أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماجد الشمري - سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(4-6)















المزيد.....

سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(4-6)


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 4316 - 2013 / 12 / 25 - 17:11
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


وهنا..نتسأل:الم يعمل لينين نفسه-من حيث لايقصد-على التمهيد لمسألة تقديس الحزب والتأسيس لها؟.من النافل التأكيد على اننا سنجد مقاطع عديدة من مؤلفات لينين،تبجل وتمجد القدرة والمهمة التاريخية للحزب البلشفي،وفي الحقيقة،فان بناء صرح"اللينينية"النظري لم يتم تشييده الا استنادا لتلك المقاطع النصية.غير ان تفكيك المقتطفات واعادة تركيبها،ليس اسلوبا مقنعا،وسيعيدنا حتما الى صخب وفوضى"اللينينيات"المتصارعة،والتي قادت لتلك النتائج المريرة والمعروفة.لابد لنا اذا،من البحث في مكان آخر.في حادثة ليست متداولة او معروفة على نطاق واسع،قد نجد ضالتنا،ونلقي بصيصا من الضوء على تلك المسألة..جرت الحادثة في وقت لم يكن لاحد فيه ان يتصور اي خرافة ل"لينين"تنشر"وصايا"للحواريين المؤمنين المخلصين!،والمستعدون لتنفيذها بأمانة وشرف رسولي!.في ذلك الحين كان ستالين نفسه قادرا على الحديث عن"اخطاء"القائد في حضوره!!وكان يفعل ذلك بطريقة مختلفة عن"طقس""القسم"الذي اتبعه لاحقا!.في جو من المساومة ذات الطبيعة الرخوة،مع شيء من المزاح والمداعبة المرائية،هو:اجتماعا نظم في موسكو بتاريخ23/4/1920-الذكرى السنوية الخمسين لميلاد لينين-.لم يكن الاحتفال يرفل بطقوس المهابة او العبادة ولو بحدودها الدنيا!وهذا مانجده في مساهمتين:مساهمة لينين،ومساهمة ستالين.بدأستالين كلمته قائلا:انه يريد ان يتحدث عن"نزعة خاصة بالرفيق لينين لم يسبق لاحد ان اكد عليها حتى الان،الا وهي:تواضعه وشجاعته ازاء الاعتراف بأخطائه"!!.ويضرب مثلا على ذلك:الاول:عن الجدل الذي كان محتدما في صفوف البلاشفة في كانون الاول/ديسمبر1905 حول مسألة مقاطعة الدوما الجديدة.والثاني:وهو الاكثر اهمية بكثير من الاول،فحسب رواية ستالين:لم تنجح الثورة بفضل مبادرة لينين!-الذي نجح في التغلب على التردد والممانعة التي ابداها اكثرية قادة البلاشفة،وبقرار منه-بل بفضل السياسة الحكيمة"للرجال العمليين"من اعضاء اللجنة المركزية(ومنهم بالطبع ستالين)فهؤلاء هم من تحركوا وفق الهامهم دون الالتفات الى نصائح لينين التي لم تكن تخدم الا في" تدمير كل شيء"!وان لينين اعترف،فيما بعد "بأخطائه"مقدما درسا لاينسى للجميع!!يبدو هنا ستالين مدافعا عن رأي تروتسكي،دون ان يقصد:"فنحن لم نصغي اليه(الى لينين)،بل تابعنا تعزيز السوفييتات وصولا الى عقد مؤتمر السوفييتات في25اكتوبر والانتفاضة المظفرة"-غير انه في مابعد،وفي كتابه"تاريخ الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي(موجز)"لم يتردد في تحويل اقتراح تروتسكي الى تهمة اضافية ضد"عدو الشعب"المكروه،والذي حاول،كما زعم ستالين!،ان "يماطل"فتضيع فرص الانتفاضة!!!.وطبعا ليس مهما هنا مدى التشويه الكبير لتاريخ انتفاضة اكتوبر!فستالين نفسه قام باجراء اكثر من"تصحيح"واحد لابراز دوره وتلميع هذا الدور!!وفي الوقت الذي ثارت فيه بعد موت لينين،الخلافات السياسية حول قضايا التاريخ بين بعض من ابطال الانتفاضة،وقد توفرت بعد موت ستالين الكثير من الوثائق الدقيقة لوقائع التاريخ،مما يضع مصداقية اغلب الروايات على محك الحقيقة.اما الجانب الاكثر اهمية،فهو جوهر خطاب ستالين..واطروحته الاساسية المتوارية خلف قناع كيل المديح المرائي والمزيف!على تواضع وشجاعة القائد في" اعترافه بأخطائه بالذات"!والنقطة التي حاول ستالين تضخيمها هي:انه من الممكن حتى لقائد مثل لينين،وفي اكثر اللحظات حرجا وحسما ان يقع في اخطاء خطيرة(وفي هذه الحالة خطأتآمري مباشر!!)في حين ان الحزب بأستطاعته تصحيح الاخطاء وانقاذ الثورة!فعلى الرغم من عدم وجود قائد لايخطيء،مهما كان فكره وذكائه،فقد وجد الحزب،حزب البلاشفة،الذي استطاع من خلال تنظيمه وقيادته ان يمتلك موهبة استحالة الوقوع في الخطأ!!..اذا..لم لانقدم هذه الضمانة الايديولوجية هدية للطبقة العاملة!!والتي كثيرا ما خدعت ومورست ضدها الخيانة من قبل الاحزاب الاخرى!!.اما مداخلة لينين التي بدأها-حيث لم يشارك في القسم الاول من الاجتماع،ولم يسمع بالتالي الكلمات الاولى لستالين-بمساهمته القصيرة،وبتقديم الشكر للمهنئين،وتابع كلامه ليقول:انه تلقى عربونا للصداقة،صورة كاريكاتورية ممتازة،تصور مثل هذه الاحتفالات والخطب الكثيرة:"انني اقدمها حتى يراها الجميع من اجل ان يعفونا من مثل هذه الاحتفالات،وبصورة تامة من الان وصاعدا"!