امرا عير ممكن في ظل توحيد العالم ضمن ثقافة معينة واحدية وغارقة في شكلانية مفرغة من اي محتوى ، هذا ما تروجه هذه الدولة من خلال نفوذها العالمي وكثرة المؤسسات التي تضفي على الانسان قالبا واحدا ولثقافة معينة . ان مجتمعاتنا عندما ظهر فيها العنف والارهاب وتوزيع

الاستبداد والتطرف في اماكن شتى من بقاع العالم كانت لديها جميع محركاتها واسبابها في ذلك تتمثل في تخلفها وفقرها وابتعادها عن الحداثة والنظرة الى العالم بشكل يضفي عليها طابع التفاؤل والتقدم الخ ، وهنا لا ننظر الى مجتمعاتنا من خلال نظرية المؤامرة التي يتعامل من خلالها الاقوى والاكثر تقدما معها فحسب بل من خلال طبيعة مجتمعاتنا نفسها وعامل الجمود التاريخي لديها ، اضافة الى تتالي الاستبداد وتعششه في كل زاوية من زوايا عالمنا بدءً بالاسرة والمدرسة ومؤسسة الحزب وباقي المؤسسات الاخرى الخ . لا يمكن بناء مجتمع ذي ثقافة ديمقراطية إلا من خلال وجود جماهير واعية ومتعلمة وقادرة على تغيير شرط وجودها الانساني ، ان وجود مجتمعات تعاني الامية ونقص التعليم احد الاسباب الكبيرة في ضعف الديمقراطية واحد اسباب تأ خرها في عالمنا العربي والاسلامي ،ومن ثم جعل الامر بالضرورة نشوء دول تم استئصال حداثتها وثلم عنصري الابداع والاستقلالية ومن ثم ايضا الوقوع في النهاية تحت سطوة العشيرة وقابليتها في الانتشار على جميع مؤسسات الدولة ، حيث ما نزال نعاني منها الى الوقت الحاضر ومع مؤسساتنا الجديدة من خلال الامتيازات والمناصب التي ما ان تعطى الى شخص معين حتى يبدأ الاقربون من عشيرته في الدخول في لائحته الوظيفية الجديدة ، وما تركز السلطة الدكتاتورية الصدامية لعقود بشعة من الزمن في عراقنا إلا دليل على ان القبيلة والعشيرة اشد التصاقا بمجتمعاتانا اضافة الى طبيعة التكوين الطائفي والعرقي لها . في النهاية ماهي الدولة التي من الممكن ان تهب لانساننا كرامتة واحساسه بجدوى الحياة وفاعليتها ، هي دولة قائمة على 1- وجود ثقافة ديمقراطية اساسها الانسان من خلال قوانين تعلي من قيمة الكائن البشري هذه القوانين مرتبطة بالضرورة بمسألة الرفاه الاقتصادي كالضمانات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الخ

2- ان تكون الدولة قائمة على انبثاقها الحقيقي من البشر الحقيقيين ومن ثم تتجاوز عامل الاستغلال او تأسيس مزيدا من التناقضات الطبقية في المجتمع

3- ردم الهوة التاريخية التي تفصل الدولة عن المجتمع اي الحاكم عن البشر الحقيقيين ومن ثم يصبح الرئيس مجرد مواطن عادي جدا رشحته الامكانية والكفاءة والنزاهة والخبره

4- ان تمثل الدولة تجربة بشرية قابلة للتحول والتغيير اي ان لا تتكلس في صورة معينة او نموذج معين ومن ثم يضفى عليه عنصر القداسة والتأليه اليوتوبي ، وفي النهاية هذه الدولة من الممكن ان تكون نموذجا لبناء شعب تترسخ فيه القيم الديمقراطية والانسانية من خلال احترام كائنية الوجود البشري



#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - الدولة الديمقراطية