وبعد هذه المقدمة الوجيزة المرحة والخفيفة الظل!انتقل لينين الى القسم السياسي من مداخلته.وهكذا رأينا ان لينين لم يحاول في مداخلته الختامية ان يخفي امتعاضه من الجو الانتصاري،والذي تشجع عليه تلك المناسبة،فقد شعر بضرورة التحذير من اخطار هكذا اسلوب في تمجيد الحزب.فقد عبر عن ردة فعله على المظاهر الاولى من النزعة-التي حددها غرامشي فيما بعد،وما سماه"الكبرياء الحزبي"-.وكان جوهر خطابه كامنا في دحض هذه النزعة،فبعد المقدمة الموجزة والخيفة الظل كما ذكنا،توغل لينين في اقتباس مطول من كاوتسكي،اعقبه تعليق قصير( اقصر من الاقتباس نفسه)وكان هذا كل شيء!.مايثير الاستغراب ان نجد اقتباسا بهذا الطول في خطاب واضح ومباشر وموجز!وخاصة عندما تكون الرابطة بين الاقتباس والتعليق ايضا واهية وضعيفة،بل ومقحمة ايضا.لذا نستطيع ان نستنتج،بان:لينين اعد هذا الاقتباس ليستخمه في خطاب اكثر ملائمة،ولكن الخطب التي سمعها خلال تلك الامسية،هي التي قادته لاستخدام الاقتباس بشكل مغاير!وهذه الفرضية يوحي بها حقيقة،ان الاقتباس نفسه يمكن العثور عليه في الصفحات الاولى من نصوص اكثر شهرة،كان لينين يقوم بكتابتها في ذلك الوقت:الشيوعية اليسارية.والاقتباس موضوع البحث،مأخوذ من نص كتبه كاوتسكي في عام1902والذي تنبأفيه-معارض الثورة البلشفية في المستقبل-بأن:روسيا ستغدو طليعة الحركة الثورية،وانه"ستخدم الغرب كمعين للطاقة الثورية".لقد كانت تلك الكلمات نبوئية.وفي"الشيوعية اليسارية"استخدمها لينين بوصفها كذلك،من اجل التوكيد على الاهمية الاممية"العالمية للثورة الروسية:"كم كان كاوتسكي محقا في ماكتب قبل ثمانية عشر عاما".ومن الواضح ان هذا التعليق كان مفهوما بسهولة،وكان لينين على مايبدو قد قرر توظيف هذا الاقتباس من كاوتسكي لخمة غرض اخر مختلف،بل ومناقض ايضا.فالتأملات الذي اثارها نص كاوتسكي هي كما يقول لينين:"ان هذه الكلمات تجعلني افكر بأن حزبنا قد يجد الان نفسه في وضع خطير جدا،هو وضع رجل متورم الرأس،وهو وضع كثير الغباء يدعو للخجل،ويثير السخرية،ونحن نعرف ان عمليات سقوط الاحزاب السياسية وانحطاطها غالبا ما كانت مسبوقة بأوضاع تساعد على بروز الرؤوس المتورمة،وفي الحقيقة فان ما توقعه الرجل الذي اقتبست من كلامه عن الثورة الروسية،والذي هو الان عدونا اللدود،كان عظيما الى درجة كبيرة"..من الواضح ان لينين يقصد:ان الاستنتاجات التي ظن بعض البلاشفة ان بوسعهم استخلاصها من نجاحات الثورة الروسية كانت اكبر من ان تقاس،وحذر من ان هذه النجاحات:"لم تتح لنا فرصة التغلب على الصعوبات الرئيسية"ذلك انه لم يكن ممكنا بعد"تولي المهام التي تشكل جوهر الثورة الاشتراكية".هذه الفكرة يجري التأكيد عليها المرة تلو الاخرى:"لذلك فأن الخطر الذي تنبهنا اليه الكلمات التي اقتبستها يجب ان يتذكره البلاشفة ويأخذوه مأخذ الجد كل منهم على حدة وبوصفهم حزبا موحدا وحدة عضوية ،من جهة ثانية".واخيرا اختتم خطابه قائلا:"املا ان لانسمح لحزبنا ،ومهما كانت الظروف بأن ينمو له رأس متورم".ولكن من المؤسف ان سمح الحزب البلشفي بان يتورم له رأس كبير جدا ابتلع باقي الرؤوس في تراجيديا دامية!!!!...
...............................................
يتبع....
وعلى الاخاء نلتقي.....



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(3-6)
- سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(2-6)
- سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(1-6)
- ماركس..ومفهوم البروليتاريا(3-3)
- ماركس..ومفهوم البروليتاريا(2-3)
- ماركس..ومفهوم البروليتاريا(1-3)
- الماركسيون..واشكالية الموقف من الطقوس وحضور ذاكرة التاريخ ال ...
- هزل(انهيار الرأسمالية)السفيه!!-تأملات في الليبرالية الجديدة( ...
- هزل(انهيار الرأسمالية)السفيه!!-تأملات في الليبرالية الجديدة( ...
- هزل(انهيار الرأسمالية)السفيه!!-تأملات في الليبرالية الجديدة( ...
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(الاخير)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(17)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(16)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(15)
- فؤاد النمري/ حوار الدم...مطاردة الساحرات!!!
- لينين-تروتسكي ...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(14)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(13)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(12)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(11)
- كرنفال الديالكتيك،وصياح الديك!!!


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماجد الشمري - سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(4-6)